5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتفالية " شكسبير 400: إلى أبد الآبدين " في مكتبة الإسكندرية
نشر في صوت البلد يوم 27 - 04 - 2016

تحتفل مكتبة الإسكندرية على مدار خمسة أيام بالتراث الذي خلفه وليم شكسبير للإنسانية جمعاء، وذلك من خلال مؤتمر أكاديمي دولي، ومهرجان يضم مئات الفعاليات الفنية والثقافية. وقد شهدت المكتبة انطلاق احتفالية "شكسبير 400: إلى أبد الآبدين 2016"، التي تنظمها في الفترة من 23 إلى 27 إبريل 2016، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني في مصر، وذلك بمناسبة مرور 400 عام على وفاة الكاتب المسرحي والأديب الشهير وليم شكسبير (1564-1616).
بدأت الفعاليات بالمؤتمر الأكاديمي، وافتتحه كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وجيف ستريتر؛ مدير المجلس الثقافي البريطاني، وهبة الرافعي؛ مدير إدارة العلاقات العامة والاتصالات الدولية بمكتبة الإسكندرية، والدكتور مارك ثورنتون برنيت؛ أستاذ دراسات النهضة بجامعة كوينز ببلفاست.
وفي كلمته، أعرب جيف ستريتر؛ مدير المجلس الثقافي البريطاني، عن سعادته لحضور هذه الاحتفالية نيابة عن السفير البريطاني في مصر، جون كاسن، وعن الشعب البريطاني كله، فاليوم هو ما يطلق عليه "يوم شكسبير".
وأضاف أنه يشعر بالفخر لمشاركته في احتفالية مكتبة الإسكندرية "شكسبير 400: إلى أبد الآبدين 2016"، والتي تأتي في إطار عدد كبير من البرامج والفعاليات المقامة حول العالم على مدار العام، احتفالاً بمناسبة مرور 400 عام على وفاة الكاتب المسرحي والأديب الشهير وليم شكسبير.
وأكد أنه على الرغم من مرور 400 عام إلا أن أعمال شكسبير لازالت حية حتى الآن، وهناك عدد من الجهات التي حرصت على إحياء أعماله وتراثه هذا العام من خلال إعادة إنتاج أعماله في صور فنية مختلفة.
وشدد على دعم المجلس الثقافي البريطاني لاحتفالية مكتبة الإسكندرية التي استطاعت أن تقدم برنامجًا ثقافيًا وفنيًا ثريًا لعرض أعمال وتراث شكسبير، ما بين عروض أفلام ومسرح ومعارض وحفلات موسيقية، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الأكاديميين والباحثين المهتمين بأعمال شكسبير، وحضور خاص من الممثل والمؤرخ الموسيقي سايمون روسل بييل؛ وهو أحد المواهب الأشهر في التمثيل في المسرح البريطاني.
وأضاف أن العلاقة بين "شكسبير ومصر" تمتد لسنوات طويلة، فقد تم تقديم أول عرض مسرحي لواحدة من أهم أعمال وليم شكسبير "هنري الخامس" في الثلاثينيات، كما قدمت "حلم ليلة منتصف الصيف" عام 1975 في الأهرامات والمنتزه، وغيرها من العروض التي قدمت في مصر بدعم من المجلس الثقافي البريطاني وصولاً إلى يومنا هذا.
وأكد أن أعمال وليم شكسبير لها تأثير عالمي، فقد استطاع أن ينقل الحالة الإنسانية بشكل واقعي ويعبر عن عواطف متعددة، كما تناول عددا من المشاكل التي أهمته بشكل شخصي كتفشي الفساد وعدم احترام القانون.
وأضاف أن شكسبير له تأثير كبير أيضًا في اللغة الإنجليزية، حيث قام بابتداع أكثر من 3000 كلمة من الكلمات التي تستخدم الآن ضمن اللغة الانجليزية.
ولفت إلى أن تأثير شكسبير يتعدى كل ذلك، ويتحول إلى تأثير شخصي في حياة كل من يهتم بقراءة أعماله، والتي اعتبرها "تجربة ثرية تزيد من فهمنا لأنفسنا".
