تعليم الغربية: لا إجبار في اختيار نظام الثانوية العامة والبكالوريا اختيارية    "الجبهة الوطنية" يعقد أول لقاء جماهيري بالإسماعيلية لدعم مرشحته داليا سعد    وزير الخارجية: الحكومة حريصة على تقديم الدعم والرعاية لأبناء الوطن بالخارج    فتح باب التقديم الإلكتروني للمدن الجامعية بأسيوط    بالفيديو.. أستاذ تاريخ يوضح أسرار ثورة يوليو 1952    إنفوجراف| أسعار الذهب اليوم الخميس 24 يوليو    استقرار أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 24 يوليو 2025    وزير الري يبحث حالة المنظومة المائية وموقف المرحلة الثانية من تطهيرات الترع    وزيرة التخطيط: المشروعات الصغيرة والمتوسطة أثبتت قدرتها على التأثير في اقتصادات الدول النامية    شركات صينية تنشئ 3 مصانع للملابس والمنسوجات بالقنطرة باستثمارات 65.5 مليون دولار    صحة غزة: دخول شاحنات أدوية من منظمة الصحة العالمية لمستشفيات القطاع    إعلام إسرائيلي: وحدات خاصة تشارك بالبحث عن منفذ عملية الدهس في كفار يونا    على خطى اليابان.. الاتحاد الأوروبي يقترب من صفقة تجارية مع الولايات المتحدة    إصابة 9 جنود إسرائيليين في عملية دهس.. مروحيات ووحدات خاصة لضبط منفذ العملية (صور)    راشفورد يكشف الفرق بين برشلونة ومانشستر يونايتد    مصطفى شلبي يعلن نهاية مشواره مع الزمالك ويوجه رسالة للجماهير    إنفوجراف| الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا الجمعة    غرامات وسحب تراخيص لمخالفي تركيب الملصق الإلكتروني    غدا.. تامر حسني والشامي يشعلان ثاني حفلات مهرجان العلمين    حسين فهمي ضيف شرف الدورة الثانية من جوائز الباندا الذهبية    حملة «100 يوم صحة» تقدم 12 مليون و821 ألف خدمة طبية مجانية خلال 8 أيام    من اكتئاب الشتاء إلى حرارة الصيف.. ما السر في تفضيل بعض الأشخاص لفصل عن الآخر؟    جامعة القاهرة تطلق جائزة التميز الداخلي للجامعات 2025 تأهيلًا للمشاركة في جائزة التميز الحكومي    مندوب فلسطين: تصويت الكنيست الإسرائيلي للسيادة على الضفة الغربية انتهاك للقانون الدولي    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 24 يوليو 2025    إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بالأسلحة النارية بسوهاج    «زي النهاردة».. محمد سعيد باشا الذي «كان يحب المصريين ويكره الأتراك والشراكسة» حاكمًا على مصر 24 يوليو 1854    إصابة 4 عمال إثر سقوط مظلة بموقف نجع حمادي في قنا.. وتوجيه عاجل من المحافظ- صور    سيناء في «قلب جهود التنمية»    قصف إسرائيل ومطار «بن جوريون» خارج الخدمة مؤقتًا    لطلاب البكالوريا 2025.. تعرف علي كليات مسار الآداب والفنون    إصابة شخصين إثر انقلاب سيارة بطريق "الإسماعيلية- العاشر من رمضان"    تنسيق الجامعات 2025 علمي علوم.. كليات تقبل من 60% ومؤشرات الحد الأدنى للقبول    أرخص الجامعات الأهلية في مصر 2026.. المصروفات الكاملة وطرق التقديم (القائمة المعتمدة)    «صفقة قادمة».. شوبير يشوّق جماهير الأهلي حول المهاجم الجديد    أحد الزملاء يخفي معلومات مهمة عنك.. حظ برج الدلو اليوم 24 يوليو    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    «تحسه واحد تاني».. خالد الغندور يهاجم زيزو بعد التصرف الأخير    سعر السمك والجمبري اليوم الخميس 24 يوليو 2025 بالأسواق    