أ ش أ أكد الدكتور مصطفى حجازي -المستشار السياسي لرئيس الجمهورية- أن عملية المصالحة ستسير جنبا إلى جنب مع تشكيل الوضع الجديد في مصر، مستبعدا مشاركة قيادات جماعة الإخوان وبخاصة المسجونين منهم، في الحياة السياسية. ووصف حجازي -في حديث لصحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية اليوم (الجمعة)- معظم قيادات جماعة الإخوان بأنهم "متطرفين للغاية" بشكل يجعل من الصعب قبول عودتهم للحياة السياسية، مؤكدا أن هؤلاء الذين يتحدثون عن السياسة بشكل منطقي من وراء القضبان هم أنفسهم الذين حرضوا على العنف في اعتصاماتهم التي أقاموها بالقاهرة على مدار 45 يوما، حسب تعبيره. واستبعد إمكانية أن تقيم هذه القيادات أساسا للثقة مع الحكومة الحالية أو الشعب المصري، مشيرا إلى أن أفضل ما يمكن لهم يفعلوه من أجل مصلحة المواطنين بشكل عام، وجماعة الإخوان بشكل خاص، هو أن يعتزلوا العمل السياسي. وقال حجازي: "أيديولوجية الإسلام السياسي التي تبنتها الأحزاب التي ظهرت في مصر والجزائر يجب النظر إليها كأيديولوجية فاشلة"، موضحا: "هذه الأيديولوجية تعتمد على شعارات وأفكار جامدة ولا تعمل على إيجاد حلول للقضايا التي تتعلق بحياة الإنسان بشكل عقلاني وفعال". وحول إمكانية خوض الفريق أول عبد الفتاح السيسي -النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة- الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال حجازى إن السيسي يمتلك المواصفات التي يراها المصريون في قائدهم، مؤكدا أن السيسي لا يتدخل في العملية السياسية بمصر، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يفضل موقعه في القوات المسلحة كرمز عسكري على توليه منصب رئيس الجمهورية. وتابع: "عدم ظهور شخص بالمواصفات التي تتطلبها القيادة بحلول موعد انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر فإن ذلك ربما يدفع السيسي إلى خوض الانتخابات بعد أن تحول إلى رمز للمصريين". واستطرد: "أعتقد أن الفريق السيسي يمكن أن يكون أيزنهاور مصر في نهاية المطاف"، في إشارة منه إلى الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور الذي كان قائدا عسكريا ثم وصل إلى منصب رئيس البلاد بتأييد شعبي واسع. وذكرت الصحيفة أن السيسي يمثل حاليا العمود الفقري لحكومة التكنوقراط الانتقالية الحالية، لافتة النظر إلى تزايد التوقعات بأن يكون السيسي -القائد العسكري البالغ من العمر 58 عاما- القائد الجديد لمصر.