الإيجار القديم.. محمود فوزي: تسوية أوضاع الفئات الأولى بالرعاية قبل تحرير العلاقة الإيجارية    كامل الوزير: الانتهاء من إنتاج جميع أنواع حافلات وسيارات النصر في عيد العمال المقبل    بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا تؤكد عدم تأثر مقرها بعد إطلاق صاروخ على محيطه    الأونروا: مخطط تهجير غير مسبوق في غزة سيخلق تسونامي إنساني    مصدر عسكري إيراني: طهران تخطط لضرب قواعد أمريكية في دول غير خليجية    ترتيب الدوري المصري بعد فوز الزمالك على مودرن سبورت    نجم الزمالك السابق يهاجم كولر بسبب عمر الساعي    نجم الزمالك السابق: ألفينا يذكرني ب دوجلاس كوستا لاعب يوفنتوس السابق    قبل هروبهم بأسلحة ومخدرات، مقتل 4 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الأمن بالمنوفية    عاصي الحلاني ينتقد فكرة ظهور المعجبات على المسرح.. ماذا قال؟    علي الحجار ينسج حكايات الشجن.. وهاني حسن يرقص للحياة على أنغام السيمفوني في محكي القلعة    في ليلة لا تنسى، تامر عاشور وبهاء سلطان يشعلان مهرجان صيف بنغازي (صور)    نائب: العلاقات المصرية السعودية تاريخية وزيارة الرئيس تؤكد قوتها    حرق الكنائس.. جريمة طائفية ودعوة للتدخل الأجنبي    انخفاض جديد في عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الجمعة بالصاغة محليا وعالميا    فصل التيار الكهربائي عن بعض المناطق بكفر الشيخ    نجم الأهلي السابق: «ديانج» لا يجلس احتياطيًا.. و«ألفينا» صفقة بارزة للزمالك    بيان «المحامين» يكشف الحقيقة في اجتماعات المحامين العرب بتونس    تنفيذ حكم الإعدام بحق مغتصب سيدة أمام زوجها بمقابر الإسماعيلية    تكريم حفظة القرآن والموهوبين من الأطفال ضمن البرنامج الصيفي بدمياط    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و9 أيام عطلة للموظفين في سبتمبر (تفاصيل)    إيران: الجزء الرئيسي من المناورات لم يبدأ بعد ونطلب من المواطنين التزام الهدوء    صفات برج الأسد الخفية .. يجمع بين القوه والدراما    محمد رمضان يستفز جمهوره في مصر ب فيديو جديد: «غيرانين وأنا عاذرهم»    إذاعة القرآن الكريم| هاجر سعد الدين أول سيدة بمتحف الأصوات الخالدة    هل يمكن تحديد ساعة استجابة دعاء يوم الجمعة ؟ دار الإفتاء توضح    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    آدم كايد يعرب عن سعادته بفوز الزمالك على مودرن سبورت    كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع فوز الزمالك على مودرن سبورت بالدوري؟ (كوميك)    اليوم انطلاق مباريات دوري المحترفين بإقامة 3 مباريات    تعليم الجيزة تواصل أعمال الصيانة والتجديد استعدادا للعام الدراسي الجديد    اختيار رئيس المصرية للاتصالات وأورانج ضمن أقوى 20 قائدا للبنية التحتية الرقمية في إفريقيا    غرق طالب طب بروسيا خلال إجازته الصيفية في مطروح    روسيا تفرض على مواطنيها تطبيق منافس لتطبيق واتساب.. ما القصة؟    نصر وشاكر ضمن قائمة أقوى قيادات البنية التحتية الرقمية في إفريقيا    إعلام فلسطيني: استشهاد طفل بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة    نتنياهو يوجه ببدء مفاوضات لإطلاق الرهائن وإنهاء الحرب في غزة    تقارير إسرائيلية: 83% من ضحايا حرب غزة من المدنيين    رسميا بعد إلغاء الاشتراطات.. خطوات استخراج رخصة بناء جديدة وعدد الأدوار المسموح بها    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    تعرف على العروض الأجنبية المشاركة في الدورة ال32 لمهرجان المسرح التجريبي    قبل انطلاق النسخة الثالثة.. صفقات أندية دوري المحترفين موسم 2025-2026    قناة «هي» تعلن عن برنامج سياسي جديد بعنوان «السياسة أسرار»    جولة مفاجئة لوكيل مستشفى الفيوم العام لضمان جودة الخدمات الطبية.. صور    مش هتشتريه تاني.. طريقة عمل السردين المخلل في البيت    طريقة عمل السينابون بالقرفة بسهولة في المنزل    «هتسد شهيتك وتحرق دهونك».. 