إعلان نتيجة المرحلة الأولى بتنسيق الجامعات 2025.. غدًا    «التضامن» تقر قيد 3 جمعيات في محافظتي الإسكندرية والمنيا    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    أسعار الفراخ اليوم فى مطروح السبت 2 أغسطس 2025    تسلا تدفع 200 مليون دولار تعويضات بعد مقتل شاب بسبب القيادة الآلية    توقيع بروتوكول تعاون بين «الجمارك» وغرفة القاهرة التجارية لتيسير الإجراءات    ننشر أسعار حديد التسليح اليوم 2 أغسطس 2025    وزارة النقل: استمرار تلقي طلبات السائقين الراغبين في الانضمام لبرنامج تدريب وتأهيل سائقى الاتوبيسات والنقل الثقيل    «بلومبرج»: مكتب التحقيقات الفيدرالي أخفى اسم ترامب في ملفات قضية إبستين    استشهاد 22 فلسطينيا برصاص الاحتلال الإسرائيلي بأنحاء متفرقة من قطاع غزة    سقطة وخيانة و "فضيحة بجلاجل"    "اليونيسيف": أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق    "صحة غزة": شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية ستدخل القطاع اليوم عبر منظمة الصحة العالمية    الزمالك يتوصل لاتفاق مع عدي الدباغ    موعد مباراة بايرن ميونخ ضد ليون الودية والقنوات الناقلة    وزير الرياضة يشهد تتويج منتخب الناشئين والناشئات ببطولة كأس العالم للاسكواش    اللجنة الأولمبية تشكر الرياضيين وتُعزز الاستقرار بتفعيل مدونة السلوك    21 مصابًا.. ارتفاع أعداد المصابين في حادث انفجار أسطوانة بوتاجاز بمطعم بسوهاج    القبض على بلوجر "إنهاء تراخيص المرور" في أكتوبر    الداخلية: سحب 844 رخصة وتحرير 601 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة خلال 24 ساعة    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    أجواء غائمة وفرص أمطار تمتد للقاهرة.. حالة الطقس اليوم السبت 2 أغسطس 2025    عمرو دياب يحقق أعلى حضور جماهيري في مهرجان العلمين بحفل أسطوري (صور)    القاهرة الإخبارية: حضور لافت للمصريين فى اليونان للتصويت بانتخابات الشيوخ    ابحث عن طريقة لزيادة دخلك.. توقعات برج الحمل في أغسطس 2025    رئيس جامعة المنوفية يصدر 7 قرارات جديدة بتعيين وتجديد تكليف لوكلاء الكليات    55.7 مليون جنيه.. إيرادات فيلم الشاطر بعد 17 ليلة عرض (تفاصيل)    بيت الزكاة والصدقات يبدأ غدا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين بجميع المحافظات    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية لأمانة المراكز الطبية المتخصصة والمستشفيات    مدبولي يتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات بمجلس الوزراء خلال يوليو 2025    «100 يوم صحة» تقدم 26 مليونًا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يومًا    انتخابات الشيوخ 2025.. توافد لافت ورسائل دعم للدولة المصرية خلال تصويت المصريين بالسعودية    الكهرباء تكشف أحدث حيل سرقة التيار عبر العدادات مسبوقة الدفع    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    تعرف على منافسات مصر بسابع أيام دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    الهيئة الوطنية للانتخابات: سفراء مصر بالخارج يدعمون التصويت    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب شمال باكستان    جنين تم تجميده عام 1994.. ولادة أكبر طفل في العالم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    وفاة والد معتمد جمال مدرب الزمالك السابق    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    محافظ سوهاج يقرر غلق محلين بسبب مشاجرة بعض العاملين وتعطيل حركة المواطنين    كما كشف في الجول – النجم الساحلي يعلن عودة كريستو قادما من الأهلي    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد فعاليات اليوم العلمى ل«الفنية العسكرية»    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتاب المهرجاني المصري وثقافتنا المسرحية .. تأملات وقلق
نشر في صوت البلد يوم 23 - 09 - 2016

تتسارع الخطى حثيثا الى معرض الكتاب الدولي أو المحلي هنا وهناك، لدرجة أن تقطع المسافات الطويلة، البرية والجوية ان تطلب الامر، بهدف التواصل الثقافي والمعرفي بشكل عام، الى جانب التواصل نفسه بشكل تخصصي وبحسب وجهتك واهتماماتك العلمية والثقافية، فضلا عن تلك الترويجات الاعلامية التي نتابعها بشغف كبير عن (أهم الكتب الجديدة) و(الكتب الأكثر مبيعا في العالم) و(أفضل الكتب الموصى بها) .. الخ.
