لم نكن نعرف أيضاً صاحب نوبل أحمد زويل إلا بعد أن قدمه لنا العالم الخارجى المواهب كائن وهى كثيرة وكما يقول العامة أن أرض مصر ولادة ومنجبه للمواهب فهذه هى الشخصية المصرية التى فتحت تلك الأمة تراثها الغالى للأبد. ومنذ سنوات بسيطة تقترب الساحة الفنية أحد أركانها المشهورين وهى الفنان والموسيقار الشهير عبدالحليم نوبرة صاحب المدرسة الشرقية التى أسمت فيما بعد بالفرقة القومية للموسيقى العربية وحسناً فعلت دار الأوبرا عبر مسرح الجمهورية احتفالاً بذكراه وكم كان مؤسفاً ألا تلتفت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة إلى تلك الذكرى وتوليها الأهمية التى تستحقها. ولمن لا يعرف الراحل نويرة فهو من مواليد 1926 مركز فاقوس محافظة الشرقية، وكان والده عبدالله محمد نيره خبيراً زراعياً بمحافظة الشرقية وكان من هواه الموسيقى وهو صغير واكتشف والده موهبته الفطرية فهى له كل وسائل الاستماع توفى والده وهو فى الحادية عشر من عمره وتعهده أشقاؤه الكبار وأتاحوا له فرصة دراسية الموسيقى العربية والمساء وحصل على دبلوم معهد الموسيقى بدرجة امتياز عام 1936 قسم الأحداث وكان ترتيبه الأول ثم تفرع للموسيقى بعد المرحلة الثانوية على يد ميناتو بومبيو والبيانو على يد شيرينا مسنكى وعلم الامستاتيك "علم فلسفة الجمال" على يد بير أورلونسكى وجمع بين الثقافة الموسيقية الشرقية والغربية وكان من أبرز مؤلفى الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية فى العصر الذهبية للسينما المصرية حيث الإنتاج الوفير والكيفية المبدعة فقد وضع الموسيقى التصويرية لعدة أفلام سينمائية شهيرة منها (الماضى المجهول عنتر وعبلة أفوى من الحب) كما كتب طائق من المعزوفات التقليدية والمتطورة الحديثة من أهمها "فى بحيرة المنزلة المماليك" . وكان مفتشاً للموسيقى بوزارة التربية والتعليم ومديراً للمسرح الغنائى ومدير أو قائد لفرقة الموسيقى العربية فى مهدها الأول وصل لواء إحياء ونشر التراث بأسلوب جماعى جذاب وعمل مراقباً عاماً للموسيقى لغناء الإذاعة ورئيس للجنة الاستماع بالإذاعة وعضواً بلجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس الأعلى للثقافة. منح جائزة الدولة التشخصية فى الموسيقى عام 1972 تقديراً لجهوده الرؤية فى خبرته الفنى وتوفى إلى رحمة الله فى 30 يناير 1985. هكذا لا يموت الفن بموت صاحبه فهو إبداع وتراث خالد ودائم ومصر تحفل بالعديد من هؤلاء فهل من مزيد من الرعاية والإهتمام؟!