نقيب المحامين يقرر صرف 500 جنيه منحة استثنائية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    إعلان نتائج طرح الوحدات الصناعية الجاهزة ب10 محافظات عبر منصة مصر الرقمية    رئيس "العربية للتصنيع": نتطلع لتصنيع قطع الغيار بطريقة رقمية    البنك المركزى يعلن عطلة البنوك لعيد الأضحى تبدأ الخميس وتنتهى الإثنين.. فيديو    محافظ القليوبية يكلف رؤساء المدن برفع درجة الطوارئ خلال إجازة عيد الأضحى    استعدادا للعيد.. تعقيم المجازر ورش وتجريع الماشية في المنيا    محافظ المنوفية يوجه بصرف مساعدات مالية وغذائية عاجلة لحالات إنسانية    «الأونروا» في غزة: آلية توزيع المساعدات الإنسانية لا تلبي الاحتياجات وإمداداتنا جاهزة    تقارير: النصر يعرض خطته على رونالدو لإقناعه بالتجديد    «غصب عن الرابطة».. مدرب بيراميدز يحتفل ب دوري أبطال أفريقيا بطريقة مفاجئة    تقارير: ليفركوزن يرفض العرض الثاني من ليفربول لضم فيرتز    رومانو: إنزاجي يعقد اجتماعا مع إنتر.. وحسم مستقبله الثلاثاء    الطريق تحول إلى نار .. تصادم مروع بين سيارة مواد بترولية وأخرى بطريق الواحات | صور    حالة الطقس اليوم في السعودية.. رياح مثيرة للغبار والأتربة على مناطق عدة    خطوات بسيطة للحصول على "فيش وتشبيه"    وزيرة التنمية المحلية توجه برفع درجة الاستعداد بالقطاعات الخدمية والتنفيذية بالمحافظات استعداداً لعيد الأضحي المبارك    السجن المؤبد ل4 أشخاص بتهمة قتل مواطن في المنيا    المراجعة النهائية في مادة الكيمياء للثانوية العامة .. لن يخرج عنها الامتحان    الكشف عن موعد عرض مسلسل "فات الميعاد"    المدير التنفيذي: أنجزنا 99% من مشروع حدائق تلال الفسطاط    تفاصيل مظاهر احتفالات عيد الأضحى عبر العصور    أحدث ظهور ل نادين نسيب نجيم بإطلالة جريئة والجمهور يعلق (صور)    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو    نائب وزير الصحة: 65 مليون جرعة تطعيمات سنويا في مصر.. ونبحث عن مرضى فيروس B    نائب وزير الصحة: إعطاء 65 مليون جرعة تطعيمات سنويا لحديثي الولادة وطلاب المدارس    وزير الصحة: 74% من الوفيات عالميًا بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية    مهندس صفقة شاليط: مواقف إسرائيل وحماس متباعدة ويصعب التوصل لاتفاق    أسعار النفط ترتفع بعد تزايد المخاوف من الصراعات الجيوسياسية    الإصلاح والنهضة: صالونات سياسية لصياغة البرنامج الانتخابي    حكم الأخذ من الشعر والأظفار لمن أراد أن يضحي؟.. الإفتاء تجيب    «من حقك تعرف».. ما إجراءات رد الزوجة خلال فترة عِدة الخُلع؟    تكريم الفائزين بمسابقة «أسرة قرآنية» بأسيوط    إدارة ترامب تواجه انتقادات قضائية بسبب تضليل في ملف الهجرة علنًا    الرئيس السيسي يستقبل وزير الخارجية الإيراني    22 سيارة إسعاف لنقل مصابي حادث طريق الإسماعيلية الدواويس    المخابرات التركية تبحث مع حماس تطورات مفاوضات الهدنة في غزة (تفاصيل)    رئيس التشيك: نأمل في أن تواصل القيادة البولندية الجديدة العمل على ترسيخ قيم الديمقراطية    منافس الأهلي.. بالميراس يفرط في صدارة الدوري البرازيلي    موعد عودة الموظفين للعمل بعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2025    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج بحلول عيد الأضحى المبارك    الإسكان : مد فترة حجز وحدات "سكن لكل المصريين 7" لمتوسطى الدخل حتى 18 يونيو    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب قبالة سواحل هوكايدو شمالي اليابان    مجلس الأمن الأوكرانى : دمرنا 13 طائرة روسية فى هجوم على القواعد الجوية    بركات: بيكهام مكسب كبير للأهلي ووداع مستحق لمعلول والسولية    4 أبراج تتسم بالحدس العالي وقوة الملاحظة.. هل أنت منهم؟    