بعد هبوطه في 7 بنوك.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأربعاء 28-5-2025    الإيجار القديم.. نقيب الأطباء: فسخ العقود بعد 5 سنوات كارثة.. وزيادة إيجار الوحدات المهنية 10% كافية    الدبيبة تعليقا على عزم البرلمان اختيار حكومة جديدة: لا شرعية لمراحل انتقالية جديدة    مستقبل رونالدو بين حلم العودة و«مزاملة» ميسي.. والأهلي لمواصلة الرحلة    عضو مجلس أمناء جامعة MSA: أحمد الدجوي قبل وساطتي للصلح وتمنى إنهاء الخلافات    موعد نتيجة الصف السادس الابتدائي 2025 في بني سويف بالاسم ورقم الجلوس    5 مصابين في إطلاق نار داخل مركز تسوق بولاية أمريكية    بعد انفجارين متتاليين.. صاروخ ستارشيب العملاق يخرج عن السيطرة    أسعار الذهب اليوم بعد الهبوط الكبير وعيار 21 يصل أدنى مستوياته خلال أسبوع    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| مواجهتي الأهلي وبيراميدز في ليلة حسم الدوري    موعد وصول أليو ديانج إلى القاهرة للانضمام إلى الأهلي    أسعار الفراخ وكرتونة البيض في أسواق وبورصة الشرقية الأربعاء 28 مايو 2025    فيديو| حكاية روب التخرج للعم جمال.. تريند يخطف الأنظار في قنا    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 28-5-2025    منع ابنه من الغش.. ولي أمر يعتدي على معلم داخل مدرسة بالفيوم    رئيس وزراء العراق: فضلنا أن نكون جسرًا للحوار لا ساحة تصفية حسابات    قمة الإعلام وقاع البيات الفكري    صندوق النقد الدولي: مصر تحرز تقدما نحو استقرار الاقتصاد الكلي    المطبخ المركزي العالمي: إسرائيل لم توفر مسارا آمنا لوصول الإمدادات لنا    أبطال فيلم "ريستارت" يحتفلون بعرضه في السعودية، شاهد ماذا فعل تامر حسني    موعد أذان الفجر اليوم الأربعاء أول أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    موعد أذان الفجر في مصر اليوم الأربعاء 28 مايو 2025    وجبة كفتة السبب.. تفاصيل إصابة 4 سيدات بتسمم غذائي بالعمرانية    كواليس حريق مخزن فراشة بكرداسة    غموض موقف أحمد الجفالي من نهائي الكأس أمام بيراميدز    «أنا أفضل في هذه النقطة».. عبد المنصف يكشف الفارق بينه وبين الحضري    موعد مباراة تشيلسي وريال بيتيس في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    أحمد الكاس: نحاول الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في كأس العالم للشباب    مصطفى الفقي: كنت أشعر بعبء كبير مع خطابات عيد العمال    إدارة الأزمات ب «الجبهة»: التحديات التي تواجه الدولة تتطلب حلولاً مبتكرة    ظافر العابدين يتحدث عن تعاونه مع طارق العريان وعمرو يوسف للمرة الثانية بعد 17 سنة (فيديو)    رئيس جامعة عين شمس: «الأهلية الجديدة» تستهدف تخريج كوادر مؤهلة بمواصفات دولية    العيد الكبير 2025 .. «الإفتاء» توضح ما يستحب للمضحّي بعد النحر    ما حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟ الإفتاء تحسم الجدل    مدرب مالي: ديانج يمكنه الانضمام ل الأهلي عقب مواجهة الكونغو    السيطرة على حريق شب داخل مطعم بمنطقة مصر الجديدة    إصابة 8 بينهم رضيعان أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص ببني سويف    حقيقة ظهور صور ل«روبورت المرور» في شوارع مصر    ولاء صلاح الدين: "المرأة تقود" خطوة جادة نحو تمكين المرأة في المحافظات    سلاف فواخرجي تعلن مشاركة فيلم «سلمى» في مهرجان روتردام للفيلم العربي    هناك من يحاول إعاقة تقدمك المهني.. برج العقرب