نهاية سعيدة لمسلسل "فات الميعاد".. تفاصيل الحلقة الأخيرة    روسيا: تعليق عمل مطار سوتشي 4 ساعات بسبب هجمات أوكرانية    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    تايلاند تعلن إغلاق المعابر الحدودية مع كمبوديا وتستدعي سفيرها مع تصاعد التوترات    إخماد حريق في محطة وقود بالساحلي غرب الإسكندرية| صور    مخرج «اليد السوداء»: نقدم حكاية عن المقاومة المصرية ضد الاحتلال    أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    بمستشفى سوهاج العام.. جراحة دقيقة لطفلة مصابة بكسر انفجاري بالعمود الفقري    سيف جعفر: فيريرا يتعامل معنا بشكل مثالي.. والصفقات الجديدة إضافة قوية    شوبير يكشف حقيقة اهتمام الأهلي بضم أحمد فتوح    تصرف مفاجئ من وسام أبوعلي تجاه جماهير الأهلي.. الشعار والاسم حاضران    5 معلومات عن المايسترو الراحل سامي نصير    اليوم، تعديلات جديدة في مواعيد تشغيل القطار الكهربائي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    أعراض برد الصيف وأسبابه ومخاطره وطرق الوقاية منه    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وداع حافل لخطيب القضية العربية كلوفيس مقصود
نشر في صوت البلد يوم 17 - 05 - 2016

لم يكن ممكنا ل"صديق الجميع" و"خطيب القضية العربية" كلوفيس مقصود ان يرحل دون ان تتزاحم كلمات النعي على توديع المفكر والدبلوماسي والصحفي اللامع والاستاذ توديعا يليق بمقامه.
وتوفي مقصود الأحد، عن عمر ناهز التسعين عاما في واشنطن بعد نحو أسبوعين من إصابته بنزيف دموي في الدماغ بعد مسيرة طويلة من العطاء.
ونعت شخصيات سياسية وثقافية عربية الدبلوماسي والسياسي الراحل واصفة اياه ب"ناسك العروبة" و"فارس الدبلوماسية العربية" و"نموذج الشخصية العروبية الصلبة التي لا تعوض".
وقال رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام في بيان "فجعنا بغياب الدكتور كلوفيس مقصود ناسك العروبة الأبرز والقامة الفكرية والسياسية والاعلامية والديبلوماسية الرفيعة التي حملت قضايا العرب إلى كل اصقاع الأرض".
وأضاف "كان إسما مضيئا في الفكر السياسي وعلما من أعلام الديبلوماسية العربية التي نذرت كل جهودها من أجل قضية العرب الأولى فلسطين وحقوق شعبها في حياة كريمة على أرض دولته المستقلة، وترسيخ مكانتها في وجدان الأمة. وقد عمل من مواقعه المختلفة، وبخاصة لدى تمثيله جامعة الدول العربية في الأمم المتحدة، على توظيف الشرعية الدولية في خدمة قضايا الشعوب العربية، وسعى دائما الى تأمين سبل التوافق العربي في المحفل الدولي".
"رحم الله الصديق كلوفيس مقصود، اللبناني الميثاقي والعروبي المتنور، صاحب الشخصية الوادعة والروح السمحة واللباقة الفكرية والقلم المضيء".
من جانبه نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الدبلوماسي والسياسي والمفكر والكاتب العربي قائلا "برحيل الصديق الدكتور كلوفيس مقصود يفتقد العالم العربي واحدًا من كبار رجالاته، وفارسًا من فرسان الدبلوماسية العربية، أمضى حياته مدافعًا عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية في المحافل السياسية والأكاديمية العربية والدولية، خطيباً مفوهاً، ومفكرًا مبدعًا، وكاتبًا حرًا مميزًا، حاملًا للواء العروبة وهمومها الحضارية والثقافية في ساحات العمل السياسي والدبلوماسي ومنابر الصحافة والإعلام".
