ترجع وقائع القضية عندما اجتمعا كعادتهما عند أمهما التي تجاوزت السبعين من عمرها بعدة سنوات وكل منهما معه زوجته وأولاده. في ذلك اليوم استأذن الشقيق مصطحباً زوجته للذهاب إلي بيته وأمام اصرار ابنه الذي لم يتعد عمره السبع سنوات اضطر إلي تركه عند جدته لأنه يريد اللهو معها ومع أولاد عمه والواقع ان الجدة كثيراً ما كانت تشتكي من ذلك الحفيد الصغير لأنه يسعي دائماً لمضايقتها وعدم تنفيذ أوامرها مما يجعلها تصل إلي حالة مزاجية وعصبية تؤثر بشكل سلبي علي صحتها. في ذلك اليوم وكعادته بدأ الصغير في مضايقتها بشقاوته الزائدة عن الحدود هنا بدأت الجدة تصرخ وتنهار وعندما رآها ابنها الكبير قام بتوبيخ ابن أخيه علي أفعاله وطلب منه أن يلتزم الصمت إلا انه لم يكترث واستمر في أفعاله فقام بسبه. هنا هرول الصغير إلي أبيه وهو يبكي بشدة وكل ما يجول في عقله الطفولي أن يجعل والده يأخذ حقه فعندما سأله عن سر بكائه أخبره بأن "عمه" قام بسبه ولم يكتف بذلك بل سبه أيضاً بأفظع العبارات والشتائم وبالفعل نجح الطفل في اثارة والده الذي ما لبث ان ارتدي جلبابه وذهب ليتشاجر مع أخيه. وعندما فتح له الباب ورأي نظرة الشر في عينه حاول بشتي الطرق أن يوضح له ما حدث وانه لم يقم بسبه أمام ابنه فكل ما حكاه قصة من نسج الخيال لكي يثيره ولكن شقيقه الأصغر لم يصدق ذلك وبدأ في توبيخه وطبعاً غلي الدم في عروق الرجل الذي استشاط غضباً من تطاول شقيقه الأصغر عليه دون وجه حق فأطلق لغضبه العنان وسرعان ما تطور الأمر من مشادة كلامية إلي مشاجرة وتطاول بالأيدي انتهي بأن قام الشقيق الأكبر بإزاحة شقيقه الصغير بقوة فسقط علي الأرض جثة هامدة. حاول "المتهم" أن يستفيق شقيقه فهو لا يصدق انه قد فارق الحياة ولكن باءت كل محاولاته بالفشل وهنا تأكد موته فما كان منه سوي أن فتح باب منزله وأطلق لساقيه العنان لم يمض وقت طويل حتي علم سكان الشارع بما حدث وهرولت أرملة أخيه بإبلاغ قسم الشرطة بالواقعة وأفادت بأن عم ابنها "القاتل" قد هرب ولا أثر له. أكدت تحريات ضباط الشرطة صحة الواقعة وبدأت خطة للبحث عن "القاتل الهارب" حتي وصلت إليهم معلومة من مصادرهم السرية تؤكد أن المتهم مختبيء في منطقة مجاورة لدائرة القسم وعلي الفور تم عمل كمين له وضبطه وبمواجهته اعترف بالواقعة تفصيلياً مؤكداً انه لم يقصد قتل شقيقه تم احالته الي النيابة التي أمرت بحبس المتهم أربع أيام علي ذمة التحقيق وتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة.