* اللواء محسن الفنجرى بدأ علاقته الإعلامية بالشعب الثائر بتحية - ولا أروع - لأرواح الشهداء؛ وكانت سابقة عسكرية حصرية للجيش المصرى، الذى انفرد بالتحية العسكرية لأرواح الشهداء من المدنيين؛ نالت استحسان وتقدير الجميع وبثت روح التفاؤل والتعاطف، والتأييد للمجلس العسكرى الحاكم فى مصر المحروسة؛ وتطورت علاقة الفنجرى بالثوار وتوطدت؛ لدرجة أنهم أيدوا بيانات المجلس العسكرى المتتالية التى يلقيها اللواء الفنجرى - بصوت حازمٍ وحنون فى آنٍ واحد؛ ووجهٍ يجمع بين الصرامة والبشاشة - دعماً للثورة، وتأكيداً على تلبية مطالب الثوار المشروعة، وتوهجت علاقة الفنجرى بالشعب المصرى؛ لتصل إلى حد إنشاء صفحة على "الفيس بوك" ل"محبى اللواء الفنجرى"، تجاوز عدد المشاركين فيها حاجز ال 100 ألف؛ ولكن منذ أيام خرج علينا الفنجرى بلهجة غريبة على آذاننا؛ وأسلوب جديد على بيانات المجلس العسكرى للمصريين؛ واختفت البشاشة وتوارى الحنان؛ وظهرت العين الحمراء، والإصبع المُهدِّد والمُحذِّر والمُتوعِّد؛ فانقلبت علاقة الفنجرى بثوار "أم الدنيا" رأساً على عقب؛ ولأول مرة يرفض الشباب المصرى بيانات المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية؛ وأصبحت صفحة الفنجرى على "الفيس" فى خبر كان، بعدما حذفها مؤسسوها؛ احتجاجاً على لغة الأصابع والوعيد وسياسة العين الحمراء وَلَىّ الذراع. * كذلك بدأ المهاجم الموريتانى دومينيك داسيلفا - المحترف بالنادى الأهلى - علاقته بالجماهير الحمراء بأداء التحية العسكرية بعد كل هدف يحرزه فى مرمى المنافسين؛ فنال استحسان وتعاطف وتأييد جماهير نادى القرن؛ وأنشأ محبوه صفحة له على الفيس؛ وتغنّوا باسمه وصفقوا لمهاراته؛ الآن دومينيك يتدلل، وجوزيه قناعته غير مكتملة به؛ وانضم - مؤخراً - إلى صفوف الأحمر مهاجم برازيلى سيحجز مكانه فى هجوم الأهلى؛ فهل ستنقلب الحال فى الأيام المقبلة، ونرى الإصبع المُهدِّد والمحذِّر والمُتوعِّد من دومينيك للقلعة الحمراء؟! * لايختلف اثنان على أن المعلم حسن شحاتة واحد من أبرز وأمهر وأشهر المدربين المصريين على الإطلاق؛ ولكن موافقته على تولى مسئولية الإدارة الفنية لنادى الزمالك مغامرة كبرى بلاشك؛ فالرجل كان مديراً فنياً لمنتخب الفراعنة الذى تسيد القارة السمراء طيلة الأعوام الماضية؛ واقتحم معه قائمة العشرة الكبار على مستوى العالم، بعدما تلاعب بالبرازيل أسياد الكرة الأرضية كروياً؛ وقهر الطليان أبطال العالم وقتها؛ ولا يوجد عندى سبب مقنع لموافقة المعلم على تولى منصب المدير الفنى لأى نادٍ فى الشرق الأوسط حتى لو كان الزمالك - مع كامل تقديرى واحترامى للقلعة البيضاء - إلا حياء هذا الرجل وتواضعه الشديد وعشقه للساحرة المستديرة؛ حسن شحاتة - أيضاً - بدأ علاقته بمجلس إدارة الزمالك - الذى اختاره بديلا للتوأم - بكل الحميمية والمودة؛ ولم تمر 24 ساعة على دخوله النادى الأبيض؛ حتى ظهرت سياسة العين الحمراء والوعيد والتهديد بالرحيل إن لم يستجب المجلس لكل طلباته! * فى بداية أزمة الجبلاية مع الجمعية العمومية ومحاولات المعارضة المستميتة والمستمرة لسحب الثقة من مجلس سمير زاهر؛ لم تظهر فى الصورة الأندية الثلاثة الهابطة إلى دورى المظاليم - الاتحاد والمقاولون وسموحة - فقد كانت وقتها تصارع من أجل البقاء ولم يكن هبوطها مؤكداً؛ فأمسكت العصى من المنتصف حتى يستبين موقفها من البقاء فى دورى الشهرة والأضواء من عدمه؛ ومارست سياسة الشد والجذب مع زاهر ورفاقه دون الانضمام الحقيقى والفعلى لجبهة المعارضة؛ الآن وبعدما فشلت كل محاولاتها فى البقاء فى الدورى الممتاز؛ بعد إصرار الجبلاية على عدم إلغاء الهبوط؛ بدأ الهابطون الثلاثة سياسة العين الحمراء؛ وظهر التهديد والوعيد باللجوء إلى الفيفا؛ والانضمام الكامل والتام لصفوف المعارضة لإسقاط الجبلاية! * لماذا يلجأ كل صاحب حاجة إلى المهادنة حتى ينال مآربه، فإذا استقام الأمر له أو عكّر أحد صفوَهُ؛ خرجت علينا الأصابع المُهدِّدة والمحذِّرة والمُتوعِدة؛ وطلّت علينا الوجوه المُكفهّرة العابثة؛ ونظرت إلينا العيون الحمراء؛ وخاطبتنا القلوب التى لا تعرف الرحمة؟ لماذا لا نكون صادقين مع أنفسنا؛ واضحين فى تعاملاتنا؛ ثابتين على مواقفنا؛ ونترك السياسات الخائبة والفاشلة والمتعفنة؛ مثل إمساك العصى من المنتصف؛ و"الضحك على الدقون"؛ والرقص على الأوتار المهترئة؛ واللعب على مشاعر البسطاء؛ واحتراف سياسة العين الحمراء؛ والقلوب السوداء؛ والنسر الجارح؟ * كل المشاعر أصبحت بركاناً يعلوه الجليد.. هل بعد هذا الموت موت؟!