أكد "عمار علي حسن" الباحث السياسي، أن روايته الأخيرة "سقوط الصمت" ترسم لوحة فنية واجتماعية لما جرى في ثورة 25 يناير المجيدة، كما أكد على أن من يقرأها يفهم ويعي جيدًا أن ثورة المصريين لم تكن أبداً "مؤامرة" ولا "خطة أجنبية لإسقاط نظام مبارك، كما يزعم البعض حالياً ، في محاولة يائسة لتشويه الثورة. وقال: البطولة في روايتي جماعية، ومنتقاة بعناية من الواقع، ولا يمكن أن تدفع أي مؤامرة كل هذه الأصناف البشرية لتتوحد في حشود هائلة على هتاف واحد وهو إسقاط النظام. وتابع قائلا: أن روايتي تضم مختلف النماذج البشرية التي شاركت في الثورة، حيث الثوري الحالم والانتهازي، وشباب من الشوارع الخلفية وأبناء الطبقة الوسطى، واليساريين والليبراليين والإخوان والسلفيين والجنرالات وأنصار النظام السابق واللامبالين، والعمال والفلاحين والموظفين والإعلاميين والمثقفين، والشيوخ والصبية والرجال والنساء، والقاضي العادل وترزي القوانين، وأرواح الشهداء والمصابين، وكذلك الهلال والصليب كرمزين لوحدة وطنية، وتمثال عمر مكرم الذي يتوسط ميدان التحرير، وتمثال زوسر الذي يغادر المتحف ويتفقد الثوار، كما تضم الرواية رسامي الجرافيتي وصانعي اللافتات وكاتبي الهتافات والشعارات، وأطفال الشوارع المشردين ومتحدي الإعاقة، والبلطجية والمتحرشين والمخبرين، والأميين ومجيدي النقر على رقعة الحاسوب ليصنعوا الدهشة والأمل في العالم الافتراضي، والأجانب الذين جاءوا للمتابعة كصحفيين أو دبلوماسيين، وشبابا عربيا بهره ما حدث في لحظته الأولى وأثار شجونه وتمنى أن يراه في بلاده. وتضم كذلك سيدات المجتمع، وفتيات واجهن كشف العذرية والسحل في الشوارع الملتهبة، وأخريات قاتلن كالرجال حين فرضت السلطة المستبدة على الثوار مغادرة التعبير السلمي عن الغضب... مضيفًا لا يمكن أن يكون كل هؤلاء، الذين انتقيتهم بعناية لأرسم ملامح تفاعلهم النفسي والإنساني والاجتماعي مع حدث ثورة يناير قد جاءوا ليشاركوا في مؤامرة، إنما في ثورة رفعت شعارات مستحقة عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.