أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن عروبة القدس وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية "خط أحمر" لا يمكن السماح بتجاوزه، وذلك في بيان صدر عن الرئاسة الفلسطينية اليوم الثلاثاء بمناسبة الذكرى 43 لإحراق المسجد الأقصى على يد متطرف يهودي . وقال عباس في نص البيان التي حصلت وكالة الأناضول للأنباء على نسخة منه إن "الحريق الذي شب بالمسجد المبارك على يد مجرم متعصب تحت سمع وبصر سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من أربعة عقود، لم يكن سوى فاتحة لسلسة لم تنقطع تهدف إلى تدمير المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم، وتهويد القدس لتأبيد احتلالها". وأشار البيان إلى أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في القدس ومحيط المسجد الأقصى من حفريات وأنفاق واستيطان لن تلغي "الواقع الأبدي" لعروبة المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وأضاف عباس أن القدس تتعرض هذه الأيام إلى "هجمة رسمية غير مسبوقة، تتولاها الحكومة الإسرائيلية، وبلديتها بالاستيلاء على المزيد من الأراضي، وسن القوانين الجائرة لتسهيل عمليات السطو والاستيلاء والسلب" على أراضي الشعب الفلسطيني. وطالب بيان الرئاسة الفلسطينية "الأمتين العربية والإسلامية وكل القوى المحبة للسلام في العالم بالمسارعة لإنقاذ المدينة ومقدساتها"، وفق الخطة التي قدمها عباس للقمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مدينة مكةالمكرمة الأسبوع الماضي. وشدد الرئيس الفلسطيني في ختام بيانه على أنه "لا سلام ولا أمن ولا استقرار دون جلاء الاحتلال ومستوطناته ومستوطنيه عن المدينة المقدسة، والعاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية." ويحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء الذكرى ال43 لإحراق المسجد الأقصي عندما دبر الإسرائيلي مايكل دينيس روهن دبر حريقا ضخما في 21 أغسطس / آب 1969 في الجناح الشرقي للمسجد، وأتت النيران على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة. وقطعت السلطات الإسرائيلية وقتها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، كما تأخرت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس حتى لا تشارك في إطفاء الحريق الذي كان من تداعياته إعلان قيام منظمة المؤتمر الإسلامي كردة فعل للمظاهرات الضخمة التي اندلعت في كثير من الدول الإسلامية.