محافظ الغربية: الجامعة الأهلية خطوة استراتيجية نحو تعليم متطور    عبد السند يمامة يوضح موقف حزب الوفد في الانتخابات البرلمانية (صور)    إغلاق 5 مراكز تعليمية غير مرخصة في الإسكندرية -صور    محافظ البحر الأحمر يستعرض الموقف التنفيذي لملفات تقنين وضع اليد والتصالح في مخالفات البناء    رئيس الوزراء: لا يوجد مجال لبيع أصول الأوقاف.. ما طلبته هو استثمارها    محافظ بني سويف يقرر وقف فني تنظيم عن العمل لمدة 3 أشهر.. تفاصيل    تحالف الأحزاب: استمرار الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية تقوض مساعي السلام وتهدد الاستقرار الإقليمي والدولي    رئيس وزراء كندا يؤكد سعي بلاده لإبرام اتفاق ثنائي جديد مع أمريكا لإلغاء الرسوم الجمركية    مسؤولة أممية: المدنيون بغزة يتعرضون للاستهداف المباشر    تشكيل فاركو لمواجهة الأهلي في الدوري    إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب سيارة ملاكي في الفيوم    المتهم بقتل طفلته في البانيو للمحكمة: والنبي إدوني إعدام.. والمحكمة تصدر قرارها    تعليق جديد من مشيرة إسماعيل على أزمتها مع آية سماحة    «قدر الله وما شاء فعل».. كيف علق أحمد السقا على انفصاله عن زوجته مها الصغير؟    "جائزة الدانة للدراما 2025" تعلن قائمة الأعمال الدرامية والفنانين المرشحين للفوز بالجائزة في نسختها الثانية    الأوبرا تستضيف معرض "عاشق الطبيعة.. حلم جديد" للفنان وليد السقا بقاعة صلاح طاهر    متى موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 في محافظات الجمهورية؟    دعاء الإفطار في اليوم الأول من ذي الحجة 2025    حالة الطقس في محافظة الفيوم غدا الخميس 29-5-2025    طارق عكاشة يعلن 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب    مواقيت الصلاة بمحافظات الجمهورية غدًا.. وأفضل أدعية العشر الأوائل (رددها قبل المغرب)    متى يبدأ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1446؟    اتحاد الصناعات يبحث مع سفير بيلاروسيا التعاون بالصناعات الثقيلة والدوائية    مدير «جنيف للدراسات»: تزاحم أوروبي أمريكي للاستثمار في سوريا    الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لنصب مستوصف ميداني جنوب سوريا ل "دعم سكان المنطقة"    الاصلاح والنهضة توصي بتأهيل المرأة سياسيًا وتفعيل دور الأحزاب    وزير أردني سابق: نتنياهو يسعى لتقويض مفاوضات واشنطن وطهران عبر ضربة عسكرية    «زي النهارده» في 28 مايو 2010.. وفاة الأديب والسيناريست أسامة أنور عكاشة    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان ب «فادية»    عقوبة في الزمالك.. غيابات الأهلي.. تأجيل موقف السعيد.. واعتذار بسبب ميدو| نشرة الرياضة ½ اليوم    عطل مفاجئ في صفقة انتقال عمرو الجزار من غزل المحلة إلى الأهلى    «القومي للبحوث» ينظم ندوة حول فضل العشر الأوائل من شهر ذو الحجة    نهاية موسم محترف الزمالك مع الفريق.. تعرف على التفاصيل    الفيوم تحصد مراكز متقدمة في مسابقتي المبتكر الصغير والرائد المثالي    إيلون ماسك ينتقد مشروع قانون في أجندة ترامب التشريعية    طارق يحيي: لن ينصلح حال الزمالك إلا بالتعاقد مع لاعبين سوبر    رومانو: تاه يخضع للفحص الطبي تمهيدًا للانتقال إلى بايرن ميونخ    مصرع شخص أسفل عجلات قطار في بني سويف    تقارير تكشف.. لماذا رفض دي بروين عرضين من الدوري الإنجليزي؟    