ولا يتوقف•لكن الشاب توقف تلبية لأوامر والده الذي يجلس بجواره• وقفت السيارة وخرجت منها المرأة المسنة ، قالت للشاب: - قلت لك يا حيوان لا تتوقف، خد بقي واشرب• وخرجت من السيارة التي احتكت بها سيارة النقل ؛امرأة طويلة وعريضة كالدولاب ،وزميلتها تحاول منعها ،لكنها تحركت كالمارد ، وصفعت الشاب بظهر يدها في عنف،وهي تسبه بأغلظ السباب• كان الشاب يرتدي بنطلونا أسود وفوقه جاكيت ترنج ، ووالده يرتدي الملابس الريفية ،أخذ الرجل المسن يستجديها ويستحلفها بأن تترك ابنه، وهي تصفع الشاب بكلتا يديها ،قال الرجل في استجداء: - إننا ناس طيبون • لا نتشاجر مع أحد•• حتي في بلادنا لا نتشاجر مع أحد• وزميلتها تشدها إليها• عندما أراد الشاب أن يمنع المرأة العملاقة من ضربه؛ أسرع والده وصفعه أكثر من أربع كفوف• وهو يسبه، فقد تلين المرأة الثائرة وتعفو عن ابنه ،عندما تراه يضربه هكذا• أخرجت المرأة العملاقة موبايلها، وأخذت تداعبه بأصابعها ذات الأظافر الطويلة الملونة، فقالت الأخري لها: - كفي ،زوجك الآن مشغول• لكنها لم تتوقف،ربما ستتصل بنمرة أخري• فشدت المرأة الأخري الشاب في احتقار وهي تسبه: - اركب سيارتك يا حيوان وامشي• أسرع الشاب وحاول ركوب السيارة ،لكن المرأة العملاقة شدته من قفاه في احتقار شديد •وهي تسبه وتصفعه• وقفت السيارات ،ونزل سائقوها محاولين فض الاشتباك •لكن المرأة العملاقة صاحت في قوة وكبرياء : - مش عايزه حد هنا• فقال شاب غاضبا: - إحنا كان قصدنا نخدم وننهي المشكلة • واسرع إلي سيارته وانطلق بها ،وبعد قليل جاء شرطي• ظلت هذه الحادثة تطاردني؛ فمن الممكن أن يقع أي انسان في هذا المأزق، أن تصطدم سيارته بامرأة مثل هذه ،زوجها من رجال الأعمال الذين يمتلكون الملايين ، أو ضابط شرطة ،أو واصل وفي منصب كبير ، أو• •• أو•• فماذا سيحدث، ما الذي سيفعله شاب وهو يري امرأة تضربه وتسبه وتهينه بهذا الشكل؟! قلت لنفسي هي كانت ناقصة ، مش كفاية ما يفعله أزواجهن في الناس ؟! وهذا يذكرني بما حدث في أواخر عام 2001 حيث دعانا رئيس تحرير جريدة سكندرية ،إلي لقاء في مقر جريدته في مساكن الضباط المواجهة لمبني سكك حديد الإسكندرية • الرجل مثل الكثيرين يحلمون بتطور جريدته بالاستعانة بأدباء الإسكندرية •• حضرنا اللقاء، كان معنا الأصدقاء صبري أبو علم ومهدي بندق والدكتور محمود رشدي وغيرهم ، قابلت رئيس التحرير في مكتبه، وكان معه الأستاذ محمد البدرشيني ، وكان نائبا عن الحي الذي أسكنه وقتذاك ، قلت له: - أنا من رعاياك • وعندما علم أنني من قرية "المراغة " ، قال: - ياه ، ده أنتم أصحاب المكان هناك • حيث يتجمع عدد كبير جدا من المراغية في هذا المكان • انتهي اللقاء• وفتحنا باب الأسانسير لننزل ففوجئت بالصديق محمود بكري صاعد في الأسانسير مع رئيس التحرير والنائب محمد البدرشيني، قلت لبكري: - أين كنت ؟!، لقد انتهت الندوة • فلم يجبني • وعندما هبطنا إلي الشارع حكي لنا الدكتور محمود رشدي إن محمود بكري جاء في موعده قبل بدء الندوة ، لكنه خرج من باب الأسانسير في دور أعلي من الدور الذي تسكنه الجريدة •ودق جرس الباب، ففتحت له سيدة، سألها عن اسم الجريدة ، قالت : - مافيش حاجة من دي هنا • فظن أنه أخطأ في العمارة ،فمدخل العمارات متشابه•فقال لها: - آسف، أكيد في العمارة التالية• وركب الأسانسير وخرج في الدور الأرضي فإذ بالبواب يمسك به ويمنع خروجه، فقد اتصلت به السيدة عبر الهاتف الداخلي وأمرته بأن يمسك النازل في الأسانسير، واتصلت بزوجها الضابط في مديرية الأمن الذي اتصل بمأمور القسم فأرسل رجلين "طوال وعراض" للقبض عليه •ولا أدري ما الذي أخبر رئيس التحرير والبدرشيني بهذا ،فهبطا إليه ودارت المباحثات بزوجها أولا وبمأمور القسم ثانيا حتي تركاه• ورأينا المخبرين يخرجان من العمارة ،فقال صبري أبو علم لهما غاضبا: - ما الذي حدث ، واحد أخطأ في الشقة؟! فقال أحدهما: وما ذنبنا نحن ؟ّ!