هذا الى جانب ان غالبية الكتب التي تصلك كإهداء من صديق ما، تجدها لا تشفي غليلا أو تسد رمقا ثقافيا منقوصا في الساحة المعرفية في ضوء الخبرة والمرجعية المعرفية التي توصلت اليك وتوصلت اليها بعد المخاضات الزمنية والعمرية التي أطاحت بسواد عينيك وقوة النظر التي كانت يوما مشرقة ونضرة.
بعد كم من السنوات وتحديدا الاخيرة منها، لم يظهر الكتاب / الثورة، كالذي كان يحدث ابان فترات زمنية سابقة، مثل تلك الكتب الجديدة - على قلتها - الا انها كانت تزلزل كياننا الثقافي والمعرفي بوصفها إضافة مبتكرة تحقق غاياتها بسرعة صاروخية ولا يختلف على اجتهاد مؤلفيها أحد. ذلك لأن هؤلاء المؤلفين وفي زمنهم ذاك كانوا لا يذهبون عنوة الى تأليف كتابهم هذا او ذاك، بل ان الكتاب وموضوعه هو الذي يدعوهم لأن يؤلفوه، وهم بهذا يكونون تحت طائلة الدعوة المشروعة. والأمر نفسه كان يتعلق مع المتابعة النقدية لتلك الكتب والمؤلفات، كان الناقد والصحفي بل وحتى المثقف بشكل عام هو من يذهب للسوق لشراء واقتناء الكتاب الجديد، وليس العكس كما يحدث اليوم، ولهذا تجد الكم الهائل من الكتب الجديدة اليوم التي تصل أو تهدى للناقد بدون متابعة او إعطاء حكما نقديا ما عليها، الا ما تقع في الاهداف المصالحية والعلاقاتية المقيتة بالتطبيل والتزمير لكتب لا تستحق ان تسمى كتب.
ومن هنا بدأت الفجوة المعرفية والثقافية ما بين القارىء والمؤلف، والتي دعت الروائي السعودي محمد عجيم أن يصرح مؤخرا بقوله: "سوق الكتاب اليوم اصبح كسوق المواشي".
لكن الامر يختلف برأينا كثيرا، اذا ما حاولنا التوقف عبر هذه السطور السريعة، أمام الثقافة المسرحية المرتبطة منها بالكتب أو الإصدارات المسرحية الجديدة، وقبل ذلك يتوجب التنويه عن غياب الكتاب المسرحي الجديد في هذه المعارض الدولية للكتب وان وجد القلة القليلة منها الا انها تقع ضمن سياسة الاستسهال والعجالة في الاغلب منها.
لكننا وبعودة استذكارية تأملية الى هذا الكم الهائل من الكتب المسرحية المترجمة التي أصدرها "مهرجان القاهرة الدولي التجريبي" وعبر سنواته ودوراته ال (22) كان لهذه الإصدارات السنوية الأثر المباشر والكبير على تطور الثقافة المسرحية العربية بشكل لا يختلف عليه أحد، بل تعدى الامر الى افادة الجانب الاكاديمي منهجيا وعلميا من هذه الاصدارات ولدى غالبية الجامعات العربية ان لم أجزم واقول جميعها.
