لتخرج لنا بألبومها الجديد الذي يضم 14 أغنية تخوض به عالم الإنتاج لأول مرة كما تغني لأول مرة باللهجة المغربية بعد أكثر من ربع قرن من غنائها بالعامية المصرية مما يثير الدهشة وذلك لترضي جمهورها وأهلها في المغرب والوطن العربي فتتنازل سميرة سعيد كثيرا من أجل الارتقاء بمستوي ألبوماتها الغنائية فتحدثنا في حوارنا معها عن تجربتها في الإنتاج وغنائها باللهجة المغربية ونقترب منها أكثر خلال السطور التالية.. -داية ما الذي حمسك لفكرة الغناء مع فريق الراب فناير؟ منذ بداياتي في عالم الغناء وأنا أبحث عن أغنية باللهجة المغربية ترضيني وترضي أهلي في المغرب وجمهوري في العالم العربي، إلي أن قدّم لي فريق "فناير" فكرة أعجبتني بشدة وقرّرت تقديمها. -لماذا قررت خوض تجربة الإنتاج لأبومك الجديد؟ بعدما أنهيت تعاقدي مع شركة "عالم الفن" لم أجد أفضل من أن أنتج ألبومي الجديد بنفسي خاصة في ظل الظروف التي تعانيها شركات الإنتاج ومنذ سنوات كانت لي تجربة انتاجية لكنها لم تكن تجربة كاملة فأنتجت أغنية "الحب اللي أنا عايشاه". -ألم تخشين أن يستنزف الإنتاج طاقاتك الفنية؟ قد يكون الأمر مرهقاً، خاصة أنني أدخل للمرة الأولي مجال الإنتاج بشكل احترافي، إلا أنني لم أذق بعد مرارته كوني أتعامل ضمن دائرة أصدقائي من الشعراء والملحّنين. -تردّد أنك رفضت عروضاً عدة من شركات الإنتاج، لماذا؟ لأنهالم تكن مناسبة لي، بالإضافة إلي أن شركات الإنتاج تخاف من التعامل مع النجوم الكبار لأن أجورهم ضخمة، فأنا مثلاً أرهق الشعراء والملحنين والموزعين الذين أتعاون معهم وأطلب منهم إعادة الكتابة والتلحين مراراً، لذا يستغرق العمل في تحضير الألبوم وقتاً بالتالي تأجير الاستوديو مدة أطول، مما يؤدي إلي زيادة التكاليفز -ألم تخشين الخسارة المادية في ظلّ الكساد الذي تعانيه سوق الكاسيت؟ الخسارة واردة في ذهني. فأنا علي يقين بأن الألبوم سيتم تحميله علي مواقع الإنترنت بمجرّد صدوره. أذكر أنه بعد صدور ألبومي "يوم ورا يوم " بساعة اتصل بي أصدقائي في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتهنئتني عليه وأكدوا لي أنهم استمعوا إلي الأغنيات علي مواقع الإنترنت، لذا لا أستبعد الخسارة. -كيف تعوّضين الخسارة في حال حدوثها؟ من خلال إحياء الحفلات الغنائية بعدما ابتعدت عنها أكثر من سبع سنوات، لإحداث نوع من التوازن بين عملي كمنتجة وعملي كمطربة ولتعويض أي خسارة مالية متوقّعة. -ما سبب ابتعادك عن إحياء الحفلات؟ لم أجد العرض الذي يرضيني ويرضي الجمهور الذي يدفع المال ليستمع إلي ويشاهدني، فإذا لم أقدّم له جديداً لن يخرج من منزله ليحضر الحفلة• ثمة حالة من الإبهار البصري والسمعي تسيطر علي الحفلات العالمية سواء علي مستوي الصوت أو الإضاءة، ولا أعرف لماذا لا نستطيع اعتمادها في حفلاتنا. -هل يعني ذلك أنك تفكّرين في إحياء الحفلات بشكل مختلف؟ بالتأكيد، لكني لم أستقرّ بعد علي أسلوب معين، تحديداً ما يتعلق بالإبهار البصري والسمعي الذي يناسب الجمهور المصري. -هل قدّمت تنازلات خلال مشوارك الفني؟ نعم في أجري فقط، خفّضته مراراً لتقديم عمل فني جيد إنمالم أتنازل أبداً عن المستوي. فسمنذ عام بعد صدور ألبومي الأخير "أيام حياتي"، تنازلت عن نصف أجري مراعاة للظروف الإنتاجية التي تمر بها سوق الكاسيت، لكنني فوجئت بأن الشركة المنتجة ترفض الاهتمام بدعاية الألبوم وتعتبرها من اختصاص المطرب، لذلك لن أتنازل ثانيةً، فهل يعقل ألا أتقاضي سوي نصف أجري واضطلع بنفسي بالدعاية؟ ثم ليس لدي ما يكفي من المال لدفع تكاليف الدعاية. -هل تتابعين الأعمال الغنائية الجديدة؟ قاطعت القنوات الغنائية تجنّباً لتلويث سمعي وكره الموسيقي التي أعشقها. منذ فتره اتصلت بي شيرين عبد الوهاب وطلبت مني متابعة كليبها الجديد فسألتها عن موعد عرضه، وبعدما شاهدته غيرت المحطة فوراً. -هل أعجبك الكليب؟ أعجبتني فكرته فهي رقيقة وصورته هادئة. عموماً، تذكرني خيارات شيرين عبد الوهاب بخياراتي وتعجبني أغانيها لأنها تشبهني في كثير من ملامحها. -ما مصير مشروع الدويتو المشترك بينكما؟ لم نستقرّ بعد علي شكل واضح ومحدّد للمشروع، تبحث كل واحدة منا عن فكرة مشتركة تليق بنا. -لماذا تصرّين علي إظهار نبرة القوة والصمود في أغانيك؟ لأنني أعشق القوة والصمود وأكره الانكسار، خصوصاً للمرأة. في الحالات كافة أفضّل أن تظلّ المرأة قوية وصامدة حتي لو خانها الرجل فأنا ضد الإهانة• لنكن أكثر وضوحاً، لم تحصل المرأة في المجتمعات العربية سوي علي جزء بسيط من حقوقها رغم ازدياد الأصوات التي تؤكد أنها حصلت عليها كاملة، لذا عليها الاستمرار في سعيها وألا تتنازل عن المطالبة بحقوقها كاملة. -لماذا فضّلت أن يظل ابنك شادي بعيداً عن الأضواء هذه المدة كلّها؟ لأن والده رفض فكرة ظهوره إعلامياً ولأنه كان صغيراً.لم أكن قادرة علي إجباره علي أمر لم يتخذ قراراً فيه، فكيف سأقحمه في عالم الشهرة والأضواء دون إرادته؟ قد يأتي يوم يسألني فيه لماذا فعلت ذلك، من هنا فضّلت أن يكبر ويتخذ القرار بنفسه. -في إعادة توزيع أغنياتك القديمة الناجحة مثل " مش هتنازل عنك أبداً"؟ فكرت في هذا الأمر جدياً، خاصة للأغنيات التي لم تصبها الشيخوخة مثل "مش حتنازل عنك أبداً"، أري أنها تناسب هذا العصر لو أعيد توزيعها باستعمال الآلات الموسيقية الحديثة.