هذا ما أكده الكاتب الأمريكى جين هيك، الذى سبق له العمل خبيرا اقتصاديا فى السعودية ويعمل حاليا أستاذا للحكم والتاريخ بجامعة ماريلاند، فى كتابه "عندما تتصادم العوالم: بحث الأسس الأيديولوجية والسياسية لصدام الحضارات". ويضيف: إن الإرهاب والحملات الصليبية يتساويان فى انتقائهما نصوصا من القرآن ومن الكتاب المقدس تتبنى الحرب كعقيدة. ويوضح أن الشرائع التوراتية الخاصة بالسعى لتحقيق الحياة التى تتسم بالتقوى والورع، ليست أقل قسوة أو إرهاقا أو تخويفا من نظيرتها القرآنية على نحو يمكن إثباته. معظم الكتب المقدسة تحتوى نصوصا يمكن للعقول غير النقدية أن تسيء تأويلها ويفرق بين الدين وبين الاستغلال السياسى له، مستشهدا بما يراه رعاية من أجهزة مخابرات غربية لبعض جماعات الإسلام السياسى منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر فى نهاية العشرينيات حتى قيام تنظيم القاعدة فى نهاية القرن العشرين. ويحذر من فكرة التعميم؛ فالإسلام ليس كتلة واحدة والعالم الإسلامى يضم ثقافات متعددة والمسلمون يمثلون ربع سكان العالم. ويقول هيك: إنه من غير العدل إلقاء اللوم على 1.4 مليار مسلم حول العالم، وأكثر من 200 مليون عربي، فيما يتعلق بما اقترفه عدد قليل من المندفعين أيديولوجيا من أعمال تتسم بالحقد فى حين تتطلع الغالبية العظمى من المسلمين إلى رؤية مشتركة لعالم تسود فيه العلاقات الودية ويتحالفون مع الغرب فى الحرب على الإرهاب. ويرى أن الإرهابيين الإسلاميين نسبة ضئيلة وإن كانت قوية. ويعلق هيك قائلا: إن هذه الآراء هى تراكمات وآثار ثقافة عمرها نحو ألف عام من الإعلان السلبى الذى وضع بذوره البابا أوربان الثانى الخاص بالحملة الصليبيبة الأولى مطلقا شرارة الحرب التى جرت بدعوى تحرير القدس من المسلمين. ويرى هيك أنه بعد ثمانية قرون على الحروب الصليبية أصبح الوقت متأخرا للواقفين "على جانبى الحاجز الثقافي" للاعتراف بحيوية مبادئ الاسلام وإسهامات الحضارة الإسلامية عالميا. ويتساءل عن أسباب ما يسميه ارهاب الشرق الأوسط الحديث.. مجيبا أن جزءا كبيرا من البنية التحتية الخاصة بهذا "الإرهاب" وبواعثه صاغها عملاء الاستخبارات الغربية الساعون لتوظيف الإسلام السياسى المتشدد لتحقيق أهدافهم السياسية والاقتصادية.