من جانبه، تحدث الدكتور مارك ثورنتون برنيت؛ أستاذ دراسات النهضة بجامعة كوينز ببلفاست، عن أحدث أعماله، وهو كتاب يتناول تجسيد شخصية هاملت في السينما العالمية. وأكد أن شخصية هاملت تم تجسيدها في أعمال مترجمة كما هي أو مأخوذة عن المسرحية.
ولفت إلى أنه قام بتقديم هذا العمل من خلال تقسيم الأفلام وفقًا للمنطقة الجغرافية. ومن خلال سبعة فصول استطاع أن يقدم تحليلًا للأعمال المستوحاه من مسرحية هاملت، والكشف عن الجزء غير المستكشف من شخصية هاملت، وتحليل النص وكيفية المزج بين القديم والجديد.
وأكد أن هذه الدراسة تثبت أن أعمال وليم شكسبير عابرة للحدود الجغرافية، كما استطاعت أن تتخطى حدود اللغة، وتلغي حواجز اختلاف الثقافات.
من جانبه، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن احتفالية مكتبة الإسكندرية تأتي لتؤكد أن أعمال وليم شكسبير استطاعت أن تتخطى حاجز الزمن واللغة، وعلى قدرته الاستثنائية على مخاطبة أجيال وثقافات مختلفة عبر اختلاف الزمان والمكان.
وأضاف: "ها نحن هنا بعد 400 عام، لازلنا ننبهر بعبقرية وليم شكسبير، وقدرته الاستثنائية على استخدام اللغة، ورسم شخصيات متعددة الجوانب، ونقل المشاعر الإنسانية بأجمل الكلمات والعبارات".
ولفت إلى أن وليم شكسبير كان لديه مهارة تتمثل في غموض كلامه، حتى يتمكن من إشراك القارئ في فهم القصة، ومن هنا استطاعت أعماله أن تصل لقراء من خلفيات ثقافية مختلفة، وأضاف أن هناك أيضًا عامل التناقض الذي مازال يذهلنا ويفتح المجال لتفسيرات جديدة ومختلفة لإبداعاته.
وتناول سراج الدين في حديثه مسرحية "ريتشارد الثالث"، والتي رأى أنه لم يتم دراستها بالشكل المطلوب. وتتناول المسرحية آخر عامين في حكم الملك ريتشارد الثالث، وتدهور حكمه حتى انتزع الملك هنري السابع الحكم منه. ولفت إلى أن المسرحية حققت نجاحًا كبيرًا بالرغم من كونها تتناول موضوعًا سياسيًا شائكًا.
وأضاف أن هذه المسرحية تعد واحدة من أجمل أعمال شكسبير وأكثرها تعبيرًا عن عبقريته، فقد استطاع من خلالها أن يخاطب نوعين مختلفين من الجمهور؛ وهم الطبقة الراقية المتعلمة والجمهور العام، كما تمكن من جذب انتباه الجمهور وتفاعله من خلال التعبير عن الجوانب المختلفة لشخصية الملك، وتمكن من تناول حقبة تاريخية مهمة من خلال أفكار عميقة ولغة سلسة وجميلة وأسلوب شعري بديع.
وفي الختام، أكد سراج الدين أن الهدف من هذه الاحتفالية هو نشر أعمال وإبداعات شكسبير بين الجمهور المصري بمختلف قطاعاته، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة من خلال مناقشة هذه الأعمال وعرضها فنيًا، وإتاحة الفرصة للتعلم والمعرفة من خلال أنشطة وفعاليات متنوعة ومعدة خصيصًا لإفادة جمهور متنوع كالأطفال، الأكاديميين، ذوي الاحتياجات الخاصة، والجمهور العام.
يذكر أنه بالرغم من مرور 400 عام على وفاته، فإن شكسبير لا يزال أعظم الأدباء وكتاب المسرح والشعراء في العالم؛ حيث لا تزال أعماله تتمتع بشعبية واسعة، كما تُدرَّس ويعاد تفسيرها باستمرار عن طريق تجسيدها في عروض مسرحية في سياقات ثقافية وسياسية مختلفة. لذلك، قامت مكتبة الإسكندرية، التي تعتبر إعادة أحياء للمكتبة القديمة كمركز للفكر الحر، والنقاش، والسعي إلى المعرفة، بدعوة علماء وفنانين لحضور مؤتمر يعقد على مدار يومين؛ لإلقاء الضوء على شكسبير من وجهات نظر مختلفة. وسيتناول المؤتمر الموضوعات التالية: ترجمة شكسبير، النقد وشكسبير، شكسبير على المسرح والشاشة، شكسبير: تاريخ وسياسة.