4 مشروبات طبيعية تساعد على التخسيس    تظهر على أصابعك- 3 علامات تخبرك بأن كبدك مريض.. أعراض أمراض الكبد على الأصابع    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    مصرع شابين غرقا بنهر النيل فى دار السلام بسوهاج    جمصة تحذر من ارتفاع الأمواج اليوم وتطالب بالالتزام بتعليمات فرق الإنقاذ    الدوري المصري – موعد مباراة الزمالك المقبلة ضد فاركو والقناة الناقلة    منتدى المنظمات الأهلية ب"القومى للمرأة" يعقد اجتماعه الدورى    جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة    3 ظواهر جوية تضرب البلاد .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «توخوا الحذر»    خالد الجندي: الدفاع عن الوطن وحماية مصالحه من تعاليم الإسلام    هل يستجاب دعاء الأم على أولادها وقت الغضب؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس المعاهد الأزهرية يتفقد المشروع الصيفي للقرآن الكريم بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغادير المغربية: جوهرة المحيط يحرسها الجبل
نشر في صوت البلد يوم 08 - 06 - 2017

فيها نعانق البحر، وكثيرون هم الذين ارتبطوا ببحرها حتى أصبحوا جزءً منه، وحتى أضحى المد والجزر نبضا للحياة بالنسبة إليهم. هي ابنة منطقة سوس، يحرسها المحيط والجبل، وترعاها إرادة الناس. هذه هي أغادير «جوهرة المحيط»، التي جمعت بين الشاطئ الرملي والجبل الشامخ والسهل الفسيح الخفيض.
أغادير، أو كما يسمونها المغاربة «أكادير»، تعني الحصن المنيع باللغة الأمازيغية، التي يتحدثها أهلها، استطاعت بجوها المعتدل وشمسها الدافئة ورمالها الذهبية التي تشتد بريقا كلما طلت شمسها المنيرة زوالا، أن تتبوأ مكانة سياحية متميزة، لتكون منتجعا سياحيا يأتيها ملايين السياح من كل حدب وصوب، وصلت في بعض الأحيان إلى جذب ما يقارب 19 ألف سائح من مختلف الجنسيات وخاصة الألمان والفرنسيين ويليهم الروس والانجليز، للتمتع بساحلها الممتد على 30 كيلومترا، وخصوصياتها الطبيعية المتفردة، وتنوعها الثقافي والمعماري.
المدينة التي تسحر زوارها
سحرت أغادير قلب فليب، وهو سائح فرنسي، الذي قال : « أحب المدن الساحلية كثيرا ولكنني لم أكن أتوقع أنني سأحب مدينة أغادير لهذه الدرجة، زرتها ثلاث مرات متتالية ولم أغيرها بمدينة أخرى. أنها مدينة سحرتني بتنوعها الثقافي وبجوها المعتدل وبسكانها الودودين، وتسكن ذكرياتنا الجميلة».
ما يميز هذه المدينة عن غيرها، هو تمتعها بالكثير من المعالم الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة، خاصة أنها تقع على الساحل الغربي للمحيط الأطلسي، ومن أهم معالمها السياحية غير الشاطئ، حيث لا يمكن لزائرها، دون أن يصعد إلى أهم معلم تاريخي، على قمة جبل يعلو عن سطح البحر ب 236 متر، حيث تنتصب قصبة «أغاديرأوفلا» التي تعني «عاليا» باللغة الأمازيغية، وهي التي كان قد شيدها السلطان محمد الشيخ السعدي عام 1540، تحكي بسورها الشامخ، عن حضارة عريقة وعن تاريخ يمتد إلى ستة قرون.
