تحولت حوائط وجداريات كورنيش الاسكندرية من شعارات ثورية الى كروية حيث فوجئ رواد شارع الكورنيش بوجود عبارات وشعارات كروية على الجداريات التى كانت تحمل الرسوم والعبارات والشعارات الثورية والحماسية بالاضافة الى رصد بعض الصور لثورة 25 يناير , فكان نصيب هذة العبارات لالترس الاهلاوى والزملكاوى والاتحادوى وكانت هذة النقلة لها رد فعل فى الشارع السكندرى بالاضافة الى العديد من الاسئلة.... هل انبثقت ثورة رياضية من رحم ثورة يناير ؟ ام هذا رد فعل احداث بورسعيد ؟ اما ان الحماس الثورى قد انطفئ وظهر الحماس الكروى بديلا عنه؟ هذا ما دفع"صوت البلد" لرصد هذة الظاهرة التي جدت علي الشارع السكندرى . فى البداية يقول سامي محروس إبراهيم موظف بأحدي الجمعيات الأهلية عندما اندلعت ثورة 25 يناير قام العديد من الشباب بتجميل الشوارع والحوائط خاصة المطلة على الكورنيش بكونها عنوان المدينة وذلك من خلال الرسم علي بعض الجداريات التى تعكس احداث ثورة يناير وصور شهدائها ونحن كجمعيات أهلية سعدنا بهذا الأسلوب الحضاري والتعامل الراقي والثقافي لدي شبابنا وهذا ماخلقته ثورة يناير ولكن دوام الحال من المحال فتحولت هذة الصور التى كانت تحمل الملامح الثورية الى صور ورسومات كروية تحمل عبارت تنافسية ما بين الألتراس الزملكاوى والاهلاوى والاتحاداوى ويضيف محروس بان هذة العبارت الكروية قد زادت وانتشرت فور احداث بورسعيد موكدا بان تغير الرسومات كانت صدمة للجمهور السكندرى بكونها كانت بمثابة تسجيل للتاريخ والحدث العظيم الذى شهدته البلاد لافتا الى ان تحويلها الى شعارات كروية افسدتها مكانتها وقيمتها فضلا عن إتجاه شباب الألتراس الكروي إلي المنافسة بين بعضهم البعض فظهرت في هذه اللوحات ألفاظ نابية تخدش الحياء والتراشق بالشتائم التي تكتب حاليا علي جدريات كورنيش عروس البحر الأبيض المتوسط . ويلتقط الحديث هيثم المرتضى مدير أحدي كافيتريات الكورنيش قائلا مع بداية ثورة يناير كنا نتعاون مع الشباب المتطوعة التي كانت تخلد ذكري ثورة يناير علي جدريات الكورنيش والتي كان معظمها من طلاب كلية الفنون الجميلة وكنا نساهم معهم بالأموال اللازمة للدهانات والرسومات وصور شهداء الثورة وكنا نشعر بالفخر بهذا العمل الوطني لتخليد ذكري الثورة المجيدة ولكن حاليا يقومون مجموعات من الشباب بإزالة الصور التخليدية للثورة ووضع مكانها عبارات تنافسية وإستعراضية بين مجموعات الألتراس المختلفة من الإتحاداوي والزملكاوي والأهلاوي حيث وصلت المنافسة فيما بينهم بكتابة الألفاظ النابية والشتائم علي جدريات كورنيش الإسكندرية مما أصابة بالتشوه وجعل واجهته لاتسر الناظرين إليه مشيرا إلي أن كورنيش الإسكندرية هذا عنوان المدينة وهناك الكثير من الأفراد التي تقد رؤيتة سواء من أبناء المحافظات أو من الدول الأخري فلا يجب بأن يروا الشارع بهذه الحالة التي وصل لها من تشوهه . ويضيف فتحى عبد الحفيظ تاجر بأن طريق الكورنيش وهو أكثر الشوارع الحيوية بالإسكندرية التى أصيبت فى الأونة الأخيرة بحالات تشوه كبيرة مضيفا بأن من الظواهر الغريبة والمفزعة أيضا علي الشارع السكندرى