قال صلاح عدلي وكيل مؤسسي الحزب الشيوعي المصري: إن هناك تعمدًا واضحًا في تشويه صورة الشيوعيين، وهذه السياسة مستمرة حتى الآن في ظل حكم الإخوان والرئيس محمد مرسي، وأثناء أحداث السفارة الأمريكية أكد اللواء سيد شفيق مدير مباحث القاهرة، أن أصحاب الفكر الشيوعي هم المحرضون على أحداث السفارة، وهذا يعني استمرار نفس نهج مباحث أمن الدولة وأجهزة الإعلام للتشهير بالشيوعيين وتشويه صورتهم أمام المصريين. وأشار عدلي، إلى أن الاشتراكية تناضل من أجلها الحركة الشيوعية، منذ ما يقرب من 90 عامًا، حيث تأسس الحزب الشيوعي الأول عام 1924، وتم حله ومصادرة مقراته واعتقال قياداته، ومنذ ذلك الحين والشيوعيون يعملون بشكل سري، وهم محرومون من حقهم في الوجود الشرعي الذي لم يكتسبوه إلا عندما استأنف الحزب الشيوعي المصري نشاطه استنادًا إلى شرعية 25 يناير. وحول وجود حراك يساري في مصر بعد ثورة يناير أكد، بأن اليسار ولد من جديد، بعد أن مر بفترة انحسار منذ بداية التسعينيات وحتى منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، وهذه الأزمة عانت منها كل القوى السياسية الثورية والاشتراكية، وهي ناتجة عن ظروف موضوعية وذاتية يتحمل اليسار وقادته المسئولية، بالإضافة إلى أن اليسار كان شريكًا في تأسيس اللجنة الشعبية لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، والتي كسرت الخطوط الحمراء عندما دعت لمظاهرة كبرى بميدان التحرير عام 2001، كما شاركنا في الحملة المصرية من أجل التغيير، وحركة كفاية، ولعب اليسار دورًا مهمًا في إضرابات غزل المحلة. وأكد بأن الفترة القادمة هي مرحلة نهوض لليسار والشيوعيين بعد فترة الجزر التي هي نتاج للعودة الشاملة التي أحاطت بالبلاد منذ منتصف السبعينيات، والتي لعبت فيها أمريكا الدور الرئيس لإقرار نظم الحكم الاستبدادية في العالم العربي، بالإضافة إلى أن الشيوعيين والاشتراكيين يواجهون منذ عشرات السنوات دعاوى منظمة لتشويه صورتهم من جانب "الإخوان المسلمين، ووزارة الداخلية"، واتهامهم بالكفر والإلحاد وبأنهم أصحاب نظريات فكرية مستوردة من الغرب، وقد تحالف السادات مع الإخوان والجماعات الإسلامية لضرب الحركة اليسارية التي كانت تتصدر الحركة الطلابية في الجامعات، والتي كانت تشكل صداعًا مزمنًا لنظامه بسبب سياساته في الانفتاح الاقتصادي، وهذه الدعاية كانت تستخدم الدين مثلما تستخدمه كل النظم المستبدة لتبرير الطغيان والاستبداد. وحول كثرة الاحتجاجات والاعتصامات عقب الثورة أكد وكيل الحزب الشيوعي، أنها ليست فئوية ولكنها مطالب الشعب المصري الكادح، كما أن الاحتجاجات والإضرابات دليل على أن الثورة مازالت مستمرة، والرئيس الإخواني لم يحقق العدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها ثورة يناير، واليسار هدفه الحقيقي الدفاع عن هذه الحقوق ومساندة هذه الحركات والمشاركة فيها؛ لأن هذه الطبقة هي القاعدة الاجتماعية لليسار التي يراهن عليها لاستعادة دوره الفاعل في الحياة المصرية. وأوضح بأن المشروع الإسلامي الذي يقوده الإخوان والسلفيون لن ينجح في تحويل مصر لدولة دينية، واليسار في مصر يمر بمرحلة انتقالية للوصول إلى تنمية شاملة معتمدة على الذات، وإلى اقتصاد تلعب فيه الدولة دورًا رئيسًا لإنقاذ الوطن وتحقيق أهداف الثورة. وحول موقف الحزب الشيوعي من التأسيسية والحرب على غزة قال عدلي: إنه لا حوار مع الجمعية التأسيسية إلا إذا جمدت أنشطتها قبل حكم الدستورية، ودعا كافة القوى المدنية لاتخاذ موقف حاسم ضد مسودة الدستور التي وصفها بأنها "كارثة"، وفيما يخص الوضع في فلسطين فإن العدوان يأتي في ظل أوضاع عربية أصابها "الضعف" الشامل، بدءًا من خروج العراق من معادلة الصراع مع إسرائيل، وصولًا إلى تقسيم السودان وتدمير ليبيا وسوريا، وانشغال مصر بمشكلاتها الداخلية في ظل "خيبة وفشل" الرئيس وحكومته في طريقة إدارة مصر داخليًا وخارجيًا.