يشارك في المؤتمر عدد كبير من الخبراء والباحثين والمهتمين بأعمال وليم شكسبير ومنهم الدكتور محمد عناني؛ أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة القاهرة وأستاذ الترجمة، المترجم والناقد نيلز برونس، الناقد والكاتب الروائي رفيق دراجي، الدكتور أحمد الشيخ؛ أستاذ اللغة الإنجليزية المشارك، الدكتورة نازك فهمي؛ أستاذ الأدب الأميركي بجامعة الإسكندرية وعميد كلية اللغات والترجمة بجامعة فاروس بالإسكندرية، الدكتور سامح حنا؛ محاضر في الأدب العربي والترجمة بجامعة ليدز، الدكتورة كاثرين هينيسي؛ زميل بحوث في برنامج جلوبل شكسبير بجامعة وارويك وجامعة الملكة ماري بلندن، كينجزلي جيمس؛ فنان ومؤسس شركة شكسبير للهيب هوب، جابريال مالكوم؛ كاتبة محترفة ومحررة وزميل بحوث زائر في اللغة الإنجليزية بجامعة كانتربري كرايست تشيرش، الدكتورة أميرة نويرة؛ أستاذ الأدب الإنجليزي، الدكتورة شورميشثا بانجا؛ أستاذ اللغة الإنجليزية ومدير معهد التعليم المستمر بجامعة دلهي بالهند، سايمون روسل بييل؛ ممثل ومؤرخ موسيقي، ديفيد شالكويك؛ أستاذ اللغة الإنجليزية والمدير الأكاديمي لجلوبال شكسبير، نهاد صليحة؛ أستاذ الدراما والدراسات المسرحية المتفرغ، وبونام تريفيدي؛ أستاذ اللغة الإنجليزية.
وتشهد الاحتفالية عددا كبيرا من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تشارك فيها كافة قطاعات مكتبة الإسكندرية للاحتفاء بحياة وأعمال وليم شكسبير من خلال أشكال الفنون المتنوعة؛ كالعروض المسرحية وعروض الأفلام والمعارض الفنية.
تحتفل مكتبة الإسكندرية على مدار خمسة أيام بالتراث الذي خلفه وليم شكسبير للإنسانية جمعاء، وذلك من خلال مؤتمر أكاديمي دولي، ومهرجان يضم مئات الفعاليات الفنية والثقافية. وقد شهدت المكتبة انطلاق احتفالية "شكسبير 400: إلى أبد الآبدين 2016"، التي تنظمها في الفترة من 23 إلى 27 إبريل 2016، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني في مصر، وذلك بمناسبة مرور 400 عام على وفاة الكاتب المسرحي والأديب الشهير وليم شكسبير (1564-1616).
بدأت الفعاليات بالمؤتمر الأكاديمي، وافتتحه كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وجيف ستريتر؛ مدير المجلس الثقافي البريطاني، وهبة الرافعي؛ مدير إدارة العلاقات العامة والاتصالات الدولية بمكتبة الإسكندرية، والدكتور مارك ثورنتون برنيت؛ أستاذ دراسات النهضة بجامعة كوينز ببلفاست.
وفي كلمته، أعرب جيف ستريتر؛ مدير المجلس الثقافي البريطاني، عن سعادته لحضور هذه الاحتفالية نيابة عن السفير البريطاني في مصر، جون كاسن، وعن الشعب البريطاني كله، فاليوم هو ما يطلق عليه "يوم شكسبير".
وأضاف أنه يشعر بالفخر لمشاركته في احتفالية مكتبة الإسكندرية "شكسبير 400: إلى أبد الآبدين 2016"، والتي تأتي في إطار عدد كبير من البرامج والفعاليات المقامة حول العالم على مدار العام، احتفالاً بمناسبة مرور 400 عام على وفاة الكاتب المسرحي والأديب الشهير وليم شكسبير.
وأكد أنه على الرغم من مرور 400 عام إلا أن أعمال شكسبير لازالت حية حتى الآن، وهناك عدد من الجهات التي حرصت على إحياء أعماله وتراثه هذا العام من خلال إعادة إنتاج أعماله في صور فنية مختلفة.
