لو سمحتم ساعدوني أنا في الثانوية العامة، ومش فاكرة ولا كلمة من المنهج، وأنا والله كنت شاطرة في الأول، بس دلوقتي أنا زهقت وباعيّط كتير، وتعبت وبقيت أنام كتير، وباتفرج على التليفزيون، وكل اللي كانوا أقل مني دلوقتي أشطر مني، قولوا لي أعمل إيه؟!! أنا تعبت وعايزة أنتحر وما بقيتش أروح لأي درس بقالي أسبوعين، وبقيت زي الزفت، وكل الناس بقيت شاطرة، وما حدش بيساعد، وكله بقى خبيث وبقوا يكرهوا بعض، أعمل إيه أنا هاموت.. أنا نفسي في طب، أكييييييد ده حلم حياتي، وعمري ما هاسيبه؛ بس والله تعبت، أنا حلمي طول عمري أطلع من أوائل الجمهورية، وأبقى زيهم وأسافر وأطلع في التلفيزيون.. بس دلوقتي كل المدرسين بيقولوا إني بقيتي زفت، وهاضيع، وكل ما أقول هاذاكر ما باقدرش. الحقوني فاضل 120 يوم بس. والامتحانات قربت وهتيجي صعبة، قولوا أعمل إيه؟؟ hamsaesam
"فاضل 120 يوم بس" جملة مهمة، وهي السبب الرئيسي لمشكلتك، واضح إنك متفوقة وإلا ما كنتيش حلمتي "بكلية الطب"، وإنك تبقي من أوائل الثانوية العامة، إنتي شاطرة فعلاً بس دلوقتي إنتي بتواجهي ضغط نفسي وقلق وتوتر بسبب قرب الامتحانات، وعشان كده بتتخيلي إنك ناسية كل حاجة ومش فاكرة ولا كلمة من المنهج. والنوم والفرجة على التليفزيون والبكاء والتعب ما هي إلا طرق عشان تهربي من الضغط والتوتر النفسي ده، وترجعي تحسّي ببعض الهدوء. لكن بعد الهدوء ده يرجع مخك يثير العواصف، ويرجع القلق بصورة أكبر؛ خصوصاً لما تسألي نفسك طيب أحافظ على تفّوقي إزاي؟ وهاجيب مجموع إيه؟ وهاقدر أدخل كلية الطب؟ يا ترى ويا ترى. وهكذا، كمّ من الأسئلة لن تستطيعي الإجابة عليها الآن، ولا أحد يستطيع الإجابة عليها؛ لأنها في علم الغيب وبيد الله؛ فنحن نشغل أنفسنا عن الأخذ بالأسباب، ونفكر في النتائج، ونغفل قدرة المسبب سبحانه وتعالى. صديقتي إن استمرارك في الهروب والبحث عن أشياء لتضيّعي وقتك بها لن يفيدك بشيء، بكاؤك طول الوقت وكلمة "زفت" التي تكرّرينها والتفكير في الانتحار أيضاً يضرّونك أكثر مما ينفعونك، ولا أريدك أن تصنعي فشلك بنفسك، إن القلق والضغط الذي تسببينه لنفسك هو السبب في فقدانك الذاكرة ونسيانك ما تذاكرينه؛ لذلك يجب أن تتعاملي مع مشكلة النسيان بعقل واعٍ كما تنصح د.نهلة نور الدين الطلبة الذين يعانون من هذه المشكلة بالتالي: تعلّمي طرقاً أكثر إيجابية للتعامل مع القلق والضغوط النفسية: اسألي نفسك ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ ألا أحصل على المجموع الذي أريده، ما هي الطرق الإيجابية التي أمنع بها ذلك؟ المذاكرة والاجتهاد. بس ممكن أذاكر ولا أحصل على مجموع عالي... النتائج ليست بيدنا هي بيد الله؛ فمن الحكمة أن نتّقي الله ونفعل كل شيء ابتغاء مرضاته حتى نقف أمامه ندعوه بلا خجل. وأتمنى أن تقرئي أجزاء من كتاب "دع القلق وابدأ الحياة"، ويمكنك تحميله من على الإنترنت بعمل بحث باسم الكتاب. أيضاً استغلي وقتك في شيء أكثر إيجابية أيضاً: مثلاً الدخول على مواقع تعليمية ومواقع تعطي بعض الكورسات المجانية في مجالات مختلفة. ولا تظلّي تعدّي الأيام حتى يوم الامتحان؛ فإنك لن تستطيعي أن تتابعي المذاكرة 24 ساعة كل يوم؛ فأنت بحاجة إلى تنظيم وقتك بين نوم وأكل ومذاكرة ودروس، وساعة أيضاً للمتعة؛ لتستعيدي نشاطك، وتستطيعي العودة للمذاكرة بعقل طازج. أنت بحاجة للتعامل مع الضغوط بعقلك الواعي؛ فلا تسلّمي نفسك لليأس، وإذا استمرّ معك القلق والنسيان ولم تستطيعي التغلب عليهم؛ فلا مانع من اللجوء للطبيب النفسي. وفّقك الله.