في كتابه "عن الثقافة والحرية"، اعتبر المفكر المصري د. جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق في مصر، أنه لا يمكن الفصل بين عملية التنمية الاقتصادية في مصر أو الدول العربية، وبين التنمية الثقافية التي تستهدف المواطنين في هذه الدولة. وخلص عصفور إلى أن مشكلة التنمية في العالم العربي تأتي من غياب الرؤية الثقافية لعملية التنمية في الدول العربية ومن بينها مصر، واعتبر أن من أسباب فشل التنمية في هذه البلدان "أنها لا تبدأ بالثقافة". وشهدت القاهرة ندوة وحفلا خاصا بمناسبة توقيع د. جابر عصفور كتابه "عن الثقافة والحرية" بمقر المجلس الأعلى للثقافة، وأدار الندوة والحفل محمد الشاذلي، مدير مركز الأهرام للنشر، وهي المؤسسة التي أصدرت الكتاب، وبمشاركة كل من الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار، ود. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، والمفكر د. سيد ياسين، ود. أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة. القوة الناعمة وأكد عصفور أن التنمية الثقافية لم تعد شاغلة للحكومات، مشيرا إلى عدم وجود تعليم متميز أو أدوات حقيقية لصنع الثقافة، وحذر في نفس الوقت من أن ما وصفه "بالقوة الناعمة" التي اشتهرت بها مصر من خلال فنها وثقافتها في طريقها للتآكل. وأضاف: أنه حتى بالنسبة للمقولة الشهيرة بأن "مصر ولادة" فلا تزال هذه المقولة غامضة حتى الآن، معتبرا أنه لا توجد في مصر حاليا مؤسسات تعليمية أو ثقافية يمكن أن يخرج منها مبدعون بحجم الأسماء التي لمعت في سماء الأدب والثقافة العربية والمصرية، مثل فتحي غانم أو نجيب محفوظ أو غيرهما. ووصف المفكر المصري د. رفعت السعيد، مؤلف الكتاب بأنه "الفتى المشاغب الذي اقتادنا جميعا إلى قفص الدفاع عن التنوير، وشاركنا في زنزانة للدفاع عن التنوير، وفي زمن يصعب أن يكون الإنسان فيه عود كبريت" على حد قوله. وأشار إلى أن عصفور انصرف في السنوات الأخيرة إلى ما يمكن تسميته بالنقد المسؤول، وأنه استطاع في هذا الصدد أن يتحدث ويشخص سلبيات الثقافة، ولم يكتف بذلك بل يقدم الحلول للمشكلات التي يقوم بطرحها على بساط البحث. لكن السعيد اشترط في نفس الوقت لنجاح أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية، أن تكون هذه التنمية مرتبطة بالعمل الثقافي، وأن تبدأ بالعمل في حقل الثقافة وتنمية الوعي والمعرفة. عريضة الأزهر وخلال الندوة عرض الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام التي قامت بنشر الكتاب قصة نشر الكتاب، معتبرا أن نشر هذا الكتاب في التوقيت الذي تم نشره فيه يمثل دلالة على الدور الكبير الذي يلعبه المؤلف، حيث صدر الكتاب ضمن مناخ فكري تعرض فيه المؤلف للهجوم من مؤسسة الأزهر، التي انتقدت جوانب من فكر عصفور، معتبرا أن الكتاب كان بمثابة عريضة للدفاع عن عصفور ضد حملة المؤسسات الدينية في مصر ضده. وكان عصفور قد تعرض لحملة هجوم شرسة من جانب مؤسسة الأزهر الشريف، ووصف الأزهر في بيان له د. جابر عصفور بأنه يعمل على التبشير بما يسمى "التنوير الغربي"، بما في ذلك فصل الدين عن الدولة، واتهمته مؤسسة الأزهر بأنه لا يسعى فقط لفصل الدين عن