اعترف الرئيس المخلوع حسني مبارك فى مذكراته التي سجلها لصالح دار النشر البريطانية "كانون جيت" مقابل 10 ملايين دولار، بأن والدته رفعت عليه قضية نفقة تطالبه فيها بالانفاق عليها، وأن الرئيس السابق محمد أنور السادات كان يتعمد إهانته، وكان يُجهز لاقالته من منصب نائب الرئيس قبل رحيله بأيام، وأن زوجته سوزان طلبت منه الطلاق أكثر من مرة. وتتناول المذكرات التي نشرت صحيفة روزاليوسف الحلقة الأولى منها - أمس الإثنين- أخطر ثلاثين عاماً فى حكم مصر، منذ اغتيال السادات في حادث المنصة الشهير في 6 أكتوبر 1981 إلى 11 فبراير 2011، وهو يوم تنحيه عن الحكم بعد اشتعال ثورة 25 يناير، والعديد من الأسرار التي مرت بها مصر والمنطقة والعالم، وفي تلك المذكرات نقرأ التحولات الكبيرة في حياة الرئيس المخلوع منذ كان طفلاً صغيراً في كفر مصيلحة وشعوره بالفقر لكثرة عدد أشقائه وراتب والده الضئيل الموظف بالمحكمة. ويذكر مبارك في تلك المذكرات أن والدته رفعت عليه يوماً قضية نفقة، بسبب ظروفها المادية الصعبة، وحدث التحول النوعي في حياته بدخوله الكلية الجوية في العام 1949، مما أدى إلى تحسن أحواله المادية نسبياً، وذكر أنه كان يرتدي البذلة العسكرية باستمرار لعدم قدرته على شراء ملابس جديدة، وأن زملاؤه كانو يعايرونه بفقره عندما اكتشفوا ذلك. وكشف مبارك في مذكراته أنه كان يتطلع إلى اليوم الذي يودع فيه الفقر وينتقل في السلم الاجتماعي إلى طبقة أعلى، كما يتناول علاقته بزوجته سوزان ويؤكد أنها كانت قائدته في الكثير من محطات الحياة، وقد طلبت منه الطلاق مراراً خلال علاقتهما الزوجية، وعندما أصبحت سيدة مصر الأولى بعدما جاء مبارك رئيساً لم يكن لديها استعداد للتخلي عن اللقب بأي ثمن. وفي مذكراته رصد المخلوع علاقته بالرئيس السابق السادات، وأكد أن السادات كان يتعمد إهانته باستمرار، وكان يعتبره بطيء الفهم، رغم اختياره له نائباً، ويعتبر مبارك هذا اليوم أسعد أيام حياته على الإطلاق، ويكشف أن السادات كان يعتزم إقالته فى أواخر عام 1981 إلا أن القدر لم يمهله بسبب اغتياله فى حادث المنصة الشهير، ويوضح مبارك في تلك المذكرات أن وزير شئون رئاسة الجمهورية منصور حسن رفض قرارات الاعتقال في 5 أغسطس وهو ما لم يقبله السادات فأطاح به. وأكد مبارك فى مذكراته أنه لا يستبعد تورط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في اغتيال المعارض الليبي منصور الكخيا والزعيم الشيعي اللبنانى موسى الصدر وأشرف مروان زوج ابنة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر . ويوضح مبارك أن أسباب الاغتيال تتفاوت باختلاف الضحية، فبالنسبة لمنصور الكخيا لأنه كان دائم المعارضة له في مصر، وكان يشكل خطراً على حكمه وأراد إسكاته إلى الأبد، أما الصدر فلأنه انتقد القذافي كثيراً، ودعاه إلى ليبيا لتناول وجبة سمك وكابوريكا، ثم ألقى بجثته في البحر، وبالنسبة لأشرف مروان، يكشف مبارك أن الدافع الرئيسي لاغتيال القذافي له هو الاختلاف على عمولات السلاح بين أشرف وأبناء القذافي، بخصوص صفقة سلاح إلى إحدى الدول الإفريقية. وفي مذكرات مبارك نقرأ محاولة القذافي تهريب المتهمين باغتيال السادات في حادث المنصة، باعتبارهم أبطالاً، لأنهم قتلوا عدوه اللدود، الذي ضرب بنغازي بالطيران أواخر السبعينيات، ولم يتراجع إلا بضغوط عربية ودولية، إلا أنهم فشلوا في ذلك.