13 شركة صينية تبحث الاستثمار فى مصر بمجالات السياحة ومعدات الزراعة والطاقة    طريقة عمل الموزة الضاني في الفرن لغداء فاخر    حرام شرعًا وغير أخلاقي.. «الإفتاء» توضح حكم التصوير مع المتوفى أو المحتضر    د.محمد سامى عبدالصادق: حقوق السربون بجامعة القاهرة تقدم أجيالا من القانونيين المؤهلين لترسيخ قيم الإنصاف وسيادة القانون والدفاع عن الحق.    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا لمتابعة مستجدات توصيات النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان    اسكواش - تتويج عسل ونوران جوهر بلقب بالم هيلز المفتوحة    سليمة القوى العقلية .. أسباب رفض دعوى حجر على الدكتورة نوال الدجوي    الإعدام لمتهم والسجن المشدد 15 عامًا لآخر ب«خلية داعش قنا»    5 أهداف مهمة لمبادرة الرواد الرقميون.. تعرف عليها    اليونيفيل: أي تدخّل في أنشطة جنودنا غير مقبول ويتعارض مع التزامات لبنان    الحكومة تطرح 4 آلاف سيارة تاكسي وربع نقل للشباب بدون جمارك وضرائب    حملة أمنية تضبط 400 قطعة سلاح وذخيرة خلال 24 ساعة    «بيت الزكاة والصدقات» يصرف 500 جنيه إضافية لمستحقي الإعانة الشهرية غدًا الخميس    وزير التعليم: 98 ألف فصل جديد وتوسّع في التكنولوجيا التطبيقية    صحة أسيوط تفحص 53 ألف مواطن للكشف عن الرمد الحبيبي المؤدي للعمى (صور)    وزير الخارجية يتوجه إلى المغرب لبحث تطوير العلاقات    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق مخزن بلاستيك بالخانكة| صور    قرار من «العمل» بشأن التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل الوزارة    ألم في المعدة.. حظ برج الدلو اليوم 28 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوتيسا موشفيغ:الكتابة عمري الحقيقي
نشر في صوت البلد يوم 11 - 05 - 2016

حظيت رواية «أيلين» للأديبة الأميركية من أصل إيراني، أوتيسا موشفيغ، بتغطية واسعة من قبل الصحف العالمية، وكانت هناك تعليقات عاصفة عليها.. ويعتقد المطلعون في هوليوود أن الرواية التي تحمل اسم الشخصية الرئيسية فيها، تلك المرأة المضطربة نفسياً، أيلين، ستكون النسخة المقبلة من فيلم «غن غيرل» أو «الفتاة الغائبة» بعد أن اشترى المنتج السينمائي سكوت رودين حقوق تحويلها إلى فيلم سينمائي.
الرواية من نوع أدب الجريمة، والكاتبة تعترف في مقابلة أجرتها معها صحيفة «اوبزرفر» البريطانية أخيراً، بأنها تجد الشخصيات المضطربة أكثر إثارة للاهتمام، لكنها مع ذلك لم تكن تقصد كتابة رواية من نوع أدب الجريمة، عندما بدأت أول سطور الكتاب.
وتتحدث الروائية عن مراحل تأليف الرواية، فتقول إنها اعتبرتها تجربة، وسألت نفسها ما إذا كان بإمكانها كتابة رواية ضمن التيار السائد ممتعة للقارئ، ورغبتها في القيام بذلك تعود لأنها كانت مفلسة.
كتبت أوتيسا المسودة الأولى بأقل من شهرين، ثم لم تلمسها لحوالي 6 أشهر، قبل أن تعيد كتابتها 3مرات، وما يثير اهتمامها في الكتابة هو اختيار صنف أدبي معين وقلبه رأساً على عقب، ولهذا فإنها ليست متأكدة من أنها ألفت رواية من صنف أدب الجريمة.