لقد اضفت هذه الاصدارات والكتب المهرجانية المصرية الصادرة أصلا من هذا المهرجان، أضفت الكثير من المعرفيات والاستكشافات والأساليب والرؤى والطروحات المسرحية الفلسفية والاجتماعية والسياسية والتقنية والنقدية الجديدة، الأمر الذي زلزل كيان المشهد الثقافي والمسرحي العربي عبر مدة زمنية تجاوزت العشرين عاما، وسيظل تأثيرها لسنوات مستقبلية أخرى قادمة، تتوهج فيها منافذ المعرفة والتجليات المفاهيمية الحداثوية منها وما بعد الحداثوية، لتؤسس لها كيانا مسرحيا رصينا من شأنه تجاوز كل ما هو شائب ومؤقت ومهين لتطور المسرح العربي وثقافته (التأليفية) التي ينبغي أن تكون.
ولقد اطلعت مؤخرا على أهم خمسين كتابا، وهي الاوسع انتشارا وتاثيرا في العالم، بحسب ما اجتهدها في خياراته موقع الكتروني اسمه "عالم المعرفة عالم بلا حدود"، مبتدء في تسلسل رقم 1 لكتاب جمهورية افلاطون ومنتهيا برقم 50 لرواية "الحرب والسلام" لليو تولستوي .. ما بينها خياراته - أي الموقع - لكتب نذكر منها: (الف ليلة وليلة، ومدام بوفاري لغوستاف فلوبير، والجريمة والعقاب لدستويفسكي، وجنى الثمار لطاغور، ومقالات امرسون، وكانديد لفولتير، والسيدة دلاوي لفرجينيا وولف، والغريب لالبير كامو، ولوليتا لفلاديمير نابوكوف، واللؤلؤة لجون شتاينبك، ووراس المال لكارل ماركس، وقصة تجاربي مع الحياة للمهاتما غاندي، والنظرية النسبية لانشتاين، ونساء صغيرات للويزا ام، واولاد حارتنا لنجيب محفوظ، والمحاكمة لكافكا، وغيرها ..).
لكن الغريب في هذه الببلوغرافيا الاختيارية ان من بين الخمسين كتابا هذه نجد فقط أربعة كتب مسرحية وهي: (هاملت لشكسبير، ومريض الوهم لموليير، وفاوست لغوته، وفي انتظار غودو لصموئيل بيكت). مما يعني ان ثمة نسبة فقيرة لاحتلال الكتاب المسرحي مكانه الذي يجب ضمن هذه القرون الطويلة من المنجز المسرحي التاليفي عالميا وعربيا.
السؤال: كم نحتاج مستقبلا لكي تفرض كتب مسرحية اربعة اخرى نفسها عالميا او عربيا مكانتها التي ينبغي وضمن تفضيل جديد قادم؟ وأن نجتهد نحن أحيانا على معارضة اجتهاده او تفضيلاته تلك. لكنها في النهاية تخضع لفرض الكتاب الجديد نفسه في سوق الكتاب نفسه لا في سوق آخر أو توصيفات أخرى معيبة بسوق وتجارة الكتب وعلى مر الأزمان.
وبعيدا عن هذا القلق المستقبلي، مستذكرا معكم ولكم، وقريبا من التأملات التي نحتاجها اليوم، دعوني اجتهد لكم في خياراتي لنماذج من عناوين الكتب التي أصدرها "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي" ومنذ الدورة (11) لسنة 1999 مستذكرا ومختارا ثلاثة عناوين فقط كعينة مختارة من كل دورة صدرت لنا هذه الكتب المهرجانية المهمة وهي بحسب الآتي: (1- فن التمثيل الآفاق والأعماق لادرين ديور، ترجمة مركز اللغات والترجمة 2- فن الأداء مقدمة نقدية لمارفن كارلسون، ترجمة: منى سلام 3- الدراما الانجليزية ما بعد الاستعمار لبروس كينج، ترجمة سحر فراج) دورة 11 .
ومن إصدارات دورة 12سنة 2000 نختار: (1- نظرية المسرح الطليعي لبيتر بيرجر، ترجمة سحر فراج 2- المكان المسرحي لاونا شودهوري، ترجمة أمين حسين الرباط 3- المسرح في طريق مسدود لكارول روسين، ترجمة محمد لطفي نوفل).
