الأحداث الدامية والمأساوية التي شهدها إستاد بورسعيد عقب لقاء المصري البورسعيدي والنادي الأهلي، ليست الأولى ولكنها الأعنف والأشرس على مدى التاريخ الرياضى المصرى بل والإفريقى وربما العالمى، فمجزرة "بورحزين" كانت نتيجة طبيعية لمقدمات سبقتها، فالشغب الجماهيرى صار سمة أساسية فى الملاعب المصرية فى الآونة الأخيرة فى ظل غياب للوعى والضمير، وتعصبٍ أعمى وأحياناً أهوج ، وتراخٍ شرطى بل فلنقل تواطؤ أمنى، ولكن الشغب الجماهيرى فى موقعة "بورحزين" تجاوز كل الخطوط الحمراء، وماتت معه الروح الرياضية وتم تشييعها إلى مثواها الأخير على أرض بورسعيد . وقد كان اقتحام جماهير نادي الزمالك لإستاد القاهرة قبل نهاية مباراة فريقهم أمام الإفريقي التونسي في دوري أبطال أفريقيا في أبريل الماضي والتي عرفت إعلاميا باسم "موقعة الجلابية" - نسبة إلي شاب اقتحم الملعب مرتديا الجلباب - هي الأبرز في حوادث الشغب في الملاعب المصرية هذا العام، وانتقلت عدوي اقتحام أرض الملعب إلى عدد من الملاعب بالمدن المصرية منها الإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية، ففي يونيوالماضي وقبل انتهاء موسم 2010-2011 اجتاحت جماهير الاتحاد السكندري أرض الملعب خلال مباراة زعيم الثغر مع وادي دجلة بعد تقدم الأخير، وخلّفت وراءها إصابة عدد كبير من الجماهير واللاعبين من بينهم أحد أفراد طاقم التحكيم النمساوي ليتم إلغاء المباراة، وعقب مباراة الأهلي وكيما أسوان في كأس مصر والتي انتهت بفوز الأحمر 4 - صفر اشتبكت أجهزة الشرطة مع ألتراس الأهلي في عمليات كر وفر بين الأمن والجماهير حول إستاد القاهرة أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف الطرفين، كما أشعلت جماهير الإسماعيلي النيران في المدرجات وألقت الحجارة وزجاجات المياه على رجال الأمن، بعد خسارة الدراويش أمام المقاولون العرب في دور الثمانية لبطولة كأس مصر، وسرت عدوى الشغب الجماهيري فى المباريات الودية - أيضا – فقد شهدت اشتباكات عديدة بين الأمن والجماهير ما أدى لإلغاء بعضها مثل مباراة الإتحاد السكندري ونادى دمنهوربالإسكندرية، وغزل المحلة والأولمبي فى الغربية قبل انطلاق الدوري، وفي الأسبوع الأول للموسم الحالي فاز المصري البورسعيدي على غزل المحلة بثلاثة أهداف دون رد في مباراة شهدت أحداث شغب مما أدى لتوقف اللقاء لأكثر من 15 دقيقة بسبب إلقاء جماهير المحلة للحجارة وتمت معاقبة أصحاب الأرض بنقل مباراتين خارج ملعبهم إلى المنصورة، وفي مباراة أخرى قامت جماهير المصري بإلقاء الحجارة فيما اقتحم البعض منها أرض الملعب بعد تعادل أصحاب الأرض مع سموحة، وقد أفسد جمهور غزل المحلة مباراة الفلاحين مع الأهلى واقتحم الجمهور أرض الملعب مما أدى إلى إلغاء المباراة، وتعدى الأمر إلى غضب الجماهير من لاعبي فريقها في حال استمرار خسارته للمباريات، وهذا ما حدث خلال تدريبات فريق الإتحاد السكندري من اشتباكات بالعصي والصواعق الكهربية بين اللاعبين وجماهير الثغر في الإسكندرية. ودفعت حوادث الشغب الجماهيرى العديدة إتحاد الكرة المصري ولجنة المسابقات إلى تغليظ العقوبات لتصل - بجانب العقوبات المالية - إلى نقل مباريات خارج ملعب الفريق الذي أثار جمهوره الشغب وإقامة مباريات بدون جمهور في حالة تكرار الشغب، وطالت العقوبة فرق الأهلي والزمالك والاسماعيلي والمصري وغزل المحلة. ولم تقتصر ظاهرة شغب الملاعب في مصر على كرة القدم، فامتد إلى رياضات أخرى، فقد ألغيت مباراة الإتحاد السكندري والأهلي في الكرة الطائرة والتي أقيمت بالصالة المغطاة بالإسكندرية، بسبب شغب جماهير الاتحاد، وامتد العنف الرياضي - أيضاً - إلى ملاعب كرة اليد والسلة .