معتبراً عدم تفعيلها أحد الأسباب الرئيسية للفتنة الطائفية التي ظهرت نتيجة جهل المجتمع والصراع علي بعض الأمور الحياتية. في البداية يقول د. علي السمان: المواطنة هي التعايش والتعاون، وفهم كل شخص للآخر، وهذه هي المواطنة بأبسط معانيها أن نكون كتلة واحدة تفهم بعضها دون صدام ودون معارضة علي طول الخط. ويفسر السمان الفتنة الطائفية في مصر بأنها نتيجة الجهل وعدم العلم، ويضيف أنه يعتقد أن الأب الروحي للفتنة الطائفية في مصر هو الجهل بكل شيء، والجهل بالدين وروح المسئولية، والجهل بما هو أهم في وقتنا المعاصر من معاني المواطنة، وكذلك معرفة المعني العميق للتعايش والتعامل مع الآخرين. وعن وجود عدة عوامل أخري للفتنة الطائفية في مصر، يقول السمان: إن الفقر أحيانًا يكون من أحد الأسباب، لأنه يؤدي إلي الصدام، وهناك أسباب حياتية مثل الخلاف علي قطعة أرض مثلاً ويكون صحابها رجلاً مسلمًا والآخر مسيحي، فيحولها أصحاب الموضوع إلي فتنة طائفية، ويحدث ما نراه من تخريب وتدمير نتيجة عدم فهم الآخر. وحول أثر العوامل الخارجية في الفتنة الطائفية في مصر، يقول إنه لا يعتقد ذلك كما أنه لا يتدخل في شئون الدولة الداخلية، ولا يعلم إن كان هناك تدخل أم لا. وحول قدرة مصر علي النجاح في تفعيل مصطلح " المواطنة " داخليًا يري السمان أن المواطنة في مصر بدأت، وأمامنا فيها الكثير لكي نحققه نتيجة لظروف الجهل في المجتمع وقلة الثقافة والأمية إلي جانب أن المواطنة في مصر قرار ومبدأ وضعته السلطة السياسية في مصر، إلا أنه ثقافة أو ثقافة المواطنة التي يجب أن يعلمها ويتعلمها كل مواطن في مصر ويعلم أبعادها وحقيقتها. ويؤكد أن المسيحيين في مصر يعيشون حياة جيدة وآمنة، وهذا شيء يفهم بسهولة ووضوح، وهو أن يأتي صانع القرار إلي رئيس الدولة ويقول إن يوم 7 يناير إجازة لكل المواطنين، فهذا له معني أكبر من الاسم، لأنه ليس إجازة فقط، بل إجازة وعيد مصري واحتفال ديني، ويجب أن يفكر الناس ويعيدوا التفكير عشرات المرات في أشياء يفتقدونها ولا يعلمونها عن المواطنة، وكل ما يقال حول اضطهاد حقوق المسيحيين في مصر ليس حقيقيًا، ويستطيع أي شخص يزور مصر أن يري مدي التعاون والتعامل الجيد بين المسلم والمسيحي. وقال: إن الحوار في الإسلام أمر من الله ولم يحدد أن يكون الحوار مع المسيحي فقط، بل مع كل الأديان، وقد تحاور القرآن مع الشيطان، وحوار الأديان لا يمكن أن يفصل السلام عن العدل، لأنهما جزء من الأخلاق، ويضيف أن الأزهر لم يحاور اليهود ويرفض الحوار معهم، وهذا شيء يعود لهم ويعتبرونه أمرًا فقهيًا، وأنا لا أتدخل في الفقه، لأنني رجل حوار ولست عالمًا دينيًا. لكن ورغم كلام د. السمان فإن مصر مازالت مستهدفة من الدول الخارجية التي تتهمنا باضطهاد حقوق المسيحيين وتساند هذه الدول بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لتظل مصر معروفة أمام معظم البلدان أن المسيحيين بها مضطهدون لحين يثبت واقع زيارة مواطنيها أن ذلك افتراء وأن الواقع يثبت عكس ذلك تماماً.