ختام دوري حزب حماة الوطن لعمال الشركات الموسم الثاني    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    أشرف نصار: نسعى للتتويج بكأس عاصمة مصر.. وطارق مصطفى مستمر معنا في الموسم الجديد    أحفاد نوال الدجوي يتفقون على تسوية الخلافات ويتبادلون العزاء    هل حقق رمضان صبحي طموحه مع بيراميدز بدوري الأبطال؟.. رد قوي من نجم الأهلي السابق    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة.. 10 كلمات تفتح أبواب الرزق (ردده الآن)    "زمالة المعلمين": صرف الميزة التأمينية بعد الزيادة لتصل إلى 50 ألف جنيه    محمد أنور السادات: قدمنا مشروعات قوانين انتخابية لم ترَ النور ولم تناقش    محمود حجازي: فيلم في عز الضهر خطوة مهمة في مشواري الفني    محافظ الشرقية يشهد فعاليات المنتدى السياحي الدولي الأول لمسار العائلة المقدسة بمنطقة آثار تل بسطا    رئيس قسم النحل بمركز البحوث الزراعية ينفي تداول منتجات مغشوشة: العسل المصري بخير    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    «قولت هاقعد بربع الفلوس ولكن!».. أكرم توفيق يكشف مفاجأة بشأن عرض الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عازف التشيللو يو- يو ما : شغفي بالتعرف على الناس يضاهي شغفي بالموسيقى
نشر في صوت البلد يوم 04 - 04 - 2017

أسس عازف التشيللو يو- يو ما مجموعة طريق الحرير في عام 1998 بهدف تبادل الأفكار والتقاليد بين البلدان الواقعة على طريق الحرير التاريخي، واستكشاف دور الفن في تبادل المفاهيم العالمية.
وسعت المجموعة التي تضم مجموعة موسيقيين من أكثر من 20 دولة من بينهم عازف الكلارينت السوري كنان العظمة إلى ربط العالم من خلال الفنون، وذلك عبر توفير عروض وبرامج تعليمية موسيقية وتعزيز مستوى التعاون الثقافي حول العالم.
ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين رسمت ملامح جديدة للموسيقى الكلاسيكية، وقدمت رصيداً فنياً يختزل مختلف القارات والأزمنة لتمثل باقة متنوعة من الثقافات العالمية، كما أرست أشكالا جديدة للتبادل الثقافي من خلال العروض وورش العمل وبرامج الإقامة. ورسم موسيقيوها لوحات تراثية غنية من جميع أنحاء العالم تعكس الهوية الإنسانية المعاصرة ومتعددة الجوانب، تجمع بين الغريب والمألوف لتبدع لغة موسيقية جديدة.
سجلت المجموعة 6 ألبومات حتى الآن. وتم تسجيل الألبوم الجديد "غن لنصل إلى الوطن" الحائز على جائزة غرامي عام 2017 بالتزامن مع إطلاق الفيلم الروائي الطويل "موسيقى الغرباء: يو- يو ما ومجموعة طريق الحرير" من إخراج المبدع مورغان نيفل الحاصل على جائزة الأوسكار. ويتم عرضه حالياً على قناة صندانس في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أقامت أخيرا حفلا بقيادة عازف التشيللو العالمي وسفير السلام للأمم المتحدة، "يو- يو ما" الحائز على جائزة "غرامي" الموسيقية 18 مرة، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الرئيسي للدورة الرابعة عشرة من مهرجان أبوظبي لعام 2017 على مسرح قصر الإمارات.
عزفت المجموعة عدداً من المقطوعات الموسيقية، عكست رؤية مؤسسها "يو- يو ما"، ومن بينها مقطوعات "يانزي أغنية السنونو" لدجاو لين، و"الملك أشوكا" و"المدينة الصامتة"، ومقطوعة "زفاف" من تأليف كنان العظمة، والتي تعكس أجواء العرس في القرى السورية، وهي إحدى أغاني البوم "غن لنصل إلى الوطن" الحائز على جائزة "غرامي" لعام 2017.
