استغل بعض الانتهازيين الأوضاع الأمنية السيئة وحالات الانفلات الأمنى التى عاشتها البلاد بهجمة تعديات شرسة على الأراضى الزراعية بالمحافظات سواء بالبناء أو التجريف وانشاء الآلاف من المبانى المخالفة ؛ إلا أن الفلاحين يراهنون على أن السلطة التنفيذية وجهاز الشرطة باتوا من الضعف عاجزين عن مقاومة أو ازالة التعديات التى حدثت على الأرض الزراعية آملين أن الحكومة الجديدة لن تقوى على إغضابهم بإزالة التعديات بعد أن ضاقت بهم مساكنهم وباتوا فى حاجة إلى توسعات دون النظر إلى الخطر المقبل جراء تآكل الرقعة الزراعية. وكشف تقرير حكومى أصدرته وزارتا الزراعة والتنمية المحلية عن وصول عدد حالات التعدى بالبناء على الأراضى الزراعية بعد ثورة 25 يناير 13 ألفا و821 حالة بمختلف المحافظات. وأشار التقرير إلى أنه سيتم التنسيق مع وزارتى الكهرباء والاسكان لحظر توصيل المرافق إلى المناطق المخالفة بالإضافة إلى البدء فى إجراء تعديلات على اللائحة التنفيذية لقانون البناء الموحد للسماح بزيادة الارتفاعات فى البناء فى القرى رأسيا. تعتبر محافظة البحيرة الأولى من حيث مساحة الأراضي الزراعية؛حيث تقدر مساحة الاراضى بها بنحو795.2 ألف فدان تمثل نحو 11.4% من إجمالي المساحة الزراعية فى مصر، وتشتهر بالإنتاج الزراعي المتعدد خصوصاً القطن والأرز والقمح والذرة والبطاطس، وهى أولى المحافظات إنتاجاً للفاكهة والخضر وتصدير الموالح والبطاطس والطماطم والخرشوف والبطيخ والفاصوليا والفلفل.. ويوم بعد يوم تنخفض المساحات الزراعية بسبب الكتل الاسمنتية وأمام أعين الجميع. إن التعديات على الأراضي الزراعية بالمحافظة التهمت 3588 فدانًا، بما يعادل 129 ألف حالة، حسبما تم رصده من خلال أجهزة مديرية الزراعة، كما أن التعديات تتمثل في إقامة منشآت خرسانية وملاعب وصالات أفراح . أنه في آخر حصر لإجمالي التعديات تبين أن مركزي أشمون ومنوف هما الأكثر تجاوزًا من حيث عدد التعديات، حيث بلغت التعديات على الأراضي الزراعية بمركز أشمون 881 حالة، وفي مركز منوف 690 حالة تعدٍّ، بينما تفاوتت نسب التعديات في باقي المراكز. وفي مركز تلا 313 حالة وفي مركز بركة السبع 278 حالة، بينما بلغ عدد التجاوزات والتعديات على الأراضي الزراعية بمركز قويسنا 248 حالة وفي مركز الشهداء 179 حالة، وفي مركز السادات بلغ عدد حالات التعدي 114 حالة. إن ظاهرة التعدي على الأراضي الزراعية قد انحسرت بنطاق مدن وقرى المحافظة حيث توقفت البلاغات عن حالات التعدي على الأراضي الزراعية،وذلك بعد دعم الوحدات المحلية بنطاق المحافظة بالمعدات واللوادر اللازمة لإزالة التعديات في مهدها..وتعمل اللجان المكبرة للإزالة تحت إشرافنا ومتابعتنا الشخصية حيث تم تنفيذ عدة حملات مكبرة أسفرت عن إزالة 350 حالة تعد على 16 فدانًا منذ منتصف أكتوبر وحتى أواخر نوفمبرالماضي؛وبالرغم من أن المسئولين بالدولة ووزراءها وكبار رجالها ورجال الأعمال كانوا هم أول من استولى على الاراضى الصحراوية بهدف استصلاحها، وبعد ذلك حولوها لمنتجعات ومبانى لصالحهم يجنى من ورائها المليارات كانت نفس تلك الجهات المسؤولة بالدولة تحرم وتجرم على الفلاحين البناء على الأراضى الزراعية بهدف حماية الأراضى الزراعية من مخاطر التعديات عليها فإن حالة عدم الالتزام والانفلات التى تعيشها البلاد كانت وراء تجاوز الكثير من الفلاحين والمواطنين فى القرى والمحافظات بالتعدى على الاراضى الزراعية، خاصة خلال الأوضاع الحالية وقاموا بإنشاء المئات من المبانى المخالفة، ولكن أجهزة الدولة رصدت هذه المخالفات بتحرير المحاضر ضدها للحفاظ على الرقعة الزراعية. هذا وقد كشف د. أيمن أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الاراضى عن حجم التعديات على