فى اطار الاهتمام بنبذ العنف الأسرى فى مصر نظمت مؤسسة "النواة" للتوعية والتنمية مؤتمرها الاول فى اطار انشطة مشروع "نحو أسرة خالية من العنف"، والذى ركز على تناول موضوع العنف الاسرى من خلال تفعيل دور الاعلام والفن فى بلورة مفهوم صحيح للعنف الاسرى وتسليط الضوء على المشكلة من خلال وسائل الاعلام؛ مثل: الافلام القصيرة التى تتناول العنف الاسرى وتوضح ابعاد المشكلة لأفراد المجتمع المصرى وصانعى ومتخذى القرار. ويهدف المشروع، والذى تنفذه المؤسسة بالتعاون مع منظمة أصوات حيوية، إلي علاج جزء من أبعاد هذه المشكلة من خلال زيادة قدرة العاملين والعاملات فى مجال العنف الاسرى بالجمعيات الاهلية والمدارس من اخصائيين اجتماعيين ونفسيين وتنمية مهاراتهم القانونية والنفسية كما يركز المشروع على الاعلاميين والاعلاميات حيث يتم تدريبهم على تناول قضايا العنف الاسرى فى وسائل الاعلام المختلفة وبلورة استراتيجية اعلامية لمواجهة المشكلة. وشاركت فى المؤتمر الاعلامية بثينة كامل التى شخصت فى كلمتها الافتتاحية مظاهر العنف فى مجتمعنا المصرى بدءا من الشارع والمدرسة وانتهاء بالعنف فى الاسر المصرية ودعت فى كلمتها الى نشر اليات للحوار بين افراد المجتمع بأسره بعيدا عن قيم العنف الذى اضفى قيمة سلبية لم يشهدها مجتمعنا المصرى من قبل، مما أبعدنا عن روح قيم الحب والسماحة والرومانسية التى نفتقدها الآن.. مشير إلي ان ايقاف الذات عن العنف هو بداية سلسلة اجتماعيه لوقف العنف.. مطالبة بالعودة لقيم التسامح والعفو والحب. كما تحدثت فى اللقاء سهير المرشدى التى دعت الى وفقة مع أنفسنا لانهاء العنف فى مجتمعنا واعادة قيم التسامح والسلام النفسى من خلال الفن الذى يرقى بالانسان ويقدم النموذج للأسرة المصرية رجلا وامرأة. كما أكدت المرشدى ان الانسان رجلا كان أو امرأة من حقه على المجتمع العيش فى سلام والا يقهر من احد. ثم طرحت الاديبة سعاد سليمان القضية من ابعادها المختلفة، وتسألت: هل تبدأ مقاومته بالفرد ام يحتاج الى جماعة تعمل على خلق تيار من الوعى بالعنف ثم تحويل الوعى الى ممارسة على الذات والاخر.. مشيرة الى ان سلوكيات الزحام هى التى تخلق ثقافة الزحام المولدة للعنف. واكد المستشار عصام عفيفى ان العنف حقيقة واقعة وغائبة طوال الوقت.. موضحا ان الله قد فطر الانسان على الخير والحق والجمال وان العصبية سلوك غريب يؤدى لنتائج تخالف فطرة الانسان.. ودعا الي اشراك المتخصصين من علماء الاجتماع والاقتصاد لمناقشة هذه الظاهرة. وحول المشروع عرضت الاستاذة منى على الدين مدير المشروع، أنشطته.. وأكدت فى عرضها أن المشروع يأتى فى اطار تراكم عمل الجمعيات الاهلية فى مصر لأنهاء مشكلة العنف الاسرى من خلال اشراك صانعى القرار لأن دور الجمعيات الاهلية ليس بديلا عن مؤسسات الدولة بل شريك ومكمل لها.. واكدت أن العنف لا يوجد ما يبرره ولا يوجد سبب لممارسة القهر والعنف وفقا لكل الاتفاقيات الدولية والدين السماوى والتقاليد الايجابية فى مجتمعاتنا التى يجب بثها فى نفوسنا واعادتها مرة اخرى. وفى كلمتها، ذكرت ماجدة بدوى رئيس مجلس أمناء مؤسسة "النواة" للتوعية والتنمية جهود المؤسسة فى موضوع العنف الاسرى ومحاولة الوصول الى الأسرة الآمنة التى اتخذته شعارا لهذا المشروع. فيما أشار المستشار احمد الحريرى المستشار الاعلامى لوزارة الاعلام ووكيل وزارة الاعلام سابقا الى أهمية تكاتف جهود منظمات المجتمع المدنى التى اصبح دورها الان مهما فى تنمية المجتمع فى مصر بالتعاون مع مؤسسات الدولة خاصة المؤسسة التعليمية. واشارت د. حنان غديرى مسؤل التاهيل بمستشفى الصحة النفسية، الى التأثير السلبى للاعمال الدراميه التى تعرض مشاهد العنف.. مؤكدة ان فطرة الانسان خلقت على الحب والعدوان وان المجتمع يقوم بتدعيم احدهما على حساب الاخر. وتحدث الكاتب السودانى فيصل مصطفي عن اسباب العنف ومنها الفقر والجهل ودعا المثقفين والادباء الي القيام بدورهم في مواجهته عبر تكريس التسامح في ابداعهم.. فيما علق مجدى حلمى على تعريف العنف فى المواثيق الدولية.. محددا انواعه؛ والتي منها: النفسى واللفظى والجسدى.. مؤكدا على تاثير الازمات الاقتصادية في ارتفاع معدلات العنف.. مشيرا الي ان كل المجتمعات في العالم فيها عنف.. موضحا ان النسبة الطبيعية للعنف تتراوح بين 3 و75 في حين وصلت نسببته في مصر الي اكثرمن 40 %. وفى ختام المؤتمر، أكد المشاركون أهمية تفعيل الدور الايجابى لوسائل الاعلام المختلفة ودور الفن فى زيادة وعى المجتمع بمشكلة العنف الاسرى وآليات مواجهته، وتكاتف جهود الدولة بمختلف مؤسساتها مع مؤسسات المجتمع المدنى لحل هذه المشكلة.