وقدمت المجموعة عرضها بالعزف على عدة آلات موسيقية متنوعة ما بين آلات النقر، والوتريات الغربية، والتي تعكس تنوع عناصر التقاليد الإنسانية التي تصنع التراث الثقافي المشترك.
مقطوعة "زفاف" للموسيقار السوري كنان العظمة هي الحركة الموسيقية الثالثة والأخيرة من مقطوعة للعزف الارتجالي والأوركسترا ألفها في عام 2007 لفرقته الثلاثية "حوار"، وحاول من خلالها طمس الحدود بين التأليف والارتجال لإيمانه بأن أفضل المؤلفات الموسيقية هي العفوية والارتجالية وأفضل أنواع الارتجال هو المنظم.
وتستند هذه الحركة إلى المبدأ ذاته متيحة للعازفين المنفردين فرصة العزف بحرية في الكيان الأكبر للعمل الموسيقي.
وتحاكي "زفاف" الجو العام لحفلات الزفاف في القرى السورية، والتي تقام عادة في ساحة عامة ليتمكن الجميع من الحضور وتزخر بالحماس والبهجة والمفاجآت.
وقد أهدي "كنان" المقطوعة إلى جميع السوريين الذين وقعوا في شباك الحب خلال السنوات الست الأخيرة.
وسردت المقطوعة الموسيقية "الملك أشوكا" كما أوضح الموسيقار نيكولاس كوردز قصة الملك أشوكا حيث تبدأ بصورة سمعية تستحضر إلى الأذهان اعتناق "أشوكا" النهائي للبوذية، وذلك من خلال صوت الأجراس والترانيم المقدسة. وبعدها تفسح الضربات الإيقاعية الأولى الطريق أمام ألحان التشيللو لتعكس لحظة اعتناق أشوكا للبوذية.
وجسد لحن التشيللو، المستوحى من أنغام راج بيرافي، عنصرين متناقضين في قصة "الملك أشوكا" حيث يجمع هذا اللحن الهندي التقليدي بين هدوء الطبيعة عند شروق الشمس وآلهة الحرب عند الهندوس في آن معاً.
وتتطور هذه المعزوفة لاحقا إلى سلسلة إيقاعات أكثر تعقيداً وميلا للموسيقى الحربية، فتتصاعد بعدها حتى تبدو على غرار مقطوعة اكتسبها داس من معلمه الروحي بانديت كيشان مهراج، وتصور أصوات إطلاق المدافع. وعلى خلاف أعمال الارتجال التي قام بإعدادها داس في المجموعة، يعتبر التداخل الإيقاعي المعقد في عمل "الملك أشوكا" ثمرة جهود طويلة من أعمال التأليف والتدوين الموسيقي.
أما مقطوعة "المدينة الصامتة" فقد استمدت إلهامها من تدمير مدينة حلبجة في إقليم كردستان العراق، وهي تختزل بذلك قصص جميع المدن والمجتمعات التي عانت من الدمار. وتتمحور حول تجدد الحياة بشكل دائم منبثقة من رحم الدمار والمعاناة.
وكما هو الحال في مقطوعة "الملك أشوكا"، يتجلى السرد الموسيقي بصورة عكسية انطلاقاً من أنقاض المدن. المشهد الافتتاحي عبارة عن أجواء موسيقية هامسة ومتناثرة تجسد عالماً من الدمار والخراب. وتتردد فيها أصداء أصوات بعيدة تتكاثف ببطء حتى تبلغ الذروة. ويعتبر الجزء الأول من هذه المقطوعة ارتجالياً تماماً متيحاً لنا العمل على إبداع شعور بالإشباع وسط هذا العالم القاحل.
وبعد ذلك، تنطلق ترنيمة الرثاء على آلة الكمانتشه بناء على لحن تقليدي من الموسيقى التركية. ويليها لحن كردي يتكرر متخطياً حدود العالم المتناغم كثير التغيرات ليثمر في نهاية المقطوعة عن رقصة فرح ضمن مساحة 8/7 أمتار تصور بوضوح عودة الحياة من جديد.
حول لتأسيسه للمجموعة قال "يو- يو ما" المؤسس والمدير الفني "إن العالم يتغير بسرعة هائلة، وإحدى التغيرات التي يشهدها هي أن تأثير الأشخاص على بعدهم الجغرافي بات أكثر وضوحاً اليوم فيما يدعى بظاهرة العولمة.