اليوم 28 مايو    بعد شائعة وفاته... جورج وسوف يحيي حفلاً في السويد ويطمئن جمهوره: محبتكم بقلبي    إعلام عبري: 1200 ضابط يطالبون بوقف الحرب السياسية بغزة    البلشي يدعو النواب الصحفيين لجلسة نقاشية في إطار حملة تعديل المادة (12) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام    محافظ البنك المركزي يترأس وفد مصر في الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الإفريقي    وزير الأوقاف يهنئ الشعب المصري والأمة العربية بحلول شهر ذي الحجة    وكيل صحة سوهاج يبحث تزويد مستشفى طهطا العام بجهاز رنين مغناطيسى جديد    «الرعاية الصحية»: التشغيل الرسمي للتأمين الشامل بأسوان في يوليو 2025    تنتهي بفقدان البصر.. علامات تحذيرية من مرض خطير يصيب العين    الاحتراق النفسي.. مؤشرات أن شغلك يستنزفك نفسيًا وصحيًا    لا علاج لها.. ما مرض ال «Popcorn Lung» وما علاقته بال «Vape»    حدث بالفن | وفاة والدة مخرج وتامر عاشور يخضع لعملية جراحية وبيان من زينة    حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يبحث خطة العمل بأمانة التعليم (صور)    جورجينيو يعلن رحيله عن أرسنال عبر رسالة "إنستجرام"    بن جفير يتهم سياسيًا إسرائيليًا بالخيانة لقوله إن قتل الأطفال أصبح هواية لجنود الاحتلال    سلمى الشماع: تكريمي كان "مظاهرة حب" و"زووم" له مكانه خاصة بالنسبة لي    الشركة المتحدة تفوز بجائزة أفضل شركة إنتاج بحفل جوائز قمة الإبداع    السعودية تعلن غدا أول أيام شهر ذي الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لين كتسوكاكي:لا أكتب الرواية لأفسر التاريخ
نشر في صوت البلد يوم 18 - 05 - 2016

جوانب إنسانية مجهولة تضيئها الرواية الأولى للكاتبة الكندية من أصل ياباني لين كتسوكاكي، الصادرة أخيرا بعنوان «ترجمة الحب»، عن حياة الكنديين اليابانيين الذين جرى ترحيلهم إلى اليابان المدمرة، في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وتقول الكاتبة في مقابلة أجرتها معها مجلة «سبايت»، إنها أرادت أن تكتب عن تلك الفترة من منظور أشخاص لا نفكر فيهم كثيراً، أولئك الكنديين والأميركيين اليابانيين الذين وجدوا أنفسهم في اليابان تحت الاحتلال الأميركي، في مواجهة ظروف شديدة الصعوبة عام 1946.
وتصف الكاتبة تلك الأزمنة بأنها أوقات من الارتباك الكبير، ومن الذعر الواضح، فالحكومة الكندية طرحت على الكنديين من أصل ياباني القابعين في معسكرات الاعتقال لديها، خيارين لا ثالث لهما، إما التوجه شرقاً نحو جبال روكي والانتشار هناك، أو الذهاب إلى اليابان..
وأحدث الأمر باعتقادها صدمة عنيفة، إذ إن الكثير منهم لم يمنح الوقت الكافي ليتخذ قراره، والعائلات كانت مرتبكة ولا تدري ماذا تفعل.
الرواية بالكامل من نسج الخيال، لكن الكاتبة تقول إن لديها هذا الرابط مع هذا الجزء المعين من التاريخ، الذي لا تعتقد أن عددا كبيرا من الناس على علم بشأنه. فوالدها ووالدتها المولودان في فانكوفر بكندا أمضيا فترة في معسكر اعتقال في مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا، وجداها من جانب والدتها رُحلا إلى اليابان، حيث توفي جدها بعد سنتين، قبل أن تعود جدتها بعد سنوات إلى كندا.
تقول الكاتبة إنها لا تصدق أنه لم يسمح للكنديين من أصل ياباني بالعودة من بعد 100 ميل من شاطئ المحيط الهادي، حتى عام 1949. وفي النهاية، عاد العديد منهم لأن الحياة في اليابان كانت صعبة لأسباب شتى: اقتصادية، ثقافية.. ولأنهم كانوا كنديين.
