صدر اليوم تقرير من المفوّضية الأوروبية خاص في توقعات النمو في الاتحاد الأوروبي، و أظهر التقرير توقعات سلبية للنمو وذلك في خضم تأثر المنطقة في أزمة الديون السيادية و تدني مستويات الثقة، حيث أن توقعات المفوّضية تشير إلى أن الاقتصاد قد يدخل مرحلة جديدة من الركود. تتوقع المفوّضية أن ينكمش اقتصاد منطقة اليورو بواقع 0.3% فيما أظهرت توقعاتهم توقّفاً تاماً في النمو بما يخص الاتحاد الأوروبي. تتوقع المفوّضية انكماشاً في نمو كل من إيطاليا و إسبانيا و هولندا و اليونان و البرتغال و غيرها من الدول، لكن أظهرت التوقعات احتمال انكماش مقداره 4.4% في اليونان تابعاً لانكماش مقداره 6.8% خلال عام 2011، و هذا يعد سلبي جداً. تبدو التوقعات التي أصدرتها المفوّضية الأوروبية أفضل من التوقعات التي قدّمها صندوق النقد الدولي لاقتصاد منطقة اليورو، حيث أن صندوق النقد يتوقع أن يحصل انكماش مقداره 0.5% في منطقة اليورو خلال العام الحالي. لكن، ما دعم الأسواق المالية الأوروبية اليوم بعض الشيء بيانات مؤشر IFO للثقة، حيث أظهر المؤشر ارتفاع في الثقة بأكثر من التوقعات بالنسبة لمناخ الأعمال، حيث ارتفع المؤشر إلى 109.6 نقطة، كما و ارتفع المؤشر الذي يقيس الثقة في الأوضاع الحالية إلى 117.5 و ارتفع مؤشر التوقعات إلى 102.3 نقطة. و كل هذه البيانات الإيجابية جداً كانت داعمة لليورو و مقللة من سلبية تداولات مؤشرات الأسهم الأوربية الرئيسية أهمها مؤشر داكس الألماني و كاك الفرنسي إلى حد ما. على الرغم من حقيقة التوقعات السلبية تجاه اقتصاد منطقة اليورو و الاتحاد الأوروبي، إلا أن توقعات المفوّضية الأوروبية كانت أفضل إلى حد ما من توقعات صندوق النقد الدولي، كذلك بيانات الثقة هذا اليوم قللت من أي سلبية كان من الممكن أن تحصل إثر توقعات الركود في أوروبا بتأثير أزمة الديون السيادية. و بذلك، نجد بأن اليورو استطاع الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم رغم استمرار حالة التوتّر و الاضطراب في أسواق العائد المرتفع. اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد أن انخفض سعر صرف اليورو نحو أدنى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم عند سعر 1.3230 دولار، عاد و اندفع صعوداً و بشكل قوي ليلامس الأعلى عند 1.3341 دولار لليورو الواحد، و هذا المستوى يعتبر أعلى مستوى يصل له سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي منذ ال 29 من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي. إن التحليل الفني يظهر أن الموجة الصاعدة الحالية لا يمكن الوثوق بها إلا إذا تم الثبات فوق مستوى المقاومة الهامة 1.3320، حيث أن فشل الزوج في الثبات فوق هذا المستوى قد يسبب عودة الضغط السلبي على الزوج. لكن في نفس الوقت، يحتاج الاتجاه الهابط حتى يتم تأكيده من خلال كسر مستوى 1.3200 و الثبات ما دونه. بذلك، قد تبقى التداولات مرهونة في اتجاهها المستقبلي باختراق 1.3320 أو كسر مستوى 1.3200. بالنظر إلى أسواق العائد المرتفع في أوروبا و حالة التوتّر التي ما زالت تسود الأسواق المالية تجاه احتمال أن تكون المنطقة الأوروبية تعاني من مشاكل مالية مبطّنة في القطاع المصرفي و الشركات المالية، قد تكون الموجة الصاعدة الحالية لليورو محفوفة في الحذر الشديد، و هذا يعني أن ظهور أي سلبية تجاه الاتحاد الأوروبي خصوصاً بما يخص أزمة الديون السيادية قد يكون مدمّراً للموجة الصاعدة التي اتخذها سعر صرف اليورو. لكن على ما يبدو، فالمتداولون أصبحوا أكثر تقبلاً لوضع الأسواق المالية الأوروبية و حقيقة أن الاقتصاد الأوروبي قد يشهد ركوداً، لكن هذه التوقعات أقل تشاؤماً من التوقعات المسبقة التي كانت تشير إلى احتمال ركود عميق و دمار في القطاعات المالية الأوروبي بتأثير من أزمة الديون السيادية، و على ذلك نرى بعض الإيجابية في تداولات سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي حالياً. البيانات الاقتصادية البريطانية و وضع الاقتصاد البريطاني أظهرت البيانات الاقتصادية