وهناك ساحة الأمل، والتي تعد أهم الساحات في المدينة، حيث تنتشر فيها أشجار النخيل، وتقام فيها المهرجانات الكبيرة والجميلة والمتنوعة والتي تساهم بشكل كبير في جلب الزوار من جميع أنحاء العالم، أهمها مهرجان «تيميتار» وهو مهرجان يساهم في إبراز التراث الفني والثقافي للمدينة. كما أن هناك حديقة «أولهاو» المعروفة بحديقة «العشاق»، والتي تغلب عليها الأجواء الرومانسية وسط الطبيعة الخلابة.
وتتوفر المدينة على فنادق متنوعة من بينها فنادق فخمة تطل على شاطئ «مارينا» وتقدم خدمات الراحة والترفيه. كان لهذه المدينة، وقع جميل على قلب النحات الإيطالي، كوكو بوليزي، الذي شيّد قرية نموذجية مساحتها 4 هكتارات، عام 1992 سماها «مدينة أغادير»، وهي قرية تجمع بين الهندسة المعمارية الإسلامية والإغريقية مبنية بالأحجار والأخشاب، وتبعد ب 10 كيلومترات عن وسط المدينة. وقد أصبحت اليوم مشروعا سياحيا كبيرا، يضم عددا كبيرا من المحلات المتخصصة في بيع مختلف أنواع الحرف التقليدية اليدوية. كما تضم مطاعماً على شكل رياض وغرف للمبيت، ومسرحا رومانيا تقام فيه الحفلات والأنشطة الثقافية والفنية.
دمرها زلزل في 1960 وتشبت سكانها بإعادة بنائها
وعن تاريخ المدينة، قال الشرقي دهمالي عن جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار ل «القدس العربي»: إن « المدينة أسسها البرتغاليون عام 1500، ليقوم المغاربة بتحريرها واستعادتها منهم عام 1526، ثم كانت محمية من قبل فرنسا منذ 1912. وفي 1960 تعرضت المدينة إلى زلزال قوي، دمرها بالكامل وتسبب في موت ما يزيد عن 15 ألف شخص، لكن إرادة سكانها الذين يبلغ عددهم 200 نسمة كانت أقوى في إعادة إحياء هذه المدينة من جديد وجعلها صلة وصل بين شمال المغرب وجنوبه».
لا تحلو زيارة أغادير، دون زيارة ميناء «مارينا»، والجلوس في إحدى المقاهي المحيطة به. ويعتبر الميناء هو الرئة التي تتنفس بها المدينة، وهو يحتل المرتبة الأولى على الصعيد المغربي بفضل طاقته الاستعابية وبنيته التحتية.
فبعد جولة بحرية في القارب، ينصحك كل من تقابلهم بتذوق أشهر أنواع «الطاجين» الذي تشتهر به المدينة، وأبرزها «اسيغاغ» لسمك يسمى «الفرخ» الذي يحضر بالبصل والزبيب، وبسعر لا يتجاوز 6 دولارات. في دردشة مع «القدس العربي» قال أسعد صاحب مطعم « النيل الأزرق»، وهو عراقي» بأن غالبية الزبائن من السياح الأجانب، تتوقف طلباتهم على الأطباق التقليدية مثل طاجين سمك، والسمك المشوي على الفحم، وأنواع أخرى من الأطباق التي لا تخلو من نسمة السمك ممزوجة برائحة البحر، وبسعر لا يتجاوز 6 دولارات».
بالنسبة لعشاق التسوق، يعتبر سوق الأحد، أكبر الأسواق الشعبية الحضرية في المدينة لما يوفره من منتجات فلاحية طازجة تأتي في الغالب الأعم من ضيعات بيوكرى وهوارة وماسة أو من خميس آيت اعميرة. إلى جانب سلع أخرى من بينها السلع التقليدية كالملابس وأحذية والفخار وصناعة الجلد، إضافة إلى المنتوجات الفضية خاصة الحلي والأكسسوارات التي تتميز بها المرأة الأمازيغية في زينتها.
الثروة الغابية وشجرة «الأركان» النادرة
وصل صيت هذه المدينة، إلى كل اتجاهات العالم بفضل ثروتها الغابية، حيث تتوفر على ما يزيد عن 8 آلاف هكتار من شجرة «الأركان» النادرة التي تنتج زيتا للتغذية وللتجميل.