زخم مطلوب
وتشرح الكاتبة في مقالة على موقع «بوكبايغ.كوم»، أنها من اللحظة التي خطرت على بالها فكرة كتابة رواية، كانت متأكدة من شيء واحد، وهو أن روايتها ستكون في اليابان. كانت قد درست اللغة اليابانية، وأمضت بعض الوقت هناك، وكأمينة مكتبة أكاديمية تخصصت بالمواد المتعلقة باليابان.
اعتقدت بعد تأليفها قصصاً قصيرة عن اليابان المعاصرة، أن لديها أفكارا تخولها كتابة رواية، لكنها لم تجد الزخم المطلوب، إلى أن قرأت عن الرسائل التي بعثها اليابانيون إلى الجنرال مكارثر خلال الاحتلال. كانت الرسائل في نطاقها وتنوعها مثيرة للاهتمام، لكن الأكثر إثارة للذهول كان عددها، وهو ما يصل إلى 500 ألف رسالة.
وفي مكان ما في هذا الجانب غير المعروف كثيرا في التاريخ، كانت هناك رواية. كان هناك تشرد وجوع وسوق سوداء وبغاء، وفي المقابل، كان كثير من الناس متفائلين لما رأوه كاتجاه جديد لبلادهم.
وأبلغت الكاتبة مجلة «سبايت» أنها كانت أوقاتاً عصيبة ومليئة بالمتغيرات الكبرى، لكنها كانت أيضاً مليئة بالاحتمالات الهائلة والأمل، لأنه لا أحد كان يدري كيف ستسير الأمور في المستقبل. وهي تعتقد أن معظم الناس كانوا فرحين بانتهاء الحرب وبأنهم نجوا بأنفسهم، وكتابها محاولة للوصول إلى ذلك الأمل الذي كان لدى الناس.
فتاتان
الرواية تركز على حياة فتاتين: أيا شيمامورا التي عاشت عمرها في كندا قبل أن يجري ترحيلها إلى اليابان مع أبيها، فومي تاناكا- وهي مواطنة من طوكيو تستعين بآيا للبحث عن أختها المفقودة-. ومعاً تحاول الفتاتان الاتصال بالجنرال مكارثر، في رحلة عبر الأوضاع المعقدة لليابان ما بعد الحرب. تقول المؤلفة إنها أرادت أن تكتب عن الفترة الأولى من الاحتلال الأميركي..
لأنه في تلك الفترة كانت الظروف قاتمة في اليابان، كان هناك نقص حاد في الغذاء، لا سيما في المدن، ونظام التقنين الغذائي لم يكن كافياً لسد الرمق.
وبالتالي، كان على الجميع الاتكال على طرق أخرى للحصول على غذاء إضافي لا سيما من السوق السوداء. وتعمدت جعل الشخصيتين الرئيستين فتاتين في سن 12 و13 عاما، لأنها تحب هذه الفئة العمرية، وتصفها ب: فترة التحول والعبور من البراءة إلى المعرفة.
وهي أحبت أن تكون الفتاة اليابانية فومي في عمر 12 سنة، لسبب محدد بعينه، وهو أن الجنرال مكارثر استخدم عبارة لطالما أثارت حنقها، وهي «إذا كانت أميركا كدولة يمكن تشبيهها برجل ناضج بعمر 45 عاما، فإن اليابان كدولة أشبه بفتى بعمر 12 عاما".
تحد
الفتاتان في القصة ستتحديان السلطة، عندما تحاولان الاتصال بمكارثر. وتقول المؤلفة إنها لم تكن تهدف من تأليفها للرواية تفسير التاريخ، فالدور الذي تلعبه الرواية برأيها، هو في جعل القارئ يتواصل مع قصة شخص آخر، وهي تأمل أن تكون قد ألفت شخصيات حقيقية بما يكفي بحيث يتواصل القارئ معها فكريا وعاطفيا ومع الأشياء التي مرت بها.
