شن عدد من قيادات حزب الحرية والعدالة هجوماً عنيفاً على د. على جمعة مفتي الديار المصرية بعد زيارته أمس للقدس المحتلة، وانتقدوا الزيارة بصرف النظر عن مبرراتها وأسبابها. فقد وصف د. محمد البلتاجى زيارة جمعة للقدس بأنها غير مقبولة، وتأتى فى اطار سياق تطبيعى، سواء كان فضيلته منتبهاً أو غير منتبه، وقال: "هناك سياقاً تطبيعياً واضحاً مع الكيان الصهيونى؛ يتزامن مع وجود دعوات عدد من الشخصيات الدينية تبرر الذهاب للقدس؛ وهى فى قبضة العدو الصهيونى تحت مبرر افتتاح كرسى الإمام الغزالى للدراسات الإسلامية بالقدس الشريف . وأضاف: أن هناك موقفاً شعبياً موحداً واضحاً من قبل الثورة برفض التطبيع مع إسرائيل ، وكسر هذا الإجماع الوطنى من جانب المفتى أمر فى غاية الخطورة. وأشار البلتاجى إلى أنه تقدم بطلب لرئيس مجلس الشعب لمساءلة الحكومة حول سفر جمعة للقدس، ولكن لم تتم مناقشته نظراً لضيق الوقت لأنه قدمه متأخراً عقب الإعلان عن الزيارة. وأكد أسامة ياسين - رئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب؛ الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة - إن هذه الزيارة تمثل كارثة حقيقية وضربة موجهة للجهاد الوطني الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع مع إسرائيل طوال السنوات الماضية. وأشار ياسين إلي أن النظام السابق الذي كان يتمتع بعلاقات متينة مع قادة إسرائيل فشل في فرض التطبيع علي الشعب المصري، وبالتالي فإنه ليس مقبولاً أن تحدث مثل هذه الزيارة بعد ثورة يناير التي شهدت توافقاً بين الموقف الشعبي والرسمي الرافض لوجود أي علاقات مع الكيان الإسرائيلي طالما استمر الاحتلال والاستيطان وحصار قطاع غزة. وأوضح ياسين أن مفتي الديار المصرية عندما ذهب للمسجد الأقصى مخالفاً في ذلك كل الفتاوى الصادرة من علماء المسلمين، ومن بينهم الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية لم يكن يمثل نفسه وإنما يمثل أحد المسئولين في المؤسسة الدينية الرسمية، وبالتالي فإن ما قام به لا يقبل تبريره؛ ولا يمكن تمريره؛ بل يجب مسائلته بالشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذا الموقف من أي شخصية اعتبارية رسمية بما فيه إضرار بالقضية الفلسطينية ولا يخدمها بأي حال من الأحوال. فيما أوضح د. أحمد إمام - عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة- أن الصورة التي تم تداولها علي بعض مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لعدد من نواب مجلس الشعب وخلفهم لافتة مكتوب عليها القدس تم التقاطها لوفد البرلمان المصري الذي زار قطاع غزة منذ أيام، وقال إن هذه الصورة تم التقاطها أمام المجلس التشريعي الفلسطيني بقطاع غزة، وكان مكتوباً علي اللافتة التي خلفهم القدس تبعد عن هنا 37 كيلومترا.