موضوع الرواية يدور حول فتى يدعى لي بولك، ويستند إلى قصة حقيقية عن شاب قتل أباه، وكان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة. كان والده يسيء معاملته بتواطؤ مع والدته.
فخطر على بالها الآتي: سيكون الرعب الوتد الذي يشدني، ومن حوله ستنمو الدراما. ووضعت أوتيسا شخصيتها وهواجسها في بطلة الرواية، أيلين، رغم أن عائلتها لا تشبه عائلة أيلين. وتوضح أنها عانت دوما من حالة تنافر وجودي أو عدم انسجام، ومن «الفكرة القائلة إنها ينبغي أن تكون سعيدة لكونها أميركية».
تبرر الكاتبة انجذابها إلى الأشخاص المضطربين، فتقول لأنه لا أحد يرغب في أن يسيطر عليه شخص يدعي أنه مثالي، ولأن الجميع تشوبهم العيوب ولأن القراءة تسمح لصوت آخر بالسيطرة علينا، فإنها تثق أكثر بالأشخاص الذين يكشفون عن ضعفهم وهشاشتهم.
وإلى جانب شخصية أيلين المضطربة السوداء، تبرز في الرواية شخصية نسائية أخرى، ربيكا، المرأة الجذابة والمغرية من النوع الذي يلحق الأذى بمن يغرم بها. وتقول إنها كانت من هذا الصنف من النساء، لكنها تعتقد أيضا أنها كانت أيلين. وبينما شعرت بأن أيلين حقيقية، كانت ربيكا شخصية من فيلم أو كتاب، شخصاً خيالياً، بمعنى أنها تنبع من مخيلة أيلين.
برغم أن روايتها تقع في خانة أدب الجريمة، إلا أن الروائية لم تقرأ قصصاً من نوع أدب الجريمة، على الرغم من إعجابها بهيتشكوك، تشارلز بوكاوسكي، والأعمال الأولى للكاتبة جويس كارول أوتيس.
وتتحدث عن نفسها، فتقول إنها أيقنت أنها ستكون كاتبة وهي في سن ال 12 عاما، وكرست نفسها لتطوير كتاباتها وتخيل نوع الأعمال التي ترغب في تأليفها.
تنتمي المؤلفة إلى عائلة موسيقية، فوالدها يعزف على الكمان، وأمها عازفة فيولا، التقيا في مدرسة للموسيقى في بلجيكا، واستقرا في منطقة نيوتن، التي تقول إنه من المفترض أن تكون أكثر مدن أميركا أمانا، وحيث نصيب الفرد من علماء النفس هو الأعلى.
المنطقة كانت ضمن أحياء الأثرياء، لكن عائلتها لم تكن ثرية، وتعتقد أن ترعرعها في تلك المنطقة كان وراء هوسها بالمضطهدين والنفسيات المختلة والمضطربة. وكانت دوما تطرح على نفسها السؤال: لماذا تشعر بأنها غريبة؟.
لم تعلمها المدرسة الكثير، وما تعلمته هو عدم الوثوق بأحد عن طريق العقل. وتعلمت أيضاً أن تكره المدرسة، وفي السنتين الماضيتين فقط بدأت تشعر بأنها متمكنة بما فيه الكفاية لتثق بنفسها وبتفكيرها أكثر من وثوقها بتفكير أكثر من 100 ألف شخص عاشوا في الماضي، أما الشيء الآخر الذي تعلمته من المدرسة، فهو أنها ليست الحياة.
تعلق على شراء حقوق تحويل روايتها الى فيلم، فتقول إنها فكرت في كتابة السيناريو، لكنها لن تحصل على تلك المناجاة الداخلية، ولا ترى مجالا لذلك، لكنها تشعر بالفضول لرؤية كيف سيبدو عليه الفيلم عند انتهائه وما ستكون مشاعرها حياله.
وأوتيسا منهمكة حالياً بكتابة رواية جديدة، وحذفت لتوها 300 صفحة منها، وتعلم انه من المفترض أن تنتظر الآن قبل استكمالها. وكتابها المقبل حسب قولها، سيجعل «ايلين» تبدو من صنف حكايات الأطفال.