وشدد على دعم المجلس الثقافي البريطاني لاحتفالية مكتبة الإسكندرية التي استطاعت أن تقدم برنامجًا ثقافيًا وفنيًا ثريًا لعرض أعمال وتراث شكسبير، ما بين عروض أفلام ومسرح ومعارض وحفلات موسيقية، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الأكاديميين والباحثين المهتمين بأعمال شكسبير، وحضور خاص من الممثل والمؤرخ الموسيقي سايمون روسل بييل؛ وهو أحد المواهب الأشهر في التمثيل في المسرح البريطاني.
وأضاف أن العلاقة بين "شكسبير ومصر" تمتد لسنوات طويلة، فقد تم تقديم أول عرض مسرحي لواحدة من أهم أعمال وليم شكسبير "هنري الخامس" في الثلاثينيات، كما قدمت "حلم ليلة منتصف الصيف" عام 1975 في الأهرامات والمنتزه، وغيرها من العروض التي قدمت في مصر بدعم من المجلس الثقافي البريطاني وصولاً إلى يومنا هذا.
وأكد أن أعمال وليم شكسبير لها تأثير عالمي، فقد استطاع أن ينقل الحالة الإنسانية بشكل واقعي ويعبر عن عواطف متعددة، كما تناول عددا من المشاكل التي أهمته بشكل شخصي كتفشي الفساد وعدم احترام القانون.
وأضاف أن شكسبير له تأثير كبير أيضًا في اللغة الإنجليزية، حيث قام بابتداع أكثر من 3000 كلمة من الكلمات التي تستخدم الآن ضمن اللغة الانجليزية.
ولفت إلى أن تأثير شكسبير يتعدى كل ذلك، ويتحول إلى تأثير شخصي في حياة كل من يهتم بقراءة أعماله، والتي اعتبرها "تجربة ثرية تزيد من فهمنا لأنفسنا".
من جانبه، تحدث الدكتور مارك ثورنتون برنيت؛ أستاذ دراسات النهضة بجامعة كوينز ببلفاست، عن أحدث أعماله، وهو كتاب يتناول تجسيد شخصية هاملت في السينما العالمية. وأكد أن شخصية هاملت تم تجسيدها في أعمال مترجمة كما هي أو مأخوذة عن المسرحية.
ولفت إلى أنه قام بتقديم هذا العمل من خلال تقسيم الأفلام وفقًا للمنطقة الجغرافية. ومن خلال سبعة فصول استطاع أن يقدم تحليلًا للأعمال المستوحاه من مسرحية هاملت، والكشف عن الجزء غير المستكشف من شخصية هاملت، وتحليل النص وكيفية المزج بين القديم والجديد.
وأكد أن هذه الدراسة تثبت أن أعمال وليم شكسبير عابرة للحدود الجغرافية، كما استطاعت أن تتخطى حدود اللغة، وتلغي حواجز اختلاف الثقافات.
من جانبه، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن احتفالية مكتبة الإسكندرية تأتي لتؤكد أن أعمال وليم شكسبير استطاعت أن تتخطى حاجز الزمن واللغة، وعلى قدرته الاستثنائية على مخاطبة أجيال وثقافات مختلفة عبر اختلاف الزمان والمكان.
وأضاف: "ها نحن هنا بعد 400 عام، لازلنا ننبهر بعبقرية وليم شكسبير، وقدرته الاستثنائية على استخدام اللغة، ورسم شخصيات متعددة الجوانب، ونقل المشاعر الإنسانية بأجمل الكلمات والعبارات".
ولفت إلى أن وليم شكسبير كان لديه مهارة تتمثل في غموض كلامه، حتى يتمكن من إشراك القارئ في فهم القصة، ومن هنا استطاعت أعماله أن تصل لقراء من خلفيات ثقافية مختلفة، وأضاف أن هناك أيضًا عامل التناقض الذي مازال يذهلنا ويفتح المجال لتفسيرات جديدة ومختلفة لإبداعاته.
وتناول سراج الدين في حديثه مسرحية "ريتشارد الثالث"، والتي رأى أنه لم يتم دراستها بالشكل المطلوب. وتتناول المسرحية آخر عامين في حكم الملك ريتشارد الثالث، وتدهور حكمه حتى انتزع الملك هنري السابع الحكم منه. ولفت إلى أن المسرحية حققت نجاحًا كبيرًا بالرغم من كونها تتناول موضوعًا سياسيًا شائكًا.