الأراضى الزراعية خلال ثورة 25 يناير، والذى قدره الخبراء بأكثر من 60 ألف حالة وقعت على أكثر من 3500 فدان بأجود الأراضي. وقال أبوحديد ان وزارة الزراعة قد قررت فرض غرامة قيمتها 1% يوميا من قيمة التعديات على الأراضى الزراعية وفقا لقيمة الأعمال المقامة عليها مشيرا إلى أن هذه المخالفات لاتزول وتورث فى حال وفاة المتعدى على الأراضى الزراعية وفقا للقانون. وفى محافظة القليوبية أكد المهندس محمد علاء الدين وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أنه تم تحرير 150 محضرا ضد المعتدين على الأراضى والبناء عليها بدوائر وأقسام بنها وطوخ وقليوب وشبين القناطر والقناطر الخيرية، وأكد أن أجهزة المحافظة ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين وإزالة المبانى المخالفة تطبيقا للقانون. وفى محافظة المنوفية. الاحصائيات أشارت إلى ارتكاب قرابة 350 حالة تعد على المساحات الزراعية خلال شهر يناير، وتمت إزالة 150 حالة بصورة فورية، وفى مركز قويسنا تم ارتكاب قراية 350 حالة تعد أخري، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين. وفى قنا. استغل عدد من المواطنين الأحداث الراهنة فى التعدى على أراضى الدولة بالبناء عليها أو تجريفها لعمل قمائن الطوب، وأكد مصدر تنفيذى انتشار هذه الظاهرة فى عدد كبير من القرى بالمحافظة. وفى الدقهلية. شهدت بعض مراكز وقرى المحافظة العديد من حالات التعدى على أملاك الدولة والبناء على الأراضى الزراعية والحالة الصارخة كانت فى مدينة نبروه، حيث قام بعض الأشخاص بالبناء على 5 أفدنة ملك الأوقاف ونحو 5 آلاف متر كانت مخصصة لاسكان مبارك وقطعة أرض كانت لإنشاء مكتب بريد. وفى بنى سويف. قال الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بنى سويف بأن مساحات كثيرة من الأراضى الزراعية بمراكز المحافظة تعرضت للتعدى من جانب المزارعين والملاك خلال الفترة القليلة الماضية أى منذ 25 يناير الماضى تفوق حالات التعدى خلال 4 سنوات مضت. وفى الإسماعيلية. قامت القوات المسلحة بإزالة العديد من الاكشاك والفروشات التى اقامها الانتهازيون مستغلين حالة الفوضى والاحداث التى تمر بها البلاد اعتقادا منهم أنه سيتم تقنين أوضاعهم عندما تهدأ الأمور. وظهرت تلك التعديات بمنطقة ميدان الفردوس بحى ثان وحى السلام ومنطقة الغابة، وقام الانتهازيون بسرقة التيار الكهربائى من اعمدة الانارة العمومية بدون وجه حق لإضاءة تلك الاكشاك والفروشات المخالفة. وفى الشرقية. بلغت حالات التعديات 1481 حالة على مساحة 150 فدانا منتشرة بجميع المراكز فى المحافظة كان أعلاها فى ديرب نجم وفاقوس والحسينية ومنيا القمح والإبراهيمية والزقازيق وبلبيس، وأوضح وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أن مسئولى حماية الأراضى قاموا بتحرير محاضر إثبات لحالات التعدي. واستمرت حالات التعدى الصارخة على الأراضى الزراعية لتلتهم آلاف الأفدنة وسط صمت المسئولين. الغريب أن المعتدين اتلفوا زراعات القمح. مصدر الغذاء الرئيسى لشعب مصر، ولم يلتفتوا لخطباء المساجد الذين أكدوا أن هذه الأفعال حرام شرعا.وطالب العديد من أبناء المحافظة الرافضين لهذه التعديات بضرورة الإسراع فى وأد التعديات، وأن تكون هناك وقفة لمواجهة التهام أجود الأراضى الزراعية. وفى مطروح قامت لجنة مشكلة من مندوب عن الحاكم العسكرى والمستشار العسكرى لإزالة التعديات على أراضى الدولة بمدينة مرسى مطروح والتى بلغت 29 تعديا، وقد شملت مناطق المساكن الطبية مبنى مكافحة الجراد التابع لمديرية الزراعة بمطروح ومنطقة غوط رباح، وعلم الروم، وأن التعديات عبارة عن الاستيلاء على اراض ملك للدولة، والقيام بالبناء عليها استغلالا للغياب الأمنى وبناء أدوار