عندما لا تكتب، فإنها تحب السفر والفنون، ولديها أصدقاء رائعون، لكن توضح أن الكتابة شغفها الأول ..والأوقات التي تقضيها فيها هي عمرها الحقيقي.
أيلين
أيلين هي رواية مروعة، مليئة بالوساوس والتشويق عن امرأة شابة وحيدة تعمل في سجن للفتيان خارج بوسطن في أوائل الستينيات من القرن ال20، حيث تجرها الأحداث إلى التواطؤ في جريمة. الرواية قاتمة، وتقتحم المناطق الأكثر سواداً في الروح الإنسانية، وفقا لعرض صحيفة "نيويورك تايمز".
تبدأ الرواية بصوت هذه الفتاة المضطربة وهي تتحدث عن نفسها: «بدوت كما تبدو فتاة يتوقع الناس مشاهدتها في حافلة داخل المدينة، تقرأ كتاباً بتجليد من قماش من المكتبة عن النباتات أو الجغرافيا".
الفتاة الشابة ذات ال24 عاما محاصرة بين الاعتناء بأبيها السكير والشرطي السابق سيء الصيت في منزل مليء بالقذارة، ووظيفة يومية كسكرتيرة في سجن للأحداث مليء بالأهوال اليومية. لكن أيلين لا تعتني بالمنزل من أجل أبيها، فهي ترفض التنظيف، وتحضير الوجبات أو غسل الملابس، تكره والدها، وتتخيل بأنها تقتله، أو على الأقل أن تعود إلى المنزل وتجده ميتا. تقول: «أشعر برغبة في قتل والدي، لكنني لم أكن ارغب في موته".
أما مكان عملها فتصفه لنا في نهاية الفصل الأول: «أفكر فيما كان هذا المرفق مع كل نواياه وأغراضه، كان سجنا للفتيان. وسأطلق عليه اسم مورهيد، ودلفين موردهيد كان مالك العقار الرهيب الذي قابلته بعدها بسنوات، واستخدام اسمه لمثل هذا المكان يبدو مناسبا لي".
أيلين تقول للقارئ أيضاً: «إنها كانت غير سعيدة وفي حالة غضب طوال الوقت». وهي تلطف مزاج أيامها الكئيبة بأوهام منحرفة وبأحلام الهروب إلى نيويورك.
في غضون ذلك، تملأ لياليها بالنشل ومطاردة حارس سجن يدعى راندي، وتنظيف الفوضى التي يخلفها أبوها. تكره حياتها ووظيفتها ونفسها، لكنها لا تفعل أي شيء للخروج من هذا الوجود الجهنمي إلى أن تأتي امرأة شابة جميلة لتعمل معها في مركز الأحداث. وتقول لنا في نهاية الفصل الأول إنها: "في غضون أسبوع أهرب من المنزل، ولن أعود أبداً. وهذه قصة اختفائي".
انبهار
تروي لنا عن انبهارها بهذه المرأة اللامعة والجميلة التي وصلت للعمل في سجن الأحداث، ربيكا سانت جون، ونعلم أنها المحفز الذي سيحرك عجلة الأمور. 1964
تجري الرواية ضمن مناظر الثلوج لنيو انغلند في أجواء عيد آخر السنة، والعام هو 1964 عندما كانت خيارات المرأة محدودة. وتقول لنا بطرق مختلفة إنها لم تكن جذابة في حينها، لكن نشعر بأن النقص في جاذبيتها يعود إلى عدم رغبتها في رجل آخر يعتني بها، وهي تقول»في وقتها، لم أكن اعتقد أن جسدي كان ملكاً لي..".
الرواية تسردها أيلين وتقدم بها العمر، وأصبحت أكثر خبرة في السبعينات من عمرها، وهي تذكر القارئ دوما بأنها تصف نفسها في الأسبوع الأخير في بلدة ماساشوستس التي كانت تعيش فيها. وشخصية أيلين تستحضر التعاطف والنفور معاً لدى القارئ. وعلى الرغم من انه يشار إلى أنها حققت نجاحاً اجتماعياً ونجاحاً مادياً مهماً، إذ لا يزال اليأس والخوف يلاحقانها.
