أعرب وزير الخارجية محمد كامل عمرو الذي يزور جنوب السودان حالياً عن قلق بلاده إزاء التصعيد بين الخرطوموجوبا، وأكد اهتمام القاهرة بنزع فتيل الأزمة وحقن الدماء تمهيداً لاستئناف المفاوضات بين البلدين للتوافق على القضايا العالقة. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن الوزير بحث مع المسؤولين في جنوب السودان موقفهم من الانسحاب من منطقة هجليج التي قامت قوات جنوبية باحتلالها، كما تطرقت المباحثات إلى القضايا العالقة ومنها مسألة ترسيم الحدود بين الطرفين وإنهاء الخلاف حول المناطق الحدودية، فضلاً عن التوقف عن دعم العناصر المتمردة عبر الحدود. وجاءت زيارة عمرو إلى جوبا بعد يوم من زيارته للخرطوم ولقائه عدداً من المسؤولين السودانيين للغرض نفسه. وكان وزير الخارجية المصري قال في تصريحات للصحفيين عقب لقائه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، إنه عرض وساطة رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي الداعية إلى تخفيف حدة التوتر بين الدولتين. وأضاف أنهم معنيون بتقديم مقترحات من أجل تحقق تسوية سلمية، مشيراً إلى أن الوفد المصري استمع إلى موقف جنوب السودان ووجهة نظرها بشأن الأزمة، وقال "سنقدم أفكاراً لتقريب وجهات النظر للوصول لكل الحلول السلمية، وهو ما نهدف له". ورحب وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق بالوساطة المصرية، مشيراً إلى أنهم بحاجة إلى مثل تلك الوساطات التي لا يعارضونها، خصوصاً إذا كانت تهدف إلى جمع الطرفين على طاولة التفاوض المباشر. وقال دينق في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري، إن رئيس جنوب السودان أمر بإطلاق جميع أسرى الجيش السوداني فوراً، في خطوة وصفها بأنها "حسن نية من جانبهم وتقدير لتلك الوساطة المصرية".