تقدم رواية «ترجمة الحب» للكاتبة الكندية لين كتسوكاكي، صورة مؤثرة عاطفياً عن حياة فتاة رُحلت من كندا إلى اليابان، وتحكي عن سعيها لمساعدة زميلتها في المدرسة في البحث عن أختها المفقودة بين حانات جينزا بطوكيو.
فبعد قضائها سنوات الحرب في معسكر اعتقال كندي، ليس لسبب إلا لأن أجدادها يابانيون، تواجه آيا شيمامورا البالغة من العمر 13 عاماً ووالدها، خياراً عسيراً فرضته عليهما الحكومة الكندية عام 1945: إما التوجه شرقاً نحو جبال روكي والتفرق هناك كي لا يشكلوا مجتمعا، أو «العودة» إلى اليابان.أما الوالد الممنوع من العودة إلى منزله، والمكلوم بانتحار زوجته والمحاط بمشاعر الكراهية، يوقع على أوراق تسمح للحكومة بترحيله.
لكن طوكيو المدمرة بفعل الحرب ليست أفضل حالاً. كانت الحرب العالمية الثانية قد وضعت أوزارها، إلا أن الصراع من أجل البقاء معركة يومية لعدد كبير من سكان طوكيو عام 1946.
ويصارع والد آيا لإيجاد عمل، ويساوم على أخلاقه، ويكدح لساعات طوال، وفي غضون ذلك، فإن ابنته المولودة في فانكوفر تشعر بأنها منبوذة في مدرستها، إلى أن تقرر الفتاة الجالسة بقربها فومي تاناكا أن آيا التي تتقن اللغة الإنجليزية، مساعدتها في إيجاد أختها المفقودة..
لا سيما عندما تسري شائعات بأن الجنرال مكارثر الذي يشرف على الاحتلال يقرأ شخصياً آلاف الرسائل التي يتلقاها من المواطنين اليابانيين، وهو الذي قال لهم: «إذا كان لديكم مشكلة فاكتبوا رسالة، وهذا ما تعنيه الديمقراطية".
تطلب فومي من آيا مساعدتها في كتابة رسالة للجنرال تستجدي منه أن يساعدها في إيجاد سوميكو، فتتعزز الصداقة بينهما. وبطريقة ما، تقع الرسالة في يد الجندي الأميركي الياباني مات ماتسوموتو، الذي يقضي عمله بترجمة آلاف الرسائل التي يتلقاها مكارثر أسبوعياً. وماتسوموتو مثل آيا، حزين بسبب وفاة أخيه في الحرب في أوروبا، وهو يكافح للعيش في اليابان كأجنبي.
ويشعر ماتسوموتو بالتعاطف مع فومي، ويقرر محاولة إيجاد سوميكو بنفسه. لكن عندما تمر أسابيع بلا سماع أي شيء منه، تقرر الفتاتان أن تأخذا القضية بأيديهما، وتغامران في الدخول إلى العالم المظلم والخطير للسوق السوداء والحانات من مقاطعة جينزا في طوكيو، حيث مقر الجنود الأميركيين، من دون أن تدركا أن أستاذهما كوندو، الذي يكسب بعض المال من كتابة رسائل الغرام، يحمل مفتاح عودة أخت فومي، سوميكو.
الرسائل ستترك تأثيرها في حياة الشخصيات. أولا هناك سوميكو التي «ستكتشف الجزء الذي كان مخفياً وراء الفتاة الطيبة المطيعة». وفي سبيل مساعدة العائلة على تأمين الطعام والدواء، ذهبت سوميكو للعمل في الأحياء الخلفية لمنطقة جينزا. ثم هناك كوندو، أستاذ المرحلة المتوسطة الذي يعمل على تدريس دروس الديمقراطية، كما هو مطلوب في المنهج التعليمي لما بعد الحرب.