وعلى تويتر رثي وزير خارجية الإمارات والتعاون الدولي عبد الله بن زايد آل نهيان الراحل بتغريدية قال فيها "تشرفت بالتعرف إلى الأستاذ كلوفيس مقصود قبل 30 سنة.. كان يأمل في مستقبل عربي أكثر إشراقاً.. سوف نُبقي الأمل وفاءً له وحباً لأمتنا".
واعربت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.حنان عشراوي عن ألمها الشديد لفقدانها صديقا عزيزا ربطته بها علاقة صداقة قوية وحميمة منذ عقود طويلة وأضافت "لقد آمن مقصود بعدالة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر عربية وقوميه وعمل بكل ما اوتي من قوة منذ ريعان شبابه بشكل جريء ومبدئي على ترسيخها بالفكر والذات العربية والعالمية".
وقال حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بيان صدر الاثنين إن رحيل كلوفيس مقصود خسارة لا تعوض لاسيما في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية حيث تبدو الحاجة إلى شخصيات بموضوعية مقصود وحسه القومي العميق ورؤاه الثاقبة ماسة وملحة أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف الصايغ إن مقصود كان نموذج الشخصية العروبية الصلبة التي تجمع بين الإيمان الثابت الراسخ والأداة المنهجية الواضحة والمرونة الفكرية وكانت هذه عوامل ساهمت في إبراز شخصيته والدفع بها لتكون مؤثرة على نحو بالغ لا في مرحلتها فقط بل في المراحل التالية أيضا.
ولفت إلى أن إيمان كلوفيس مقصود بعدالة القضايا العربية لاسيما قضية فلسطين كان عنوانا كبيرا في سيرة نضاله الغنية وهو واحد ممن كان لهم دور ملموس في إيصال هذه القضايا إلى العالم عبر كتاباته ومن خلال مواقع المسؤولية التي شغلها.
وأكد الصايغ ضرورة الالتفات إلى الإرث الفكري للراحل وإعادة جمعه ووضعه في متناول الأجيال الجديدة وفاء له من جهة وتنويرا لهذه الأجيال من جهة أخرى ففكر كلوفيس مقصود بتوازنه وموضوعيته وعمقه يصلح لأن يكون أداة فعالة في مواجهة ما نعيشه اليوم من تيارات ظلامية متعصبة تهدد مستقبل أمتنا ووجودها برمته.
مسيرة حافلة بتجارب رائدة
وشغل مقصود، الملقب ب"خطيب القضيّة العربيّة"، عدّة مناصب أبرزها سفير جامعة الدول العربية في الهند ثم في واشنطن والأمم المتحدة منذ عام 1979 حتى استقالته من منصبه في نفس العام الذي غزا فيه العراق الكويت.
وامتهن مقصود الصحافة لفترة طويلة حتى تولى منصب كبير محرّري صحيفة الأهرام المصريّة ورئيس تحرير صحيفة النهار الأسبوعية.
وسلك مقصود سلك التدريس الجامعي، حيث حاضر في العديد من الجامعات الأمريكية ، منها الجامعة الأمريكية في واشنطن وكلية واشنطن للحقوق، حتى تقاعده عام 2011، وشارك في العديد من محافل الأمم المتحدة الدولية في بكين وكوبنهاجن والقاهرة وإسطنبول.
وساهم الدكتور مقصود في إثراء صحيفة "الخليج" على مدار سنوات، بفكره القومي الوحدي من خلال مقالة أسبوعية، يناقش فيها قضايا الأمة ومشاكلها ومحنها بموضوعية واتزان، ويحلل فيها بعقل العارف القادر على استكشاف مكامن الخلل والصواب.
وألف الراحل عدة كتب في السياسة والاجتماع منها: "معنى عدم الانحياز"، "أزمة اليسار العربي" و"افكار حول الشؤون الأفروآسيوية" و"صورة العرب".
