قبل انطلاق مدفع افطار أول يوم رمضان, شهدت منطقة المعصرة جريمة قتل بشعة حيث قام سائق بقتل شقيق زوجته وشرع في قتل والدها والأخير في حالة خطيرة مابين الحياة والموت بمستشفي حلوان العام, وذلك بعد أن استدرجه اشقاء زوجته بدعوي الأفطار معهم ثم فاجأوه بالاعتداء عليه انتقاما منه بسبب اغضابه شقيقتهم زوجته إلا أنه تمكن من الاستيلاء علي السكين الذي حاول شقيق زوجته طعنه به وانهال به طعنا علي شقيق زوجته ثم طعن حماه ولاذ بالهرب إلا أنه راجع نفسه وقام بتسليم نفسه إلي رجال الشرطة بإحالته إلي النيابة العامة بحلوان تولت التحقيق, وأمرت بحبسه وجدد قاضي المعارضات الحبس تمهيدا لمحاكمته. وقد التقي الأهرام المسائي بالمتهم لكي نتعرف منه علي ملابسات الواقعة قال المتهم: اسمي جمال أحمد محمد الضبع45 سنة سائق أقيم بمنطقة المعصرة بحلوان ومن مواليد مركز ملوي محافظة المنيا ولدي أسرة مكونة من8 أشقاء أنا أكبرهم وقد توفي والدانا. عندما تراه للوهلة الأولي تخمن أنه مجرم محترف خاصة انه طويل القامة مفتول العضلات لكن سنوات الأسي حفرت علامات وصنعت تجاعيد علي وجهه بما يوحي بأنه مغلوب علي أمره. يقول المتهم انه تحمل مسئولية تربية اشقائه منذ ان كان عمره21 عاما وقد كرس كل حياته لتعليمهم وظل يساندهم وينفق عليهم حتي حصلوا علي أعلي الشهادات وقام بتزويج البنات, ولم يفكر هو في الارتباط إلا بعد ان انتهي الجميع من تعليمهم وطالبوه بالزواج وهنا بدأ يفكر في الامر جديا, ولكنه لم يكن يميل إلي فتاة معينة وفي أحد الأيام شاهد فتاة تتشاجر مع أحد جيرانها وهنا تدخل هو للدفاع عنها خاصة أنه يسكن أمام منزلها مباشرة وهي أيضا ومن ذات المكان الذي جاء منه من محافظة المنيا حيث نزحت مع أسرتها للعيش في حلوان ووالدها متزوج من أخري علي والدتها في المنيا ومعه منها أولاد. ومنذ ذلك الموقف صارت هناك معرفة بينه وبين أسرة الفتاة مما شجعه علي طلب الزواج منها خاصة أنها تفهمت ظروفه ولم تطلب منه شراء ذهب لها وقد عرف من ليلي43 سنة انها كانت متزوجة من شخص يكبرها في السن بعشر سنوات ثم انفصلت عنه. وبالفعل تزوج منها واستقر في مركز دير مواس بالمنيا وذلك لمدة عامين ثم استأجر لها شقة في مركز ملوي للبعد عن المشاكل لقربها من عائلتها ومن هنا زادت المشاكل فأخذت كل يوم تطلب منه الذهاب إلي أسرتها وأمام اصراره علي الرفض تركت له المنزل وبقيت بمسكن الأسرة لمدة7 شهور. وواصل حديثه قائلا: دي كانت أول مرة تترك المنزل وذلك منذ عشر سنوات وكان هذا في المنيا, وقد فوجئت بها تطلب مني العيش معها في بيت أسرتها أو أن اقوم بتطليقها ولكني رفضت وهذا كان موقفها عندما ذهبت إليها لكي ترجع معي هي والأولاد. وأضاف المتهم أنه لديه أربعة أولاد منهااكبرهم رابحة17 سنة وأحمد15 سنة وهنا واسراء.. ولبعدها عني ولكيدها الشديد وافقت من أجل الحفاظ علي أولادي حيث أخذت شقة إلي جوار سكن أسرتها ولكن عادت ريما إلي عادتها القديمة وكأنها لاتستطيع العيش بدون أهلها حيث أخذت تذهب إلي منزل اسرتها طوال النهار, وتقضي معظم اليوم معهم ولاتأتي للشقة سوي للنوم. ظل هذا الوضع مع اختلاف مكان الاقامة من المنيا إلي حلوان حيث دأبت علي التردد علي أهلها يوميا وكأنها لم تتزوج وبعد أن جاءت والدتها وأشقاؤها إلي حلوان طلبت أن أسكن بالقرب منهم بالفعل والبيت رغبتها وقمت بتأجير شقة ب300 جنيه.. ولتكرار ذهابها بشكل دائم إلي منزل اسرتها طلبت منها البقاء لديهم لمدة15 يوما بدلا من الذهاب والاياب ولكنها بقيت هناك لمدة8 شهور. ذهبت اليها لكي آخذها معي فرفض أهلها وقالوا لي: