أصبح التليفزيون الحصن الأمين للعديد من نجوم السينما، بعد الأزمة التي تتعرض لها دور العرض حالياً حيث أصبحت الأفلام لا تستمر علي الشاشة الفضية إلا أكثر من أسبوعين مما جعل نجوماً كثيرين يتوجهون إلي الشاشة الصغيرة، خاصة بعد انتشار القنوات الفضائية المختصة في تقديم الدراما التليفزيونية مما جعل تعايش الجمهور معها بصورة أكبر، وبهذا الشكل المتزايد أخذ التصاعد عاماً بعد الآخر خاصة خلال هذا الموسم الرمضاني والذي أضحت خلاله المنافسة الدرامية في أوجها، في الوقت الذي شهد فيه تحولاً كبيراً للنجوم إلي التليفزيون. وعن أسباب هذه الظاهرة يتحدث مجدي أحمد علي مخرج مسلسل "مملكة الجبل" قائلاً إن التقلص الذي أصاب إيرادات صناعة السينما حالياً هو الدافع الأول وراء لجوء العديد من النجوم إلي التليفزيون خاصة بعد اتجاه صناع السينما أنفسهم إليه بعد انتشار القنوات الفضائية المتخصصة في الدراما، الذي يمثل رواجاً لهذه الصناعة وتعويضا للخسائر التي حققتها السينما مؤخراً وتقليص عدد الأفلام. ويقول سامح حسين إن التليفزيون حالياً أصبح هو سيد الموقف خاصة بعد التدهور الذي أصاب السينما خاصة خلال موسمها الصيفي عاماً بعد عام الأمر الذي جعل لدي شباب الفنانين- والذين تتجه إليهم السينما حالياً- تواصلاً مع جمهورهم من خلال أعمال مميزة تحافظ علي مكانتهم والنجاح الذي استطاعوا تحقيقه من خلال الشاشة الفضية. وتضيف غادة عادل إن الظاهرة لا تقتصر علي الفنانين وحدهم بل أيضا شملت الكتاب والمخرجين السينمائيين خاصة خلال موسم رمضان المنقضي فأصبحوا يتجهون بدورهم إلي الكتابة التليفزيونية وإن كنت أفضل مبدأ التخصص ولم أتوقع هذا الاتجاه الذي فرض نفسه نتيجة تغير ظروف السينما حالياً. وعلي صعيد آخر يقول المنتج صفوت غطاس إن التليفزيون حالياً أصبح أكبر عامل جذب للمنتجين والقائمين علي السينما حيث تدار المسلسلات من خلال الإعلانات التي تصاحب عرضها علي الفضائيات إيرادات رفعت من أجور النجوم، إلا أنني أخشي من كثرة الإنتاج والزحام الدرامي الحالي في إسقاط مضمون الدراما نظراً لعدم نجاح المشاهد في متابعة هذا الزخم وبالتالي يتوقف هذا علي حسن إدارة هذه الأمور من قبل القنوات الفضائية وعلي رأسهم قطاع القنوات المتخصصة الذي نجح في عمل التنويهات بطريقة تسعي لجذب الجمهور وتحقيق إعلانات قوية ورفع رأس الدراما. وتقول رواية بياض رئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون إنه من الطبيعي أن يتزايد اتجاه نجوم السينما إلي الشاشة الصغيرة التي أصبحت بدورها بريقاً جذاباً للجمهور من خلال التواجد الأسري في البيت حيث تكتسب الدراما التليفزيونية الطابع الاجتماعي الذي تفتقده السينما خاصة خلال رمضان.