فبلغة الأرقام، وصل سعر اللتر الواحد من زيت الأركان في السوق العالمية، إلى 2500 دولار. وفي حديث مع «القدس العربي»، قال مندوب التسويق في تعاونية «أدمين»، سعيد أشحاح، إن « شجرة أركان هي رمز هوية وانتماء يعتز بها سكان منطقة «السوس»، والمغاربة بصفة عامة، فهي ما يميز منطقتنا عن باقي دول العالم، ولا يمكن لزائر بيت من بيوت منطقتنا عدم ملاحظة زيت أركان على موائدنا، فزيت أركان بالنسبة لنا هو بمثابة عربون لترحيب بالضيوف». ونبَه في الوقت نفسه إلى أن المجال الغابي لشجرة «الأركان «مهدد بالانقراض، وطالب بوضع خطط استراتيجية من أجل الحفاظ على هذه الشجرة واستمرارها.
وعن طريقة ومراحل استخراج الزيت «أركان»، قال أشحاح: إن «العملية تبدأ بجني ثمار شجرة الأركان، حيث تعمل النساء على فصل الحبوب عن القشور، ويتم تكسيرها للحصول على نوى تحمص وتطحن في مطاحن تقليدية تسمى باللغة الأمازيغية «أزرك» لحصول على عجينة تسمى» تزكموت» تدعك بالماء قبل الحصول على زيت أركان صافية يمكن توظيفها في الأكل والتجميل، والأهم من ذلك، أن عملية استخراج لتر واحد من الزيت يستغرق قرابة 20 ساعة من العمل».
وكانت المجلة الإسبانية الشهيرة «فضاء حر» «إير ليبر»، المتخصصة في الأنشطة السياحية، منحت المحمية الحيوية للأركان «جائزة الغابة المستدامة»، مؤخرا وذلك خلال فعاليات المعرض الدولي للسياحة بمدريد.والمحمية مصنفة كذلك من قبل منظمة «اليونسكو» كتراث بيئي للإنسانية.
تراث موسيقي خاص
تنفرد أغادير بطابع موسيقي وغنائي خاص، يميزها عن باقي المدن المغربية. وتعتبر رقصة «أحواش»، أهم ما يميز الفولكلور الأمازيغي، في منطقة سوس، وهي رقصة جماعية يشارك فيها عدد كبير من الراقصين والراقصات. ولا تبدأ هذه الرقصة الفلكلورية إلا بعد إلقاء بعض الأبيات الشعرية تسمى «أمارگ» من قبل شاعر الفرقة أو من قبل مجموعة من الشعراء بشكل متناوب، تنتهي بانطلاق زغاريد النساء، لتعقبها ال»أحواش»، و هي رقصة تهتز فيها الأكتاف والرؤوس والأجساد. وتعني كلمة «أحواش» (الحائط) ويعني إحاطة الراقصين والراقصات بمكان الرقص الذي يسمى أيضا ب» أساراگ» أو «أباراز» أو»أسايس» في اللغة السوسية والأطلسية.
فيها نعانق البحر، وكثيرون هم الذين ارتبطوا ببحرها حتى أصبحوا جزءً منه، وحتى أضحى المد والجزر نبضا للحياة بالنسبة إليهم. هي ابنة منطقة سوس، يحرسها المحيط والجبل، وترعاها إرادة الناس. هذه هي أغادير «جوهرة المحيط»، التي جمعت بين الشاطئ الرملي والجبل الشامخ والسهل الفسيح الخفيض.
أغادير، أو كما يسمونها المغاربة «أكادير»، تعني الحصن المنيع باللغة الأمازيغية، التي يتحدثها أهلها، استطاعت بجوها المعتدل وشمسها الدافئة ورمالها الذهبية التي تشتد بريقا كلما طلت شمسها المنيرة زوالا، أن تتبوأ مكانة سياحية متميزة، لتكون منتجعا سياحيا يأتيها ملايين السياح من كل حدب وصوب، وصلت في بعض الأحيان إلى جذب ما يقارب 19 ألف سائح من مختلف الجنسيات وخاصة الألمان والفرنسيين ويليهم الروس والانجليز، للتمتع بساحلها الممتد على 30 كيلومترا، وخصوصياتها الطبيعية المتفردة، وتنوعها الثقافي والمعماري.
