فالجناح الذي يوصف بالمتشدد في الجماعة يستخدم قدراته علي توظيف اللائحة الداخلية لصالحه في قتل معارضيه معنويا وبالتالي فرض سيطرته وسطوته داخل ربوع المحظورة. المحامي مختار نوح أحد رموز مجموعة الوسط المغضوب عليها إخوانيا تحدث ل "صوت البلد" موضحا أن الأحداث الأخيرة ليست جديدة بل هي صورة بالكربون لما حدث معه في الجناح ذاته المتشدد لإقصائه عن الجماعة التي يحبها ويؤمن بما قامت علي أساسه من أهداف نبيلة ويراقبها عن بعد انتظارا للحظة العودة المأمولة إليها شريطة أن تعالج الجماعة سلبياتها من خلال تحقيق ديمقراطية حقيقية داخليا وأن تصلح الجماعة ما أفسده المتشددون في الآونة الأخيرة. - استولي المتشددون والمحافظون علي مكتب الإرشاد بل تولي أحدهم منصب المرشد العام فهل هناك تعمد لإقصاء الإصلاحيين عن المواقع القيادية في جماعة الإخوان؟! في الحقيقة لا أعرف حكاية المسميات وأرجو أن تكون هذه بداية إجابتي أنني لا أعرف مسألة المسميات لا محافظين لا قطبيين ولكن ما أعرفه أن هناك وجهات نظر، هناك مجموعة كبيرة ممسكة بأمر الجماعة تري أن إدارة الجماعة ينبغي أن تكون من خلال شكل تنظيمي معين. - وما هذا الشكل التنظيمي ؟ بمعني أنها تري أن نظام الشكل المحكم الذي يتم فيه تطبيق قواعد الثقة بغض النظر عن التعامل والانفتاح علي الآخر أو غير ذلك، هذا هو الشكل الأمثل بالنسبة لها وهناك فريق آخر يري أن هذه الجماعة أعدت لقيادة أمة، فهي ينبغي أن تكون جزءاً من نسيج هذه الأمة، وأن تختلط وتنفتح وتمارس العمل علي أوسع أبوابه، وهذا تيار فكري ممكن جداً تسميته إصلاحياً يصبح فجأة انغلاقياً وما تسميه انغلاقياً يتحول فجأة إلي إصلاحي علي حسب المنهج الفكري الذي ينتمي إليه. لكن لا أعرف شيئاً اسمه إصلاحي ولا شيئاً اسمه محافظ، هذه مسألة أساسية.. هناك طريقة تفكير افتتاحية وأخري انغلاقية بغض النظر عن الأشخاص. - ما رأيك في مجلس الإرشاد الحالي ؟ و هل هو مجموعة انفتاحية؟ لا.. هي ليست انفتاحية وإنما هي مجموعة تعمل في نطاق وجهة نظر محددة تري غلق التنظيم أولي من الانفتاح علي الآخر ولا أريد أن أقول انغلاقاً، ولكن أقول إن هذه المجموعة تري أن غلق التنظيم والتربية دون الانفتاح علي الآخر هو الأولي. - تردد أن هناك توجيهات لإبعاد الانفتاحيين عن الجماعة.. فهل هذا صحيح أم أنك تري أن هذه النتيجة كانت نتيجة انتخابات نزيهة؟ الانتخابات معبرة وغير معبرة وأنا لا أستخدم مصطلح نزيهة وغير نزيهة بل استخدام انتخابات معبرة عن اللائحة أو غير معبرة أنا أقول إنها معبرة عن اللائحة لكن المرض في اللائحة وليس في الانتخابات بمعني أن نشاط الجماعة نفسه يتأثر بعدم إيمان الأفراد بأن الوضع علي المنهج الصحيح (النشاط نفسه) وهناك مصيبة أكبر من التي قمت بطرحها حول الاعتصام الذي لن يحدث، وهي أنه يحدث نوع من أنواع الخمول أو الإحباط وهذا أخطر، في نقابة المحامين أنا شاهدت بنفسي التغيير الذي حدث في النقابة وجدت أن الأفراد أصيبوا بخمول الأمر ذاته في الأطباء. - كانت هناك توقعات سائدة بأن سياسة الجماعة سوف تتغير الفترة القادمة ولن يكون هناك اهتمام بانتخابات الشعب والشوري والنقابات وسوف تتحول إلي جماعة داخلية؟ كل شيء سيسير كما كان ولن يحدث أي تغيير ولكن إذا لم يتم تغيير اللائحة وبناء الجماعة علي أساس ديمقراطي وحديث وعصري ستري خمولاً شديداً جداً وإحباطاً سيظهر أثره في النشاط وفي النقابات السياسية والاحتكاك بالشارع هذا هو الخطر الذي نخاف منه.. أما خطر الانشقاق فهذا ما لا نخاف منه. - وما تعليقك حول ما يثار من أن القطبيين نجحوا في الانتخابات الإخوانية، هل من الممكن أن تؤثر في علاقة الإخوان بالقوي السياسية الأخري والتحالفات وإذا كانت الإخوان تريد أن تدخل مع المعارضة هل من الممكن أن يؤثر ذلك؟ الأسماء الظاهرة التي تحظي باحترام التيارت كانوا من الذين يقرأون لسيد قطب ويقتنعون بأفكاره أو كانوا من غيره المهم التطبيق العملي لفكر الانفتاح علي الآخر وليس الأفكار وأنا أري أن كثيراً جداً من شباب السبعينيات من جيلي منغلق أكثر من الزجاجة المحكمة ويعيش في كهف حتي هذه اللحظة. وأري من الذين عاصروا سيد قطب وكانوا في تنظيم سيد قطب أن بعضهم منفتح علي الآخر، العبرة بالتطبيق العملي للأفكار وليس بالعبارات التي تتردد. - ما موقف القوي السياسية من الإخوان الفترة القادمة؟ وهل تتوقع أن يحدث به تغيير؟ موقف الإخوان السياسي من حيث الاحتكاك بالمجتمع غير جيد، منذ عشر سنوات مضت، ومستوي الانفتاح علي الآخر ضعيف جداً ولم يحدث تغيير فعلي في علاقة الإخوان بالقوي السياسية بل بالعكس مازالت القوي السياسية تحاذر من الاقتراب. - أيهما أفضل أن يجلس حزب التجمع أو الوفد مع حبيب أو أبو الفتوح أم مع محمود عزت أو محمد بديع؟ كل ميسر لما خلق له وهناك العشرات أمثال د. عبدالمنعم إذا لم تستخدم فعلاً إمكانياتهم أصيبت الجماعة فعلاً بالانغلاق ليس لأنها انتهجت سياسة فحواها الانغلاق وإنما لأن القادرين علي طرق وفتح الأبواب لذلك فالجماعة تحتاج لكل هؤلاء وتحتاج إلي عودة الطيور المهاجرة. - هذا يعني أنك من الممكن أن تعود للجماعة ؟ لو أن الجماعة عدلت من اللائحة وفتحت الباب والحق لكل إنسان في أن يدير وحقه أن يشارك وأن ينتخب وأن يعدل ووجود سلطة قضائية في هذه الحالة يمكن أن أعود لأنها عنوان نجاح أي مشروع وجود القضاء القوي وأقصد بالقضاء المعني الفلسفي، أي أن تكون هناك سلطة قضائية للفصل بين الناس. - يقولون هذا موجود ؟