بطاقة
أوتيسا موشفيغ. روائية أميركية ولدت في بوسطن بماساشوستس عام 1981، لأب إيراني وأم كرواتية. تسهم باستمرار في مجلة «باريس ريفيو». نشرت لها المجلة ست قصص منذ 2012. كما نشرت «فنس بوكس» روايتها القصيرة «ماك غلو» في عام 2014. أما روايتها «أيلين»، فصدرت عن «بنغوين برس» في أغسطس 2015، وحازت على إشادة من المجتمع الأدبي.
وهي حائزة على زمالة «والس ستغنر» من جامعة ستانفورد عام 2013-2015، وعلى جائزة «بلمبتون للقصص» من مجلة «باريس ريفيو» -2013. كما حصدت جائزتي «فنس مودرن برايز» و«بليفر بوك أوارد» على قصتها «ماك غلو» عام 2014.
حظيت رواية «أيلين» للأديبة الأميركية من أصل إيراني، أوتيسا موشفيغ، بتغطية واسعة من قبل الصحف العالمية، وكانت هناك تعليقات عاصفة عليها.. ويعتقد المطلعون في هوليوود أن الرواية التي تحمل اسم الشخصية الرئيسية فيها، تلك المرأة المضطربة نفسياً، أيلين، ستكون النسخة المقبلة من فيلم «غن غيرل» أو «الفتاة الغائبة» بعد أن اشترى المنتج السينمائي سكوت رودين حقوق تحويلها إلى فيلم سينمائي.
الرواية من نوع أدب الجريمة، والكاتبة تعترف في مقابلة أجرتها معها صحيفة «اوبزرفر» البريطانية أخيراً، بأنها تجد الشخصيات المضطربة أكثر إثارة للاهتمام، لكنها مع ذلك لم تكن تقصد كتابة رواية من نوع أدب الجريمة، عندما بدأت أول سطور الكتاب.
وتتحدث الروائية عن مراحل تأليف الرواية، فتقول إنها اعتبرتها تجربة، وسألت نفسها ما إذا كان بإمكانها كتابة رواية ضمن التيار السائد ممتعة للقارئ، ورغبتها في القيام بذلك تعود لأنها كانت مفلسة.
كتبت أوتيسا المسودة الأولى بأقل من شهرين، ثم لم تلمسها لحوالي 6 أشهر، قبل أن تعيد كتابتها 3مرات، وما يثير اهتمامها في الكتابة هو اختيار صنف أدبي معين وقلبه رأساً على عقب، ولهذا فإنها ليست متأكدة من أنها ألفت رواية من صنف أدب الجريمة.
موضوع الرواية يدور حول فتى يدعى لي بولك، ويستند إلى قصة حقيقية عن شاب قتل أباه، وكان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة. كان والده يسيء معاملته بتواطؤ مع والدته.
فخطر على بالها الآتي: سيكون الرعب الوتد الذي يشدني، ومن حوله ستنمو الدراما. ووضعت أوتيسا شخصيتها وهواجسها في بطلة الرواية، أيلين، رغم أن عائلتها لا تشبه عائلة أيلين. وتوضح أنها عانت دوما من حالة تنافر وجودي أو عدم انسجام، ومن «الفكرة القائلة إنها ينبغي أن تكون سعيدة لكونها أميركية».
تبرر الكاتبة انجذابها إلى الأشخاص المضطربين، فتقول لأنه لا أحد يرغب في أن يسيطر عليه شخص يدعي أنه مثالي، ولأن الجميع تشوبهم العيوب ولأن القراءة تسمح لصوت آخر بالسيطرة علينا، فإنها تثق أكثر بالأشخاص الذين يكشفون عن ضعفهم وهشاشتهم.
