الجماعات والحركات الماسونية حول العالم عندما يضطرون للتفكير فإنهم يفكرون بطريقة مختلفة.. كما أن الكثير من الجماعات الإسلامية الأصولية تشترك في نفس الشعار ونفس الأيدلوجية، رغم أن الإسلام والمسلمين يرفضون الصهيونية إلا أن جماعة الإخوان المسلمين قد اتخذت بعض الأفكار في حربها ضد النظام السياسي المؤقت وقواته الأمنية والعسكرية منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي إبان ثورة 30 يونيو، حيث اعتمدت على عقلية الصهيوني واتخذت من هذا النهج مفتاحاً لتشويه سمعة النظام. هناك الكثير من الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل "يوتيوب" معظمها تم حظره من قبل إدارة الموقع ومُنعت بحجة التعدي على حق المؤلف وصاحب الحق في عرض الفيديو، فمثلاً في بعض الفيديوهات جرى فيها تصوير الكثير من الجرحى والقتلى في محيط اعتصام مؤيدي الإخوان بميدان رابعة العدوية، حيث استغلت الجماعة التصوير بطريقة سيئة السمعة وعنيفة ضد النظام الانقلابي - حسب وصفهم- وتم إظهار الأمر وكأن القوات الأمنية تحرق الجثث وتقتل الأطفال، على الرغم من أن مقاطع الفيديو تستغرق بضع ثوان، إلا أن الإخوان استطاعت اللعب على المجتمع الدولي بكثير من الفيديوهات المغلوطة. د.محمد أنور الخبير الإعلامي قال: إن قيادات جماعة الإخوان المسلمين زيفت الحقائق وكانوا يفعلون الكثير من الأشياء غير المتوقعة إنسانياً وأخلاقياً أمام الكاميرات المحلية والخارجية لإظهار النظام السياسي المؤقت وكأنه متواطئ مع الغرب للإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، حيث قام بعض مؤيدي مرسي بعمل عرض مسرحي على منصة اعتصام رابعة العدوية يصور كيفية قيام الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالانقلاب على الشرعية، وأيضاً أظهروا شارع "الهرم" وفقاً لرأيهم الأصولي للإسلام بأنه شارع للدعارة والفسق والفجور وانتشار الكباريهات والراقصات، موضحاً أن الدعاية للخارج نجحت فيها قيادات الإخوان بطريقة جيدة في كيفية توصيل رسالتهم إلى الخارج، رغم أنها دعاية زائفة إلا أنهم اعتمدوا على الفيديوهات القصيرة والخاطفة لجذب انتباه المجتمع الدولي للتعاطف مع قضيتهم مع إضافة بعض المؤثرات مثل الفوتوشوب والموسيقى الحزينة لإظهار الأمر بتأثير أكثر مأساوية، بالإضافة إلى عمل سيناريوهات وتركيب صور وهمية ضد الجيش بهدف إظهار المتظاهرين من الرجال والنساء وحتى الأطفال وكأنهم تعرضوا لهجوم من قبل البلطجية وأجهزة الشرطة خلال نضالهم النبيل والسلمي ضد الإطاحة بمرسي. الشيء الملاحظ عن الشعارات الإخوانية هو رفع لافتات باللغة الإنجليزية والفرنسية وبعض اللافتات الأخرى, إن 90٪ من تلك الشعارات كان من الواضح أنها حملة دعاية مجانية لاستهداف الغرب، وعلاوة على ذلك إذا كان هذا بعض الإنتاج المسرحي باللغة العربية، فإن مواهب مؤيدي الإخوان المسلمين قاموا بتوزيع سيناريو العرض على المراسلين الأجانب باللغة الإنجليزية حتى يفهموا الرسالة التي يؤيدها المعتصمون أعلى المنصة. ومن جانبه أكد ياسر عبد العزيز الخبير