أعرب المهندس علي عبد الفتاح عضو القسم السياسي بجماعة "الإخوان المسلمين" - والمفرج عنه مؤخراً إثر اعتقاله لعدة أيام - عن توقعه بأن تشن أجهزة الأمن حملات اعتقالات ضد قيادات الجماعة خلال الفترة القادمة، خاصة ضد بعض الأسماء التي يمكن أن تخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة. غير أنه هون من تداعيات الاعتقالات المحتملة علي الجماعة، مؤكدًا أن "مسلسل الاعتقالات الرديء" الذي يشنه النظام ضد قيادات "الإخوان" لن يرهبهم أو يخيفهم عن الاستمرار في المطالبة بالإصلاح بالطرق السلمية، وشدد علي أنهم لن يسكتوا أو يساوموا مقابل الحصول علي السلامة البدنية. وكانت مباحث أمن الدولة قد أخلت سبيل عبد الفتاح وخمسة آخرين من جماعة "الإخوان" بالإسكندرية، بعد القبض عليهم علي خلفية إدارة حملة جمع التوقيعات علي بيان المطالب السبعة الخاص بالجمعية الوطنية للتغيير. واعتبر عبد الفتاح - الذي اعتقل للمرة ال 17 منذ عام 1981 - في أول تصريح له عقب الإفراج، أن اعتقاله كان رسالة موجهة له بسبب تزايد نشاطه السياسي سواء علي مستوي المكتب الإداري في الإسكندرية أو نشاطه المكثف علي المستوي العام بالقاهرة ولقاءاته بممثلي القوي السياسية. وأعرب عن اعتقاده بأن النظام الحاكم "منزعج جدا" من الحضور السياسي لجماعة "الإخوان" بالشارع، وعلي الساحة السياسية، خاصة بعد أن اقتربت حملة التوقيعات علي مطالب التغيير من مليون توقيع، كما استهدفت الحملة، وهو الأمر الذي يعطي المطالب قوة دفع شعبية، ويؤكد أنها ليست مطالب تقتصر علي المستوي النخبوي، وإنما باتت تمثل مطلبا جماهيريا وشعبيا. وعزا الاعتقالات الأخيرة في صفوف "الإخوان" إلي المظاهرات الجماهيرية الحاشدة التي شاركت فيها الجماعة تنديدًا بالتعذيب والمطالبة بمحاسبة المتورطين في جريمة مقتل الشاب السكندري خالد سعيد، وعلي رأسهم مدير أمن الإسكندرية، معتبرًا ذلك أحد أهم الأسباب لاعتقاله. وأرجع اعتقاله أيضًا إلي محاولة التعرف علي ملامح الخطة الانتخابية للإخوان، في إطار المنافسة علي مقاعد مجلس الشعب، وأسماء المرشحين إلي الانتخابات المقبلة، رغم أن الجماعة لم تتخذ بعد قرارا بالمشاركة فيها ولم تحدد القوائم النهائية لمرشحيها في الدوائر المختلفة. يشار إلي أن حملة الاعتقالات الأخيرة هي الثانية التي تشنها الأجهزة الأمنية في صفوف جماعة "الإخوان" خلال أسبوعين علي خلفية جمع توقيعات بيان التغيير، حيث قامت أجهزة الأمن بإلقاء القبض علي 15 من أعضاء الجماعة بالإسكندرية قبل أسبوعين علي نفس الخلفية.