الدولة، بل يسعى لفصل الدين عن الحياة. واعتبر الأزهر أن عصفور بذلك يدعو لعلمانية الدولة ونظام الحكم تحت ستار الدعوة ل "الدولة المدنية"، حيث اعتبر الأزهر أن عصفور استخدم تعبير الدولة المدنية كبديل عن الدولة العلمانية. ورفض بيان الأزهر الشريف الذي صدر في وقت سابق الذي وصف به د. جابر عصفور لعدد من مشايخ الأزهر بأنهم من "التنويريين"، واعتبر البيان أن عصفور يقصد بكلمة "التنويريين" اعتناق الفكر الماركسي، واتباع العقل الليبرالي الوضعي، واستبدال العقل والفلسفة والعلم بالدين. وكان عصفور قد وصف عددا من مشايخ الأزهر الشريف مثل رفاعة رافع الطهطاوي والشيخ محمد عبده والشيخ جمال الدين الأفغاني بأنهم من "التنويريين"، مما أثار حفيظة مؤسسة الأزهر ضده. أرضية مشتركة ويعتبر كتاب "عن الثقافة والحرية" بمثابة رد من جانب جابر عصفور على الحملة التي تعرض لها من جانب المؤسسة الدينية الرسمية في مصر، ممثلة في الأزهر وعدد من العاملين في الحقل الإسلامي والدعوي في البلاد، حيث تناول المؤلف في كتابه ما اعتبره بأنها ما يمكن اعتبارها بالأرضية المشتركة بين كل الثقافات الإنسانية، بغض النظر عن الدين الذي يدين به الغالبية في كل ثقافة أو حضارة إنسانية، حيث طالب المؤلف في هذا كتابه بالعمل على ما وصفه بضرورة إحياء وصياغة الخرائط الفكرية والليبرالية التي تتبنى أفكارا مدنية في مواجهة الأفكار التي تروج لها مؤسسات دينية وأفراد بزعم التدين والتمسك بالإسلام، وهم في ذلك يعبرون عما اعتبره جابر عصفور أفكارا جامدة وخارج سياق التاريخ ولا تناسب العصر. في كتابه "عن الثقافة والحرية"، اعتبر المفكر المصري د. جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق في مصر، أنه لا يمكن الفصل بين عملية التنمية الاقتصادية في مصر أو الدول العربية، وبين التنمية الثقافية التي تستهدف المواطنين في هذه الدولة. وخلص عصفور إلى أن مشكلة التنمية في العالم العربي تأتي من غياب الرؤية الثقافية لعملية التنمية في الدول العربية ومن بينها مصر، واعتبر أن من أسباب فشل التنمية في هذه البلدان "أنها لا تبدأ بالثقافة". وشهدت القاهرة ندوة وحفلا خاصا بمناسبة توقيع د. جابر عصفور كتابه "عن الثقافة والحرية" بمقر المجلس الأعلى للثقافة، وأدار الندوة والحفل محمد الشاذلي، مدير مركز الأهرام للنشر، وهي المؤسسة التي أصدرت الكتاب، وبمشاركة كل من الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار، ود. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، والمفكر د. سيد ياسين، ود. أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة. القوة الناعمة وأكد عصفور أن التنمية الثقافية لم تعد شاغلة للحكومات، مشيرا إلى عدم وجود تعليم متميز أو أدوات حقيقية لصنع الثقافة، وحذر في نفس الوقت من أن ما وصفه "بالقوة الناعمة" التي اشتهرت بها مصر من خلال فنها وثقافتها في طريقها للتآكل. وأضاف: أنه حتى بالنسبة للمقولة الشهيرة بأن "مصر ولادة" فلا تزال هذه المقولة غامضة حتى الآن، معتبرا أنه لا توجد في مصر حاليا مؤسسات تعليمية أو ثقافية يمكن أن يخرج منها مبدعون بحجم الأسماء التي لمعت في سماء الأدب