وقد دهشت عندما أخبرني أحد أصدقائي بأنها ليست ظاهرة حديثة، وأن البشر لطالما عرفوا الكثير عن الثقافات الأخرى وتأثروا ببعضهم البعض لكن بوتيرة أبطأ من الآن، ويعد طريق الحرير التاريخي خير مثال على ذلك.
وقد استقيت إلهامي في تأسيس مجموعة طريق الحرير وفرقتها من الخوف الذي قابل به الناس العولمة، ورغبتي بأن أختبر الحوار كجزء من منافع الحياة في عالمنا المترابط اليوم.
وأكد أن شغفه بالتعرف على الناس يضاهي شغفه بالموسيقى، التي تساعدني في التواصل مع الآخرين بما أقدمه لهم وما يشاركونني به. ومن بين الأشياء العديدة التي تعلمتها من عملي مع مجموعة طريق الحرير هو تفرد وترابط موسيقى الحضارات، وكان هذا الاكتشاف من أسعد تجاربي في الحياة".
وذكر "يو- يو ما" إبان تشكيلنا للمجموعة، أذكر أن رجلا يابانياً أخبرني بأمر مهم بقي راسخاً في ذهني، إذ قال لي "لو تمعنت عميقاً في أي شيء محلي، ستجد أن له أبعاداً عالمية"، وأنا أرى أن الثقة عنصر أساسي في أي تعاون سواء كان موسيقياً، أو دبلوماسياً، أو حتى على مستوى تنظيم حفل عشاء. وأعتقد أن السبيل إلى هذه الثقة يكون بالبحث المتواصل عن البعد العالمي في الأشياء المحلية، وفهم الأمور التي يثمنها الآخرون والبحث عن عناصر مشتركة معهم.
ولفت إلى أن المجموعة تحب العمل مع الموسيقيين الشباب، وقال "نسعى لذلك كلما سنحت لنا الفرصة في الجولات الموسيقية. إننا نغدو أفضل كمعلمين حينما نستمر في التعلم".
وحول الخطوة التالية في مسيرة مجموعة طريق الحرير أشار يو- يو ما إلى أنه في غاية الحماس لتقديم عمل "ليلى والمجنون" بالتعاون مع مجموعة مارك موريس للرقص. وقد تم تقديم هذا العمل للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول الماضي طيلة أمسية كاملة جمع خلالها بين رقصات من تصميم مارك موريس وموسيقى حية من مجموعة طريق الحرير برفقة المغنيين الأذربيجانيين عليم قاسيموف وفارجانا قاسيموفا.
وها نحن اليوم وسط جولتنا العالمية، وأشعر بالفخر بأن المجموعة تشارك فنون العالم الإسلامي اليوم مع جماهير جديدة. كما نعمل على مشاريع أخرى مثل برامج الورشة العالمية للموسيقيين وثقافة موسيقى الشباب غوانغدونغ التي تشارك بعضاً من تجاربنا على مدى عقدين من الزمن تقريباً في مجموعة طريق الحرير.
أسس عازف التشيللو يو- يو ما مجموعة طريق الحرير في عام 1998 بهدف تبادل الأفكار والتقاليد بين البلدان الواقعة على طريق الحرير التاريخي، واستكشاف دور الفن في تبادل المفاهيم العالمية.
وسعت المجموعة التي تضم مجموعة موسيقيين من أكثر من 20 دولة من بينهم عازف الكلارينت السوري كنان العظمة إلى ربط العالم من خلال الفنون، وذلك عبر توفير عروض وبرامج تعليمية موسيقية وتعزيز مستوى التعاون الثقافي حول العالم.
ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين رسمت ملامح جديدة للموسيقى الكلاسيكية، وقدمت رصيداً فنياً يختزل مختلف القارات والأزمنة لتمثل باقة متنوعة من الثقافات العالمية، كما أرست أشكالا جديدة للتبادل الثقافي من خلال العروض وورش العمل وبرامج الإقامة. ورسم موسيقيوها لوحات تراثية غنية من جميع أنحاء العالم تعكس الهوية الإنسانية المعاصرة ومتعددة الجوانب، تجمع بين الغريب والمألوف لتبدع لغة موسيقية جديدة.
