منذ عقد مضي لم يتخيل إنسان انه سياتي اليوم الذي يتمكن فيه من خلق عالمه الخاص المثير للدهشة ان هذه القوة ليست ملكا لشخص او جماعة وانما هي متاحة للجميع ولا تتوقف قوة هذا الشئ علي ما يخلقه وانما تمتمد لتؤثر علي واقع وسياسات الدول مما يتيح له ان يفتح ابوابا للحروب او تمهد الطريق للسلام. انها التكنولوجيا التي جعلت العالم وحدة واحدة صوت الحقيقة هو الاعلي فيها وبات من المستحيل اخفاؤها مهما كانت سريتها وبشاعتها وبالتالي اصبحت صديقة للشعوب وعدوة للحكومات. وقد تطورت شبكة الإنترنت بشكل فاق تصور العقل البشري بعد استحداث المواقع مثل الفيس بوك وتويتر ويوتيوب ودخول انظمة بحث جديدة مثل جوجل نهاية ب ويكيليكس التي استطاع مجموعة من الشباب بقيادة البارع جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس ان تفضح الدبلوماسية الخفية للولايات المتحدةالامريكية بكل ما تحتويه من تفاصيل دقيقة وحساسة لم تكن تتخيله واشنطن في يوم من الايام. فتسريبات الدبلوماسية الامريكية سبقها كشف موقع ويكيليكس عن 769 ألف وثيقة سرية عن الحرب في افغانستان في يوليو الماضي. وكذلك 400 ألف وثيقة عن حرب العراق في اكتوبر الماضي وقد تاسس موقع ويكيليكس عام 2006 كموقع اعلامي لنشر الوثائق والمعلومات السرية وذلك بتمويل دول كبري علي رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية والصين. وهو ما عبر عنه القيادات الأمريكية بمنتهي السعادة قبل أن تنال التسريبات من واشنطن لدرجة تسابق الجهات المانحة في الولاياتالمتحدة علي التبرع للموقع وتمويله. ويعمل الفيس بوك بشكل مختلف فقد تاسس اواخر عام 2004 علي يد شاب امريكي يدعي مارك زوكربيرج وهو مبني علي فكرة الحسابات الشخصية فاي شخص او مؤسسة ترغب في الاشتراك بالموقع تفتح حسابا شخصيا عن طريق ادخال البيانات. لدرجة ان عدد المشتركين تعدي نصف مليار شخص وهو ما يعادل 10% من سكان العالم ويعد الموقع وسيلة جيدة لتبادل المعلومات والصور والتسجيلات. وايضا الترويج لبعض المنتجات الامر الذي جعل الكثير يصفون الفيس بوك بأنه دولة كبري داخل كوكب الارض. وفي منتصف 2006 ظهر موقع جديد عبارة عن حقل كبير للتدوين القصير يدعي تويتر ويرجع الفضل في انشاء الموقع الي جاك دورسي رئيس مجلس ادارته الحالي. وهذا الموقع يتيح الفرصة للمشتركين بطرح افكارهم علي شكل مدونات تنشر علي الصفحة الرئيسية الخاصة بهم وتكون مكونة من 140 كلمة في الوقت الذي يسمح فيه لباقي المشتركين بقراءة المدونة وابداء تعليقاتهم. وقد ادي ذلك الي ظهور فكرة صحافة الفرد التي جعلت المواطن العادي يقوم بنقل الاحداث وتسجيلها بالصوت والصورة وبثها عبر تويتر. وقد استعان الرئيس الامريكي باراك اوباما بالموقع اثناء حملته الانتخابية عام 2008 حيث تواصل مع الشعب الامريكي وهو ما اثمر في النهاية عن فوزه بالانتخابات. وقد لعب تويتر دور البطولة في الانتخابات الرئاسية الايرانية التي اجريت عام 2009 وشهدت الكثير من التجاوزات ومظاهرات المعارضة.