اتفق خبراء آثار مصريون حول الحديث عن الاستعانة بخبراء أجانب في ترميم الاثار المصرية القديمة واكتشاف اسرارها، علي ان الخبراء الاجانب الأوروبيين والاستراليين، وآخرهم اليابانيون أكثر قدرة وكفاءة في التعاطي مع اسرار الاثار المنتشرة في مصر، خاصة أنهم لا يحملون الدولة أي نفقات أو التزامات مادية تذكر، وكل ما يسعون إليه هو العائد العلمي فقط، كما أنهم يعملون تحت إشراف المصريين، إضافة إلي تفوقهم المادي والعلمي وإنشائهم علم المصريات، مما يعطي لوجودهم ومشاركتهم في الشئون الأثرية أهمية قصوي لا غني عنها. حول هذه النقطة التي كانت ولا تزال، مصدر خلاف بين الآثاريين المصريين والأوروبيبن، أوضح د. علي جاب الله، رئيس الهيئة العامة للآثار الأسبق، أن الأجانب يعرضون علينا مساعدتهم في عمل الحفائز والترميمات وجميع المشروعات الأثرية لشغفهم بالآثار المصرية.. مؤكدا ضرورة الموافقة علي هذه العروض للكم الهائل من الآثار الموجودة بمصر، سواء كانت تحت الأرض أو فوقها في المعارض أو حتي المخازن، والتي تحتاج إلي رعاية مستمرة للحفاظ عليها، والذي مهما بذلنا من جهد وإمكانات بشرية ومادية ومتخصصين لم نستطع توفير هذه الرعاية المستمرة بدون الاستعانة بخبرات وتكنولوجيا وماديات خارجية فالغرب بحكم تاريخهم وتفوقهم المادي والعلمي وإنشائهم لعلم المصريات يجعلنا نستعين بهم في الشئون الأثرية. والذي خلق أزمة بينهم وبين المتخصصين الأجانب لتدخلهم في جميع الشئون الأثرية سواء المتاحف أو أعمال الترميمات والكشوف الأثرية. وأضاف أنهم لا يحملونهم أي نفقات أو التزامات مادية وكل ما يسعون إليه هو العائد العلمي فقط، كما أنهم يعملون تحت إشراف المصريين، وإن كانوا أقل كفاءة منهم وهو ما لم يستطع تقبله الأثريون المصريون، والذي خلق أزمة بينهم وبين المتخصصين الأجانب لتدخلهم في جميع الشئون الأثرية سواء المتاحف أو أعمال الترميمات والكشوف الأثرية. وأكد جاب الله أن عدد المتخصصين المصريين وكفاءتهم أقل بكثير من العلماء الأجانب، خاصة الأوروبيين والأستراليين وانضم إليهم مؤخرا اليابانيون، كما أن تاريخ الغرب في اكتشاف الآثار المصرية بدءا من فك شامبليون ل "رموز حجر رشيد" إلي الآن، ولكن للأسف استولي الغرب علي العديد من الآثار المصرية أثناء العمل بقانون القسمة في الماضي. وأكد د. محمد الكحلاوي، رئيس جمعية الأثريين العرب، أن هذه القضية موجودة بمصر منذ قديم الزمن وذلك لأن الأجانب يمتلكون تطبيقات التكنولوجيا الحديثة ولديهم مكتبات متكاملة ومعامل أثرية علي أحدث طراز وهذا ما يجعلنا نسعي للاستفادة منهم، كما يعتبر سببا من أسباب تخلفنا عن العالم وشعور الأثريين المصريين بالعجز أمام خبرات الأجانب، مما قد يخلف أزمة حقيقية في مجال الآثار. وأضاف: لابد أن نهتم بتخريج آثاريين يمتلكون القدرة علي عمل الحفائر الأثرية فطلابنا لم يشتركوا في أي عمل حفر أثري قبل التخرج، ولابد أن يكونوا مطلعين علي تجارب الآخرين، ولكن للأسف نفتقر إلي ذلك كله وسوف يكون لهذا مردود سيئ علي علم الآثار المصري. ويرد د. عبد الله كامل موسي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية السابق، أن الاستعانة بمتخصصين أجانب في المشروعات الأثرية الكبري يعتبر تقليلاً لكفاءة الأثريين المصريين وعدم الثقة بخبراتهم وقدرتهم مما يخلق نوع من الغيرة نحو المتخصصين الأجانب في مجال العمل الأثري لامتلاكهم خبرات أكثر وإمكانات مادية ومهارات تؤهلهم لإثراء المشروعات الأثرية بنوع من الذوق الأثري الرفيع. وأضاف أن المتخصصين الأجانب يفرضون أنفسهم علي العمل الأثري المصري لتاريخهم في هذا المجال المعروف منذ قديم الزمن وامتلاكهم إمكانات غير متوافرة بمصر، بالإضافة إلي شغفهم الشديد بهذا العمل ورغبتهم في المساهمة فيه بدون مقابل بل بنفقاتهم الخاصة التي تدفعنا إلي الموافقة علي عملهم بمصر علي الرغم من تسببهم في الكثير من المشاكل التي تنشب بينهم وبين الأثريين المصريين إلي جانب أعمالهم الملتوية في مجال الآثار الذي يقلق المصريين دائما وتدخلهم في كل شئون الآثار وتجاوزهم الحدود المسموح بها خلال عملهم الأثري بمصر كما يركزون علي الآثار المهمة لدينا والمشروعات الكبري ويطلبون العمل بها. وكان د. زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار ، قد أكد أن مصر تستفيد من عمل الأجانب بها، خاصة في مجال الآثار لأنهم أكثر كفاءة وخبرة في علم المصريات والتكنولوجيا الحديثة إلي جانب أنهم لا يحملوننا أي أعباء مادية أو معملية نفتقرها في الأساس. وأضاف: عندما أردنا أن نقيم مشروعا لكشف أسرار الهرم الأكبر عن طريق علماء آثار مصريين فقط لم نفلح في هذا.. أما عندما تمت الاستعانة بفريق عمل يرافق فريق العمل المصري من ثلاث جامعات أجنبية "هونج كونج - وسنغافورة – ومانشستر" لفك غموض وأسرار الأبواب السرية داخل الهرم الأكبر، تم التمكن من ذلك عن طريق إدخال "روبوت"، صغير للبحث عما وراء الباب الثاني للفتحة الجنوبية والباب الثالث للفتحة الشمالية للهرم، التي تخرج من الحجرة الثانية التي يطلق عليها خطأ اسم حجرة الملكة.. وبعد أن وصل الروبوت إلي مسافة 20 متراً داخل هذه الفتحة توقف ولم يستطع الدخول أكثر من ذلك بسبب عدم استقامة الممر وانحرافه ناحية الشمال وتم اكتشاف سر ذلك، وهو محاولة المهندس المعماري العبقري تفادي البهو العظيم داخل جسم الهرم والذي يؤدي إلي حجر الدفن الملكية في الثلث الأخير من الهرم، كما تم اكتشاف باب صغير بمقبضين نحاس داخل ممر ضيق يمتد من الفتحة الموجودة في الجدار الجنوبي المقابل لحجرة الملكة. وأوضح حواس أنه بدون الاستعانة بخبراء أجانب وحصولنا علي جهاز إنسان آلي لنقوم من خلاله بالكشف عن الأسرار الموجودة خلف أبواب الهرم، لما تمكنا من معرفة هذه الأسرار ولظلت غامضة حتي الآن.