يتصاعد الغضب في إسرائيل منذ أن قررت المحكمة العليا عدم دستورية قانون إعفاء اليهود المتدينين وعرب إسرائيل من الخدمة العسكرية، حيث كان يرفض اليهود المتدينون تأدية الخدمة العسكرية ؛ لأنها لا تتوافق مع حياتهم وممارساتهم الدينية، أما بالنسبة للعرب فهم يرفضون فكرة الخدمة العسكرية لدولة قتلت آباءهم وأجدادهم. وفي السياق ذاته أفادت صحيفة "هاآرتس" أنه من المقرر أن يبدأ الجيش الإسرائيلي إستدعاء الشبان اليهود للمثول في قواعد التصنيف الأولي للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.. ووفقاً لأمر المحكمة العليا، فإنه من المستبعد أن تقوم سلطات الجيش بفرض أوامر التجنيد، أو إعتقال من يرفض المثول في قواعد التصنيف، أو إرساله الي السجن العسكري، خوفاً من مضاعفات سياسية قد تهدد إستقرار الحكومة الإسرائيلية الحالية، وبحسب الصحيفة، فإن قيادة الجيش ووزارة الأمن يبحثان إيجاد حل يحول دون أزمة سياسية حزبية من جهة، ورفض عارم للخدمة العسكرية يضع الجيش وقيادته وسلطته في مواجهة الحريديم من جهة أخري، وأوضح خبراء سياسيون مصريون بأن "ثورة الخيام" و "يهود الحريديم" سلاح الشعب الإسرائيلي للعصف بحكومة "نتانياهو"، كما أن ثورة الخيام وإن تبدو في ظاهرها "إقتصادية"، ولكنها ذات مغزي سياسي خفي. وقال د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، بأن التظاهرات الإسرائيلية سوف تشهد مزيداً من العنف وعدم الإستقرار، خاصةً وانها أصبحت قاسم مشترك بين "يهود الحريديم" المتدينون، وأصحاب الطبقة الوسطي في إسرائيل، نظراً لإفتقاد المجتمع الإسرائيلي العدالة الإجتماعية، وهو ماينبىء بإنهيار الائتلاف اليميني الحاكم برئاسة نتانياهو، مشيراً الي أن المواطن الإسرائيلي أدرك بأن حكومتة تنتهج سياسية الرأسمالية التي تسببت في غلاء الأسعار والمعيشة، وأيضاً البطالة التي إنتشرت بين المهاجرين الأفارقة الذين يبحثون عن عمل في إسرائيل لم تعد تسأل عنهم الحكومة وتركتهم في الشوارع بلا مأوى " شحاذين"، موضحاً بأن أهم ما يقلق الأمن القومي المصري هو الإستعداد الحكومي بإعتماد ميزانية أكبر للجيش لإسرائيلى نظراً لتوتر الحدود وإشتعال دول الربيع العربى وتزايد الحقد والكراهية للصهيونية التوسعية وإسقاط الأنظمة المتحلفة مع الكيان الصهيوني، مما جعل المواطن الإسرائيلي يشعر بأن حكومتة تجاهلتة إجتماعياً واتجهت الي دعم الجيش، لافتاً النظر الي أن الثورة الاسرائيلية تبدو ذات أهداف اقتصادية تتعلق بتحسين أحوال الطبقة الوسطي، ولكن الوجه الأخر لها سياسي يتعلق بمخاوف شعبية حقيقية من استمرار حالة التحدى مع الفلسطينيين والعرب، وإندلاع المنطقة بالثورات العربية هو الخطر الحقيقي علي الشعب والاقتصاد الصهيوني. تخوف اسرائيلي وأضاف د.محمد السعيد إدريس الباحث في الشئون العربية، بأن التخوف الإسرائيلي من القنبلة النووية الإيرانية جعلهم يرتعدون داخل أجسادهم تحسباً من أى هجوم إيراني في حال تحمس إسرائيل للضربة الأولي علي إيران، وهذا ما دفع المواطن الإسرائيلي للشعور بالقلق حيال حكومته اليمينية المتطرفة، التي جعلت أبناء "الحريديم" ملزمون بتأدية الخدمة العسكرية وهو ما يخالف طريقة حياتهم الدينية، مؤكداً بأن قطع الغاز المصري، وتزايد القوة العسكرية الإيرانية أقلقت الصهاينة، مما أثر بالسلب علي الآداء الإقتصادي، وتسبب في إنحدار المستوي المعيشي علي الطبقة المتوسطة في إسرائيل، وعلي المهاجر الأفريقي، نظراً لأن إستمرار نتانياهو في الحكم قد يعجل بنهايتة شعبياً في ظل إنتهاجة مبدأ "الحكم والمال"، والشعب الإسرائيلي بدأ يستلهم من الثورات العربية. وأكد د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بأن زعيم المعارضة شاؤول موفاز بعد