مخالفة، ولاتوجد لها تراخيص مبان وكذا تحويل الشقق الأرضية فى بعض المناطق إلى محلات مما يعرض هذه العمارات لخطر الانهيار وتهديد المواطنين، وكذلك عمل جراجات سيارات. وفى أسوان. نفذت محافظة أسوان أكبر حملة لإزالة التعديات على اراضى الدولة فى منطقة المحمودية بمدينة أسوان بالتعاون مع القوات المسلحة والشرطة ومجموعات ضخمة من الشباب وقد أسفرت الحملة عن إزالة 90 حالة تعد على أراضى الدولة، والتى استولى عليها بعض المواطنين أثناء ثورة 25 يناير الماضي، كما شهدت الحملة الاستعانة بأعداد كبيرة من القوات واللوادر وسيارات النقل والإطفاء والاسعاف مما اثار الرهبة فى نفوس الجميع بلا استثناء لدرجة أن معظم الأهالى رددوا عبارة «ما حدش يقدر على الحكومة.. وقد حاول بعض المعتدين على الأراضى التصدى للحملة عن طريق اشعال النيران فى اطارات الكاوتش القديمة والقاء الحجارة، ولكن تصدت لهم قوات الشرطة بلا وأطلقت عليهم وابلا من القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريقهم حتى تتمكن المعدات من إزالة التعديات ونجح أفراد القوات المسلحة فى الفصل بين الشرطة والمواطنين المعتدين على الأراضى عندما حدثت احتكاكات بين الطرفين. وفى الغربية. إن حجم التعديات من قبل الأهالى بالبناء على الأراضى الزراعية، والتى بلغت 140 فدانا على مستوى المحافظة وإزالتها على الفور، وذلك من أجل الحفاظ على الرقعة الزراعية بعد أن شهدت المحافظة الأيام الماضية تعديا صارخا على الأراضى الزراعية. وفى محافظة الفيوم. وبحسب شهود عيان شهدت قرية الغرق بمركز اطسا تعديات على الأراضى الزراعية بالإضافة إلى قيام الأهالى بالبناء على حرم المدرسة الثانوية بالقرية، وقام عدد من الأهالى بالتعدى على الأرض التابعة لهندسة الرى بالقرية وقام الأهالى بعزبة فوزى التابعة للقرية بالتعدى بالبناء على مركز الشباب. وفى دمياط. وصل عدد التعديات على الأراضى الزراعية بالمحافظة 298 حالة وشهد مركز كفر سعد النصيب الاكبر من التعديات، حيث قام شقيق عضو مجلس شعب بالتعدى على 8 أفدنة من أجود الأراضى الزراعية وحدائق الفاكهة فى زمام كفر البطيخ، وبنى سورا حولها مع بداية الثورة، قبل حل مجلس الشعب، ووضع حجر أساس لفيلات ووحدات سكنية لبيعها، وعرض باقى الأرض للبيع. وتعد المنيا أكبر محافظات الصعيد من حيث عدد السكان وبها أكثر من 80% من السكان يعملون بحرفة الزراعة كما يوجد بها أكثر من نصف مليون فدان أراض زراعية ومنذ يناير 2011 بدأت هجمة شرسة علي هذه الأراضي سواء بالمدن أو القري حتي وصلت التعديات إلي أكثر من 34 ألف حالة تعد بمساحة وصلت إلي 1700 فدان.وأن اهم أسباب زيادة التعديات علي الأراض الزراعية هو عدم وجود أراض مخصصة للبناء في ظل حاجة الاجيال الجديدة إلي سكن. إن حالات التعدي علي الأراضي الزراعية بمحافظة المنيا وصل إلي 33 ألف حالة تعدياً في الفترة ما بين يناير من عام 2011 وحتي نهاية عام 2012 وأن مركز ملوي تصدر قائمة التعديات بأكبر حالات تعدي وصلت 5352 حالة بإجمالي مساحة 222 فداناً تم إزالة 1008 حالات منها في حسين صابر مركز العدوة في المركز الأخير ب 1152 حالة تعدي علي مساحة 45 فداناً تم إزالة 876 حالة منها وأن معظم حالات التعدي جاء من خلال انشاء مزارع الدواجن وثلاجات الخضروات وأبراج المحمول التي تدر دخلاً كبيراً علي أصحاب هذه الأراضي بعد القيام بتبويرها.إن القانون الجديد بدأت بالفعل عملية مراجعته، حيث يتضمن تحويل مخالفة التعدي على الاراضى الزراعية بالبناء او التبوير الى جناية بدلا من جنحة عقوبتها السجن من 3 إلى 15 عاما وغرامة مالية تصل الى 500 الف جنيه ،لافتا إلى أن الاعفاء من العقوبة يشترط ازالة المخالفة وإعادة الأرض إلى طبيعتها الأولى صالحة للزراعة.