ومن دورة 13 سنة 2001 نستذكر: (1- التجربة المسرحية لادوين ويلسون، ترجمة ايمان حجازي 2- العمل في ستديو الممثل للي ستراسبرج، ترجمة جيهان عيسوي 3- نظرية ونقد المسرح لانخل بيرينجير، ترجمة سمير متولي وأماني ابو العلا).
ومن دورة 14 سنة 2002 نختار أيضا: (1- أهمية المسرح لريتشارد بوون وجين بلاستو، ترجمة منى سلام 2- أماكن العرض المسرحي لمارفن كارلسون، ترجمة ايمان حجازي 3- الارتجال وفن التمثيل المسرحي ل جيرهارد ايبرت، ترجمة حامد احمد غانم).
أما من دورة 15 سنة 2003 نتوقف عند: (1- السارد في المسرح لانخل ابون جونثاليت، ترجمة خالد سالم 2- سياسة المسرح البديل في بريطانيا لماريا دايسنزو، ترجمة محمد سيد 3- المؤثرات المسرحية لجراهام والن، ترجمة منى سلام).
ونستمر في الاجتهاد لكم مع دورة 16 سنة 2004 ونختار لكم: (1- فن مسرحة الصورة لخوسيه أ. سانشيت، ترجمة خالد سالم 2- ما هي السينوغرافيا؟ لباميلا هاورد، ترجمة محمود كامل 3- نظريات حديثة في الاداء المسرحي لجان ميلنج وجراهام لي، ترجمة ايمان حجازي).
ومن دورة 17 سنة 2005 نستذكر: (1- علم اجتماع المسرح ج 1 وج 2 لسيكاي جيرج، ترجمة كمال الدين عيد 2- المسرح والصور المرئية لبياتريس بيكون فالا، ترجمة سهير الجمل 3- مسرح اعادة اكتشاف الاسلوب لمايكل سانت دينيس، ترجمة سحر فراج).
وأيضا من دورة 18 سنة 2006 نختار: ( 1- الزمن العلمي والزمن المسرحي للوسيل جاربانياتي، ترجمة نادية كامل 2- معجم انثروبولوجيا المسرح لاوجينيو باربا ونيكولا سافاريس، ترجمة امين الرباط ومحمد السيد 3- تحليل العروض المسرحية لباتريس بافيس، ترجمة منى صفوت).
وعند الدورة 19 لسنة 2007 نؤشر الى: ( 1- المسرح والعالم الرقمي لانطونيو بيتزو، ترجمة اماني فوزي حبشي 2- التكنولوجيا والمسرح لروسا دي دييغو وليديا باثكيت، ترجمة خالد سالم 3- المسرح والتقنيات الحديثة للوسيل جاربانياتي وبيير مورللي، ترجمة نادية كامل).
ونصل الى دورة 20 لسنة 2008 فنؤشر السهم الى: ( 1- مقدمة في تاريخ المسرح ج 1 لفيليب زاريللي وبروس مكوناشي وجاري جاي ويليامز وكارول فيشر سورجنفري، ترجمة سومية مظلوم 2- الاعداد الدرامي وفنون الاداء لكاثي تيرنر وسين ك. برندت، ترجمة محمد لطفي نوفل 3- المسارح الجسدية مقدمة نقدية لسيمون مراي وجون كيف، ترجمة جمال عبدالمقصود).
وعند الدورة 21 لسنة 2009 نذكر: (1- مسرح الكلمات لفالارنوفرينا، ترجمة اماني ايوب 2- سياسة العرض المسرحي المسرح والنظرية ليواخيم جرستماير ونيكولاس موللر- شول، ترجمة عبدالقادر الجندي 3- المسرح والعرض والتكنولوجيا لكريستوفر بو، ترجمة هبة عجينة).
وأخيرا من دورة 22 لسنة 2010 نختم خياراتنا معكم في: ( 1- اعادة اكتشاف الفضاء المسرحي لفرانسز ريد، ترجمة الحسين علي يحي 2- ماسي شكسبير لالكساندر لجات، ترجمة جمال عبدالمقصود، 3- المسرح الموسيقي الجديد رؤية الصوت وسماع الجسد لايريك سالزمان وتوماس ديسي، ترجمة محمود كامل).
