ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية ان التساؤلات والمخاوف حول مصير الرئيس السابق حسني مبارك ارتفعت حدتها في مصر والعالم العربي عقب دفاع مبارك في أولى مرافعات الدفاع الذي ادعى أن مبارك رجل نزيه وقدم له صورة مدهشة لزعيم نظيف لا يمكن أن يخطئ. وأشارت الصحيفة إلى أن الرجل المسن الذي كان يدخل الجلسات وهو ممدد على سرير جلس بشكل سليم وراء القضبان للاستماع إلى مرافعة دفاعه وسط هتافات المحامين المتطوعين للدفاع عنه. وسخرت الصحيفة من دفاع محامي مبارك فريد الديب الذي قال فيه: إن مبارك رجل جدير بالتقدير ليس دمويا أو معتديا وكان يحكم ولا يتحكم وعادلا وغير مستبد احترم القانون. وتابعت الصحيفة: لقد رسم الديب صورة مدهشة للرئيس مبارك تصوره زعيما نظيفا لا يمكن ان يخطئ في قول وانتقد النيابة التي لطخت عائلة مبارك. وادعى الديب أن مبارك عندما علم بأمر المتظاهرين "قال إنه يريد أن يستجيب لمطالبهم على الفور، ولم يحاول سحق الاحتجاجات، بل على العكس، إنه يؤيد مطالب المحتجين، وليس هناك قضية ضد مبارك". ولفتت الصحيفة إلى أن المراقبين يرفضون الادعاءات بأن مبارك الذي استخدم جهازه الأمني لمدة 30 عاما لقمع المعارضة السياسية كان مستعدا للتعامل مع أولئك الذين يسعون للإطاحة به. الى ذلك، كشف مصدر مقرب من عائلة مبارك أن جهات خاصة أخطرت أسرته بأن تكاليف حراسته ونقله تخطت في 31 ديسمبر الماضي مبلغ 10 ملايين جنيه وان تكاليف نقله من محبسه بالمركز الطبي العالمي لقاعة المحاكمة تتكلف في كل مرة ما يزيد على 10 آلاف دولار، مبارك الذي أعلن لأسرته انه شخص مطلوب قتله داخل وخارج مصر قال: إن نقله للمركز الطبي نوع من التأمين. ويشارك 200 عنصر معظمهم من الداخلية في حماية وتأمين وحراسة مبارك بعد ان انتقلت مهمة تأمينه من القوات المسلحة الى الشرطة بعد إدانته من قبل النيابة العامة. وفي السياق نفسه، قال الطبيب المتخصص في الأورام السرطانية المكلف بمتابعة حالة مبارك الصحية، ان الرئيس المصري السابق لا يخضع لعلاج كيماوي لإصابته بالسرطان بل يعاني من ضعف العضلات مما يجعل حركته محدودة للغاية. وقال ياسر عبدالقادر استاذ الأمراض السرطانية والأورام: مازلنا نجري فحوصا طبية حتى الآن لنتأكد من خلوه من هذا المرض فهو ليس مريضا به بنسبة 100% ولم يأخذ الكيماوي حتى الآن ومازال تحت الفحوص. واضاف عبدالقادر الذي كان طبيب مبارك قبل تنحيه في 11 فبراير تحت ضغط الشارع هناك ضعف في العضلات مما يجعل حركته محدودة للغاية ولا جدال في ذلك. واستمر عبدالقادر في متابعة حالة مبارك الصحية بطلب من القضاء. ومن جانبه، توقع د. سعد الدين ابراهيم أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن تتم إدانة الرئيس السابق مبارك في قضيتين او 3 من التي يحاكم أمامها الآن في محكمة التجمع الخامس، كما توقع أن تتراوح مدة سجنه بين 5 و15 سنة. وقال إنه ينتظر من الرئيس المقبل بعد انتخابه وتسلمه السلطة في أول يوليو المقبل، أن يقوم بتخفيف مدة الحكم أو يقوم بالإفراج عنه لأسباب صحية، وأوضح أنه لا وقت للشماتة في أحد الآن، لأن مصر الثورة تتطلب البناء وعدم الالتفات الى الوراء أو تصفية الخصومات القديمة.