عقد المؤتمر الدولي السادس "بيوفيجن الإسكندرية 2012"،مساء أمس بمكتبة الأسكندرية تحت شعار "العلوم الحياتية الجديدة: الربط بين العلوم والمجتمع". ويشارك في المؤتمر هذا العام أكثر من 2050 مشارك ونحو 115 متحدث بارز، منهم أربعة من الحائزين على جائزة نوبل. ويناقش المؤتمر أهمية العلوم في تحقيق التنمية الشاملة نحو مجتمع أفضل، ويتطرق إلى الابتكارات والإبداعات العلمية. افتتح المؤتمر كل من الدكتور أسامة الفولى.محافظ الأسكندرية والدكتور سراج الدين مدير المكتبة وديديه هوش؛ رئيس المنتدى العالمي لعلوم الحياة بفرنسا، وكوجي أومي؛ مؤسس ورئيس منتدى العلوم والتكنولوجيا في اليابان، ورومان مورنزي؛ المدير التنفيذي لأكاديمية العلوم للعالم النامي، وأعرب سراج الدين عن اعتزاز المكتبة بتنظيم هذا الحدث الدولي الضخم، والذي يقام في المكتبة في الأعوام الزوجية، بالتبادل مع المنتدى العالمي لعلوم الحياة "BioVision- the World Life Sciences Forum" الذي يعقد في مدينة ليون بفرنسا في الأعوام الفردية منذ عام 2004. وأكد أن العالم يضم الآن عدد كبير من مراكز القوة في المجال العلمي، ومجموعة من العلماء المتميزين الذي يحاولون نشر معرفتهم وخبراتهم لإفادة المجتمعات. وأوضح أن المؤتمر يسعى إلى نقل معرفة مجموعة من أبرز العلماء وتبادل الآراء والأفكار التي تساهم في إحداث تأثير إيجابي على المجتمع. من جانبه، قال الدكتور أسامة الفولي إن المؤتمر يضم نخبة من أبرز العلماء حول العالم وصانعي القرار والطلبة بهدف مشاركة الآراء والأفكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا لخدمة المجتمع. ويعرض مجموعة من النماذج الناجحة التي تمثل تضافر العلوم والسياسات بهدف خلق برامج تهدف إلى إفادة البشرية. وتبادل الخبرات والمعرفة لتحديد سبل استغلال العلم في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. وتحدث ديديه هوش في كلمته عن المنتدى العالمي لعلوم الحياة الذي يعقد في مدينة ليون بفرنسا في الأعوام الفردية منذ عام 2004. وأوضح أن المنتدى يسعى إلى ضم مشاركين ومتحدثين من كافة القطاعات؛ كالعلماء والقطاع الخاص وصانعي القرار وطلاب الجامعات، بالإضافة إلى عقد شراكات في جميع أنحاء العالم، وذلك بهدف وضع أفكار وبرامج علمية تساعد على تحويل التطورات والابتكارات العلمية إلى حلول ملموسة تخدم المواطنين. وأكد أن المنتدى قام بوضع برنامج عام لمؤتمر العام المقبل، والذي يعقد في الفترة من 24 إلى 26 مارس 2013، مبينًا أن أولويات المنتدى تقوم على زيادة أنشطته إلى جانب المؤتمر، ووضع استراتيجية طويلة المدى لتحقيق أهدافه. وأعرب عن تطلعه للتعاون بين بيوفيجن الإسكندرية والمنتدى العالمي لعلوم الحياة لبحث بدء إجراءات وبرامج حقيقية في مجال العلوم الحياتية يمكن أن تؤتي ثمارها في خدمة المجتمع في السنوات القادمة. وفي كلمته، شدد كوجي أومي على أهمية المؤتمر في بحث إمكانيات العلوم والتكنولوجيا في إفادة المجتمع وتقديم حلول طويلة الأجل للمشكلات التي تواجهها المجتمعات. وتحدث أومي عن بعض التجارب المتعلقة بالعلوم الحياتية وربطها بالمجتمع في اليابان. وأشار إلى أن الصناعات الحيوية في اليابان تعتمد على المصادر الطبيعية، كما أن التكنولوجيا ساعدت في تنمية عدد كبير من الصناعات؛ كالسيارات والكيماويات. وأشار إلى أن صناعة الأدوية في اليابان تواجه العديد من التحديات بسبب نظام التأمين وانخفاض أسعار الأدوية مما أدى إلى تدهور تلك الصناعة. وأكد أن الحكومة اليابانية التفتت إلى تلك المشكلة وبدأت حاليًا استراتيجية لدعم أبحاث العلوم الحياتية لتشجيع صناعة الأدوية وبالتالي استغلال التقدم العلمي خاصة في مجال البيولوجيا لتنمية الاقتصاد. من جانبه، قال رومان مورنزي إن 50% من العلماء الذين يعملون من خلال أكاديمية العلوم للعالم النامي يعملون في مجال العلوم الحياتية، مبينًا أن الأكاديمية تسعى إلى خلق برامج بحثية وفرص ومنح