تلعب العلاقات العامة دورا مهمًا وحيويا في حياتنا سواء العملية وشئون الحياة المختلفة ونستخدمها بشكل مستمر فالإنسان في اتصاله مع الآخرين إما يترك انطباعا حسنا وطيبا ساعده علي الحصول دائما موجودة بيننا على ما يريد وتحقيق التفاهم والتعاون وينال مبتغاه بأقل تكلفة ووقت وأدنى مجهود أو يترك انطباعا سيئا يمنعه من التواصل الجيد مع الآخرين؛ إلا إن العلاقات العامة كمصطلح ظهر في أوائل القرن الماضي في أوروبا وأمريكا وان كان السبق للعرب دائما فقد ظهر أول كتاب في منتصف القرن الرابع الهجري يتحدث عن أساليب وطرق التعامل بين الناس (كتاب مدارة الناس). وتعتبر العلاقات العامة، هي إحدى الوظائف الرئيسية العليا لأي منظمة سواء كانت حكومية أو خاصة تهدف إلى الربح أو لا تسعى لأرباح مادية وهى تختص بتخطيط وتنظيم الأنشطة والأعمال المتعلقة بجماهير المنظمة الداخلية والخارجية؛ من أجل الاحتفاظ بعلاقات طيبة معهم والتأثير في اتجاهاتهم والحرص على كسب تأييدهم ورسم صورة ذهنية جيدة لديهم عن الكيان الذي تنتمي إليه. فالعلاقات العامة فن الاتصال بجماهير المنظمة التي تتعامل معها ورعاية الروابط الإنسانية في المجتمع وكسب ودها وضمان التفاهم بين هذه المؤسسات وجماهيرها وأيضا قياس الآراء والمشاعر الجماهيرية وتبيين السياسات والإجراءات الموضوعة مما جعلها ركيزة أساسية لكل المنظمات والوزارات. وبالبحث والتقصي لإدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية ندرك مدى توافر الإمكانيات المادية والبشرية وأيضا الدعم الكافيين لإنجاحها وتحقيق كافة أهدافها و مدى الاهتمام التي تلقاه حيث إنها تتبع وزير الداخلية مباشرة وأيضا من خلال تلك القوانين والإجراءات التي صدرت لتنظيم عمل الإدارة. ومع تلك الأهمية لا نلمس لها أية أدوار مع ما تمر به البلد خاصة ان كانت العلاقات العامة أهم أهدافها رسم صورة ذهنية طيبة وجيدة للكيان الذي تنتمي إليه فما أحوج الداخلية إلى جهودها وأنشطتها؟.. وأيضا إلى جهودها الإعلامية المبذولة من خلال وسائل الإعلام المختلفة لإلقاء الضوء على العمل الشرطي بوجه عام والعمل على تكوين صورة طيبة عن الشرطة في أذهان الجماهير، خاصة في ظل وجود كتيبة من ضباط أكفاء مثل عميد علاء عطية وعقيد إيهاب السعيد إلى اللواء إبراهيم حماد المدير السابق أو اللواء حمدي عبد الكريم الذي وافته المنية والذي قاد الإدارة في اشد الأوقات صعوبة أثناء ثورة 25 يناير والمصادمات بين الأمن والمتظاهرين إلى الانفلات الامنى انتهاء بمديرها الحالي اللواء مروان مصطفى الذي نطمح أن تصل في عهده إلى القمة في تطبيق أسس وأهداف العلاقات العامة. والسؤال الآن: أين هي من الحملات والانتقادات بل الاتهامات التي توجه في كل وقت إلى جهاز الشرطة؟ وذلك بعرض الحقائق الصحيحة والمعلومات السليمة وعدم طمس الحقيقة الماثلة إمام الأعين. إننا نجد نشاطها لم يخرج عن كونه نشاطًا روتينيًا يخاطب الجمهور الداخلي أكثر من الخارجي ويظهر ذلك في القصور الشديد في تغطية بعض الإحداث المهمة التي تمر بالبلد؛ والأمثلة كثيرة على ذلك فلم تقدم التفاسير أو الإيضاحات للجماهير عن إجراءاتها أو أساليبها (وقد يكون ذلك بسبب عدم الرغبة في الكشف عن خطط وأساليب العمل) والإنسان عدو ما يجهله لذلك فالناس لن تتعاون أبدا أو توافق على جهود أو نشاطات لا تعلم عنها شيئا أو لا تعلم حقيقة الأمر بل قد يتبنوا موقفًا رافضًا أو حتى عدائي تجاه سلوك أو تصرف معين لأنهم ببساطة لا يفهمون حقيقة الأمر؛ وذلك دور العلاقات العامة تقوم بالشرح والتفسير لذا فالتعاون بين رجل الشرطة والمواطنين من خلال العلاقات العامة أمر ضروري ولابد منه ومن غيره لن يستطيع رجل الشرطة أداء عمله بنجاح ومن صور تعاون الناس الإبلاغ عن المشتبه فيهم أو المجرمين والخارجين علي القانون و بالإبلاغ عن المخالفات والانحرافات ليس فقط بل إن كل فرد لو وضع لنفسه نظاما يعرف ما له وما عليه ولم يجور على حقوق الغير والتزم بالقانون عن رغبة وليس عن رهبة ساعد ذلك على منع الجريمة ووأدها في مهدها. قد يظن البعض أن مسئولية العلاقات العامة من اختصاص مسئوليها فقط بل هي مسئولية جميع العاملين بالوزارة مدنيين وعسكريين من أصغر رتبة إلى لأعلى الرتب وهى مستمرة أثناء العمل وبعده ويجب أن يعلموا جيدا أن تلك الوظيفة هي تكليف من المجتمع وليست تشريفًا. الشرطة جزء مهم من المجتمع لكن الصورة التي خلقها وتركها النظام السابق بأنها العصا الغليظة التي تكبح الحرية وتسوق أبناء الشعب للاذعان والقهر وأغراض التوريث تركت أثار سلبية وصورة كريهة وسيئة لا تنسى بسهولة من ذاكرة الشعب. واذا اختلف أداء رجال الشرطة عن السياسات الموضوعة أو بالأدق اختلف العمل عن القول فلا جدوى ولا فائدة فالعلاقات العامة ليست سحرا.. وليس المهم أن نحدد الهدف بل الطريقة التي نتبعها لتحقيقه. رثاء واجب منذ أيام رحل عن عالمنا إنسان دمث الخلق كان مثالا لرجل الشرطة المتفاني في عمله، والذي سقط أثناء تأديته لعمله. إنه العميد فايز أباظة رحمه الله وألهم أهله الصبر والسلوان ونقول له لن ينساك أصدقاؤك ومحبوك فمكانك دائما في القلوب.