المدينة التي تسحر زوارها
سحرت أغادير قلب فليب، وهو سائح فرنسي، الذي قال : « أحب المدن الساحلية كثيرا ولكنني لم أكن أتوقع أنني سأحب مدينة أغادير لهذه الدرجة، زرتها ثلاث مرات متتالية ولم أغيرها بمدينة أخرى. أنها مدينة سحرتني بتنوعها الثقافي وبجوها المعتدل وبسكانها الودودين، وتسكن ذكرياتنا الجميلة».
ما يميز هذه المدينة عن غيرها، هو تمتعها بالكثير من المعالم الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة، خاصة أنها تقع على الساحل الغربي للمحيط الأطلسي، ومن أهم معالمها السياحية غير الشاطئ، حيث لا يمكن لزائرها، دون أن يصعد إلى أهم معلم تاريخي، على قمة جبل يعلو عن سطح البحر ب 236 متر، حيث تنتصب قصبة «أغاديرأوفلا» التي تعني «عاليا» باللغة الأمازيغية، وهي التي كان قد شيدها السلطان محمد الشيخ السعدي عام 1540، تحكي بسورها الشامخ، عن حضارة عريقة وعن تاريخ يمتد إلى ستة قرون.
وهناك ساحة الأمل، والتي تعد أهم الساحات في المدينة، حيث تنتشر فيها أشجار النخيل، وتقام فيها المهرجانات الكبيرة والجميلة والمتنوعة والتي تساهم بشكل كبير في جلب الزوار من جميع أنحاء العالم، أهمها مهرجان «تيميتار» وهو مهرجان يساهم في إبراز التراث الفني والثقافي للمدينة. كما أن هناك حديقة «أولهاو» المعروفة بحديقة «العشاق»، والتي تغلب عليها الأجواء الرومانسية وسط الطبيعة الخلابة.
وتتوفر المدينة على فنادق متنوعة من بينها فنادق فخمة تطل على شاطئ «مارينا» وتقدم خدمات الراحة والترفيه. كان لهذه المدينة، وقع جميل على قلب النحات الإيطالي، كوكو بوليزي، الذي شيّد قرية نموذجية مساحتها 4 هكتارات، عام 1992 سماها «مدينة أغادير»، وهي قرية تجمع بين الهندسة المعمارية الإسلامية والإغريقية مبنية بالأحجار والأخشاب، وتبعد ب 10 كيلومترات عن وسط المدينة. وقد أصبحت اليوم مشروعا سياحيا كبيرا، يضم عددا كبيرا من المحلات المتخصصة في بيع مختلف أنواع الحرف التقليدية اليدوية. كما تضم مطاعماً على شكل رياض وغرف للمبيت، ومسرحا رومانيا تقام فيه الحفلات والأنشطة الثقافية والفنية.
دمرها زلزل في 1960 وتشبت سكانها بإعادة بنائها
وعن تاريخ المدينة، قال الشرقي دهمالي عن جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار ل «القدس العربي»: إن « المدينة أسسها البرتغاليون عام 1500، ليقوم المغاربة بتحريرها واستعادتها منهم عام 1526، ثم كانت محمية من قبل فرنسا منذ 1912. وفي 1960 تعرضت المدينة إلى زلزال قوي، دمرها بالكامل وتسبب في موت ما يزيد عن 15 ألف شخص، لكن إرادة سكانها الذين يبلغ عددهم 200 نسمة كانت أقوى في إعادة إحياء هذه المدينة من جديد وجعلها صلة وصل بين شمال المغرب وجنوبه».
لا تحلو زيارة أغادير، دون زيارة ميناء «مارينا»، والجلوس في إحدى المقاهي المحيطة به. ويعتبر الميناء هو الرئة التي تتنفس بها المدينة، وهو يحتل المرتبة الأولى على الصعيد المغربي بفضل طاقته الاستعابية وبنيته التحتية.
فبعد جولة بحرية في القارب، ينصحك كل من تقابلهم بتذوق أشهر أنواع «الطاجين» الذي تشتهر به المدينة، وأبرزها «اسيغاغ» لسمك يسمى «الفرخ» الذي يحضر بالبصل والزبيب، وبسعر لا يتجاوز 6 دولارات. في دردشة مع «القدس العربي» قال أسعد صاحب مطعم « النيل الأزرق»، وهو عراقي» بأن غالبية الزبائن من السياح الأجانب، تتوقف طلباتهم على الأطباق التقليدية مثل طاجين سمك، والسمك المشوي على الفحم، وأنواع أخرى من الأطباق التي لا تخلو من نسمة السمك ممزوجة برائحة البحر، وبسعر لا يتجاوز 6 دولارات».