البريطانية اليوم تحسّناً في مؤشر BBA للقروض العقارية، و أظهر المؤشر ارتفاعاً في هذه القروض بأكثر مما كان متوقعاً ، حيث أظهر المؤشر قيمة 380292. كذلك، جاءت بيانات مؤشر CBI لمجمل الطلبات التابع لشهر شباط أقل سلبية من ما كان متوقعاً، حيث أظهرت القيمة -3.0 للمؤشر. هذا ما ساعد الجنيه الإسترليني على بعض الارتفاع اليوم، خصوصاً و أن هنالك بعض عمليات البيع للدولار الأمريكي يتجها المتداولون منها إلى أسواق السلع. مع أن الارتفاع الذي شهده الجنيه الإسترليني هذا اليوم في سعر صرف مقابل الدولار يعتبر جيداً، لكنه تبع انخفاض كبير يوم أمس، و بذلك يبقى الميل السلبي لتداولات الزوج رغم ارتفاعه هذا اليوم. فقط أظهر محضر اجتماع البنك البريطاني يوم أمس اختلاطاً في الآراء بين صانعي السياسة المالية، حيث صوّت اثنين من أصل تسعة تجاه رفع "برنامج شراء الأصول" بواع 75 مليار، فيما البقيّة صوّتوا تجاه رفع ب 50 مليار جنيه، و هذا أعطى توقعات بمزيد من سياسات التسهيل الائتماني في المملكة المتحدة مما يبقي على سعر صرف الجنيه الإسترليني تحت الضغط مقابل الدولار و العديد من العملات الأجنبية الأخرى. إن وضع الاقتصاد البريطاني ليس جيداً! فتأثر الاقتصاد في أزمة الديون السيادية الأوروبية و التباطؤ في الاقتصاد الدولي ملحوظ، و هذا تسنّى لنا معرفته من محضر اجتماع البنك البريطاني الذي أشار لسلبية في اتجاه كل من النمو و التضخم في المملكة المتحدة. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم من مستوى 1.5649 دولار وصولاً للأعلى عند سعر 1.5723 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. لكن، حتى هذه اللحظة، يبقى مستوى المقاومة 1.5925 ثابتاً و كذلك التداول ما دون سعر 1.5670 يعطي مزيد من السلبية الفنية تجاه الزوج، خصوصاً و مؤشرات العزم تميل للسلبية حالياً متمثّلة في تقاطع سلبي على مؤشر ستوكاستيك. التوقعات المستقبلية تجاه حركة الزوج قد ترتبط في أشارات الضعف الاقتصادي البريطاني، فقد شهدنا استعداد البنك البريطاني لأن يزيد دعمه للأسواق المالية و الاقتصاد البريطاني لمنع انزلاقه في تباطؤ أو انكماش أو حتى ركود، و هذا ما يجعل البنك البريطاني يستمر في اتجاهه نحو سياسة " الحمائم " التي تتجه لدعم الاقتصاد من خلال التسهيلات المالية و النقدية، و هذا ما قد يبقي على أي حركة صاعدة للزوج محدودة. لكن، إن ظهرت ملامح تعاف اقتصادي جيد في المملكة المتحدة، فقد تنخفض تلك التوقعات في أن يزيد البنك البريطاني من دعمه للاقتصاد، و هذا ما قد يصب في صالح الجنيه الإسترليني مقابل الدولار. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني ينخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم، لكن لا نستطيع أن نقول بأن ذلك انخفاض! فالزوج شهد حركة صاعدة عنيفة منذ الثاني من هذا الشهر شباط/فبراير، و بذلك يعتبر الانخفاض هذا اليوم من مستوى 80.34 وصولاً إلى 80.03 ين للدولار الأمريكي الواحد مجرّد تصحيح طبيعي بعد كل تلك الاندفاعات الصاعدة القوية. التحليل الفني يؤيّد فكرة أن الاتجاه الهابط للدولار الذي حصل اليوم لا يعتبر إلا تصحيح طبيعي، فيظهر التحليل الفني بأن سبب الانخفاض قد يكون مرتبطاً في تشبع كبير في الشراء على مؤشرات العزم و بعض السلبية فيها، لكن أي تداول فوق مستوى 79.75 يبقي على فرصة استمرار الاتجاه الصاعد كبيرة، فيما الثبات فوق 78.70 يبقي على تلك الفرصة بامتداد الاتجاه الصاعد قائمة، و يعتبر التحليل الفني الاتجاه الهابط الحالي هو فقط لإخراج مؤشرات العزم من التشبع الكبير الذي تعاني منه. البيانات الاقتصادية الأمريكية الآن قد تحدد امتداد الاتجاه الهابط للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني أو توقّف هذا الهبوط، فنحن الآن في انتظار بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية و التي من المتوقع لها أن تظهر بعض الارتفاع في الطلبات من مستوى 348 ألف إلى 355 ألف طلب إعانة خلال الأسبوع الذي انتهى في ال 18 من هذا الشهر.