سجلت المجموعة 6 ألبومات حتى الآن. وتم تسجيل الألبوم الجديد "غن لنصل إلى الوطن" الحائز على جائزة غرامي عام 2017 بالتزامن مع إطلاق الفيلم الروائي الطويل "موسيقى الغرباء: يو- يو ما ومجموعة طريق الحرير" من إخراج المبدع مورغان نيفل الحاصل على جائزة الأوسكار. ويتم عرضه حالياً على قناة صندانس في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أقامت أخيرا حفلا بقيادة عازف التشيللو العالمي وسفير السلام للأمم المتحدة، "يو- يو ما" الحائز على جائزة "غرامي" الموسيقية 18 مرة، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الرئيسي للدورة الرابعة عشرة من مهرجان أبوظبي لعام 2017 على مسرح قصر الإمارات.
عزفت المجموعة عدداً من المقطوعات الموسيقية، عكست رؤية مؤسسها "يو- يو ما"، ومن بينها مقطوعات "يانزي أغنية السنونو" لدجاو لين، و"الملك أشوكا" و"المدينة الصامتة"، ومقطوعة "زفاف" من تأليف كنان العظمة، والتي تعكس أجواء العرس في القرى السورية، وهي إحدى أغاني البوم "غن لنصل إلى الوطن" الحائز على جائزة "غرامي" لعام 2017.
وقدمت المجموعة عرضها بالعزف على عدة آلات موسيقية متنوعة ما بين آلات النقر، والوتريات الغربية، والتي تعكس تنوع عناصر التقاليد الإنسانية التي تصنع التراث الثقافي المشترك.
مقطوعة "زفاف" للموسيقار السوري كنان العظمة هي الحركة الموسيقية الثالثة والأخيرة من مقطوعة للعزف الارتجالي والأوركسترا ألفها في عام 2007 لفرقته الثلاثية "حوار"، وحاول من خلالها طمس الحدود بين التأليف والارتجال لإيمانه بأن أفضل المؤلفات الموسيقية هي العفوية والارتجالية وأفضل أنواع الارتجال هو المنظم.
وتستند هذه الحركة إلى المبدأ ذاته متيحة للعازفين المنفردين فرصة العزف بحرية في الكيان الأكبر للعمل الموسيقي.
وتحاكي "زفاف" الجو العام لحفلات الزفاف في القرى السورية، والتي تقام عادة في ساحة عامة ليتمكن الجميع من الحضور وتزخر بالحماس والبهجة والمفاجآت.
وقد أهدي "كنان" المقطوعة إلى جميع السوريين الذين وقعوا في شباك الحب خلال السنوات الست الأخيرة.
وسردت المقطوعة الموسيقية "الملك أشوكا" كما أوضح الموسيقار نيكولاس كوردز قصة الملك أشوكا حيث تبدأ بصورة سمعية تستحضر إلى الأذهان اعتناق "أشوكا" النهائي للبوذية، وذلك من خلال صوت الأجراس والترانيم المقدسة. وبعدها تفسح الضربات الإيقاعية الأولى الطريق أمام ألحان التشيللو لتعكس لحظة اعتناق أشوكا للبوذية.
وجسد لحن التشيللو، المستوحى من أنغام راج بيرافي، عنصرين متناقضين في قصة "الملك أشوكا" حيث يجمع هذا اللحن الهندي التقليدي بين هدوء الطبيعة عند شروق الشمس وآلهة الحرب عند الهندوس في آن معاً.
وتتطور هذه المعزوفة لاحقا إلى سلسلة إيقاعات أكثر تعقيداً وميلا للموسيقى الحربية، فتتصاعد بعدها حتى تبدو على غرار مقطوعة اكتسبها داس من معلمه الروحي بانديت كيشان مهراج، وتصور أصوات إطلاق المدافع. وعلى خلاف أعمال الارتجال التي قام بإعدادها داس في المجموعة، يعتبر التداخل الإيقاعي المعقد في عمل "الملك أشوكا" ثمرة جهود طويلة من أعمال التأليف والتدوين الموسيقي.
أما مقطوعة "المدينة الصامتة" فقد استمدت إلهامها من تدمير مدينة حلبجة في إقليم كردستان العراق، وهي تختزل بذلك قصص جميع المدن والمجتمعات التي عانت من الدمار. وتتمحور حول تجدد الحياة بشكل دائم منبثقة من رحم الدمار والمعاناة.