وإلى جانب شخصية أيلين المضطربة السوداء، تبرز في الرواية شخصية نسائية أخرى، ربيكا، المرأة الجذابة والمغرية من النوع الذي يلحق الأذى بمن يغرم بها. وتقول إنها كانت من هذا الصنف من النساء، لكنها تعتقد أيضا أنها كانت أيلين. وبينما شعرت بأن أيلين حقيقية، كانت ربيكا شخصية من فيلم أو كتاب، شخصاً خيالياً، بمعنى أنها تنبع من مخيلة أيلين.
برغم أن روايتها تقع في خانة أدب الجريمة، إلا أن الروائية لم تقرأ قصصاً من نوع أدب الجريمة، على الرغم من إعجابها بهيتشكوك، تشارلز بوكاوسكي، والأعمال الأولى للكاتبة جويس كارول أوتيس.
وتتحدث عن نفسها، فتقول إنها أيقنت أنها ستكون كاتبة وهي في سن ال 12 عاما، وكرست نفسها لتطوير كتاباتها وتخيل نوع الأعمال التي ترغب في تأليفها.
تنتمي المؤلفة إلى عائلة موسيقية، فوالدها يعزف على الكمان، وأمها عازفة فيولا، التقيا في مدرسة للموسيقى في بلجيكا، واستقرا في منطقة نيوتن، التي تقول إنه من المفترض أن تكون أكثر مدن أميركا أمانا، وحيث نصيب الفرد من علماء النفس هو الأعلى.
المنطقة كانت ضمن أحياء الأثرياء، لكن عائلتها لم تكن ثرية، وتعتقد أن ترعرعها في تلك المنطقة كان وراء هوسها بالمضطهدين والنفسيات المختلة والمضطربة. وكانت دوما تطرح على نفسها السؤال: لماذا تشعر بأنها غريبة؟.
لم تعلمها المدرسة الكثير، وما تعلمته هو عدم الوثوق بأحد عن طريق العقل. وتعلمت أيضاً أن تكره المدرسة، وفي السنتين الماضيتين فقط بدأت تشعر بأنها متمكنة بما فيه الكفاية لتثق بنفسها وبتفكيرها أكثر من وثوقها بتفكير أكثر من 100 ألف شخص عاشوا في الماضي، أما الشيء الآخر الذي تعلمته من المدرسة، فهو أنها ليست الحياة.
تعلق على شراء حقوق تحويل روايتها الى فيلم، فتقول إنها فكرت في كتابة السيناريو، لكنها لن تحصل على تلك المناجاة الداخلية، ولا ترى مجالا لذلك، لكنها تشعر بالفضول لرؤية كيف سيبدو عليه الفيلم عند انتهائه وما ستكون مشاعرها حياله.
وأوتيسا منهمكة حالياً بكتابة رواية جديدة، وحذفت لتوها 300 صفحة منها، وتعلم انه من المفترض أن تنتظر الآن قبل استكمالها. وكتابها المقبل حسب قولها، سيجعل «ايلين» تبدو من صنف حكايات الأطفال.
عندما لا تكتب، فإنها تحب السفر والفنون، ولديها أصدقاء رائعون، لكن توضح أن الكتابة شغفها الأول ..والأوقات التي تقضيها فيها هي عمرها الحقيقي.
أيلين
أيلين هي رواية مروعة، مليئة بالوساوس والتشويق عن امرأة شابة وحيدة تعمل في سجن للفتيان خارج بوسطن في أوائل الستينيات من القرن ال20، حيث تجرها الأحداث إلى التواطؤ في جريمة. الرواية قاتمة، وتقتحم المناطق الأكثر سواداً في الروح الإنسانية، وفقا لعرض صحيفة "نيويورك تايمز".
تبدأ الرواية بصوت هذه الفتاة المضطربة وهي تتحدث عن نفسها: «بدوت كما تبدو فتاة يتوقع الناس مشاهدتها في حافلة داخل المدينة، تقرأ كتاباً بتجليد من قماش من المكتبة عن النباتات أو الجغرافيا".
