اتسمت الأسواق بحالة من الهدوء النسبي خلال فترة التداول الآسيوية ومنها إلى الأوروبية في ظل ترحيب المستثمرين بالسماح ببعض الحركات العرضية قبيل صدور تقرير التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي المرتقب والمقرر صدوره خلال الفترة الأمريكية. وبشكل عام، فقد جاء رد الفعل إزاء الإجراء الذي اتخذه البنك المركزي يوم الخميس بخصوص المخاطرة إلى حد ما إيجابيًا في ظل الرسالة التي يوجهها المسئولون والتي تفيد بأن هدفهم هو معالجة الأزمة الاقتصادية وبأنهم يقومون باتخاذ الإجراءات لتوفير التعديلات والإصلاحات الهيكلية بقدر ما يتطلبه الأمر. هذا، وقد أوضح ذلك بنك انجلترا بعد رفع النسبة المستهدفة من شراء الأصول بمقدار 75 مليار إستيرليني لتصل إلى 275 مليار في حين أن البنك المركزي الأوروبي رفع السيولة التي يقدمها للبنوك، كما أنه أعلن عن تجديد برنامجه للسندات المغطاة إلى جانب أمور أخرى. علاوة على ذلك، تساعد المحادثات الخاصة بإعادة رسملة البنوك في منطقة اليورو في تعزيز شهية المخاطرة إلى حد ما، وعاد اليورو مرة أخرى إلى ما فوق المستوى 1.3400 حتى الآن. بالرغم من ذلك، وكما ذكرنا الأمس أن أي مسيرة ارتفاع لليورو والعملات عامةً يجب أن تتواصل خصوصًا وأن الأسواق لا تزال معرضة للأخطار وأن إجراءات البنك المركزي التي تم تطبيقها مؤخرًا تذكرنا فقط بحقيقة الوضع السيئ الذي تشهده حاليًا. وبناءًا على ذلك، فإن التقارير الأخيرة تشير إلى حالة التوتر بين ألمانيا وفرنسا حول ما إذا كان صندوق الاستقرار المالي الأوروبي يجب أن يضع حدًا لبرامج شراء السندات الحكومية. في الوقت نفسه، لا تزال الملحمة اليونانية مستمرة في ظل وقوع اليونان على شفى حافة الهبوط في عجزها عن سداد ديونها، حيث إن المحادثات المتعلقة بخطة الإنقاذ المالي لا تزال مستمرة. وعلى صعيدٍ أخر، لاقى مؤشر Dexia اهتمامًا ضعيفًا بعد أن خفضت مؤسسة ستاندرد أند بورز التصنيف الإئتماني للبنك المتعثر. جدير بالذكر، لم يكن الحدث الرئيس من خطورة تدخل البنك المركزي الياباني في أسواق العملات محركًا للتداولات على مدار الليل، كما كان متوقعًا في ظل تخلي بنك اليابان بالإجماع عن ترك سعر الفائدة على عقود الشراء في نطاق 0 و0.10% لكنه في الوقت نفسه، امتنع عن تبني مزيد من إجراءات التسهيل النقدي. بالرغم من ذلك، مد البنك المركزي خطة القرض المتعلقة بالزلزال، الذي ضرب المنطقة منذ 6 أشهر، إلى شهر إبريل عام 2012. وفي سياق متصل، تراجع زوج (الدولار/ ين) تراجعًا طفيفًا على مدار اليوم لكنه لا يزال يجري التداول عليه في نطاقٍ ضيقٍ استمر لعدة أيام منحصرًا في معظمها عند النطاق 76.00. أما فيما يخص بالنشاط المتعلق بصفقات الاندماج والاستحواذ، فقد تلقى زوج (اليورو/ ين) بعض الدعم بعد أن انتشرت الشائعات التي تقول أن شركة SONY على وشك الاتفاق على صفقة شراء حصة شركة Telefon AB L.M. Ericcson في مشروعهما المشترك للهواتف المحمولة.