للعلماء لتقدم أبحاث ومعرفة تحدث فرقًا إيجابيًا في حياة الأشخاص في دول العالم النامي. وأشار إلى أن الأكاديمية تعمل على خلق برامج وأنشطة علمية لمكافحة الفقر والأمراض في حوالي 81 دولة من العالم النامي. وأضاف أن الأكاديمية التي تتمتع بشراكات مع دول متعددة حول العالم تعمل على دعم العلماء العرب من خلال شراكتها مع مكتبة الإسكندرية لتوفير المنح وفرص البحث. وألقى الدكتور إسماعيل سراج الدين عقب الجلسة الافتتاحية كلمة بعنوان "الثورة المعرفية.. الأعمدة السبعة للمعرفة"، والتي تناول فيها تغير أنماط المعرفة والعلم طبقًا للتحولات الجارية في مجال تكنولوجيا المعلومات، مبينًا أنها ستؤثر على طبيعة مضمون المعرفة وآليات تطورها، وهو ما سيؤدي إلى تغيرات جذرية في طبيعة المجتمعات على المستويات المحلية والدولية وأوضح أن الأعمدة هي؛ البنية والحياة والتنظيم، والصورة والنص، والإنسان والآلة، والتعقيد والفوضى، وعلوم الحاسبات والبحث العلمي، والتقارب والتداخل والتحول، ومنهجية الدراسات البينية وصياغة السياسات المناسبة. وأشار إلى أن التغيرات الحديثة أدت إلى تنظيم جديد للمادة المعروضة، يتسم ببنية جديدة خرجت من النص إلى الصورة والصوت والفيلم المتحرك، ويتجه نحو الشبكة الدلالية Semantic Web، حيث يمكننا البحث عن العلاقات والمفاهيم وليس فقط عن الأشياء، فيصبح هيكل تنظيم وعرض المعارف نسيجًا كبيرًا مترابطًا ومفعمًا بالحيوية من المفاهيم والأفكار والحقائق؛ وينمو هذا النسيج بشكل سريع مما يتطلب أساليب تفكير جديدة للتفاعل معها. وتطرق إلى الاعتماد الكبير على الصورة، بالإضافة إلى النص، في نقل المعلومات والمعارف، والأشكال المتغيرة لأجهزة التخزين والاسترجاع التي سيتطلبها هذا الأمر، حيث ننتقل من الكتاب أو المجلة التي تعتمد على النص إلى عروض الصور الرقمية الثابتة والفيديو وكذلك الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد، وكلها قابلة للعلاقة التفاعلية Interactivity. وأضاف أنه لم يعد من الممكن البحث يدويًّا في مخزون الكم الهائل من المواد المتاحة، فالقرن الحادي والعشرون هو بداية عصر جديد في تفاعل الإنسان مع الآلة واعتماده عليها، ومثل هذه الملاحظات تثير فورًا تساؤلات عن قضية الذكاء الصناعي. وأكد أن لتلك الثورة المعرفية بعض التداعيات؛ ومنها: تداعيات الثورة المعرفية على الكتاب، وتداعيات الثورة المعرفية على مجال التعليم والتعلم، وعلى المتاحف والمكتبات والأرشيفات، والقيم الإنسانية في المستقبل. ويشارك في المؤتمر أيضًا الدكتور هوانمنج يانج؛ مدير معهد بكين لعلم الجينوم، وفيفيان ديريك؛ رئيس معهد بريدجز بالولايات المتحدةالأمريكية، والدكتور شريف قنديل؛ أستاذ علوم المواد بمعهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية. يتحدث في المؤتمر أيضًا مارك فان مونتاجو؛ رئيس الإتحاد الأوروبي للتكنولوجيا الحيوية، والدكتورة منى مرعي؛ رئيس معامل هندسة الأنسجة بكلية طب الأسنان بجامعة الإسكندرية، والدكتور مصطفى قاسم؛ مدير معمل الغدد الصماء في جامعة أودنسه بالدنمرك، والبروفسور رونالد لابورت؛ أستاذ علم الأوبئة بجامعة بتسبرج. ويتضمن المؤتمر هذا العام العديد من الجلسات التي تناقش مواضيع عدة مثل تعزيز العلوم في الشرق الأوسط، والعلوم الحياتية الجديدة، والأمن الغذائي، ودور العلم في خدمة المجتمع، والتكنولوجيا الحيوية، والتنمية الحضرية. ويقام على هامش المؤتمر معرض بعنوان ""، والذي يقدم فرصة للعارضين لعرض منتجاتهم وخدماتهم للمشاركين في المؤتمر، والمتحدثين البارزين. ويعد من أبرز المشاركين في معرض " البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، وأكاديمية العلوم للعالم النامي. ويأتي ضمن فاعليات المؤتمر أيضًا معرض لشباب الباحثين لعرض أبحاثهم ومشروعاتهم، وسيكون المعرض فرصة لعقد العديد من المناقشات المثمرة وتبادل المقترحات مع عدد من العلماء من مختلف أنحاء العالم.