- "صوت البلد" في تحقيق إستقصائي من ميدان التحرير . - أعنف معركة بعد سقوط مبارك . - المصابين حتى هذه اللحظة 1114 ، حسبما صرحت وزارة الصحة . في أعنف معركة من نوعها شهدها ميدان التحرير بعد إنتهاء أحداث ثورة يناير وسقوط النظام البائد وتنحي الرئيس السابق مبارك عن الحكم ، وقعت أمس ومع حلول الظلام إشتباكات وإحتجاجات من جانب أسر شهداء الثورة أمام مسرح البالون ثم إنتقلت إلى ميدان التحرير ، وقامت قولت الأمن المركزي وعناصر الشرطة بإلقاء الغازات المسيلة للدموع في محاولة منهم لتفريق المحتجين الذين قاموا بإلقاء الشرطة بالحجارة . تأتي هذه الأحداث بعد تأجيل محاكمة وزير الداخلية السابق "حبيب العادلي" في قضية قتل المتظاهرين أثتاء الثورة فيما يعرف إعلامياً ب "موقعة الجمل" ، دونما إعلان أسباب التأجييل . في البداية يقول مصطفى حسين أحد نشطاء التحرير إن الناس يقولون إنه تم إستبدال حبيب العادلي بوزير آخر مثله ، ويعتقدون أن وزارة الداخلية قد عادت إلى سابق عهدها مثلما كانت عليه أثناء حكم النظام البائد . كما يقول أحد الأطباء الذي كان يعالج المصابين بالنسبة لهؤلاء الذين فقدوا أحباءهم في يناير حينما يروا الأمن المركزي في الشوارع فإن هذا يمثل إستفزازاً لهم في حد ذاته ، فالناس تصرخ : لقد سُرقت الثورة والوضع متوتر للغاية . جدير بالذكر ، أن من أسباب تلك الاشتباكات أيضاً هو قرار القضاء بحل المجالس المحلية التي تم إنتخاب أعضائها إبان عهد النظام البائد . بدأت الأحداث بين الأمن المركزي والشعب في تمام العاشرة مساءً وإستمرت حتى فجر اليوم بمسرح البالون ، وانتقل هالي الشهداء إلى ميدان التحرير للإنضمام إلى باقي المتظاهرين وقتها ، وبدا الأمن المركزي في الإتجاه إلى ميدان التحرير لفض التواجد بالميدان ، مستخدماً الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط بمساعدة البلطجية ببنادق الرش . ومن جهة أخرى ، امتنعت المستشفيات العسكرية والحكومية عن مداواة المرضى ، وعمدت على إحتجاز المصابين وتقديمهم للجهات الأمنية ، بينما اعتمد المواطنين على نقل المصابين بالموتوسيكلات إلى المستشفيات الخاصة وعربات الإسعاف والمستشفى الموجود بميدان التحرير الذي تم نصبه في تمام الحادية عشر مساء أمس ، والذي يعتمد على الجهود الذاتية للمتظاهرين ، وتعتمد على 2 من الإستشاريين ، و 3 صيادلة ، و 2 طلبة بكالوريوس ، و 5 مسعفين ، والتي استقبلت 300 مصاباً منذ بداية الأحداث . جدير بالذكر ، أن الأرقام والإحصائيات السابقة جاءت على خلفية ماذكره كل من د.زياد المصري ، 25 سنة موجود بميدان التحرير ، كما أن هناك حالتين وفاة ، ومعظم الحالات كانت مصاية بقطع سطحي بالرأس ، وكسور بالعظام ، وشظايا ، واختناقات ، والتهاب في الأعين ، وآلام بالمعدة . بينما وصلت تكاليف العلاج حتى الآن بالمستشفى الميداني أكثرمن 30 ألف جنية جميعها من الجهود الذاتية للمتظاهرين . وأخيراً يقول أسامة مصطفى سباك 40 سنة إن الضرب بدأ بالليل عندما اختاروا 5 أفراد للدخول إلى وزير الداخلية ، وقتها بدأ الضرب في المتظاهرين ، لافتاً إلى أنهم كانوا يعتمدون على 90 موتوسيكل لنقل المصابين من الميدان .