الاعلامي، أن جماعة الإخوان المسلمين غير مهتمة طوال تاريخها بالفن المعهود الذي عرفه المصريون في السينما والمسرح، لكنها خلال فترة اعتصامهم بميدان رابعة العدوية برعت بالتعاون مع خبراء تمثيل ومكياج في كتابة سيناريوهات وإقامة دعاية ضد النظام السياسي المؤقت والقوات المسلحة، فمثلاً كان هناك عرض مسرحي بين بعض المدنيين والقوات الأمنية يصور احتمالات ما سيحدث في حال قيام السلطات بفض اعتصام الإخوان، حيث ارتدى بعض الممثلين الأقنعة للهرب من الغاز المسيل للدموع، وتم إظهار القوات بصورة وحشية، حيث ضُرب أحدهم برصاصة في رأسة، واختنق آخر من قنابل الغاز المسيل للدموع، وشخص ما تعرض لكسر في الرقبة، فضلاً عن تدنيس الجنود للمساجد والقرآن الكريم.. وغيرها من الأعمال المسرحية الإخوانية التي أظهرت الجنود وكأنهم "دراكولا" مصر، موضحاً أن الإخوان نجحوا في اجتذاب الكثير من المراسلين الأجانب من أجل نقل هذه المشاهد لمحاولة ترسيخ صورة مستقبلية عن الواقع الذي سيحدث في حال قيام السلطات بفض الاعتصام أو اللجوء إلى الحل الأمني، وهو الأمر الذي جعل الدول الخارجية ترفض بشدة لجوء الحكومة المصرية إلى استخدام الحل الأمني والاعتماد فقط على الحل السلمي. "بالي وود" أو Pallywood مصطلح صهيوني أظهرته الصحافة الإسرائيلية أثناء الانتفاضة الفلسطينية، وهو من المصطلحات التي صيغت من قبل الصهاينة لدحض بعض الدعاية المضادة لإسرائيل، وهو ما استطاعت جماعة الإخوان المسلمين استخدام هذا النوع من الدعاية السوداء والزائفة ضد النظام السياسي المصري المؤقت، مما يوضح تشابهاً فكرياً بين عقلية الصهيونية وتأثيره على سلوك جماعة الإخوان المسلمين والقائمين عليها. الأسلوب الصهيوني اعتمد في حربه ضد الفلسطينيين على صور ومواد فيلمية زائفة، وتم إظهار ضحاياها اليهود في صراعهم من أجل البقاء والاضطهاد الذي يلاقونه أمام المجتمع الدولي بحرفية شديدة، حتى نجحوا في حصد التعاطف الدولي وأصبح لهم الحرية في توفير الأمن والأمان لمواطني دولة إسرائيل بأي طريقة يختارونها أثناء حربهم مع الإرهابيين، ولذلك لم يذهب الإخوان المسلمون بعيداً عن هذه المشاهد وذلك بتصوير موتاهم بصورة وحشية والاعتماد على صور قديمة من أحداث سوريا ووضع القتلى من الأطفال والنساء وكأنهم ضمن مذابح الجيش المصري، ومؤخراً نشرت صفحة حزب الحرية والعدالة التابعة للإخوان صوراً من هذا القبيل على صدر موقعها الإلكتروني. وفي رأي د.محمد بسيوني أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، أن التشابه واضح جداً بين رؤية إسرائيل في تشويه وطمس مذابحها نحو الشعب الفلسطيني الأعزل، وبين جماعة الإخوان المسلمين في حربها الإعلامية ضد الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية والعسكرية، حيث كانت تريد إسرائيل توصيل رسالة إلى الغرب مفادها أنهم يتعرضون لمذابح من قبل الإرهابيين ومن حق تل أبيب استخدام القوة لحماية أمن مواطنيها ونجحت في ذلك وتم وصف المقاومة والدفاع عن الأرض بأنها مقاومة من الإرهابيين، نفس الأمر فعلته الإخوان مع الجيش المصري