والثقافة العربية والمصرية، مثل فتحي غانم أو نجيب محفوظ أو غيرهما. ووصف المفكر المصري د. رفعت السعيد، مؤلف الكتاب بأنه "الفتى المشاغب الذي اقتادنا جميعا إلى قفص الدفاع عن التنوير، وشاركنا في زنزانة للدفاع عن التنوير، وفي زمن يصعب أن يكون الإنسان فيه عود كبريت" على حد قوله. وأشار إلى أن عصفور انصرف في السنوات الأخيرة إلى ما يمكن تسميته بالنقد المسؤول، وأنه استطاع في هذا الصدد أن يتحدث ويشخص سلبيات الثقافة، ولم يكتف بذلك بل يقدم الحلول للمشكلات التي يقوم بطرحها على بساط البحث. لكن السعيد اشترط في نفس الوقت لنجاح أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية، أن تكون هذه التنمية مرتبطة بالعمل الثقافي، وأن تبدأ بالعمل في حقل الثقافة وتنمية الوعي والمعرفة. عريضة الأزهر وخلال الندوة عرض الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام التي قامت بنشر الكتاب قصة نشر الكتاب، معتبرا أن نشر هذا الكتاب في التوقيت الذي تم نشره فيه يمثل دلالة على الدور الكبير الذي يلعبه المؤلف، حيث صدر الكتاب ضمن مناخ فكري تعرض فيه المؤلف للهجوم من مؤسسة الأزهر، التي انتقدت جوانب من فكر عصفور، معتبرا أن الكتاب كان بمثابة عريضة للدفاع عن عصفور ضد حملة المؤسسات الدينية في مصر ضده. وكان عصفور قد تعرض لحملة هجوم شرسة من جانب مؤسسة الأزهر الشريف، ووصف الأزهر في بيان له د. جابر عصفور بأنه يعمل على التبشير بما يسمى "التنوير الغربي"، بما في ذلك فصل الدين عن الدولة، واتهمته مؤسسة الأزهر بأنه لا يسعى فقط لفصل الدين عن الدولة، بل يسعى لفصل الدين عن الحياة. واعتبر الأزهر أن عصفور بذلك يدعو لعلمانية الدولة ونظام الحكم تحت ستار الدعوة ل "الدولة المدنية"، حيث اعتبر الأزهر أن عصفور استخدم تعبير الدولة المدنية كبديل عن الدولة العلمانية. ورفض بيان الأزهر الشريف الذي صدر في وقت سابق الذي وصف به د. جابر عصفور لعدد من مشايخ الأزهر بأنهم من "التنويريين"، واعتبر البيان أن عصفور يقصد بكلمة "التنويريين" اعتناق الفكر الماركسي، واتباع العقل الليبرالي الوضعي، واستبدال العقل والفلسفة والعلم بالدين. وكان عصفور قد وصف عددا من مشايخ الأزهر الشريف مثل رفاعة رافع الطهطاوي والشيخ محمد عبده والشيخ جمال الدين الأفغاني بأنهم من "التنويريين"، مما أثار حفيظة مؤسسة الأزهر ضده. أرضية مشتركة ويعتبر كتاب "عن الثقافة والحرية" بمثابة رد من جانب جابر عصفور على الحملة التي تعرض لها من جانب المؤسسة الدينية الرسمية في مصر، ممثلة في الأزهر وعدد من العاملين في الحقل الإسلامي والدعوي في البلاد، حيث تناول المؤلف في كتابه ما اعتبره بأنها ما يمكن اعتبارها بالأرضية المشتركة بين كل الثقافات الإنسانية، بغض النظر عن الدين الذي يدين به الغالبية في كل ثقافة أو حضارة إنسانية، حيث طالب المؤلف في هذا كتابه بالعمل على ما وصفه بضرورة إحياء وصياغة الخرائط الفكرية والليبرالية التي تتبنى أفكارا مدنية في مواجهة الأفكار التي تروج لها مؤسسات دينية وأفراد بزعم التدين والتمسك بالإسلام، وهم في ذلك يعبرون عما اعتبره جابر عصفور أفكارا جامدة وخارج سياق التاريخ ولا تناسب العصر.