ورغم التاريخ المشترك، فالأوزبك عاشوا واستوطنوا في مصر وسكان تركستان، وما يعرف حاليًا بآسيا الوسطي كان لهم العديد من الأسماء التاريخية البارزة، ومنهم من جاء قائدًا ومنهم من تولي الحكم، مثل كافور الإخشيدي وأحمد بن طولون، وأعود وأقول إنه رغم التاريخ الحافل وتشابه العادات والتقاليد والتنسيق في المحافل الدولية وسياسة أوزبكستان الخارجية التي تحترم مبدأ عدم التدخل في شئون الغير والانفتاح علي العالم من واقع تبادل المنافع والمصالح المشتركة ورغم هذا كله، فإن الطموح يدفع للأمل في المزيد من التطور علي جميع المستويات، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتجاري، لأن مستوي التبادل التجاري لا يرقي إلي مستوي العلاقات المتميزة بين الدولتين الشقيقتين، وقد قام فخامة الرئيس كريموف بزيارتين هامتين لمصر وقعت خلالهما العديد من الاتفاقات•• والمقصود هنا أن الحكومتين قامتا بالدور المنوط بهما في تمهيد الطريق أمام حركة التبادل التجاري وتطوير وحماية الاستثمارات، هذا فضلاً عن إقرار اتفاقية إقامة الخط الجوي المباشر الذي أتمني أن يواصل مسيرته دون توقف•• ويبقي الدور الأهم هنا علي العامل البشري الذي بدوره يلعب دورًا أهم من الحكومات في ظل علاقات السوق والانفتاح التجاري والعولمة التي سهلت الكثير من وسائل الاتصال، وذللت العديد من العقبات وأزالت الحواجز وبحصرنا هذا لدسمه في العلاقات الدولية، حيث أصبحت البراجماتية هي الأساس الأهم في التعامل مع الدول، بل وحتي مع الأفراد، وبمعني آخر أصبحت المنافع المتبادلة هي العنصر الحاكم والأهم في العلاقات الدولية• ولا شك أن دولتينا في حاجة إلي تبادل هذه المنافع، فمثلاً السوق الأوزبكية تتسع للعديد من مجالات الاستثمار في مجالات شتي كالجلود والصناعات الغذائية واستغلال المناجم والطاقة وصناعات النسيج والأخشاب والعطور، ولا أشك في أن مصر لديها العديد من الخبرات في هذه المجالات المتميزة• كما أن اللجان المشتركة العليا التي تعقد ما بين الدولتين كانت دومًا حريصة علي اصطحاب مجموعات متميزة من رجال الأعمال في مختلف المجالات والسفارات، سواء المصرية في طشقند والتي تعمل فيها بقدرة فائقة وكفاءة وتجدها صباح مساء في جميع المحافل الأرزبكية بحكم علاقاتها المكثفة•• فضلاً عن أن السفيرة الكريمة فادية كفافي تبذل قصاري جهدها في استقدام الطرف الآخر لمصر بهدف تحقيق المزيد من المرونة بين أطراف الاستثمار في الدولتين، وكذلك يحرص السفير المعتمد لدي مصر شاه عظيم علي مد جسور العلاقات مع طبقة رجال الأعمال المصريين والوزارات المعنية بهذا الشأن، ولنا أن نتمني• وأوزبكستان تحتفل بعيدها الثامن عشر وسط إنجازات ونجاحات وتحت ظل قيادة كريموف الرائدة والتي حققت لشعبها أهم إنجاز، وهو عنصر الأمن الثري هو القاعدة الأساسية والركيزة الهامة في التقدم والتطور، كما أن الآلة الرئيسية في الاستثمار في عالمنا المعاصر الذي بات فيه الإرهاب آفة الدول، ومن هنا كان عنصر الأمن والأمان من أهم قواعد إرساء التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأمم• في العيد الوطني الذي هو بحق لوحة رائعة من الفن الرفيع الذي يقام في ميدان الاستقلال بقلب العاصمة التاريخية طشقند يشهد العالم عبر ممثليه أن حب الوطن هو الرمز الأعظم ودموع الفرح تذرف في عيون المواطنين من فرط سعادتهم باحتفالهم مع رئيسهم وقائدهم بعام جديد من مسيرة الكفاح من أجل الهوية من أجل رفعة الوطن واستقلاله•• فهنيئًا لك أيها المواطن ببلدك وقائدك•