فوزة الساحق على تسيبى ليفني، تم الإتفاق بينة وبين نتانياهو وبموجب هذا الإتفاق الذي أطلق عليه اسم "الوحدة الوطنية"، يتخلى نتنياهو عن إجراء إنتخابات تشريعية مبكرة، ويصبح "موفاز" نائبا لرئيس الحكومة ووزيراً شرفياً بلا حقيبة في الحكومة الجديدة، وهذا الإتفاق بين حكومة اليمين المتطرفة والمعارضة اليسارية صدم الشعب الإسرائيلي وتسبب في حراك شعبي واسع النطاق يغطي أنحاء عدة في إسرائيل ويشمل فئات إجتماعية مختلفة ويرفع مطالب معيشيه واسعة النطاق تعدت الاحتجاج على ارتفاع أسعار وأصبحت ذات مغزى وأهدف سياسية أهمها إسقاط الحكومة وإجراء إنتخابات مبكرة، بالإضافة الي إصدار قانون تجنيد كل شباب اسرائيل بما فيهم أبناء الطائفه الدينيه "الحريديم" وبناءاً على ذلك تأججت المظاهرات، مشيراً بأن حزب كاديما سعي الي سحب الثقة من زعيمة المعارض، ولكنه تراجع عن هذا الإتفاق وقام بحشد أنصارة لإسقاط الحكومة الحالية وإجراء إنتخابات مبكرة فى خطوة وصفها الكثيرون بأنها تصفية حسابات بين الزعيمين، مؤكداً بأن أنصار موفاز رئيس الأركان ووزير دفاع السابق يعتبرونة المنقذ لإسرائيل فى الوقت الحالى بعد الثورات العربية وسقوط الأنظمة المتحالفة مع الدولة العبرية والتهديدات الإيرانية، بسبب خبرته العسكرية. تفاقم التطرف الديني ويرى د.عماد جاد بمركز الأهرام للدراسات السياسية، بأن "ثورة الحريديم" ليست مشكله عسكريه ولكنها مشكله سياسيه، والخطورة الأكبر هي تفاقم التطرف الديني في الجيش الإسرائيلي، حيث سيرفض المجنديين المتدينين بعض الأوامر العسكريه، التي يتم توجيهها لهم من الضابطات أو الأوامر العسكريه التي تخالف تعليمات الحاخامات اليهود، وهو ما سيؤثر علي الطابع العام للجيش الإسرائيلي، مؤكداً بأن "ثورة الخيام" في إسرائيل تضمن إنتفاضة شعبية قادمة في الدولة العبرية، ولابد أن ينصاع اليها المسئولين جيداً ويقدرها العرب، لأنه فى حال نجاحها فإن معالم الشرق الأوسط سوف تتغير كلياً وتحديداً في الدولة الفلسطينية، وسيتم الإتفاق على إنشاء دولتين كاملتين السيادة، لأن الشعب الإسرائيلي هو من سيقرر وليس حكومتة التي تفرض علية سياساتها العميقة والمتخلفة التى تؤثر بالسلب على المواطن الإسرائيلى المعتدل، موضحاً بأن أحد أسباب الإحتجاجات هما طرفي الأزمة "الطبقة الوسطي" و "شباب الحريديم"، بجانب تحالفات نتانياهو للخامات ورجال الأعمال اليهود وتحالفاتهم السياسية القوية داخل الإدارة الأمريكية التي تضمن بقاؤه في الحكم عبر برامج اقتصادية تخدمهم مثل الإسكان والتمويلات الخارجية والدعم العسكري من بعض الدول ولكنها تظلم الشعب الإسرائيلى. وأوضح د.حمدى عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية والإقتصادية السابق، بأن الوضع السياسي والإقتصادي الإسرائيلي ينبىء بمزيد من الفوضي بسبب تزايد الإحتجاجات الشعبية ضد حكومة نتانياهو التي تتمسك بالإنفاق الرهيب علي بناء المستوطنات وشراء الأسلحة للعدوان علي الفلسطينين، موضحاً بأن سقوط الأنظمة في أي دولة سهل جداً إذا تم نقص الخبز والوقود، وهذا ما ينبطق تماماً على الحكومة الإسرائيلية الحالية التى تواجة غضب شعبى عارم ينحصر في الموافقة علي تجنيد أبناء الطائفة الدينية "الحريديم" في الجيش الإسرائيلي، مشيراً الي أن الأزمة الإقتصادية والدينية يشكلان خطورة علي إستقرار الوضع الإسرائيلي، بالإضافة الي أن الضرائب الإسرائيلية لا تصل للمواطن علي شكل خدمات وحلول لأزمات إقتصادية وإجتماعية، ولكنها تذهب الي بناء المستوطنات وشراء الأسلحة، بينما ترفض الحكومة زيادة الرواتب وتحسين الوضع الصحي، مؤكداً بأن الإنهيار الإقتصادي في إسرائيل يعكس الإنهيار الإقتصادي الأمريكي مما أثر سلباً علي الدولة الصهيونية.