صدر للقاص والصحفي جعفر العقيلي، كتاب بعنوان "في الطريق إليهم"، يتضمن حوارات مع 12 أديباً وباحثاً ومفكراً، في 237 صفحة من القطع الكبير. يضم الكتاب الصادر عن دار "ورد"، بدعم من وزارة الثقافة، حوارات مع كل من: الراحل د. أنور الزعبي، والراحل خليل السواحري، وسعود قبيلات، ود. سلمي الخضراء الجيوسي، ود•شكري عزيز الماضي، ود. عبد الرحيم مراشدة، وعدي مدانات، ود. عز الدين المناصرة، وفايز محمود، وليلي الأطرش، ومحمود الريماوي، ومحمود فضيل التل، ود.ناصر الدين الأسد، وهاشم غرايبة، ود.هند أبو الشعر، ويوسف ضمرة. وجاء في تقديم الناقد والشاعر حكمت نوايسة للكتاب، أنه يأتي "ضمن النشاط الصحفي الثقافي للعقيلي، تأشيراً علي النشاط الدءوب الذي يقوم به في الحراك الثقافي الصحفي منذ ما ينيف علي عشر سنوات، جامعاً فيه مختارات من الحوارات التي أجراها مع كتّاب ومفكرين ومثقفين لهم مكانتهم في الحراك الفكري والثقافي في الساحة الأردنية والعربية، ولهم أفكارهم التي ربما لا نجدها في كتبهم، لسبب أو آخر، ومن هنا تأتي الأهمية الاستثنائية لمثل هذه الحوارات". وأشار النوايسة إلي أن العنصر الثاني الذي يجعل هذا الكتاب جديراً بالقراءة، خاصّ بالمُحاوِر، جعفر العقيلي، "فمتصفّح الكتاب يدرك منذ صفحاته الأولي أنه أمام عمل جادّ؛ ذلك أن المحاوِر كان يذهب إلي عمله مستعدّاً، محدّداً ما يريد من المحاوَر، لا يترك أسئلته تأتي من (فيض الخاطر) كما هو الغالب في الحوارات الصحفية، وإنما كان يبنيها من خلال الاطلاع علي اهتمامات وإنتاج من سيحاوره، ومن هنا يتأتي له أن ينشئ حواراً سلساً، في موضوع شائك، يطلع القارئ به علي آراء لا يجدها في الكتب، إذ ليس كل أفكار الكاتب والمفكر موجودة في كتبه". ويؤكد النوايسة أن العقيلي يغلب أن يفاجئ ضيفَه برأيٍ قاله، أو مقولة كتبها ذات بداية، أو معركة، وقد يكون نسيها، وهو بذلك يؤسس لنوع من الحوار الصريح، المفيد، متكئاً فيه علي جديّته في العمل، واحترامه لمحاوره، فضلاً عن إيمانه بأهميّة الحوار، وفائدته المرجوة. ويضيف النوايسة: "هذا الكتاب إضافة مهمّة في قراءة الأدب من هناك، من عالم المرجع، والخارج، يُبقي المؤلف حيّاً، يأكل الخبز، ويجالس نصّه كثيرًا، ويذكّرنا بالمحاورات المهمة في التجربة الإنسانية، التي اتكأ عليها الباحثون فيما بعد، وأبدوا كثيراً من الأنظار المهمّة التي أضاءت الحراك الفكري والثقافي الإنساني"، وتابع: "ولنا أن نقرأ هذا الكتاب قراءتنا روايةَ الأصوات، لكنّها رواية المرجع هذه المرة، أكثر من كونها رواية العمل الفني، وربّما من هنا تأتي المتعة الحقيقية لمطالعة الكتاب". أما الناقد والشاعر د. خالد جبر، فكتب في كلمته حول الكتاب، إن العقيلي، "وهو أديبٌ وإعلاميٌّ ومثقّفٌ، ومطَّلعٌ علي السّاحةِ الأردنيّة بجوانبها المتنوّعة، يقدم حِواراتٍ تجسِّدُ عملاً جادّاً علي مدارِ سنَوات، عقدَها مع شخصيّات لها حُضورُها المحلّيّ والعربيّ. وهي حِواراتٌ متنوّعة ينتظِمُها أمران أساسيّان: قضايا الفكر والثقافة والأدب والنّقد والتّاريخ والفلسفة والإبداع محلّيّاً وعربيّاً، وهمومُ الإنسان العربيّ المعاصر في تجلّيّاتها وإشكالاتِها". ويضيف جبر أن هذه الحوارات: "تتّسعُ لتشملَ إشكالاتِ المعرفة والمنهج، والتراث والحداثة، والعرب والغَرب، والأصالة والمعاصرة، والدّين والسّياسة، والأدب شِعره ونثره ونقدِه، والفكر والفلسفة، والإبداع الذّاتي الفرديّ والإنجازات المؤسّسيّة. وتتّخذ أشكالاً عديدةً من السّؤال المباشر والإجابة المبتسرة، إلي السّؤال المفتوحِ المُعدِّ والإجابة الضّافية. وتتباينُ طبيعتُها من الحِوار الهادئ الرّصين المُثقِّف، إلي الحِوار السّاخن الجريء المُثير المستفزّ". وكما يري جبر، فقد "أضفي العقيلي علي كلِّ حِوارٍ طابعاً خاصّاً مستمَدّاً من الشَّخصيَّة المُحاوَرَة، واهتماماتِها واختصاصها، وجلَّي بصورة ممتازة اهتمامَه بالإعدادِ لحِواره؛ فهو يراجعُ الشّخصيّة المُحاوَرةَ ونتاجَها، ويحتشدُ بكثير من آراء النقّاد والمثقّفين فيها وفي نتاجها، ويركّز كثيراً علي ما وُجِّه إليها من نقد"، وتابع: "إنّ العقيلي يؤدِّي وظيفتَه علي خيرِ وجه، ولا يترُكُ مُحاورَتَه لما تثيرُه إجاباتُ المُحاوَرِ من تداعيات؛ حتّي ليمكن القول: إنّ العقيلي المشاغب الطّريف بأسئلته الفذّة طالباً جامعيّاً، لا يزالُ يسكُن العقيلي الإعلاميّ المثقّف بأسئلته ذاتِ المغزي العميق، واستكشافاتِه غير البريئة". يُذكر أنه صدر للعقيلي ثلاثة كتب: "للنار طقوس وللرماد طقوس أخري"، شعر 1995، "ضيوف ثقال الظل"، قصص، 2002، و"لعبة السرد الخادعة"، حوارات مع الروائي إلياس فركوح، إعداد وتقديم 2007. كما أنه مؤلف مشارك في عدد من الكتب، وعضو منتَخب في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين: 2003 2005، 2005 2007، 2009 2011، وهو أمين الإعلام والثقافة والنشر والناطق الرسمي باسم الرابطة، وعضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب، وعضو لجنته التنفيذية في الأردن (أمين السرّ، 2007؛ ونائب رئيس فرع الأردن، 2008-2009). عمل في الصحافة، خاصة الثقافية، منذ مطلع العام 1997.