وأضاف أن هذه المسرحية تعد واحدة من أجمل أعمال شكسبير وأكثرها تعبيرًا عن عبقريته، فقد استطاع من خلالها أن يخاطب نوعين مختلفين من الجمهور؛ وهم الطبقة الراقية المتعلمة والجمهور العام، كما تمكن من جذب انتباه الجمهور وتفاعله من خلال التعبير عن الجوانب المختلفة لشخصية الملك، وتمكن من تناول حقبة تاريخية مهمة من خلال أفكار عميقة ولغة سلسة وجميلة وأسلوب شعري بديع.
وفي الختام، أكد سراج الدين أن الهدف من هذه الاحتفالية هو نشر أعمال وإبداعات شكسبير بين الجمهور المصري بمختلف قطاعاته، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة من خلال مناقشة هذه الأعمال وعرضها فنيًا، وإتاحة الفرصة للتعلم والمعرفة من خلال أنشطة وفعاليات متنوعة ومعدة خصيصًا لإفادة جمهور متنوع كالأطفال، الأكاديميين، ذوي الاحتياجات الخاصة، والجمهور العام.
يذكر أنه بالرغم من مرور 400 عام على وفاته، فإن شكسبير لا يزال أعظم الأدباء وكتاب المسرح والشعراء في العالم؛ حيث لا تزال أعماله تتمتع بشعبية واسعة، كما تُدرَّس ويعاد تفسيرها باستمرار عن طريق تجسيدها في عروض مسرحية في سياقات ثقافية وسياسية مختلفة. لذلك، قامت مكتبة الإسكندرية، التي تعتبر إعادة أحياء للمكتبة القديمة كمركز للفكر الحر، والنقاش، والسعي إلى المعرفة، بدعوة علماء وفنانين لحضور مؤتمر يعقد على مدار يومين؛ لإلقاء الضوء على شكسبير من وجهات نظر مختلفة. وسيتناول المؤتمر الموضوعات التالية: ترجمة شكسبير، النقد وشكسبير، شكسبير على المسرح والشاشة، شكسبير: تاريخ وسياسة.
يشارك في المؤتمر عدد كبير من الخبراء والباحثين والمهتمين بأعمال وليم شكسبير ومنهم الدكتور محمد عناني؛ أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة القاهرة وأستاذ الترجمة، المترجم والناقد نيلز برونس، الناقد والكاتب الروائي رفيق دراجي، الدكتور أحمد الشيخ؛ أستاذ اللغة الإنجليزية المشارك، الدكتورة نازك فهمي؛ أستاذ الأدب الأميركي بجامعة الإسكندرية وعميد كلية اللغات والترجمة بجامعة فاروس بالإسكندرية، الدكتور سامح حنا؛ محاضر في الأدب العربي والترجمة بجامعة ليدز، الدكتورة كاثرين هينيسي؛ زميل بحوث في برنامج جلوبل شكسبير بجامعة وارويك وجامعة الملكة ماري بلندن، كينجزلي جيمس؛ فنان ومؤسس شركة شكسبير للهيب هوب، جابريال مالكوم؛ كاتبة محترفة ومحررة وزميل بحوث زائر في اللغة الإنجليزية بجامعة كانتربري كرايست تشيرش، الدكتورة أميرة نويرة؛ أستاذ الأدب الإنجليزي، الدكتورة شورميشثا بانجا؛ أستاذ اللغة الإنجليزية ومدير معهد التعليم المستمر بجامعة دلهي بالهند، سايمون روسل بييل؛ ممثل ومؤرخ موسيقي، ديفيد شالكويك؛ أستاذ اللغة الإنجليزية والمدير الأكاديمي لجلوبال شكسبير، نهاد صليحة؛ أستاذ الدراما والدراسات المسرحية المتفرغ، وبونام تريفيدي؛ أستاذ اللغة الإنجليزية.
وتشهد الاحتفالية عددا كبيرا من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تشارك فيها كافة قطاعات مكتبة الإسكندرية للاحتفاء بحياة وأعمال وليم شكسبير من خلال أشكال الفنون المتنوعة؛ كالعروض المسرحية وعروض الأفلام والمعارض الفنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.