تتسارع الخطى حثيثا الى معرض الكتاب الدولي أو المحلي هنا وهناك، لدرجة أن تقطع المسافات الطويلة، البرية والجوية ان تطلب الامر، بهدف التواصل الثقافي والمعرفي بشكل عام، الى جانب التواصل نفسه بشكل تخصصي وبحسب وجهتك واهتماماتك العلمية والثقافية، فضلا عن تلك الترويجات الاعلامية التي نتابعها بشغف كبير عن (أهم الكتب الجديدة) و(الكتب الأكثر مبيعا في العالم) و(أفضل الكتب الموصى بها) .. الخ.
هذا الى جانب ان غالبية الكتب التي تصلك كإهداء من صديق ما، تجدها لا تشفي غليلا أو تسد رمقا ثقافيا منقوصا في الساحة المعرفية في ضوء الخبرة والمرجعية المعرفية التي توصلت اليك وتوصلت اليها بعد المخاضات الزمنية والعمرية التي أطاحت بسواد عينيك وقوة النظر التي كانت يوما مشرقة ونضرة.
بعد كم من السنوات وتحديدا الاخيرة منها، لم يظهر الكتاب / الثورة، كالذي كان يحدث ابان فترات زمنية سابقة، مثل تلك الكتب الجديدة - على قلتها - الا انها كانت تزلزل كياننا الثقافي والمعرفي بوصفها إضافة مبتكرة تحقق غاياتها بسرعة صاروخية ولا يختلف على اجتهاد مؤلفيها أحد. ذلك لأن هؤلاء المؤلفين وفي زمنهم ذاك كانوا لا يذهبون عنوة الى تأليف كتابهم هذا او ذاك، بل ان الكتاب وموضوعه هو الذي يدعوهم لأن يؤلفوه، وهم بهذا يكونون تحت طائلة الدعوة المشروعة. والأمر نفسه كان يتعلق مع المتابعة النقدية لتلك الكتب والمؤلفات، كان الناقد والصحفي بل وحتى المثقف بشكل عام هو من يذهب للسوق لشراء واقتناء الكتاب الجديد، وليس العكس كما يحدث اليوم، ولهذا تجد الكم الهائل من الكتب الجديدة اليوم التي تصل أو تهدى للناقد بدون متابعة او إعطاء حكما نقديا ما عليها، الا ما تقع في الاهداف المصالحية والعلاقاتية المقيتة بالتطبيل والتزمير لكتب لا تستحق ان تسمى كتب.
ومن هنا بدأت الفجوة المعرفية والثقافية ما بين القارىء والمؤلف، والتي دعت الروائي السعودي محمد عجيم أن يصرح مؤخرا بقوله: "سوق الكتاب اليوم اصبح كسوق المواشي".
لكن الامر يختلف برأينا كثيرا، اذا ما حاولنا التوقف عبر هذه السطور السريعة، أمام الثقافة المسرحية المرتبطة منها بالكتب أو الإصدارات المسرحية الجديدة، وقبل ذلك يتوجب التنويه عن غياب الكتاب المسرحي الجديد في هذه المعارض الدولية للكتب وان وجد القلة القليلة منها الا انها تقع ضمن سياسة الاستسهال والعجالة في الاغلب منها.
لكننا وبعودة استذكارية تأملية الى هذا الكم الهائل من الكتب المسرحية المترجمة التي أصدرها "مهرجان القاهرة الدولي التجريبي" وعبر سنواته ودوراته ال (22) كان لهذه الإصدارات السنوية الأثر المباشر والكبير على تطور الثقافة المسرحية العربية بشكل لا يختلف عليه أحد، بل تعدى الامر الى افادة الجانب الاكاديمي منهجيا وعلميا من هذه الاصدارات ولدى غالبية الجامعات العربية ان لم أجزم واقول جميعها.
