شهدت الشاشة الرمضانية منافسة شرسة تحت شعار الفهلوة للكسب السريع وجذب المعلنين والمشاهدين لهذه القنوات فأصبحت الفتاوي تجارة من غير المتخصصين بعيداً عن الأسس الرئيسية الصحيحة، فتسعي تلك الفضائيات لجذب الدعاة الاكثر شهرة وشعبية بل والفنانات المحجبات ووضعهم في إطار الفتوي دون مراعاة لمصداقية أو مضمون ما يقدمونه مما يهدد بانحلال المجتمع وتخلله من تلك الفتاوي الجاهزة علي أهواء من هم ليس لهم دراية بعلوم الفقه. بداية يؤكد د. حمدي طه أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر الشريف ان البرامج الدينية في الفضائيات خلال شهر رمضان يغلب عليها ظاهرة خطف المشاهير والدعاة ممن يتمتعون بشعبية كبيرة من أجل جذب المشاهد والتطرق لبعض القضايا التي فجرتها قنوات أخري منافسة وسرقة أفكارها دون إشارة واضحة لذلك بالرغم من علم المشاهد بذلك مما يجعل القناة تفقد الثقة والمصداقية مشيراً لأهمية تقديم خدمة دينية في المقام الأول دون أن يكون المكسب المادي هو الهدف الاساسي وراء تلك البرامج. ويضيف د.حمدي: ان معظم الفضائيات اعلنت عن نفسها من خلال أسماء وصور النجوم الدين يعملون بها وليس من خلال المحتوي أو المضمون الذي يقدم للمشاهد.. مشيراً إلي عدم وجود رؤية واضحة للعديد من القنوات فتكون أحيانا برامج لملء ساعات البث بأي طريقة فقط والدليل علي ذلك وجود برامج تعارض بعضها وتناقض ذاتها علي القناة الواحدة إلي جانب أن هناك من البرامج ما يفتقد للموضوعية حيث تتجه إلي تسييس الدين مما يؤثر علي مصداقيتها حيث تأتي مبدأ الربحية في حساب المادة المقدمة. وفي السياق نفسه يؤكد د. محيي الدين عبد الحليم أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر الشريف أن أغلب فتاوي الفضائيات الدينية وغيرها في رمضان تعتبر سلق بيض ونوعاً من الفهلوة واستثماراً لربح مادي مرفوض شكلاً وموضوعاً حيث يقول رسول الله "صلي الله عليه وسلم" اجرؤكم علي الفتوي اجرؤكم علي النار. وأخيراً يقول د. شعبان شمس استاذ الاعلام بجامعة 6 أكتوبر: تحولت الكثير للأسف من البرامج الدينية إلي برامج تجارية حيث يقوم مقدم البرنامج باثارة الضيف واستدراجه لاصدار فتوي معينة ليجذب بها المعلنين والرعاة لبرنامجه وكذلك المشاهدين علي عكس المفترض ان يكون اختيار مقدم البرامج الدينية مبنياً علي أسس سليمة وعلمية ولابد ان يكون ذا خلفية شرعية مؤصلة علمياً بالإضافة لثقافته العامة واضلاعه بالقضايا الفقهية المعاصرة.