بحث تاريخي معمق
نجد في القصة مقاطع لافتة تشهد على أبحاث الكاتبة في التاريخ الياباني، من بينها: رش الجنود الأميركيين الطلبة اليابانيين بمادة «دي دي تي» لمنع انتشار عدوى الجرب، تعليمهم دروساً في الديمقراطية حيث تقدم الكاتبة وصفاً حياً «لوجبات الغذاء الديمقراطية»، كيف يقال للطلبة اليابانيين إن تناول الخبز الأبيض وزبدة الفول السوداني يساعدهم «في التفكير بشكل أوضح وأكثر حرية"
وهناك مقاطع أخرى لا تقل تأثيراً في الرواية، عندما تصف الكاتبة رد فعل طلبة اليابان، حين يكتشفون أن بلادهم لا تحتل موقعاً مركزياً، وأن شكلها يشبه «حبة فاصوليا ذابلة». وكيف يمنع الجندي الأميركي ماتسوموتو، من دخول حانة أميركية من قبل الحراس اليابانيين.
الرواية غنية بالمشاهد التي تصف الطريقة التي تشكل بها الحرب حياة الناس، وكيف يترك المواطن العادي للتكيف مع الحياة والأمل واستعادة حياته اليومية.
جوانب إنسانية مجهولة تضيئها الرواية الأولى للكاتبة الكندية من أصل ياباني لين كتسوكاكي، الصادرة أخيرا بعنوان «ترجمة الحب»، عن حياة الكنديين اليابانيين الذين جرى ترحيلهم إلى اليابان المدمرة، في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وتقول الكاتبة في مقابلة أجرتها معها مجلة «سبايت»، إنها أرادت أن تكتب عن تلك الفترة من منظور أشخاص لا نفكر فيهم كثيراً، أولئك الكنديين والأميركيين اليابانيين الذين وجدوا أنفسهم في اليابان تحت الاحتلال الأميركي، في مواجهة ظروف شديدة الصعوبة عام 1946.
وتصف الكاتبة تلك الأزمنة بأنها أوقات من الارتباك الكبير، ومن الذعر الواضح، فالحكومة الكندية طرحت على الكنديين من أصل ياباني القابعين في معسكرات الاعتقال لديها، خيارين لا ثالث لهما، إما التوجه شرقاً نحو جبال روكي والانتشار هناك، أو الذهاب إلى اليابان..
وأحدث الأمر باعتقادها صدمة عنيفة، إذ إن الكثير منهم لم يمنح الوقت الكافي ليتخذ قراره، والعائلات كانت مرتبكة ولا تدري ماذا تفعل.
الرواية بالكامل من نسج الخيال، لكن الكاتبة تقول إن لديها هذا الرابط مع هذا الجزء المعين من التاريخ، الذي لا تعتقد أن عددا كبيرا من الناس على علم بشأنه. فوالدها ووالدتها المولودان في فانكوفر بكندا أمضيا فترة في معسكر اعتقال في مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا، وجداها من جانب والدتها رُحلا إلى اليابان، حيث توفي جدها بعد سنتين، قبل أن تعود جدتها بعد سنوات إلى كندا.
تقول الكاتبة إنها لا تصدق أنه لم يسمح للكنديين من أصل ياباني بالعودة من بعد 100 ميل من شاطئ المحيط الهادي، حتى عام 1949. وفي النهاية، عاد العديد منهم لأن الحياة في اليابان كانت صعبة لأسباب شتى: اقتصادية، ثقافية.. ولأنهم كانوا كنديين.
زخم مطلوب
وتشرح الكاتبة في مقالة على موقع «بوكبايغ.كوم»، أنها من اللحظة التي خطرت على بالها فكرة كتابة رواية، كانت متأكدة من شيء واحد، وهو أن روايتها ستكون في اليابان. كانت قد درست اللغة اليابانية، وأمضت بعض الوقت هناك، وكأمينة مكتبة أكاديمية تخصصت بالمواد المتعلقة باليابان.
اعتقدت بعد تأليفها قصصاً قصيرة عن اليابان المعاصرة، أن لديها أفكارا تخولها كتابة رواية، لكنها لم تجد الزخم المطلوب، إلى أن قرأت عن الرسائل التي بعثها اليابانيون إلى الجنرال مكارثر خلال الاحتلال. كانت الرسائل في نطاقها وتنوعها مثيرة للاهتمام، لكن الأكثر إثارة للذهول كان عددها، وهو ما يصل إلى 500 ألف رسالة.