وكما هو الحال في مقطوعة "الملك أشوكا"، يتجلى السرد الموسيقي بصورة عكسية انطلاقاً من أنقاض المدن. المشهد الافتتاحي عبارة عن أجواء موسيقية هامسة ومتناثرة تجسد عالماً من الدمار والخراب. وتتردد فيها أصداء أصوات بعيدة تتكاثف ببطء حتى تبلغ الذروة. ويعتبر الجزء الأول من هذه المقطوعة ارتجالياً تماماً متيحاً لنا العمل على إبداع شعور بالإشباع وسط هذا العالم القاحل.
وبعد ذلك، تنطلق ترنيمة الرثاء على آلة الكمانتشه بناء على لحن تقليدي من الموسيقى التركية. ويليها لحن كردي يتكرر متخطياً حدود العالم المتناغم كثير التغيرات ليثمر في نهاية المقطوعة عن رقصة فرح ضمن مساحة 8/7 أمتار تصور بوضوح عودة الحياة من جديد.
حول لتأسيسه للمجموعة قال "يو- يو ما" المؤسس والمدير الفني "إن العالم يتغير بسرعة هائلة، وإحدى التغيرات التي يشهدها هي أن تأثير الأشخاص على بعدهم الجغرافي بات أكثر وضوحاً اليوم فيما يدعى بظاهرة العولمة.
وقد دهشت عندما أخبرني أحد أصدقائي بأنها ليست ظاهرة حديثة، وأن البشر لطالما عرفوا الكثير عن الثقافات الأخرى وتأثروا ببعضهم البعض لكن بوتيرة أبطأ من الآن، ويعد طريق الحرير التاريخي خير مثال على ذلك.
وقد استقيت إلهامي في تأسيس مجموعة طريق الحرير وفرقتها من الخوف الذي قابل به الناس العولمة، ورغبتي بأن أختبر الحوار كجزء من منافع الحياة في عالمنا المترابط اليوم.
وأكد أن شغفه بالتعرف على الناس يضاهي شغفه بالموسيقى، التي تساعدني في التواصل مع الآخرين بما أقدمه لهم وما يشاركونني به. ومن بين الأشياء العديدة التي تعلمتها من عملي مع مجموعة طريق الحرير هو تفرد وترابط موسيقى الحضارات، وكان هذا الاكتشاف من أسعد تجاربي في الحياة".
وذكر "يو- يو ما" إبان تشكيلنا للمجموعة، أذكر أن رجلا يابانياً أخبرني بأمر مهم بقي راسخاً في ذهني، إذ قال لي "لو تمعنت عميقاً في أي شيء محلي، ستجد أن له أبعاداً عالمية"، وأنا أرى أن الثقة عنصر أساسي في أي تعاون سواء كان موسيقياً، أو دبلوماسياً، أو حتى على مستوى تنظيم حفل عشاء. وأعتقد أن السبيل إلى هذه الثقة يكون بالبحث المتواصل عن البعد العالمي في الأشياء المحلية، وفهم الأمور التي يثمنها الآخرون والبحث عن عناصر مشتركة معهم.
ولفت إلى أن المجموعة تحب العمل مع الموسيقيين الشباب، وقال "نسعى لذلك كلما سنحت لنا الفرصة في الجولات الموسيقية. إننا نغدو أفضل كمعلمين حينما نستمر في التعلم".
وحول الخطوة التالية في مسيرة مجموعة طريق الحرير أشار يو- يو ما إلى أنه في غاية الحماس لتقديم عمل "ليلى والمجنون" بالتعاون مع مجموعة مارك موريس للرقص. وقد تم تقديم هذا العمل للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول الماضي طيلة أمسية كاملة جمع خلالها بين رقصات من تصميم مارك موريس وموسيقى حية من مجموعة طريق الحرير برفقة المغنيين الأذربيجانيين عليم قاسيموف وفارجانا قاسيموفا.
وها نحن اليوم وسط جولتنا العالمية، وأشعر بالفخر بأن المجموعة تشارك فنون العالم الإسلامي اليوم مع جماهير جديدة. كما نعمل على مشاريع أخرى مثل برامج الورشة العالمية للموسيقيين وثقافة موسيقى الشباب غوانغدونغ التي تشارك بعضاً من تجاربنا على مدى عقدين من الزمن تقريباً في مجموعة طريق الحرير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.