هو تبادل السباب والالفاظ الجارحة بين التراس الاندية المختلفة حيث نجد توعد مشجعى الاهلى للزمال والعكس ونادى الاتحاد للاهلى والعكس والغريب بان هذا الوعيد ياتى فى شكل غير حضارى من خلال كتابة الالفاظ التى يعاب عليها القانون , يتراشقون بها عبر حوائط وجدريات كورنيش الاسكندرية , لافتا الى ان المحافظة والجهات المعنية لا تتحرك باخذ اى قرار حاسم يمنع هذة الفضيحة الاخلاقية مشيرا الى ان هذة اللوحة الغير مقبولة للاسف بتكون واجهة لكل زوار الاسكندرية وهذا ما يسفر عن عكس صورة مشوه تكون عالقة باذهان السائحين عرب او اجانب ,موضحا بان الالتراس لم يكتفوا بكتابة شتائمهم بالغة العربية بل قاموا بتسجيل عبارتهم اللازعة بالانجليزية وهذا ما يؤكد بانهم يريدون توصيل هذة الصور الغير حضارية لخارج مصر , واعتقد بان هناك ايدى خفية وهدف غير نبيل من وراء هذة الظاهرة المسيئة لمصر وشعبها . ويقول اشرف الحمراوى مهندس مساحة أن الإسكندرية في فترة الصيف تشهد لجوء العديد من السياح الأجانب اليها بكونها عروس البحر المتوسط وتحتل دائما المراكز الأولي في الصدارة للمدن الساحلية لاحتوائها علي الكثير من المناطق السياحية والاثرية ولكن للأسف بدلا من ان نحافظ علي تلك المدينة العريقة وايضا لتحقيق مكاسب اقتصادية من وراء تنشيط السياحة يقوم البعض بتخريب اي شيء جميل ,ويشوه ما يقابله من جمال فأننا فوجئنا بمجموعة من الشباب يقومون برسم وكتابة عبارات إستعراضية تابعة لأحدي الألتراس الرياضي حتي أصبحت ظاهرة لا يمكن الهروب منها, ولا الاغفال عنها فقد تعددت انواعها واشكالها مع اختلاف الفئة التي تمارسها فهناك الكتابة والرسم علي الجدران والحوائط والعقارات وداخل المواصلات وعلي الأرصفة حتي وصل الأمر داخل المدارس وعلي الأبواب وهذه التصرفات تصدر من فئة من الشباب وهناك نوع آخر من الملصقات وكتابة الاعلانات ويختص بذلك من لهم المصلحة في تسويق منتجاتهم او الإعلان عن عملهم اما النوع الثالث هو تعليق اللافتات ولصق الملصقات الخاصة بالمرشحين في الانتخابات ونضيف إلي كل هذا نوعا آخر, وهو الباحث عن الرزق عن طريق رسم شيء وبجواره رقم التليفون كالإعلان عن نفسه وعلي أي حال فإن الظاهرة سواء كان غرضها سلبيا أم ايجابيا فهي في حد ذاتها نوعا من انواع التشويه وضياع الشكل الجمالي للثغر ولكنهم اغفلوا ان المكان لا يخلو من السائحين الذين ينتقدوننا فهذا التشويه يشوه سمعة مصر امام الدول الأخري ولاسيما ونحن في مواكبة التقدم والتكنولوجيا ونحن مجتمع ينادي بالنظافة فلماذا نصر دوما علي تشويه المعالم الجميلة في بلدنا . ومن جانبها نفت مديرية امن الاسكندرية برئاسة اللواء خالد غاربة ما نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن قرار بمعاقبة اى شخص يحاول تشوية اى جدار او حائط بالاسكندرية بالرسم علية "جارفيت" بالحبس ثلاث سنوات مؤكدا بان هذة الاختصاصات ليست محل اختصاص الشرطة بل اختصاص المحافظة مشيرا الى ان وزارة الداخلية لا يسن القوانين بل تنفيذها فقط مضيفا بان ما جاء بادعاءات باننا نقبض على ما يقوم بالرسم هذا كلام ليس له اساس من الصحة .