يبدأ الاقتصاد الأمريكية أسبوعه الحالي بشيء من الهدوء، حيث من المرتقب أن يصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم الاثنين خبرين اثنين، تتلخص في قراءة مؤشر معهد التزويد الغير صناعي (للخدمات) والخاصة بشهر شباط/فبراير، هذا إلى جانب قراءة مؤشر طلبيات المصانع والخاصة بشهر كانون الثاني/يناير، في حين شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية انخفاضاً في تعاملاتها الآجلة اليوم قبيل افتتاح جلسة الولاياتالمتحدة بسبب قيام الصين بتخفيض توقعات النمو الخاصة بالعام الجاري 2012. حيث انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية قبيل افتتاح جلسة اليوم، لنشهد انخفض مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بواقع 42 نقطة، أي بنسبة 0.3 بالمئة، ليصل إلى مستويات 12926 نقطة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.4 بالمئة، ليتداول حالياً عند مستويات 1363.1 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:39 صباحاً بتوقيت لندن). وتتلخص البيانات الأمريكية اليوم بمؤشر معهد التزويد الغير صناعي (للخدمات) والخاصة بشهر شباط/فبراير، حيث من المتوقع أن يظهر التقرير تراجع أنشطة قطاع الخدمات بشكل طفيف لتصل إلى 56.2، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 56.8، مع الإشارة إلى أن أي قراءة للمؤشر فوق مستويات 50 تعد توسعاً، في حين يشكل قطاع الخدمات الأمريكي حوالي 70 بالمئة من الاقتصاد الأمريكي. ومن ناحية أخرى فسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي قراءة مؤشر طلبيات المصانع والخاصة بشهر كانون الثاني/يناير، حيث من المتوقع أن ينخفض المؤشر بنسبة 1.5 بالمئة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 1.1 بالمئة، فعلى ما يبدو بأن الاقتصاد الأمريكي تعرض لانتكاسة مطلع العام الجاري، وسط استمرار المعوقات في الوقوف أمام أنشطة الاقتصاد الأمريكي، علماً بأن أداء المصانع تأثر وبكل تأكيد من استمرار أزمة الديون الأوروبية في السيطرة على أجواء الأسواق المالية. وبما أن الدولار الأمريكي ارتفع مقابل معظم العملات الرئيسية في تعاملات اليوم عقب صدور البيانات أعلاه عن الصين وإقبال المستثمرين على الأصول الآمنة كالدولار، فقد انخفضت أسعار كل من الذهب والنفط، نظراً للعلاقة العكسية التي تربط الدولار الأمريكي بالمعادن والسلع الأساسية، لنشهد افتتاح الذهب لتداولاته اليوم عند 1712.81 دولار أمريكي للأونصة، في حين يتداول الذهب حالياً عند مستويات 1696.81 دولار أمريكي للأونصة، أما النفط فقد شهد انخفاضاً ليتداول حالياً عند مستويات 106.58 دولار أمريكي للبرميل، عقب افتتاح تداولاته عند مستويات 108.90 دولار أمريكي للبرميل. وفي النهاية عزيزي القارئ، فإن الوضع في الاقتصاد الأمريكي لا يزال غامضاً بشكل أو بآخر، ولا يزال مستقبل الاقتصاد الأمريكي قيد أسر الغموض أيضاً، وذلك عقب تباين أداء كافة قطاعات الاقتصاد مؤخراً وبحسب كافة البيانات والمؤشرات الاقتصادية الأمريكية، الأمر الذي قاد الاقتصاد الأمريكي للنمو بنسبة 3.0 بالمئة فقط خلال الربع الرابع من العام الماضي 2011، فهل سيعلن الفدرالي الأمريكي عن تسهيل سياساته النقدية أو جولة ثالثة من التخفيف الكمي في المستقبل القريب، يبقى ذلك رهن البيانات الاقتصادية التي ستصدر عن الاقتصاد الأمريكي في الوقت الراهن والأيام!!