ومقصود لبناني الجنسية، وكان يتمتع بعلاقات قوية وطيبة مع كافة المفكرين والمثقفين العرب في الولايات المتحدة، وكان دائم الحضور في الندوات واللقاءات العربية، آخرها لقاءه بمركز الحوار العربي في فيرجينيا في الخامس من مايو/ايار قبل أن يصاب بنزيف حاد دخل على إثره المستشفى.
وكان آخر كتاب صدر للدكتور كلوفيس مقصود "من زوايا الذاكرة رحلة في محطات قطار العروبة" عام 2014، وهو عبارة عن مذكرات قسمها إلى مراحل في حياته من لبنان إلى مصر فالهند فالولايات المتحدة فالاستقالة من العمل السياسي والتفرغ للتدريس والكتابة والمحاضرات.
وخصص مقصود كتابه الأخير لإضاءة شعلة أمل وسط الخراب الذي يعم الوطن العربي، فهو يرى أننا لا يجب أن نفقد الأمل، فحتى تستقيم المعادلة علينا ان نسترجع البوصلة من خلال عودة القضية الفلسطينية كبوصلة وقضية مركزية تتجاوز كل النتوءات وتوحد الجماهير.
ويقول إنه ومنذ عام 1948 وإلى اليوم هناك إجماع على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وأن يكون لهم كيانهم المستقل الذي يتمتع بالسيادة ويجب أن تستعيد القضية الفلسطينية قدرتها على الإلهام من خلال إسترجاع وحدة المرجعية الفلسطينية أولا وغلق باب الانقسام ومن خلال إسترجاع مصر لدورها التاريخي وأن يكون لدينا القدرة على إنقاذ اليمن من محنته الحالية التي تمثل أعلى مراحل الاستقطاب في العالم الإسلامي.
كما ويتضمن كتابه آراءه الخاصة في الانقسامات التي تعاني منها المجتمعات العربية، فهو يرى أن الأوضاع الإنسانية في اليمن وسوريا والعراق والسودان كلها خطيرة، ويأمل في إستعادة البوصلة ووحدة الجماهير العربية إن لم يكن في خلال سنة أو سنتين فعلى الأقل في الخمس سنوات المقبلة.
ويقول "يجب العودة إلى عقلنة الأمة العربية سياسيا واقتصاديا، نحن أمة غنية وشعوب فقيرة، هذا هو المطلوب معالجته بشكل واضح كي يسترجع الفرد العربي كرامته وكي تستعيد المرجعية الأخلاقية في وجودنا وسياساتنا، وهذا ممكن".
وبرحيل كلوفيس مقصود يُطوى علم كبير من أعلام النصف الثاني من القرن المنصرم، ظل خفاقاً في العالم كله ولا سيما في أميركا فمن الصعب اليوم العثور على مثيل لكلوفيس مقصود في علمه وثقافته وقوة حججه وظرفه إنه خسارة لا تعوّض.
لم يكن ممكنا ل"صديق الجميع" و"خطيب القضية العربية" كلوفيس مقصود ان يرحل دون ان تتزاحم كلمات النعي على توديع المفكر والدبلوماسي والصحفي اللامع والاستاذ توديعا يليق بمقامه.
وتوفي مقصود الأحد، عن عمر ناهز التسعين عاما في واشنطن بعد نحو أسبوعين من إصابته بنزيف دموي في الدماغ بعد مسيرة طويلة من العطاء.
ونعت شخصيات سياسية وثقافية عربية الدبلوماسي والسياسي الراحل واصفة اياه ب"ناسك العروبة" و"فارس الدبلوماسية العربية" و"نموذج الشخصية العروبية الصلبة التي لا تعوض".
وقال رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام في بيان "فجعنا بغياب الدكتور كلوفيس مقصود ناسك العروبة الأبرز والقامة الفكرية والسياسية والاعلامية والديبلوماسية الرفيعة التي حملت قضايا العرب إلى كل اصقاع الأرض".
