تعتبر امراض الكبد هي الاكثر انتشارا بين امراض المصريين وخاصة فيروس الالتهاب الكبدي بي و سي حيث يقدر اجمالي حجم الاصابة بالفيروس بي في مصر 4.5% تزداد اي 5.2% في المناطق الريفية. وتقل نسبة الاصابة في المدن لتصل الي 3.7% وتبعا لذلك فإن هناك حوالي 2.7 مليون مواطن مصري حامل للفيروس بي اما اجمالي حجم الاصابة بالفيروس سي في مصر فتقدر بحوالي 12% وتصل هذه النسبة لاكثر من الضعف في المناطق الريفية حول الدلتا 28.4% والي 19.4% في صعيد مصر بينما بالقاهرة 8.2% ، 5.9% في الاسكندرية وتبعا لذلك فإن هناك حوالي 7.2 مليون مواطن مصري مصابون بالفيروس سي. وطبقا للاحصائية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية نجد ان مصر تحتل المرتبة الاولي عالميا في نسبة الاصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي والذي يعرف بالوباء الصامت حيث يبقي مجهولا بشكل نسبي فلا يسبب اعراضا في المراحل الاولي من الاصابة والتي تمر عادة دون ان يعرف المريض بحدوثه وعادة ما يتم تشخيصه في مراحله المزمنة عندما يتسبب بمرض كبدي شديد كما ان ارتفاع نسبة الاصابة بهذا المرض في مصر يمثل عبئا اقتصاديا كبيرا حيث تتحمل الدولة 400 مليون جنيه سنويا لتوفير عقار الانترفيون العلاج الرئيسي لالتهابي الكبد بي، سي، يضاف اليها مخصصات جديدة لتوفير الريبافيرين وهو عقار مساعد للانترفيرون حيث خفضت الدولة ثمن عقار الانترفيرون من 1400 جنيه الي 480 جنيها للعلبة الواحدة كما تقوم بتوفير حبوب الريبافيرين مجانا وبالرغم من ذلك يظل العلاج مرتفع الثمن بالنسبة لمتوسطي الدخل وان ظهرت عدد من الجمعيات التي تقدم المعونة لمرضي الكبد غير القادرين مثل جمعية رعاية مرضي الكبد والتي تقدم العلاج المجاني لمرضي الكبد غير القادرين وتساهم في اجراء الفحوصات والتحاليل مما له بالغ الاثر في التخفيف عن المرضي ولتوضيح الصورة اكثر والتعرف علي حجم معاناة مرضي التهاب الكبد الفيروسي اكد حامد عبد السميع مريض بالالتهاب الكبدي سي ان بداية اكتشاف اصابته بالمرض كانت حين شعر فجأة بألم شديد في جانب بطنه وعند ذهابه للطبيب واجراء التحاليل اللازمة اكتشف اصابته بالبلهارسيا والالتهاب الكبدي سي ومنذ وقتها وهو يتابع مع الاطباء وتعرض للدخول في غيبوبة اكثر من مرة كما ان المرض اضطره لترك العمل حيث كان يعمل بمصنع تابع للقطاع الخاص وحول مدي تعايشه مع واقعه الحالي ابدي رضاه وتسليمه لقضاء الله. حسين سعد يقول: ان اكتشاف الاصابة بالمرض جاء مصادفة حيث كان يعاني ربوا وحساسية بالصدر وحين ذهب للطبيب قال له انه مريض بالصفراء وان عليه القيام بعمل بعض التحاليل فجاءت النتيجة انه مصاب بالالتهاب الكبدي سي وعند متابعة حالته لدي الاطباء وجد حالته استقرت مع العلاج نسبيا لفترة ثم لم تلبث ان ساءت مرة اخري حيث وصل المرض معه الي تليف بالكبد والعلاج يمثل عبئا عليه ولا يعرف السبيل لصرف العلاج المجاني، اما عامر زيدان فجاءت معرفته باصابته بالفيروس الكبدي بي عندما داهمته مجموعة من الاعراض المرضية بدءا من الحمي والغثيان وانتهاء بفقدان الوزن فأظهرت التحاليل اصابته بالالتهاب الكبدي بي وتم حجزه بالمستشفي نظرا لسوء حالته الصحية ويبدي والده حزنه علي ولده والذي كان طالبا بالسنة النهائية بمدرسة الزراعة بأسوان حيث جاء خصيصا الي القاهرة لمتابعة حالته المرضية، وكانت بداية رحلة العلاج، بالنسبة لكامل حامد الليثي حينما لاحظ بقعا زرقاء ظهرت بجسده فتم اكتشاف اصابته بالفيروس سي عن طريق التحاليل ومنذ 8 سنوات وهو يتابع مع الاطباء الا ان المرض تطور وكان من آثاره حدوث استسقاء بالبطن واصبحت تصيبه نوبات مرضية من وقت لآخر ودخل في غيبوبة مرتين منذ تطور المرض وتشكو زوجته من ارتفاع تكاليف العلاج بالنسبة لهم حيث تؤكد ان اقل نفقة علي الدواء في الشهر تتراوح ما بين 400 و 500 جنيه واحيانا تصل الي 800 جنيه وتري ان العلاج علي نفقة الدولة ليس من السهل الحصول عليه. وحول نسبة انتشار المرض المرتفعة بمصر وسبل الحد من هذا الانتشار يقول د. احمد سعيد استشاري امراض الجهاز الهضمي والكبد بمركز القاهرة للكبد ان هناك دراسات تشير الي وجود فترة كثر فيها استخدام الحقن الزجاجية لاكثر من مريض خاصة لعلاج مرض البلهارسيا ولكن يعد هذا احد الاسباب ويبقي نقل الدم الملوث السبب الاهم وراء انتشار المرض وكان هذا في الماضي حيث اصبح يتم فحص الدم للتأكد من خلوه من الفيروسات كما ان الحقن الزجاجية لم تعد تستخدم الآن واصبح يوجد مصل مضاد (تطعيم) حاليا لفيروس الكبد بي بما يحد من انتشاره ينبغي الارشاد الي اهمية مثل هذا المصل لاكتساب مناعة ضد المرض خاصة المعرضين للتدخل الجراحي والنساء الحوامل وبالنسبة للفيروس الكبدي سي فلم يتم اكتشاف مصل مضاد له الي الآن ولكن له علاج متوفر حاليا كما تقوم الدولة بتوفيره ولكن للمرضي الذين تنطبق عليهم الشروط اللازمة لصرف العلاج لضمان الاستفادة من العلاج وانه لن يأتي بالضرر.