الفتاة الشابة ذات ال24 عاما محاصرة بين الاعتناء بأبيها السكير والشرطي السابق سيء الصيت في منزل مليء بالقذارة، ووظيفة يومية كسكرتيرة في سجن للأحداث مليء بالأهوال اليومية. لكن أيلين لا تعتني بالمنزل من أجل أبيها، فهي ترفض التنظيف، وتحضير الوجبات أو غسل الملابس، تكره والدها، وتتخيل بأنها تقتله، أو على الأقل أن تعود إلى المنزل وتجده ميتا. تقول: «أشعر برغبة في قتل والدي، لكنني لم أكن ارغب في موته".
أما مكان عملها فتصفه لنا في نهاية الفصل الأول: «أفكر فيما كان هذا المرفق مع كل نواياه وأغراضه، كان سجنا للفتيان. وسأطلق عليه اسم مورهيد، ودلفين موردهيد كان مالك العقار الرهيب الذي قابلته بعدها بسنوات، واستخدام اسمه لمثل هذا المكان يبدو مناسبا لي".
أيلين تقول للقارئ أيضاً: «إنها كانت غير سعيدة وفي حالة غضب طوال الوقت». وهي تلطف مزاج أيامها الكئيبة بأوهام منحرفة وبأحلام الهروب إلى نيويورك.
في غضون ذلك، تملأ لياليها بالنشل ومطاردة حارس سجن يدعى راندي، وتنظيف الفوضى التي يخلفها أبوها. تكره حياتها ووظيفتها ونفسها، لكنها لا تفعل أي شيء للخروج من هذا الوجود الجهنمي إلى أن تأتي امرأة شابة جميلة لتعمل معها في مركز الأحداث. وتقول لنا في نهاية الفصل الأول إنها: "في غضون أسبوع أهرب من المنزل، ولن أعود أبداً. وهذه قصة اختفائي".
انبهار
تروي لنا عن انبهارها بهذه المرأة اللامعة والجميلة التي وصلت للعمل في سجن الأحداث، ربيكا سانت جون، ونعلم أنها المحفز الذي سيحرك عجلة الأمور. 1964
تجري الرواية ضمن مناظر الثلوج لنيو انغلند في أجواء عيد آخر السنة، والعام هو 1964 عندما كانت خيارات المرأة محدودة. وتقول لنا بطرق مختلفة إنها لم تكن جذابة في حينها، لكن نشعر بأن النقص في جاذبيتها يعود إلى عدم رغبتها في رجل آخر يعتني بها، وهي تقول»في وقتها، لم أكن اعتقد أن جسدي كان ملكاً لي..".
الرواية تسردها أيلين وتقدم بها العمر، وأصبحت أكثر خبرة في السبعينات من عمرها، وهي تذكر القارئ دوما بأنها تصف نفسها في الأسبوع الأخير في بلدة ماساشوستس التي كانت تعيش فيها. وشخصية أيلين تستحضر التعاطف والنفور معاً لدى القارئ. وعلى الرغم من انه يشار إلى أنها حققت نجاحاً اجتماعياً ونجاحاً مادياً مهماً، إذ لا يزال اليأس والخوف يلاحقانها.
بطاقة
أوتيسا موشفيغ. روائية أميركية ولدت في بوسطن بماساشوستس عام 1981، لأب إيراني وأم كرواتية. تسهم باستمرار في مجلة «باريس ريفيو». نشرت لها المجلة ست قصص منذ 2012. كما نشرت «فنس بوكس» روايتها القصيرة «ماك غلو» في عام 2014. أما روايتها «أيلين»، فصدرت عن «بنغوين برس» في أغسطس 2015، وحازت على إشادة من المجتمع الأدبي.
وهي حائزة على زمالة «والس ستغنر» من جامعة ستانفورد عام 2013-2015، وعلى جائزة «بلمبتون للقصص» من مجلة «باريس ريفيو» -2013. كما حصدت جائزتي «فنس مودرن برايز» و«بليفر بوك أوارد» على قصتها «ماك غلو» عام 2014.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.