طلقها أوأدفع مصاريف بقائها طوال هذه الفترة وتكرر هذاالموقف أكثر من مرة لكن في المرات التالية تعدي اشقاؤها مع مجموعة بلطجية علي في الشارع وهذا جعلني أزعل منها. ولكن الذي أغضبني حقا هو مشيها علي حل شعرها حيث سلكت طريق الحرام وهو ما عرفته من ولدينا أحمد ورابحة حيث ذكر لي ان والدتهما تعرف رجالا كثيرين وتقيم معهم علاقات محرمة.. وقد تأكدت حيث ذهبت بعدها أسأل عنها, وكانت الساعة12 ليلا فوجدتها خارج المنزل وعند سؤالي لشقيقها محمود قال انها ذهبت لإحدي الشقق بالمعادي تنظفها وظلت إلي ثاني يوم ويتساءل كيف تبيت هناك لولا أنها انسانة سيئة. المهم اتصلت بوالدها ولم يفعل شيئا, وفي اليوم التالي رأيتها في الشارع فقمت بعتابها علي ذلك الموقف وأثناء ذلك وجدت مجموعة من البلطجية وشقيقها محمود يتعدون علي بالضرب حتي أصبت وقمت بتحرير محضر ضدهم ولكنها أحضرت شخصا وقال انه أمين شرطة وطلبت من التنازل عن المحضر وإلا حرر لي محضر سرقة ضدي وأمام ذلك قررت التنازل عن كل شيء مقابل حرية أبنائي وراحتهم. وكانت هي في ذلك الوقت قد رفعت قضية خلع علي وأثناء تداولها تدخل أهل الخير للصلح وبالفعل تم الصلح في مقابل أن أكتب قائمة جديدة وأن أوقع علي شيكات بمبلغ50 ألف جنيه حتي يضمن أنني لن أطلقها وبعد توقيعي علي ذلك ظلت أيضا لدي أهلها. وقبل يوم الجريمة بأربعة أيام طلبت من والدها ان يحضر لي ابنتي هناء لكي اشتري لها فانوس رمضان فرفض وهنا قررت أن أطلب منها أن تسمح لي بأن أري أولادي فرفضت حتي إني قلت لها اني أريد أن يفطروا معي في أول يوم رمضان فرفضت وقالت تعال أنت لكي تفطر معانا, وبالفعل ذهبت اليهم عصرا طرقت الباب ففتحت لي ابنتي هناء ووجدت زوجتي تجلس في الصالة وهنا كانوا قد دعوا احدي الأسر للافطار معهم ثم أخذنا نتحدث عن الصيام وشهر رمضان إلي أن جاء وقت الافطار وجلسنا علي المائدة بعد أن وضعوا الأكل عليها. وكان يجلس أمامي شقيقها محمود الذي قال فور اطلاق مدفع الافطار أنا عرفت أجيبك يا ابن الكلب وهنا توجست خيفة منهم وحاولت الهرب إلا أنه أمسك بي وسبني بأبي وأمي وأسرتي وأستل سكين المطبخ من أمامه وحاول طعني به وأصابني في فخذي فحاولت ابعاده عني ولكن السكين كان أسرع مني خاصة بعد رؤيتي للدماء تسيل من فخذي اليمني فطعنته في صدره وبطنه حتي هوي أمامي ثم طعنت والده وهربت وأنا مصاب ودمي ينزف. توجهت إلي محطة قطارالجيزة للهرب إلي المنيا بعيدا عن مكان الجريمة لكن فوجئت باتصال علي هاتفي من صاحب العمل الخاص بي يتصل علي فقمت بالرد عليه ورويت له ماحدث وقلت له انني طعنت والد زوجتي وشقيقها ولم أكن أعرف أن أحدهما قد مات ولم أعرف سوي من النيابة فقال لي صاحب العمل: أين أنت؟ قلت له علي مكاني فقال لي: ابق مكانك أنا سوف آتي اليك بالسيارة لكي تحرر محضرا ضدهم وبالفعل انتظرته وجاء ومعه الشرطة وألقت القبض علي وتمت احالتي للنيابة العامة التي تولت التحقيق معي, وأمرت بحبسي15 يوما علي ذمة التحقيق. وفي النهاية قال المتهم انه يشعر بمرارة لأنه لايسأل عليه أحد حتي أشقاؤه الذين قام بتربيتهم ولكنه يلتمس لهم العذر خاصة ان ظروف حياتهم صعبة فهم لم يجدوا عملا حكوميا واضطروا للعمل في أي مهنة. وانهمرت الدموع من عينيه وقال حتي أبنائي تركوني وحيدا بين جدران الحجز ولم يسأل علي أحد منهم وأخيرا اطلب أن يتبرع أحد المحامين للدفاع عني قائلا انه بريء. وختم اعترافاته بأن زوجته تلاعبت بمشاعره بسبب حرصه علي استقرار حياتهما مؤكدا أن حبه لاولاده جعله يضعف أمامها ويخضع لمعظم طلباتها وهو ما قاده في النهاية إلي طريق الضياع.