أبرز كتاب "عالم بلا إسلام" الذي نُشِر حديثًا، وألفه مسؤول سابق في الاستخبارات الأمريكية، مجموعة من العوامل أثرت بشكل قوي على تطور العلاقات بين الشرق والغرب، و شكلت أرضية واسعة للمواجهات بينهما، ولم يكن لها أدنى علاقة بالإسلام، وقد أشارت الحلقة التي خُصصت للكتاب من برنامج "عالم الكُتب" وعرضت - أمس، الأربعاء - على شاشة "العربية"، إلى أن غراهام فولر النائب السابق لرئيس مجلس الاستخبارات الوطنية في ال CIA، فند عبر كتابه "عالم بلا إسلام" في دراسة تاريخية عميقة وموثقة مزاعم الكثيرين في الغرب خصوصًا أمريكا في تحميل الإسلام مسؤولية ظهور الإرهاب، مذكرًا هؤلاء بالتاريخ القديم والحديث لحروب أوروبا الدينية والعلمانية التي راح ضحيتها مئات الملايين من البشر، والتى لم يكن لها علاقة بالإسلام. ويقول فولر في كتابه: "لولا الإسلام لكان العالم أكثر فقرًا حضاريًا وثقافيًا وفكريًا، فحتى لو لم يكن الإسلام موجودًا لكان الغرب في صراعات وحروب، خاصةً بين الكنيستين الغربية والشرقية"، ويتابع: "على الغرب أن لا يُحمل الإسلام وزر الصراع بين الشرق والغرب أو ما يعرف بصراع الحضارات". من جهته، وافق د.رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية، معظم آراء الكتاب، وقال لبرنامج "عالم الكتب" الذي تناول الكتاب: قبل الإسلام كانت هناك إمبراطوريتان: الساسانية والرومانية فالبيزنطية، وقد نشبت بينهما حروب استمرت مائة عام، ومسألة شرق وغرب ظهرت قبل الإسلام، وتجلت في الصراعات اليونانية الفارسية، ثم الصراعات الرومانية الفارسية ثم البيزنطية الفارسية، مضيفًا أنه سواء كان الناس مسلمين أو غير مسلمين، فهم سيقاومون الولاياتالمتحدة، وسيقاومون الاستعمار الفرنسي، والاستعمار الإنجليزي، والاستعمار الإيطالي، وغيرها، وكل هذا سببه الامتداد الأوروبي ثم الامتداد الغربي للاستيلاء على العالم. ويؤكد كتاب "عالم بلا إسلام" أن التاريخ لم يبدأ من أحداث 11 سبتمبر كما يدعي الكثيرون في الغرب، وطرح في مؤلفه "فولر 9" حلولاً لإنهاء الصراع الغربي الإسلامي، منها: انسحاب الولاياتالمتحدة من جميع الأراضي العربية والإسلامية، وحل القضية الفلسطينية بشكل عادل، وعدم انتهاك سيادة الدول باسم مطاردة الإرهابيين، وقبول فوز الإسلاميين بالحكم بشكل ديمقراطي، وقد انتقد البعض الكاتب بحجة دفاعه عن الإسلام، وهذا ما نفاه الكاتب الذي أراد فقط وضع الأمور في سياقها التاريخي، وتحقيق فهم أفضل لما يدور، وفقًا لما يقول.