حيث صورت بعض الفيديوهات الزائفة من أجل رسم صورة ذهنية عند الغرب أنهم يتعرضون لإبادة جماعية رغم أن اعتصامهم كان سلمياً –حسب وصفهم-، كما أن الإخوان والصهيونية يمتلكان خطاباً دينياً يدغدغ عواطف مؤيديهم، فمثلاً عندما تتردد عبارات مثل، رئيس الملائكة جبرائيل يصلي معنا في مسجد رابعة العدوية، وآخر لديه رؤية ليلية للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يصلي وراء الرئيس مرسي، وشيخ يقول إن الإطاحة بمرسي أكثر بشاعة من هدم الكعبة.. وغيرها من أسلوب الخطاب الديني الغوغائي يؤكد أن قيادات الإخوان تريد استجلاب مشاعر مؤيديهم بطريقة روحانية للدفاع عن الشرعية حتى لو أدى الأمر إلى الشهادة –حسب رؤيتهم-، وهو أسلوب من الموروثات الصهيونية لمجموعة الحريديم الدينية المتشددة التي تأثرت بها جماعة الإخوان المسلمين، حيث تتشابه الحركتان في أنهما جماعة دينية تفضل العمل السري، ومنغلقتان في كيفية الانتساب إلى المجموعة للحصول على العضوية، كما يسيرون في طريق متوازٍ على الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر دون نقاش أو تعليق، لافتاً إلى أنه خلال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية أظهرت بعض الفيديوهات قيام الإخوان بإظهار الجثث المدفونة جرّاء التعذيب الوحشي في لفائف بيضاء على أساس أنها جثث ما بعد مداهمة القوات الأمنية، وبعض الجثث الأخرى تم إشعال النيران فيها بحيث تضيع ملامحها وتتوه وسط قتلى فض الاعتصام وتحسب على القوات الأمنية ويفلت المتورطون من العقاب. في أقل من عامين خروج المصريين إلى الشارع لإسقاط نظام حسني مبارك، ثم يحتجون على الحكم العسكري ويطالب برئيس مدني، وبعد عام خرج نفس الشعب لإسقاط محمد مرسي لكنهما توحدوا مع الحكم العسكري لإنقاذ الشعب من حكم الإخوان المسلمين، القضية ببساطة حسب ما أوضح ثروت الخرباوي القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أن مبارك كان سيئاً لكن تحولت جماعة الإخوان المسلمين بعد صعودها للسلطة إلى أسوأ، وأيضاً إذا كان النظام الأسبق ديكتاتوراً لكنه لم يلعب بورقة الدين وتكفير معارضيه مثل الإخوان، وكان يطبق معايير الدولة المدنية المعترف بها دولياً عكس نظام مرسي تماماً الذي سعى إلى تطبيق معايير الدولة المدنية بمرجعية دينية، لافتاً إلى أن الإخوان كان لديهم خطة للاستيلاء على مصر بأي وسيلة، سواء عن طريق صناديق الاقتراع أو أية وسيلة أخرى، ليكون هناك ما يسمى رئيساً منتخباً، وفي حال إسقاطه يتم حرق البلاد وتزييف الحقائق للعالم، تماماً كما يحدث مع الصهيونية العالمية التي تقلب الحقائق رأساً على عقب في فلسطين لصالحها حتى أوهمت الغرب بأنهم يدافعون عن أنفسهم من "وحوش" المقاومة ومن يدافعون عن أرضهم، لافتاً إلى أن الإخوان والصهيونية يتشاركان في الشعور بأنهم ربانيون والأقرب إلى الله من الآخرين، ولذلك لانجد استغراباً من سعادة الإخوان بنكسة يونيو 67 عناداً مع عدوهم الراحل الرئيس جمال عبد الناصر، وحالياً لم تستطع قيادات الإخوان أو مؤيدوهم إخفاء حقدهم تجاه الجيش والشعب.