المستشفيات العامة، مشيرةً إلي أن كلاً من وزارتي الصحة والكهرباء تلقيان بالمسئولية عن الكارثة علي بعضهما البعض ولفتت الصحيفة إلي أن مثل هذه الحوادث المفزعة والتي تقدر بأكثر مما هو معلن لا تحدث في أي دول العالم، منوهةً بأن وزارة الصحة تخشي من الإعلان عن الأعداد الحقيقية للوفيات التي رجحت أنها تقدر بالمئات خوفاً من رد فعل الرأي العام. من جانبه أكد المهندس محمد رمضان نائب رئيس مجلس إدارة شركة توزيع كهرباء شمال القاهرة أن لكل مستشفي خطي تغذية كل خط له كابلان وكل كابل يخرج منه عدة كابلات أخري فرعية فإذا حدث تلف بأحد الخطين يعمل الآخر خلال أقل من 3 ثوان لذلك من الظلم أن تلقي المستشفيات بالمسئولية علي شركات الكهرباء فالخطأ من الكابلات الداخلية فيها لذلك يجب أن تقوم بإصلاحه من خلال عمال الصيانة أو مهندس الكهرباء وأضاف في حالة اضطرارنا إلي فصل التيار نقوم بإبلاغ المستشفيات قبل انقطاع التيار ب24 ساعة لكي تأخذ المستشفي حذرها وتبدأ في ش=تشغيل ماكينة توليد الكهرباء الديزل. ووفقاً للتقرير فإن المواطنة إيمان محمد إحدي المريضات بالمعهد القومي للأورام أكدت أن انقطاع التيار الكهربائي يعتبر شبه عادة بالمعهد ففي إحدي المرات التي كانت تجري بها جراحة استئصال بالمعهد وأثناء تجهيزها لدخول غرفة العمليات فوجئت بانقطاع التيار الكهربائي عن غرفة العمليات مما اضطرهم إلي تأجيل العمليات كلها إلي يوم آخر، وبسؤالنا عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي أكد لنا المسئولون بالمستشفي أن هناك عطلاً بالكابل الرئيسي بالمستشفي. وتوضح أمينة إبراهيم مريضة بالمعهد القومي للأورام أنها ذات يوم طالبوها بعمل إشاعة علي المعدة وأثناء تواجدها بغرفة الأشعة فوجئت بانقطاع التيار الكهربائي لما يقرب من نصف ساعة مما أصابها بالرعب فكيف يكون مصيرها لو كانت في غرفة العمليات؟! لا سيما أن عمليات معهد الأورام ليست بالبسيطة ولا تحتمل أي خطأ ولو كان بنسبة 1% وتفاعلت معها إجلاء سيد مريضة وقالت انقطاع التيار الكهربائي عن المعهد أمر عادي خاصة في الأوقات التي لا يكون بها أي عمليات أو إشاعات مهمة وذلك خلال فترة الليل وذات مرة سألت إحدي الممرضات عن سبب انقطاع التيار الكهربائي فأجابتني أن القسم الفني يجري إصلاحات بالكابل العمومي بالمستشفي ويبدو أن هذه الإصلاحات ستستمر إلي ما شاء اللهوتروي ألفت المهدي مريضة في معهد المطرية التعليمي مأساتها في المستشفي بقولها منذ عامين حضرت للمعهد لإجراء كشف طبي فوجدت بعض الأهالي يتجمهرون أمام باب الاستقبال ويريدون الهجوم علي إدارة المستشفي وبسؤالهم عن السبب أكدوا لي أنهم كان لديهم رضيعة بقسم الحضانات ماتت بسبب انقطاع التيار الكهربائي من القسم وتلك الحالة لم تكن الأولي بل هناك 4 حالات أخري توفيت علي فترات متباعدة. ويعترف د. طارق رشدي استشاري التغذية الإكلينكية بقصر العيني بوقوع أكثر من حالة وفاة في المستشفي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ فضلاً عن إتلاف العديد من الأجهزة الطبية أهمها أجهزة التنفس الصناعي، مشيراً إلي أن انقطاع التيار عن المستشفيات يعتبر نوعاً من التقصير من جميع الأجهزة المسئولة سواء شركات توزيع الكهرباء أو إدارة المستشفيات أو وزارة الصحة نفسها فالموضوع يحتاج إلي اهتمام شديد لأنها أرواح مواطنين. ولفت إلي أنه رغم كثرة الوفيات بسبب الإهمال والتي تخشي تلك الجهات الإفصاح عنها تجنباً لإثارة الرأي العام ضدهم فإن أحداً لم يتحرك بشكل جدي للتصدي للمشكلة والسبب أن كل جهة تلقي بالمسئولية علي الأخري غير مدركين أن الضحية في ذلك الصراع هو المريض الذي لا ذنب له.