وأضاف "كان إسما مضيئا في الفكر السياسي وعلما من أعلام الديبلوماسية العربية التي نذرت كل جهودها من أجل قضية العرب الأولى فلسطين وحقوق شعبها في حياة كريمة على أرض دولته المستقلة، وترسيخ مكانتها في وجدان الأمة. وقد عمل من مواقعه المختلفة، وبخاصة لدى تمثيله جامعة الدول العربية في الأمم المتحدة، على توظيف الشرعية الدولية في خدمة قضايا الشعوب العربية، وسعى دائما الى تأمين سبل التوافق العربي في المحفل الدولي".
"رحم الله الصديق كلوفيس مقصود، اللبناني الميثاقي والعروبي المتنور، صاحب الشخصية الوادعة والروح السمحة واللباقة الفكرية والقلم المضيء".
من جانبه نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الدبلوماسي والسياسي والمفكر والكاتب العربي قائلا "برحيل الصديق الدكتور كلوفيس مقصود يفتقد العالم العربي واحدًا من كبار رجالاته، وفارسًا من فرسان الدبلوماسية العربية، أمضى حياته مدافعًا عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية في المحافل السياسية والأكاديمية العربية والدولية، خطيباً مفوهاً، ومفكرًا مبدعًا، وكاتبًا حرًا مميزًا، حاملًا للواء العروبة وهمومها الحضارية والثقافية في ساحات العمل السياسي والدبلوماسي ومنابر الصحافة والإعلام".
وعلى تويتر رثي وزير خارجية الإمارات والتعاون الدولي عبد الله بن زايد آل نهيان الراحل بتغريدية قال فيها "تشرفت بالتعرف إلى الأستاذ كلوفيس مقصود قبل 30 سنة.. كان يأمل في مستقبل عربي أكثر إشراقاً.. سوف نُبقي الأمل وفاءً له وحباً لأمتنا".
واعربت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.حنان عشراوي عن ألمها الشديد لفقدانها صديقا عزيزا ربطته بها علاقة صداقة قوية وحميمة منذ عقود طويلة وأضافت "لقد آمن مقصود بعدالة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر عربية وقوميه وعمل بكل ما اوتي من قوة منذ ريعان شبابه بشكل جريء ومبدئي على ترسيخها بالفكر والذات العربية والعالمية".
وقال حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في بيان صدر الاثنين إن رحيل كلوفيس مقصود خسارة لا تعوض لاسيما في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية حيث تبدو الحاجة إلى شخصيات بموضوعية مقصود وحسه القومي العميق ورؤاه الثاقبة ماسة وملحة أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف الصايغ إن مقصود كان نموذج الشخصية العروبية الصلبة التي تجمع بين الإيمان الثابت الراسخ والأداة المنهجية الواضحة والمرونة الفكرية وكانت هذه عوامل ساهمت في إبراز شخصيته والدفع بها لتكون مؤثرة على نحو بالغ لا في مرحلتها فقط بل في المراحل التالية أيضا.
ولفت إلى أن إيمان كلوفيس مقصود بعدالة القضايا العربية لاسيما قضية فلسطين كان عنوانا كبيرا في سيرة نضاله الغنية وهو واحد ممن كان لهم دور ملموس في إيصال هذه القضايا إلى العالم عبر كتاباته ومن خلال مواقع المسؤولية التي شغلها.
وأكد الصايغ ضرورة الالتفات إلى الإرث الفكري للراحل وإعادة جمعه ووضعه في متناول الأجيال الجديدة وفاء له من جهة وتنويرا لهذه الأجيال من جهة أخرى ففكر كلوفيس مقصود بتوازنه وموضوعيته وعمقه يصلح لأن يكون أداة فعالة في مواجهة ما نعيشه اليوم من تيارات ظلامية متعصبة تهدد مستقبل أمتنا ووجودها برمته.
مسيرة حافلة بتجارب رائدة
وشغل مقصود، الملقب ب"خطيب القضيّة العربيّة"، عدّة مناصب أبرزها سفير جامعة الدول العربية في الهند ثم في واشنطن والأمم المتحدة منذ عام 1979 حتى استقالته من منصبه في نفس العام الذي غزا فيه العراق الكويت.