لقد اضفت هذه الاصدارات والكتب المهرجانية المصرية الصادرة أصلا من هذا المهرجان، أضفت الكثير من المعرفيات والاستكشافات والأساليب والرؤى والطروحات المسرحية الفلسفية والاجتماعية والسياسية والتقنية والنقدية الجديدة، الأمر الذي زلزل كيان المشهد الثقافي والمسرحي العربي عبر مدة زمنية تجاوزت العشرين عاما، وسيظل تأثيرها لسنوات مستقبلية أخرى قادمة، تتوهج فيها منافذ المعرفة والتجليات المفاهيمية الحداثوية منها وما بعد الحداثوية، لتؤسس لها كيانا مسرحيا رصينا من شأنه تجاوز كل ما هو شائب ومؤقت ومهين لتطور المسرح العربي وثقافته (التأليفية) التي ينبغي أن تكون.
ولقد اطلعت مؤخرا على أهم خمسين كتابا، وهي الاوسع انتشارا وتاثيرا في العالم، بحسب ما اجتهدها في خياراته موقع الكتروني اسمه "عالم المعرفة عالم بلا حدود"، مبتدء في تسلسل رقم 1 لكتاب جمهورية افلاطون ومنتهيا برقم 50 لرواية "الحرب والسلام" لليو تولستوي .. ما بينها خياراته - أي الموقع - لكتب نذكر منها: (الف ليلة وليلة، ومدام بوفاري لغوستاف فلوبير، والجريمة والعقاب لدستويفسكي، وجنى الثمار لطاغور، ومقالات امرسون، وكانديد لفولتير، والسيدة دلاوي لفرجينيا وولف، والغريب لالبير كامو، ولوليتا لفلاديمير نابوكوف، واللؤلؤة لجون شتاينبك، ووراس المال لكارل ماركس، وقصة تجاربي مع الحياة للمهاتما غاندي، والنظرية النسبية لانشتاين، ونساء صغيرات للويزا ام، واولاد حارتنا لنجيب محفوظ، والمحاكمة لكافكا، وغيرها ..).
لكن الغريب في هذه الببلوغرافيا الاختيارية ان من بين الخمسين كتابا هذه نجد فقط أربعة كتب مسرحية وهي: (هاملت لشكسبير، ومريض الوهم لموليير، وفاوست لغوته، وفي انتظار غودو لصموئيل بيكت). مما يعني ان ثمة نسبة فقيرة لاحتلال الكتاب المسرحي مكانه الذي يجب ضمن هذه القرون الطويلة من المنجز المسرحي التاليفي عالميا وعربيا.
السؤال: كم نحتاج مستقبلا لكي تفرض كتب مسرحية اربعة اخرى نفسها عالميا او عربيا مكانتها التي ينبغي وضمن تفضيل جديد قادم؟ وأن نجتهد نحن أحيانا على معارضة اجتهاده او تفضيلاته تلك. لكنها في النهاية تخضع لفرض الكتاب الجديد نفسه في سوق الكتاب نفسه لا في سوق آخر أو توصيفات أخرى معيبة بسوق وتجارة الكتب وعلى مر الأزمان.
وبعيدا عن هذا القلق المستقبلي، مستذكرا معكم ولكم، وقريبا من التأملات التي نحتاجها اليوم، دعوني اجتهد لكم في خياراتي لنماذج من عناوين الكتب التي أصدرها "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي" ومنذ الدورة (11) لسنة 1999 مستذكرا ومختارا ثلاثة عناوين فقط كعينة مختارة من كل دورة صدرت لنا هذه الكتب المهرجانية المهمة وهي بحسب الآتي: (1- فن التمثيل الآفاق والأعماق لادرين ديور، ترجمة مركز اللغات والترجمة 2- فن الأداء مقدمة نقدية لمارفن كارلسون، ترجمة: منى سلام 3- الدراما الانجليزية ما بعد الاستعمار لبروس كينج، ترجمة سحر فراج) دورة 11 .
ومن إصدارات دورة 12سنة 2000 نختار: (1- نظرية المسرح الطليعي لبيتر بيرجر، ترجمة سحر فراج 2- المكان المسرحي لاونا شودهوري، ترجمة أمين حسين الرباط 3- المسرح في طريق مسدود لكارول روسين، ترجمة محمد لطفي نوفل).