وفي مكان ما في هذا الجانب غير المعروف كثيرا في التاريخ، كانت هناك رواية. كان هناك تشرد وجوع وسوق سوداء وبغاء، وفي المقابل، كان كثير من الناس متفائلين لما رأوه كاتجاه جديد لبلادهم.
وأبلغت الكاتبة مجلة «سبايت» أنها كانت أوقاتاً عصيبة ومليئة بالمتغيرات الكبرى، لكنها كانت أيضاً مليئة بالاحتمالات الهائلة والأمل، لأنه لا أحد كان يدري كيف ستسير الأمور في المستقبل. وهي تعتقد أن معظم الناس كانوا فرحين بانتهاء الحرب وبأنهم نجوا بأنفسهم، وكتابها محاولة للوصول إلى ذلك الأمل الذي كان لدى الناس.
فتاتان
الرواية تركز على حياة فتاتين: أيا شيمامورا التي عاشت عمرها في كندا قبل أن يجري ترحيلها إلى اليابان مع أبيها، فومي تاناكا- وهي مواطنة من طوكيو تستعين بآيا للبحث عن أختها المفقودة-. ومعاً تحاول الفتاتان الاتصال بالجنرال مكارثر، في رحلة عبر الأوضاع المعقدة لليابان ما بعد الحرب. تقول المؤلفة إنها أرادت أن تكتب عن الفترة الأولى من الاحتلال الأميركي..
لأنه في تلك الفترة كانت الظروف قاتمة في اليابان، كان هناك نقص حاد في الغذاء، لا سيما في المدن، ونظام التقنين الغذائي لم يكن كافياً لسد الرمق.
وبالتالي، كان على الجميع الاتكال على طرق أخرى للحصول على غذاء إضافي لا سيما من السوق السوداء. وتعمدت جعل الشخصيتين الرئيستين فتاتين في سن 12 و13 عاما، لأنها تحب هذه الفئة العمرية، وتصفها ب: فترة التحول والعبور من البراءة إلى المعرفة.
وهي أحبت أن تكون الفتاة اليابانية فومي في عمر 12 سنة، لسبب محدد بعينه، وهو أن الجنرال مكارثر استخدم عبارة لطالما أثارت حنقها، وهي «إذا كانت أميركا كدولة يمكن تشبيهها برجل ناضج بعمر 45 عاما، فإن اليابان كدولة أشبه بفتى بعمر 12 عاما".
تحد
الفتاتان في القصة ستتحديان السلطة، عندما تحاولان الاتصال بمكارثر. وتقول المؤلفة إنها لم تكن تهدف من تأليفها للرواية تفسير التاريخ، فالدور الذي تلعبه الرواية برأيها، هو في جعل القارئ يتواصل مع قصة شخص آخر، وهي تأمل أن تكون قد ألفت شخصيات حقيقية بما يكفي بحيث يتواصل القارئ معها فكريا وعاطفيا ومع الأشياء التي مرت بها.
تقدم رواية «ترجمة الحب» للكاتبة الكندية لين كتسوكاكي، صورة مؤثرة عاطفياً عن حياة فتاة رُحلت من كندا إلى اليابان، وتحكي عن سعيها لمساعدة زميلتها في المدرسة في البحث عن أختها المفقودة بين حانات جينزا بطوكيو.
فبعد قضائها سنوات الحرب في معسكر اعتقال كندي، ليس لسبب إلا لأن أجدادها يابانيون، تواجه آيا شيمامورا البالغة من العمر 13 عاماً ووالدها، خياراً عسيراً فرضته عليهما الحكومة الكندية عام 1945: إما التوجه شرقاً نحو جبال روكي والتفرق هناك كي لا يشكلوا مجتمعا، أو «العودة» إلى اليابان.أما الوالد الممنوع من العودة إلى منزله، والمكلوم بانتحار زوجته والمحاط بمشاعر الكراهية، يوقع على أوراق تسمح للحكومة بترحيله.
