عقب مرور عدة أسابيع على عرض فليم " البار" شن نقاد ومتابعون لحركة السينما هجوماً حاداً على الفيلم، وقالوا: بعد مشاهدة فيلم "البار" من الضرورى طرح تساؤل مهم علي الأقل عن جدوى عرض مثل هذا الفيلم بل وإنتاجه من الأساس في هذه الفترة التي تعيشها البلاد والسينما فى الوقت نفسه؟ وقد يكون طرح أي فكرة أو موضوع حقا مكفولاً لكل السينمائيين لكن شريطة أن يتم طرح الفكرة بشكل جيد وفي سياق درامي مقبول، ولا يكون الأمر مجرد استغلالا لطبيعة موضوع قد يبدو مثيراً لدي البعض خاصة أنه يقدم عالم الليل. ففيلم "البار" قال عنه بعض النقاد أنه تجربة سينمائية مكررة وباهتة عن عالم الليل وفتياته، وهنا تحضرني الجملة الشهيرة ليحيي شاهين في فيلم قصر الشوق "بضاعة أتلفها الهوي" لأنني أري في هذه التجربة حكاية أفسدها التكرار، ومع "البار" لم يكن التكرار فقط هو السبب في ضعف التجربة وإنما السيناريو أيضا. ويقول نقاد: بالطبع تم تقديم هذا العالم المثير بشخصياته التي تحمل الكثير من "الحواديت" الدرامية في أفلام الأبيض والأسود، كما كان المخرج الراحل حسن الإمام من أهم المخرجين الذين حاولوا الاقتراب من هذا العالم بشخصياته التي تخفي الكثير، وبالدرجة التي جعلت البعض يتصور أنه ينحاز لهذا العالم وللراقصات ولفتيات الليل أيضا. وقد تم فى أوقات لاحقة عرض العديد من التجارب الحديثة التي قدمت طرحا سينمائيا لهذا العالم، والتى من الممكن اعتبارها أفلام "المكان الواحد" حيث كان المكان هو محور أحداثها بما يحويه من حكاياته، مثل فيلم "كباريه" إخراج سامح عبد العزيز، وفيلم "ريكلام" إخراج علي إدريس، وأخيرا فيلم "البار" قصة مصطفي سالم وإخراج مازن الجبلي. وإذا كان الفيلم يضم مفردات فنية جيدة، وأهمها بطبيعة الحال السيناريو الذي لم ينجح في رسم الشخصيات بشكل متماسك نظرا لكثرتها من ناحية وتنوع حكاياتها وخلفياتها من ناحية أخري، فكان هناك زخم كبير في الشخصيات التي تم طرحها والحكايات التي تحملها كل شخصية، في حين كان هناك حرص علي تقديم جو هذا العالم الليلي من خلال الرقصات والأغنيات والمواقف والأحداث التي يدور معظمها بطبيعة الحال في هذا البار الذي يحمل الفيلم عنوانه. ونظرا لكثرة الشخصيات والحكايات كان من الطبيعي أن تصبح معظم أحداث الفيلم تبدو أقرب للسرد من جانب فتيات الليل الساقطات اللاتي تحكي كل منهن عن أسباب عملها في البار واحترافها الرذيلة دون وجود "عقدة" درامية مقبولة، اللهم إلا الصراع في الخلفية بين إحدي شخصيات البار وضابط في جهاز أمن الدولة "سابقا" وهو صراع ثانوي لا يبدو واضحا وسط حكايات أخري كثيرة، وكذلك كان مستوي الأداء التمثيلي للمشاركين في الفيلم، ومعظمهم بل أجمعهم من الوجوه الجديدة التي كانت تحتاج لمزيد من التدريب للوقوف أمام الكاميرا، حيث جاء الأداء أكثر من متواضع.