ومن دورة 13 سنة 2001 نستذكر: (1- التجربة المسرحية لادوين ويلسون، ترجمة ايمان حجازي 2- العمل في ستديو الممثل للي ستراسبرج، ترجمة جيهان عيسوي 3- نظرية ونقد المسرح لانخل بيرينجير، ترجمة سمير متولي وأماني ابو العلا).
ومن دورة 14 سنة 2002 نختار أيضا: (1- أهمية المسرح لريتشارد بوون وجين بلاستو، ترجمة منى سلام 2- أماكن العرض المسرحي لمارفن كارلسون، ترجمة ايمان حجازي 3- الارتجال وفن التمثيل المسرحي ل جيرهارد ايبرت، ترجمة حامد احمد غانم).
أما من دورة 15 سنة 2003 نتوقف عند: (1- السارد في المسرح لانخل ابون جونثاليت، ترجمة خالد سالم 2- سياسة المسرح البديل في بريطانيا لماريا دايسنزو، ترجمة محمد سيد 3- المؤثرات المسرحية لجراهام والن، ترجمة منى سلام).
ونستمر في الاجتهاد لكم مع دورة 16 سنة 2004 ونختار لكم: (1- فن مسرحة الصورة لخوسيه أ. سانشيت، ترجمة خالد سالم 2- ما هي السينوغرافيا؟ لباميلا هاورد، ترجمة محمود كامل 3- نظريات حديثة في الاداء المسرحي لجان ميلنج وجراهام لي، ترجمة ايمان حجازي).
ومن دورة 17 سنة 2005 نستذكر: (1- علم اجتماع المسرح ج 1 وج 2 لسيكاي جيرج، ترجمة كمال الدين عيد 2- المسرح والصور المرئية لبياتريس بيكون فالا، ترجمة سهير الجمل 3- مسرح اعادة اكتشاف الاسلوب لمايكل سانت دينيس، ترجمة سحر فراج).
وأيضا من دورة 18 سنة 2006 نختار: ( 1- الزمن العلمي والزمن المسرحي للوسيل جاربانياتي، ترجمة نادية كامل 2- معجم انثروبولوجيا المسرح لاوجينيو باربا ونيكولا سافاريس، ترجمة امين الرباط ومحمد السيد 3- تحليل العروض المسرحية لباتريس بافيس، ترجمة منى صفوت).
وعند الدورة 19 لسنة 2007 نؤشر الى: ( 1- المسرح والعالم الرقمي لانطونيو بيتزو، ترجمة اماني فوزي حبشي 2- التكنولوجيا والمسرح لروسا دي دييغو وليديا باثكيت، ترجمة خالد سالم 3- المسرح والتقنيات الحديثة للوسيل جاربانياتي وبيير مورللي، ترجمة نادية كامل).
ونصل الى دورة 20 لسنة 2008 فنؤشر السهم الى: ( 1- مقدمة في تاريخ المسرح ج 1 لفيليب زاريللي وبروس مكوناشي وجاري جاي ويليامز وكارول فيشر سورجنفري، ترجمة سومية مظلوم 2- الاعداد الدرامي وفنون الاداء لكاثي تيرنر وسين ك. برندت، ترجمة محمد لطفي نوفل 3- المسارح الجسدية مقدمة نقدية لسيمون مراي وجون كيف، ترجمة جمال عبدالمقصود).
وعند الدورة 21 لسنة 2009 نذكر: (1- مسرح الكلمات لفالارنوفرينا، ترجمة اماني ايوب 2- سياسة العرض المسرحي المسرح والنظرية ليواخيم جرستماير ونيكولاس موللر- شول، ترجمة عبدالقادر الجندي 3- المسرح والعرض والتكنولوجيا لكريستوفر بو، ترجمة هبة عجينة).
وأخيرا من دورة 22 لسنة 2010 نختم خياراتنا معكم في: ( 1- اعادة اكتشاف الفضاء المسرحي لفرانسز ريد، ترجمة الحسين علي يحي 2- ماسي شكسبير لالكساندر لجات، ترجمة جمال عبدالمقصود، 3- المسرح الموسيقي الجديد رؤية الصوت وسماع الجسد لايريك سالزمان وتوماس ديسي، ترجمة محمود كامل).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.