لكن طوكيو المدمرة بفعل الحرب ليست أفضل حالاً. كانت الحرب العالمية الثانية قد وضعت أوزارها، إلا أن الصراع من أجل البقاء معركة يومية لعدد كبير من سكان طوكيو عام 1946.
ويصارع والد آيا لإيجاد عمل، ويساوم على أخلاقه، ويكدح لساعات طوال، وفي غضون ذلك، فإن ابنته المولودة في فانكوفر تشعر بأنها منبوذة في مدرستها، إلى أن تقرر الفتاة الجالسة بقربها فومي تاناكا أن آيا التي تتقن اللغة الإنجليزية، مساعدتها في إيجاد أختها المفقودة..
لا سيما عندما تسري شائعات بأن الجنرال مكارثر الذي يشرف على الاحتلال يقرأ شخصياً آلاف الرسائل التي يتلقاها من المواطنين اليابانيين، وهو الذي قال لهم: «إذا كان لديكم مشكلة فاكتبوا رسالة، وهذا ما تعنيه الديمقراطية".
تطلب فومي من آيا مساعدتها في كتابة رسالة للجنرال تستجدي منه أن يساعدها في إيجاد سوميكو، فتتعزز الصداقة بينهما. وبطريقة ما، تقع الرسالة في يد الجندي الأميركي الياباني مات ماتسوموتو، الذي يقضي عمله بترجمة آلاف الرسائل التي يتلقاها مكارثر أسبوعياً. وماتسوموتو مثل آيا، حزين بسبب وفاة أخيه في الحرب في أوروبا، وهو يكافح للعيش في اليابان كأجنبي.
ويشعر ماتسوموتو بالتعاطف مع فومي، ويقرر محاولة إيجاد سوميكو بنفسه. لكن عندما تمر أسابيع بلا سماع أي شيء منه، تقرر الفتاتان أن تأخذا القضية بأيديهما، وتغامران في الدخول إلى العالم المظلم والخطير للسوق السوداء والحانات من مقاطعة جينزا في طوكيو، حيث مقر الجنود الأميركيين، من دون أن تدركا أن أستاذهما كوندو، الذي يكسب بعض المال من كتابة رسائل الغرام، يحمل مفتاح عودة أخت فومي، سوميكو.
الرسائل ستترك تأثيرها في حياة الشخصيات. أولا هناك سوميكو التي «ستكتشف الجزء الذي كان مخفياً وراء الفتاة الطيبة المطيعة». وفي سبيل مساعدة العائلة على تأمين الطعام والدواء، ذهبت سوميكو للعمل في الأحياء الخلفية لمنطقة جينزا. ثم هناك كوندو، أستاذ المرحلة المتوسطة الذي يعمل على تدريس دروس الديمقراطية، كما هو مطلوب في المنهج التعليمي لما بعد الحرب.
بحث تاريخي معمق
نجد في القصة مقاطع لافتة تشهد على أبحاث الكاتبة في التاريخ الياباني، من بينها: رش الجنود الأميركيين الطلبة اليابانيين بمادة «دي دي تي» لمنع انتشار عدوى الجرب، تعليمهم دروساً في الديمقراطية حيث تقدم الكاتبة وصفاً حياً «لوجبات الغذاء الديمقراطية»، كيف يقال للطلبة اليابانيين إن تناول الخبز الأبيض وزبدة الفول السوداني يساعدهم «في التفكير بشكل أوضح وأكثر حرية"
وهناك مقاطع أخرى لا تقل تأثيراً في الرواية، عندما تصف الكاتبة رد فعل طلبة اليابان، حين يكتشفون أن بلادهم لا تحتل موقعاً مركزياً، وأن شكلها يشبه «حبة فاصوليا ذابلة». وكيف يمنع الجندي الأميركي ماتسوموتو، من دخول حانة أميركية من قبل الحراس اليابانيين.
الرواية غنية بالمشاهد التي تصف الطريقة التي تشكل بها الحرب حياة الناس، وكيف يترك المواطن العادي للتكيف مع الحياة والأمل واستعادة حياته اليومية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.