استضافت مكتبة أكمل مصر مساء الأربعاء الماضي الكاتب أحمد زغلول الشيطي، والناقد عمر شهريار، ود. سيد البحراوي؛ لمناقشة المجموعة القصصية "ضوء شفاف ينتشر بخفة" الصادرة حديثاً عن دار ميريت. أدار الندوة الشاعر عبد الرحيم يوسف، وقدّم المجموعة التي تحتوي على 50 نصاً يغلب عليهم طابع السرد، وتقع المجموعة في حدود 76 صفحة. قرأ الكاتب أولاً عدة نصوص من المجموعة، ثم تناول الناقد عمر شهريار المجموعة بالتحليل، وعرّف الكاتب على أنه من أهم كُتّاب التسعينيات، وهو كاتب شغوف بالمكان وتحوّلاته عبر الزمن. كما أشار إلى تكرار بعض المفردات لدى الكاتب كالأسوار، والقصص التي تحتوي على قدر كبير من التجريد، ويُهيمن عليها الأسئلة الفلسفية، وقرب نهاية المجموعة تتحوّل القصص للشعرية أكثر، حتى أنها على شكل كتابة القصص، فبعض القصص أصبحت تشبه القصيدة، كما أن بعض القصص عبارة عن لوحات أو اسكتشات خالية من الحوار ويغلب عليها طابع السرد. وأشار شهريار إلى شخوص القصص نفسها التي بها دائماً لمحة من الحنين إلى الماضي، وهي شخوص مأزومة ومتوترة وتساؤلاتها الدائمة دليل على ذلك. ومن جانبه تناول د. سيد البحراوي أسلوب الكاتب ولغته بالتحليل، وأشار إلى أن الكاتب يعمل على اللغة بدأب ووعي وهذا مهم جداً؛ لأن اللغة هي الأدب ذاته وليست مجرد أداة، كما تناول د. البحراوي الهفوات اللغوية الموجودة في المجموعة. ويرى د. البحراوي أن المجموعة تعدّ مجموعة نصوص متميّزة ولا يرى فيها أكثر من إحدى عشرة قصة قصيرة، أما باقي النصوص فهي مجموعة من المَشاهد الثابتة التي تخلو من أي أبعاد درامية ولا تسمح للمتلقي بأن ينفتح عليها والكاتب أغلقها إغلاقاً مفتعلاً، واتخذ أمثلة من المجموعة على ذلك مثل قصة "قمر فوق الميناء" وقصة "راعي الحمام". وأوضح د. البحراوي أن هذا كان اختياراً مقصوداً من الكاتب يُمثّل رؤية محددة للعالم وهي الرؤية الوجودية، ورغم ذلك فكثير من النصوص انتهت نهاية جيدة. ثم قرأ الكاتب قراءة ثالثة لبعض نصوص المجموعة، وبعدها تلقّى عدة مداخلات من الحضور الذي قرأ المجموعة، وعلّق عليها قائلاً: إنه كان يتوقّع جدلاً من النقاد حول مجموعته؛ والسبب اعتقاد النقاد أن بعض قصص المجموعة تميل للشعر أو القصيدة، وأشار إلى أنه كان يأمل أن يُثير الكتاب النقاش حول مقولة "زمن الرواية" كذلك حول حدود العلاقة ما بين الأنواع الأدبية وما إذا كنا في زمن الرواية أم زمن "السرد". ويتوقع الشيطي أن تزدهر الأنواع السردية أكثر، وأن تنفتح على بعضها أكثر من ناحية، وأن يزداد تفاعلها وانفتاحها على باقي الفنون من ناحية أخرى، وهو يعكف حالياً على كتابة رواية قطع فيها شوطاً لا بأس به، وقد قرأ بعض الأصدقاء أجزاءً من المخطوطة لم يستقر على عنوان للرواية. ثم ختمت المناقشة بتوقيع المجموعة "ضوء شفاف ينتشر بخفة" للحضور.