بالنسبة لعشاق التسوق، يعتبر سوق الأحد، أكبر الأسواق الشعبية الحضرية في المدينة لما يوفره من منتجات فلاحية طازجة تأتي في الغالب الأعم من ضيعات بيوكرى وهوارة وماسة أو من خميس آيت اعميرة. إلى جانب سلع أخرى من بينها السلع التقليدية كالملابس وأحذية والفخار وصناعة الجلد، إضافة إلى المنتوجات الفضية خاصة الحلي والأكسسوارات التي تتميز بها المرأة الأمازيغية في زينتها.
الثروة الغابية وشجرة «الأركان» النادرة
وصل صيت هذه المدينة، إلى كل اتجاهات العالم بفضل ثروتها الغابية، حيث تتوفر على ما يزيد عن 8 آلاف هكتار من شجرة «الأركان» النادرة التي تنتج زيتا للتغذية وللتجميل.
فبلغة الأرقام، وصل سعر اللتر الواحد من زيت الأركان في السوق العالمية، إلى 2500 دولار. وفي حديث مع «القدس العربي»، قال مندوب التسويق في تعاونية «أدمين»، سعيد أشحاح، إن « شجرة أركان هي رمز هوية وانتماء يعتز بها سكان منطقة «السوس»، والمغاربة بصفة عامة، فهي ما يميز منطقتنا عن باقي دول العالم، ولا يمكن لزائر بيت من بيوت منطقتنا عدم ملاحظة زيت أركان على موائدنا، فزيت أركان بالنسبة لنا هو بمثابة عربون لترحيب بالضيوف». ونبَه في الوقت نفسه إلى أن المجال الغابي لشجرة «الأركان «مهدد بالانقراض، وطالب بوضع خطط استراتيجية من أجل الحفاظ على هذه الشجرة واستمرارها.
وعن طريقة ومراحل استخراج الزيت «أركان»، قال أشحاح: إن «العملية تبدأ بجني ثمار شجرة الأركان، حيث تعمل النساء على فصل الحبوب عن القشور، ويتم تكسيرها للحصول على نوى تحمص وتطحن في مطاحن تقليدية تسمى باللغة الأمازيغية «أزرك» لحصول على عجينة تسمى» تزكموت» تدعك بالماء قبل الحصول على زيت أركان صافية يمكن توظيفها في الأكل والتجميل، والأهم من ذلك، أن عملية استخراج لتر واحد من الزيت يستغرق قرابة 20 ساعة من العمل».
وكانت المجلة الإسبانية الشهيرة «فضاء حر» «إير ليبر»، المتخصصة في الأنشطة السياحية، منحت المحمية الحيوية للأركان «جائزة الغابة المستدامة»، مؤخرا وذلك خلال فعاليات المعرض الدولي للسياحة بمدريد.والمحمية مصنفة كذلك من قبل منظمة «اليونسكو» كتراث بيئي للإنسانية.
تراث موسيقي خاص
تنفرد أغادير بطابع موسيقي وغنائي خاص، يميزها عن باقي المدن المغربية. وتعتبر رقصة «أحواش»، أهم ما يميز الفولكلور الأمازيغي، في منطقة سوس، وهي رقصة جماعية يشارك فيها عدد كبير من الراقصين والراقصات. ولا تبدأ هذه الرقصة الفلكلورية إلا بعد إلقاء بعض الأبيات الشعرية تسمى «أمارگ» من قبل شاعر الفرقة أو من قبل مجموعة من الشعراء بشكل متناوب، تنتهي بانطلاق زغاريد النساء، لتعقبها ال»أحواش»، و هي رقصة تهتز فيها الأكتاف والرؤوس والأجساد. وتعني كلمة «أحواش» (الحائط) ويعني إحاطة الراقصين والراقصات بمكان الرقص الذي يسمى أيضا ب» أساراگ» أو «أباراز» أو»أسايس» في اللغة السوسية والأطلسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.