وامتهن مقصود الصحافة لفترة طويلة حتى تولى منصب كبير محرّري صحيفة الأهرام المصريّة ورئيس تحرير صحيفة النهار الأسبوعية.
وسلك مقصود سلك التدريس الجامعي، حيث حاضر في العديد من الجامعات الأمريكية ، منها الجامعة الأمريكية في واشنطن وكلية واشنطن للحقوق، حتى تقاعده عام 2011، وشارك في العديد من محافل الأمم المتحدة الدولية في بكين وكوبنهاجن والقاهرة وإسطنبول.
وساهم الدكتور مقصود في إثراء صحيفة "الخليج" على مدار سنوات، بفكره القومي الوحدي من خلال مقالة أسبوعية، يناقش فيها قضايا الأمة ومشاكلها ومحنها بموضوعية واتزان، ويحلل فيها بعقل العارف القادر على استكشاف مكامن الخلل والصواب.
وألف الراحل عدة كتب في السياسة والاجتماع منها: "معنى عدم الانحياز"، "أزمة اليسار العربي" و"افكار حول الشؤون الأفروآسيوية" و"صورة العرب".
ومقصود لبناني الجنسية، وكان يتمتع بعلاقات قوية وطيبة مع كافة المفكرين والمثقفين العرب في الولايات المتحدة، وكان دائم الحضور في الندوات واللقاءات العربية، آخرها لقاءه بمركز الحوار العربي في فيرجينيا في الخامس من مايو/ايار قبل أن يصاب بنزيف حاد دخل على إثره المستشفى.
وكان آخر كتاب صدر للدكتور كلوفيس مقصود "من زوايا الذاكرة رحلة في محطات قطار العروبة" عام 2014، وهو عبارة عن مذكرات قسمها إلى مراحل في حياته من لبنان إلى مصر فالهند فالولايات المتحدة فالاستقالة من العمل السياسي والتفرغ للتدريس والكتابة والمحاضرات.
وخصص مقصود كتابه الأخير لإضاءة شعلة أمل وسط الخراب الذي يعم الوطن العربي، فهو يرى أننا لا يجب أن نفقد الأمل، فحتى تستقيم المعادلة علينا ان نسترجع البوصلة من خلال عودة القضية الفلسطينية كبوصلة وقضية مركزية تتجاوز كل النتوءات وتوحد الجماهير.
ويقول إنه ومنذ عام 1948 وإلى اليوم هناك إجماع على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وأن يكون لهم كيانهم المستقل الذي يتمتع بالسيادة ويجب أن تستعيد القضية الفلسطينية قدرتها على الإلهام من خلال إسترجاع وحدة المرجعية الفلسطينية أولا وغلق باب الانقسام ومن خلال إسترجاع مصر لدورها التاريخي وأن يكون لدينا القدرة على إنقاذ اليمن من محنته الحالية التي تمثل أعلى مراحل الاستقطاب في العالم الإسلامي.
كما ويتضمن كتابه آراءه الخاصة في الانقسامات التي تعاني منها المجتمعات العربية، فهو يرى أن الأوضاع الإنسانية في اليمن وسوريا والعراق والسودان كلها خطيرة، ويأمل في إستعادة البوصلة ووحدة الجماهير العربية إن لم يكن في خلال سنة أو سنتين فعلى الأقل في الخمس سنوات المقبلة.
ويقول "يجب العودة إلى عقلنة الأمة العربية سياسيا واقتصاديا، نحن أمة غنية وشعوب فقيرة، هذا هو المطلوب معالجته بشكل واضح كي يسترجع الفرد العربي كرامته وكي تستعيد المرجعية الأخلاقية في وجودنا وسياساتنا، وهذا ممكن".
وبرحيل كلوفيس مقصود يُطوى علم كبير من أعلام النصف الثاني من القرن المنصرم، ظل خفاقاً في العالم كله ولا سيما في أميركا فمن الصعب اليوم العثور على مثيل لكلوفيس مقصود في علمه وثقافته وقوة حججه وظرفه إنه خسارة لا تعوّض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.